تفاصيل الخبر

السرطانات الشائعة... وطرق الوقاية من خطر الاصابة بها!

10/03/2017
السرطانات الشائعة... وطرق  الوقاية من خطر الاصابة بها!

السرطانات الشائعة... وطرق الوقاية من خطر الاصابة بها!

 

بقلم وردية بطرس

الدكتور-ايلي-فرح-----1

السرطان هو من الأمراض الشائعة وبكثرة في يومنا هذا، وله أنواع عدة تختلف في تأثيرها على جسم الانسان، وتعتبر خلايا السرطان خطيرة ومتطفلة جداً حيث انها تهاجم الخلايا وتغزو جميع أعضاء الجسم وتستطيع تدمير خلايا الجسم.

وللسرطان نوعان: السرطان الحميد، والسرطان الخبيث حيث يعتبر السرطان الحميد أكثر بساطة وأقل خطراً من الخبيث، إذ انه لا يمتلك القدرة على الانتقال والتطور ومهاجمة الخلايا الأخرى في الجسم على عكس السرطان الخبيث، غير أنه في بعض الأوقات وفي ظل بعض الظروف يمكن ان يتحول السرطان الحميد الى خبيث.

 

الدكتور ايلي فرح يشرح أنواع السرطانات

فما هي السرطانات الشائعة؟ وهل هناك طرق تقلل من خطر الاصابة بالسرطان؟ وغيرها من الأسئلة طرحتها <الأفكار> على الدكتور ايلي نقولا فرح الاختصاصي في الطب الداخلي والتشخيص، ونسأله عن السرطانات الشائعة فيقول:

- هناك عوامل تؤثر سلباً ام ايجاباً في عملية حدوث بعض السرطانات الشائعة، وأقدر ان اقارب موضوع الوقاية من السرطان من كل جوانبه بايضاحات شاملة وكاملة، ونبدأ مع سرطان المثانة حيث ان المثبت في موضوع زيادة خطر حدوث سرطان المثانة يتمثل في التدخين وشرب الكحول، فيما الاكثار من استهلاك البقول والخضار والفاكهة وتناول من 8 الى 12 كأس ممتلئة من الماء الخالي من مادة الزرنيخ فقد تساعد في تقليص خطر الاصابة به.

أما سرطان الثدي فإن عدم اللجوء الى الرضاعة الثديية والانجاب المتأخر الى ما بعد سن الثلاثين وكذلك تأخر موعد انقطاع الطمث وشرب الكحول وعدم الولوج الى النشاط البدني واستهلاك الدهون بوفرة، كلها تمثل العوامل الأهم في زيادة خطر الاصابة بسرطان الثدي، فيما تخفيض خطر الاصابة منوط بالحفاظ على الوزن الصحي، وممارسة الرياضة من 30 الى 60 دقيقة في اليوم 5 أيام في الأسبوع على الأقل، والتوقف عن شرب الكحول، والاعتماد على البقول والفطر والخضار خصوصاً البروكولي والملفوف والقرنبيط واللفت.

وبالنسبة لسرطان القولون والمستقيم فإن التدخين، وشرب الكحول، وتناول اللحوم خصوصاً الحمراء منها والمعالجة والمقددة، بالاضافة الى استعمال السكر المكرر، والحليب ومشتقاته من ألبان وأجبان كاملة الدسم والغنية بالدهون، والوزن الزائد، تؤول جميعها الى زيادة خطر الاصابة، ويتقلص هذا الخطر باستخدام الثوم والبصل والثمار البحرية والخضار والفاكهة والحبوب الكاملة الغنية بالألياف والفيتامين <د> والكالسيوم و<السيلينيوم>.

ويتابع الدكتور فرح:

- وبالنسبة لسرطان البلعوم والفم والحنجرة فإن التدخين، ومضغ التبغ، وشرب الكحول، والمأكولات والمشروبات الشديدة السخونة والدهون تؤدي جميعها الى خطر الاصابة بسرطان البلعوم والفم والحنجرة، أما الخضار والفاكهة والاقلاع عن التبغ فلها المفعول العكسي تماماً.

وفي ما يتعلق بسرطان الرحم فإن الدهون المشبعة واللحوم الحمراء وزيادة الوزن من شأنها رفع نسبة حدوث سرطان الرحم، أما البقول والخضار والحبوب الكاملة فتقود الى تخفيض هذه النسبة.

وبالنسبة لسرطان الكلى فإن العنصر الأهم الذي يزيد من نسبة الإصابة به يكمن في التدخين بالاضافة الى الوزن الزائد وشرب الماء المزرنخة، ولتفادي هذا الخطر يجب الاقلاع عن التدخين والحفاظ على الوزن الصحي وشرب الماء الصالحة.

وعاد ليقول:

- بات من المؤكد بالنسبة لسرطان الرئة ان التدخين، والتعرض لمواد <الرادون> و<الأسبست> و<الزرنيخ>، وتناول اللحوم الحمراء والمعالجة والمقددة تؤدي الى زيادة خطر الاصابة بسرطان الرئة، ويحصل العكس تماماً عند الاعتماد على البقول والفاكهة والخضار الغنية بـ<السيلينيوم> ومادة <الكويرستين> الموجودة في التفاح مثلاً، وفيما نجد أن اللحوم الحمراء والمعالجة والمصنعة كما انعدام الحركة وزيادة الوزن والتدخين تشكل عوامل مسببة لسرطان البنكريس، فإن الاكثار من البقول والخضار والفاكهة وخصوصاً تلك الغنية بالفولات فتعمد الى قلب المعادلة بتقليص الخطر. وبالنسبة لسرطان البروستات فإن اللحوم الحمراء والأجبان والأغذية الغنية بالكالسيوم والوزن الزائد تؤول الى زيادة خطر الاصابة بسرطان البروستات، فيما تناول البندورة والملفوف والبروكولي والقرنبيط والسمك وسائر الخضار المحتوية على <البيتا كاروتين> و<السيلينوم> و<الليكوبين> تؤول الى تخفيض الخطر.

وإذا جئنا الى سرطان المعدة نجد ان المأكولات الغنية بالملح نفسه واللحوم المشوية والمدخنة وجرثومة <هليكوباكتر بيلوري> تعمد الى زيادة خطر الاصابة بسرطان المعدة، أما الخضار والفاكهة الطازجة والثوم والبصل والبقلة والمأكولات الغنية بـ<السيلينيوم> فتتكفل بتقليص خطر الاصابة به، فيما نجد بالنسبة لسرطان الكبد ان الكحول والمأكولات الملوثة بالسموم الفطرية <الأفلاتوكسين> والوزن الزائد تساهم في ارتفاع خطر الاصابة بسرطان الكبد، ويحصل العكس مع الاكثار من تناول الفاكهة.

المواد المسرطنة

ــ وما هي المواد المسرطنة؟

- أصبحت المواد الكيميائية جزءاً لا يتجزأ من حياتنا اليومية حيث تدعم العديد من نشاطاتنا وتسيطر على العديد من الأمراض، وتزيد من الانتاجية الزراعية، ولكن من ناحية اخرى فانها قد تشكل خطراً على صحتنا. ويقدر ان هناك ما يقارب 100000 مادة كيميائية موجودة حالياً وحوالى 2000 مادة كيميائية تدخل الى السوق سنوياً، ومنها ما يحل محل المواد القديمة. نتعرض جميعاً للمواد الكيميائية السامة، وعلى قدر كميتها ومدة مزاولتها وتكرار التعرض لها يكون حجم تسببها بايذائنا، وان لها مصدرين أحدهما طبيعي والآخر من صنع الانسان. وتنتشر هذه المواد في كل مكان، ويوجد منها ما هو منتشر طبيعياً في كل ما يحيط بنا وبما نتعاطاه من مأكل ومشرب وملبس ودواء ونبات، ومنها ما هو سام لنا. وعلى سبيل المثال فمادة الزرنيخ تنتشر بكثرة حيث تدخل في الخامات المستخدمة في استخلاص العديد من المعادن مثل الذهب والرصاص والنحاس والقصدير... وينبع الزرنيخ في الجو كناتج ثانوي لصهر الخامات غير الحديدية ومن عمليات تصنيع المبيدات الحشرية ومن أفران الصهر الزجاجي المستخدم في مصانع الزجاج، كما يوجد الزرنيخ بشكل كبير في المياه الطبيعية، والجدير بالذكر ان الثمار البحرية مثل القريدس والمحار وأسماك عديدة قد تحتوي على نسب عالية منه، ولكنها في هذه الحال تكون على شكل مركبات الزرنيخ العضوية غير السامة للانسان، وأما تلك التي تكون في المياه ومنها مياه الشفة فتصل نسبتها لدى دول كثيرة الى مستويات تفوق بأشواط ما حددته توصيات منظمة الصحة العالمية بـ0.01 ملغرام/ ليتر وتصبح خطراً مباشراً مسرطناً. ومن السموم الطبيعية أيضاً سموم الفطريات.

ــ وماذا عن المواد الكيميائية الصناعية؟

- ان التعرض للمواد الكيميائية الصناعية يؤدي الى حدوث سرطانات عديدة، أما المصادر الزراعية للمواد الكيميائية فتتأتى من استخدامها في الزراعة وتشمل <النيتروجين> وأسمدة الفوسفور والمبيدات الحشرية ومنظمات نمو النبات والعقاقير البيطرية، ولكن تبقى المبيدات الحشرية من أبرز المواد الكيميائية التي تؤثر سلباً على صحتنا، ومنها <دي دي تي> الذي مُنع استخدامه في العديد من الدول ولكنه ما زال مستخدماً في الكثير من الدول الأخرى، كما وان المبيدات قد تحتوي على شوائب مثل <فينوكس اسيد> والتي قد تكون أكثر إيذاء من المبيد الحشري نفسه.

ويصبح الهواء ملوثاً بالمبيدات نتيجة عمليات الرش، وقد يسبب تبخر القطرات خلالها الى تشكيل جزئيات صغيرة قابلة للحمل مسافات طويلة حسب سرعة الرياح الموجهة، بالاضافة الى ان هناك سلوكاً متداولاً لدى الكثير من الناس يقوم على رش منازلهم بالمبيدات والنتيجة هي انتقال المواد الكيميائية الى الغذاء فنصبح نحن الضحية، كما ان استعمال كميات عالية من المبيدات قد تسقط على سطح التربة وتبقى لأشهر عدة او حتى سنين. ولقد جرت العادة ان يتم رش المبيدات فقط في الأيام او الساعات التي تسبق حصاد المحاصيل، ومثل هذه المحاصيل قد تحتوي على بقايا مسرطنة اذا تم استهلاكها خلال وقت قصير بعد الحصاد، فالعديد من الخضراوات تتم زراعتها على مقربة من القرى والبلدات، وبالتالي يتم ارسالها مباشرة الى الأسواق دون غسلها بشكل جيد، وفي بعض الأحيان يتم رشها وهي موجودة في الأسواق لمنع تراكم الذباب عليها. ذلك بالاضافة الى وجود أسباب متعددة أخرى يتلوث بواسطتها الغذاء، وعلى سبيل المثال قد تحتوي اللحوم على نسب عالية من المبيدات كونها مركزة في أنسجة معينة ناتجة عن تغطيس القطعان والماشية في المياه الملوثة، او عند معالجة الحبوب مثل القمح بالمبيدات لقتل الحشرات والقوارض منعاً لتلف المحصول فقد تحتوي حينئذ على تركيز عال من المبيدات، وهناك العديد من حالات التناول العرضية او المتعمدة لهذه الحبوب والبذور مما ينتج عنه تسمم أكبر، وأما التعرض المزمن لهذه المواد الكيميائية الموجودة في المبيدات الفوسفورية العضوية مثل <الديمكرون> و<الدرسبان> وفي المبيدات الكلورية العضوية مثل <اللندين> و<الأكرين> وفي مبيدات <ديقيوكربمات> و<بيرثرينات> فيؤول الى زيادة خطر الاصابة بالسرطان ومنه اللوكيميا واللمفويا والكبد والدماغ.

الوقاية-من-السرطان-----2تلوث الهواء

ــ وماذا عن تلوث الهواء؟

- تلوث الهواء وخصوصاً في المدن يساهم في ايجاد كم كبير من الكيميائيات المسرطنة في الأجواء وتشتمل الأمثلة على <الكادميوم> و<الزئبق> والبنزين و<الديوكسين> و<الفوران> و<الفورمالدهايد> و<كلوريد الفينيا>، بالاضافة الى ان تسرب مياه الصرف الصحي الى التجمعات المائية من دون معالجة في الكثير من مدن العالم ينتج عنه تلوث مياه الشفة والغذاء.

وان تعدد العوامل والمواد والجرعات والتصنيف في موضوع المواد الكيميائية والسرطان يمنح الشخص دفعاً اضافياً في جعل الوقاية خيراً من علاج حيث سأقوم بتعداد بعض من العناوين الوقائية الرئيسية الآتية: استخدام الوقود التي تحتوي على كميات قليلة من الكبريت والرصاص. الاهتمام بعمليات التدوير في العمليات الصناعية من أجل التقليل من المخلفات الخطرة. التقليل من استخدام المبيدات من خلال الممارسات الزراعية الجيدة والادارة المتكاملة للنبات الضار. التشجيع على استخدام السيارات المشتملة على محولات محفزة للتقليل من كمية الانبعاثات الغازية السامة. ايجاد اجراءات سيطرة لمنع التلوث بدلاً من معالجته بعد حدوثه. نشر التوعية لدى المزارعين في استعمال المبيدات: كيف؟ وماذا؟ ومتى؟ وكم؟ ولماذا؟

 

المتممات الغذائية

ــ وماذا عن المتممات الغذائية؟

- ان المتممات الغذائية الجاهزة والمحتوية على الفيتامينات والمعادن تُغرق أسواقنا بأنواع وأشكال وتسميات جذابة مختلفة ويجدر التوقف عند ما أظهرته الدراسات حولها، ومنها ما بيّن ان استعمال الكالسيوم والفيتامين <د> مثلاً من خلال المستحضرات الجاهزة قد يؤدي الى انخفاض خطر الاصابة بسرطان القولون والمستقيم، الا ان استعمال الكالسيوم بكميات تفوق 1500 ملغرام في اليوم قد يؤول الى زيادة خطر الاصابة بسرطان البروستات عند الرجل، وأما تناول <السيلينيوم> من خلال المتممات الغذائية فانه يعمد الى تخفيض خطر الاصابة بسرطان البروستات وبدرجة أقل بسرطان القولون والمستقيم. وفي المقابل ان استعمال <البيتا كاروتين> و<البروفيتامين أ> بمعايير عالية من خلال مستحضر جاهز وان كان هناك احتمال انخفاض حدوث السرطان الجلدي الا ان الدراسات أظهرت ارتفاعاً في نسبة الاصابة بسرطان الرئة عند المدخنين. ونلاحظ ان المأكولات الصادرة عن الدول المصنعة غالباً ما تكون غنية بالفيتامنيات والمعادن. وبغض النظر عن هذا او ذلك يبقى الاعتماد على الخضار، والفاكهة، والبقول، والحبوب، والبذور، هو المصدر الأساسي لحصول الشخص على ما يكفي من الفيتامينات والمعادن دون اللجوء الى المستحضرات الجاهزة والتي يبقى وصفها من اختصاص الطبيب وحده وفقاً للظروف المرضية والوقائية الفردية.

ــ وهل الغذاء المصنّع المعرض للأشعة مسرطن؟

- ان الأشعة المستعملة تعمد الى الاطاحة بالجراثيم لاطالة عمر المستحضر في الاستعمال ولا تسبب السرطان.

 

المواد الحافظة وضررها

ــ وهل جميع المواد الحافظة للطعام ضارة؟

- ان وجود بعض المواد الحافظة بالنسب المسموح بها في الطعام ضروري في بعض الأحيان للحفاظ على قيمته الغذائية وعدم فساده، انما الحرص واجب من خلال التدقيق بمحتويات المستحضرات الغذائية المصنعة والتأكد من خلوها من بعض المواد المرقمة والمرمزة إذ ان التعرض لها واستهلاكها في شكل مستمر ومتراكم قد يؤدي الى زيادة خطر الاصابة بمرض السرطان وغيره من الأمراض.

ــ وهل المستحضرات الجاهزة المضادة للأكسدة تمنع حدوث السرطان؟

- ان أفضل الوسائل للحصول على مضادات الأكسدة تكمن في تناولها عبر الغذاء مثل الفاكهة والخضار والبقول والحبوب والبذور والفطر على الرغم من وجود بعض الدراسات حول المستحضرات المحتوية على الفيتامين <ه> و<البيتا كاروتين> و<الليكوبين> و<السيلينيوم> وقدرتها على تقليص خطر الاصابة بسرطان البروستات، ولكن لا يصح التعميم حيث ان بعضاً منها يتعارض ومفعول بعض الأدوية الكيميائية المستعملة في علاج السرطان كما ان بعضاً آخر قد يزيد نسبة حدوث السرطان.

ــ وهل المحليات الاصطناعية تسبب السرطان؟

- منذ سنوات عديدة أقيمت بعض التجارب المخبرية على الفئران باستعمال مادة <السكارين> وقد أدت الى نشوء خلايا سرطانية فدب الذعر بعد نشر البحث، الا ان الدراسات التي أجريت على الانسان لمادتي <السكارين> و<الأسبرتام> وهو محلّى 200 مرة أقوى من السكر لم تظهر اي زيادة في نسبة حدوث المرض السرطاني، وخصوصاً تلك الدراسة التي نشرها <المعهد الوطني للسرطان> في أميركا في العام 2006 حيث تم اختيار 500000 شخص كانوا قد تناولوا <الأسبارتام> وآلت النتائج الى عدم وجود اي خطر سرطاني ولاسيما سرطان الدماغ واللوكيميا واللمفوما.

ــ وما هي العلاقة بين الغذاء والجينات المسرطنة؟

- هناك من 5 الى 10 بالمئة من الأمراض السرطانية تنتقل عبر الوراثة، اما الباقي منه فهو نتيجة تحول ما قد يطرأ داخل الجينات السليمة فتصبح شاذة مما يؤدي الى نشوء السرطان او تطوره، الا ان الغذاء قد يساعد في كبح او تسهيل مهمة هذه الجينات المسرطنة، ومن هنا أهمية الاختيار المناسب للغذاء او بالأحرى للمواد الفيتوكيميائية التي يتضمنها في دحض الخطر السرطاني.