تفاصيل الخبر

الـسـيـاســـي والكـــاتب والـصـحــافــــي الـكـبـيـــــــر مـحمــــد حسنيـــن هيكــــل فـــي ذمـــــة الله!

25/02/2016
الـسـيـاســـي والكـــاتب والـصـحــافــــي الـكـبـيـــــــر  مـحمــــد حسنيـــن هيكــــل فـــي ذمـــــة الله!

الـسـيـاســـي والكـــاتب والـصـحــافــــي الـكـبـيـــــــر مـحمــــد حسنيـــن هيكــــل فـــي ذمـــــة الله!

ابراهيم-المعلم-يعزي-ابن-الراحلخسرت الصحافة العربية عميدها وأستاذها وذاكرة الأمة الكاتب والصحافي المصري الكبير محمد حسنين هيكل، الذي توفي يوم 17 شباط/ فبراير الجاري عن عمر يناهز 93 عاماً، حافل بالعطاءات والتجارب، لاسيما تجربته مع الزعيم الراحل جمال عبد الناصر الذي كان الاقرب اليه.

وقد نعاه الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي ببالغ الحزن والأسى، وقال ان مصر فقدت اليوم عَلَماً صحفياً قديراً، أثرى الصحافة المصرية والعربية بكتاباته وتحليلاته السياسية التي تناولت فترات ممتدة من تاريخ مصر والأمة العربية، فكان شاهداً على أحداث ومحطات تاريخية مهمة في التاريخ المعاصر، فضلاً عن إسهاماته العديدة من خلال الكثير من المؤلفات التي تناولت العديد من الأزمات والأحداث التي مرت بها مصر ومنطقة الشرق الأوسط.

 ورأى السيسي ان الأستاذ محمد حسنين هيكل أسّس مدرسة صحفية متميزة جمعت بين التحليل السياسي وروعة الأسلوب الصحفي بلغة رصينة راقية أضفت مزيداً من الإعجاب والتقدير على مقالاته ومؤلفاته سواء الصحفية أو الفكرية. وكان لجهود الفقيد عظيم الأثر في النهوض بصحيفة <الأهرام > العريقة إبان رئاسته لمجلس إدارتها وتحريرها حتى أصبحت من أكبر الصحف على مستوى العالم.

 كما نعاه نقيب الصحافيين المصريين يحيى قلاش، وقال: <كان قيمة وطنية وفكرية كبيرة وليس مجرد صحفي أو سياسي شهير>، مؤكداً أن هيكل شخصية لن تتكرر، وأول صحفى يبتكر من الصحافة الذاتية مهنة تعمل بشكل مؤسسي.

ونعت صحيفة <الاهرام> رئيس تحريرها السابق أيام عبد الناصر طوال 17 عاماً ووصفته بفقيد الصحافة االعربية.

وقال المهندس عبد الحكيم عبد الناصر، نجل الرئيس عبد الناصر، إن العلاقة التي ربطت والده بالراحل كان أكبر من كونها علاقة تربط بين رئيس جمهورية ورئيس تحرير جريدة أو وزير، مؤكداً ان عائلة عبد الناصر كانت تعتبر هيكل فرداً منها، لافتاً في الوقت ذاته إلى أنه كان مدرسة كبيرة في علوم الصحافة والتاريخ والسياسة، مشيراً الى أن بداية العلاقة بين عبد الناصر وهيكل بدأت لقاء عابراً أثناء حرب 1948، واستمرت بعدها اللقاءات خاصة يوم ثورة 1952 حيث حضر مع الوالد في مجلس قيادة الثورة، واختاره وزيراً للإرشاد القومي عام 1970 .

وقد واكب هيكل عهوداً عدة توالت على مصر من عهد الملك فاروق الاول، الى الرئيس جمال عبد الناصر وأنور السادات، ومن بعدهم حسني مبارك، وصولاً الى حكم محمد مرسي القصير بعد ثورة 25 يناير، وانتهاء بعهد الرئيس الحالي عبد الفتاح السيسي الذي رحّب به هيكل ودعا لعقد حوار وطني لحل أزمات البلاد الاقتصادية والسياسية والامنية.

 والملفت في هيكل هذه المسيرة من العطاء كرجل سياسة وصحافي وكاتب ،حيث قضى عمره في بلاط صحابة الجلالة، وتتلمذ على يديه الكثيرون، وكان موسوعة تتحدث تاريخاً واسراراً، وشاهداً على العصر وظل DSC_0262يكتب حتى الرمق الأخير من حياته، رغم مرضه بعدما أُصيب بفشل كلوي استدعى غسل الكلى ثلاث مرات في الاسبوع.

ومن أهم أقوال هيكل، “<الآن لدينا في عالمنا العربي: يمين يذهب إلى الجهل، ويسار يندفع إلى المجهول>، <الغاية النبيلة لا تحققها وسيلة رذيلة>، <إذا لم تتحدد قواعد أي حوار ومقاصده، ارتبك سياقه وضاعت نتائجه>، <تاريخ كل أمة خط متصل، وقد يصعد الخط أو يهبط، وقد يدور حول نفسه أو ينحني ولكنه لا ينقطع>، وأيضاً <الحقيقة غالية، ذلك لانه لا شيء في معترك الحياة يتحول الى حقيقة ثابتة إلا بعد التجربة، وعندما تقع التجربة فإن ثمنها يكون دُفِع بالكامل>.

تشييعه في <جامع الحسين>

وقد شُيّعت جنازة الراحل الكبير من <مسجد الحسين> بحضور وزراء وسياسيين وإعلاميين منهم وزير الثقافة حلمي نمنم، ومحافظ القاهرة جلال السعيد، لميس الحديدي، وزير الخارجية السابق نبيل فهمي، عمرو موسى، عمر الخولي، ابراهيم المعلم، يوسف القعيد، ياسر رزق، رئيس نادي الزمالك السابق ممدوح عباس، مصطفى حجازي مستشار رئيس الجمهورية السابق، وزير التجارة والصناعة السابق منير فخري عبد النور ووزير الشباب والرياضة خالد عبد العزيز.

ودُفن هيكل في مدافن الأسرة في منطقة مصر الجديدة بعد رفض دفنه في المدفن الخاص بالكاتب الكبير الكائن في قرية برقاش التابعة للمدينة حيث أنه مخالف ولم يصدر له قرار أو ترخيص بالإنشاء. وكان الراحل قد تقدم بطلب للواء فتحي سعد محافظ الجيزة السابق، بالموافقة على إنشاء مدفن خاص بالعزبة التي يقيم بها، وتمّ رفض الطلب من قبل المجلس التنفيذي والمحافظ والقيادات الشعبية، ليتقدّم بعدها الراحل بطلب إلى مجلس الوزراء بعد رفض المحافظة إنشاء المدفن، وتمّ التأشير عليه بأنه لا مانع بعد موافقة الجهات المختصة، وهي لجنة من المحافظة والزراعة بالجيزة، لكن مديرية الزراعة رفضت الطلب، وبناء عليه لا يجوز إنشاء المدفن حتى في حالة حصوله على تصريح داخلي من مجلس مدينة منشأة القناطر.

ومنذ بدأ دخول هيكل في انتكاسة صحية شديدة قام الكاتب الصحفي صلاح منتصر بمناشدة المسؤولين كي يسمحوا لنجله حسن بالحضور لإلقاء النظرة الأخيرة على أبيه وحضور مراسم الدفن والجنازة مع التعهد بعدم القبض عليه. علماً بأنه مُتّهم بالفساد في عهد الرئيس السابق حسني مبارك DSC_0404وبالتحديد بقضية التلاعب بالبورصة، بالاشتراك مع نجلي الرئيس المصري الأسبق علاء وجمال مبارك.

كما أُقيمت مراسم العزاء لهيكل في <مسجد عمر مكرم> وشارك فيها عدد كبير من الوزراء والسياسيين والسفراء  ورؤساء الأحزاب والصحفيين والفنانين والمسؤولين والشخصيات العامة.

تقدّم الحضور شريف اسماعيل، رئيس الوزراء ونبيل العربي أمين عام جامعة الدول العربية واللواء صدقي صبحي وزير الدفاع والإنتاج الحربي والمهندس حسب الله الكفرواي وزير الإسكان والدكتور علي الدين هلال وزير التعاليم العالي الأسبق والدكتور مصطفى حجازي واللواء محمد العصار وزير الإنتاج الحربي، والمستشار حاتم بجاتو، رئيس هيئة مفوضي المحكمة الدستورية العليا، ومنير فخري عبد النور وزير الصناعة السابق وأشرف سلمان وزير الاستثمار والمهندس خالد علي نجم، وزير الاتصالات وتكنولوجيا المعلومات والدكتور أحمد زكي بدر وزير التنمية المحلية، وأشرف العربي وزير التخطيط، وسامح شكري وزير الخارجية، وخالد عبدالعزيز وزير الشباب والرياضة، ونبيل فهمي وزير الخارجية الأسبق، وأسرة الرئيس جمال عبد الناصر.

ومن الإعلاميين جلال عارف رئيس المجلس الأعلى للصحافة وعمرو اديب والكاتب الصحفي إبراهيم عيسى والكاتب الصحفي محمد عبد الهادي علام والكاتب الصحفي ياسر رزق، وخالد ميري عضو مجلس نقابة الصحفيين ومحمود كامل وأسامة داوود، وأسامة سرايا رئيس تحرير جريدة <الأهرام> الأسبق والدكتور أحمد السيد النجار رئيس <مجلس إدارة الأهرام> وعبد الحليم قنديل رئيس تحرير صوت الأمة ومحمد عبد القدوس عضو مجلس نقابة الصحفيين السابق، والكاتب الصحفي صلاح منتصر.

كما انتدب عدد من دول العالم وفوداً ممثلة عنها، لتقديم واجب العزاء في الراحل الكبير،  منهم الدكتور خالد زيادة سفير لبنان والسفير الفلسطيني جمال الشوبكي وسفير المغرب العلمي وعبد المحمود عبدالحليم سفير السودان، ومعظم سفراء الدول الأوروبية واليابان والصين وكوريا. وشارك من الفنانين عادل إمام ويسرا وخالد النبوي.

   النعش-في-مسجد-الحسين خالد-عبد-العزيز-وزير-الشباب-والرياضة عبد-الحكيم-عبد-الناصر محمد-حسنين-هيكل وزير-الخارجيه-السابق-نبيل-فهمي--مصطفى-بكري نبيل-العربي هنا-يرقد-محمد-حسنين-هيكل وزير-الثقافة-حلمي-النمنم