تفاصيل الخبر

الصليب الأحمر اللبناني جاهز دائماً للواجب الانساني...

30/01/2020
الصليب الأحمر اللبناني جاهز دائماً للواجب الانساني...

الصليب الأحمر اللبناني جاهز دائماً للواجب الانساني...

 

 

رئيس الصليب الأحمر اللبناني الدكتور انطوان الزغبي:

الصليب الأحمر اللبناني لم يتوان يوماً عن تلبية النداء الانسـاني فاكتسـب ثقة اللبنانيين ومحبتهم!

 

بقلم وردية بطرس

 

حاضر في كل مكان وكل زمان لتلبية النداء الانساني، انه الصليب الأحمر اللبناني الذي اكتسب محبة  كل اللبنانيين واحترامهم منذ تأسيسه حتى يومنا هذا، اذ لم يتوان يوماً عن القيام بواجبه الانساني على أكمل وجه سواء في ايام السلم او الحرب.

عديدة هي المهمات الانسانية التي قام بها الصليب الأحمر اللبناني ونحتاج لصفحات للتحدث عنها، ومنذ انطلاق الحراك في 17 تشرين الأول (اكتوبر) 2019 يتواجد الصليب الأحمر في الساحات وأماكن تجمّع المتظاهرين، فهو جاهز دائماً للواجب الانساني ومستنفر بكل طاقته لاسعاف المواطنين...

الصليب الأحمر اللبناني جمعية وطنية مستقلة تأسست في 9 تموز (يوليو) سنة 1945، معترف بها وذات منفعة عامة منذ سنة 1946، وهي تعمل كفريق مساعد للجهاز الطبي في الجيش اللبناني منذ العام 1946 أيضاً، اعترف بها رسمياً من اللجنة الدولية للصليب الأحمر ــ جنيف سنة 1947، وهي احدى مكونات الحركة العالمية للصليب الأحمر والهلال الأحمر، وعضو في الاتحاد الدولي لجمعيات الصليب الأحمر والهلال الأحمر، وعضو مؤسس في منظمة الأمانة العامة لجمعيات الهلال الأحمر والصليب الأحمر العربية.

والصليب الأحمر اللبناني جمعية يقودها متطوعون مهمتهم انقاذ الضحايا في الكوارث الطبيعية والانسانية، كما ان مهمتهم تقوم على مساعدة الناس والحفاظ على حياتهم والمساعدة في التحضير للكوارث ومنع حدوثها والتحضير للتدخل في حال حدوثها. وان المبادىء الأساسية للحركة العالمية للصليب الأحمر والهلال الأحمر هي: الانسانية، عدم التحيز، الحياد، الاستقلال، الخدمة التطوعية، الوحدة، والعالمية.

الدكتور انطوان الزغبي ودور الصليب الاحمر الحيادي والريادي!

وعلى مدى سنوات استطاع الصليب الأحمر ان يبني ثقة متينة بينه وبين اللبنانيين لأنه كان دائماً حاضراً لتلبية النداء الانساني مهما كانت الظروف صعبة ومحفوفة بالمخاطر وهو يحظى بمحبة كل اللبنانيين واحترامهم.

ولنعرف اكثر عن هذه المؤسسة التي كانت وستظل ملتزمة بمبادئها الانسانية كان لـ<الأفكار> حديث مع رئيس الصليب الأحمر اللبناني الدكتور انطوان الزغبي، ونسأله بداية:

ــ كيف بدأ الصليب الأحمر اللبناني مهامه في لبنان وكيف استطاع ان يستمر حتى يومنا بالرغم من الظروف الصعبة التي مرّ بها لبنان؟

- تأسس الصليب الأحمر اللبناني في العام 1945 اذ بدأ كما كل مؤسسات الصليب الأحمر المنتشرة في أكثر من 190 دولة. لقد كانت هذه المؤسسة الجواب الانساني للحاجة الانسانية، ولهذا بدأ الصليب الأحمر بالمستوصفات، ثم أسس اول مدرسة تمريض سنة 1945، ومن ثم بدأ الصليب الأحمر اللبناني بالاسعاف وبنوك الدم، وقد تزايدت الحاجة في لبنان بسبب الحروب من سنة 1948 لغاية 1958، وكل هذه المشاكل غيّرت مسار الصليب الأحمر فبدأ يتوجه الى الاسعاف وبنك الدم، لأنه كانت هناك حاجة لبنوك الدم وحاجة للاسعاف، مع العلم اننا أكملنا بالمستوصفات وبكلية التمريض وبكل نشاطات الصليب الأحمر... لهذا برزت خلال حرب 1975 وبعدها مهمة الاسعاف بقوة وبدأ يظهر الصليب الأحمر كجهاز اسعافي، وهو أصلاً مناصر للجيش بالاسعاف خلال الحروب وكل الحوادث التي وقعت في البلد، وهو طبعاً كان ينقل المرضى الى المستشفيات وهنا بدأ دوره الحيادي والريادي اذ تواجد على كل الأراضي اللبنانية اي على مساحة الوطن، ولم ينقسم يوماً حتى عندما كان لبنان منقسماً، لا بل ساهم كجسر عبور بين الناس للتلاقي في ما بينهم. هذا كان دور الصليب الأحمر اللبناني وقد أكمل دوره وبنى عليه وتعلّم من أخطائه، ونحن بدورنا بنينا مدماكاً تلو المدماك اذ بنينا ما يُعرف بالأمن والأمان الصحي والذي لا يزال يحتاج للكثير من العمل، اذ نعمل لنوفّر للمواطن اللبناني أمنه الصحي بحيث يصبح بأمان صحي، وهو هدفنا الاساسي، فعندما نقول الأمن الصحي نعني بذلك اذا حصل اي طارئ مع الشخص فانه يقدر ان يتصل فوراً على الرقم 140 ليأتي الصليب الأحمر ويسعفه وينقله الى أقرب مستشفى، والأمان الصحي هو عندما يشعر الشخص بأنه مطمئن لأن الصليب الأحمر يسهر على أمنه من خلال الاتصال على 140 اي انه يعلم ان هناك أجهزة وسيارات اسعاف ومسعفين وأطباء وغيرهم يقدرون ان يسعفوه عند اللزوم.

ويتابع:

- هذا على صعيد الحركة العادية في البلد، ولكن عندما تقع الحوادث وما شابه فمن جهتنا نعزز جهوزيتنا بحيث نصبح خلية نحل من خلال المتطوعين والمتطوعات لأنه بالنتيجة الصليب الأحمر مبني على التطوع، ولدينا شهداء في الصليب الأحمر اذ فقدنا 15 متطوعاً خلال السنوات الماضية... طبعاً الصليب الأحمر يكون موجوداً في المكان حيث هناك حاجة اليه، وكما يرى الجميع فان الصليب الأحمر موجود في وسط بيروت منذ انطلاق الحراك، وطبعاً فرق الصليب الأحمر موجودة في الشمال اذا حصلت اية مشكلة او حادثة وأيضاً في الجنوب وبعلبك وفي أية منطقة لبنانية لتلبية النداء الانساني.

 

48 مركزاً للصليب الأحمر على الأراضي اللبنانية!

 

ــ ما هو عدد مراكز الصليب الأحمر في لبنان؟ وماذا عن عدد العاملين والمتطوعين في هذه المؤسسة؟

- الآن يبلغ عدد المتطوعين والمتطوعات 12 ألفاً، وهناك تقريباً أكثر من 300 موظف لأنه يجب ان يكون لدى المؤسسة موظفون للقيام بالأعمال المتوجبة. ولدى الصليب الأحمر 48 مركزاً في كل الأراضي اللبنانية، و32 لجنة، و36 مستوصفاً، و8 عيادات متنقلّة، و13 بنك دم.

جهوزية الصليب الاحمر خلال الحوادث والمظاهرات!

 

ــ لا شك ان الصليب الأحمر بجهوزية تامة لتقديم المساعدة ولكن في الفترة الأخيرة وقعت الكثير من الحوادث فهل من خطط استباقية؟

- نحن لدينا خطط استباقية اي عندما نرى ان هناك تجمعات في اي مكان نكون حاضرين هناك، اذ لدينا خطط استباقية أّعدّت لكل نوع من التدخل للمساعدة اذ يكون الصليب الاحمر دائماً حاضراً لدى أي تحركات في البلد حتى ولو كانت تحركات رياضية، كما انه يحضر لدى حدوث اي من أنواع الاشكالات مثلاً عند وقوع الكوارث الطبيعية او في مثل حالات تسكير الطرقات بسبب الثلوج او غزارة الأمطار او عند مشاركة الناس في المظاهرات وأيضاً اذا حصلت حروب او حوادث سير كبيرة او اذا حصلت مشكلة في الطرقات او حرائق شديدة او كارثة سواء كانت صغيرة ام كبيرة، وبالتالي نحن على استعداد دائم لأننا استفدنا من خبرتنا وتعلّمنا من أخطائنا، وبالنتيجة أدركنا انه لدينا دور سنلعبه وهذا الدور نحن الوحيدين الذين نقدر ان نلعبه، لهذا حملّنا أنفسنا المسؤولية وتحملّنا هذه المسؤولية وهذه المسؤولية هي تجاه الله والانسان والوطن.

ويتابع:

- الصليب الأحمر يتواجد في الأمكنة التي تشهد التظاهرات او اي نوع من المشاكل على كل الأراضي اللبنانية، كما ننقل الجرحى وأيضاً المرضى من بيوتهم الى المستشفيات، وأيضاً من المستشفيات الى بيوتهم، كما ننقل المرضى الذين يتلقون العلاج الكيميائي وكل انسان يحتاج لنقله الى المستشفى، ولقد نظّمنا النقل اذ ننقل الأطفال المصابين بالسرطان الى المستشفيات لتلقي العلاج الكيميائي بسبب ما يحدث على الطرقات من زحمة سير ومظاهرات الى ما هنالك... وبالتالي فانه مع وقوع الحوادث نعزز جهوزيتنا أكثر ونزيد من تواجدنا في الأماكن التي تشهد وقوع هذه الحوادث.

ــ نعلم ان الصليب الأحمر يتواجد في كل المناطق اللبنانية ولكن اين هو تواجده اليوم بكثرة؟ وهل ان عدد المتطوعين والمسعفين يلبي احتياجات الناس في كل لبنان؟

- اليوم الصليب الأحمر حاضر في وسط بيروت بكثافة حيث المظاهرات اي اننا نكون حاضرين للمساعدة في المكان الذي يحتاج فيه الناس الينا بشدة. اما بالنسبة لعدد المتطوعين والمسعفين فانه يلبي احتياجات كل لبنان، ولكن طبعاً كلما ازداد العدد يكون ذلك أفضل، فبالنهاية نحن نلبي 80 بالمئة من طلبات الاسعاف او طلبات النجدة، وطبعاً نحن نحتاج لاعداد اكثر... والمتطوعون يقومون بواجبهم على اكمل وجه اذ لديهم روح العطاء والانسانية وهم من مختلف الاختصاصات والأعمار والفئات والطوائف.

ــ وما هي أبرز العقبات التي يواجهها الصليب الأحمر؟

- ابرز عقبة يواجهها الصليب الأحمر اللبناني هي الاستدامة، فكل هذه الأمور مكلفة سواء المستوصفات او بنوك الدم وغيرها، وبالتالي هذا هو أكبر تحدٍ يواجهه الصليب الأحمر، فهناك صعوبات انما نتخطاها ولكن التحدي الكبير بظل الوضع الاقتصادي المزري هو ان نبقى صامدين.

 

دعم الاتحاد الدولي للصليب والهلال الأحمر!

ــ ومن يوفّر احتياجات الصليب الأحمر من الناحية المادية؟

- لدى الصليب الأحمر جمعيات عالمية تدعمه، وأيضاً الاتحاد الدولي للصليب والهلال الأحمر يدعم الصليب الأحمر ويجعله يستمر بالعمل وتقديم خدماته بالنوعية نفسها والعطاء بالزخم نفسه.

ــ وهل يأخذ الاتحاد الدولي للصليب والهلال الأحمر بعين الاعتبار تقديم دعم أكبر عندما تكون هناك حروب وأزمات في بلد ما؟

- طبعاً تزداد المساعدة اكثر عندما يكون هناك بلد ما يعاني من حروب وما شابه، انما مهما كان فيجب بالنتيجة ترشيد هذه المساعدة واعتماد الشفافية بالعمل، فكل هذه الأمور تزيد الثقة، كما لدى الشعب اللبناني الثقة بنا، وهذه الثقة تحفزّنا على العطاء اكثر.

ــ هل انكم تحظون باحترام الناس ومحبتهم في اي منطقة لبنانية تدخلونها؟

- هذا الأمر لم يحصل بين ليلة وضحاها، فهذه الثقة بنيناها منذ سنوات مع اللبنانيين، بالنتيجة الصليب الأحمر هو من النسيج اللبناني، ونحن نحب اللبنانيين كما هم يحبوننا، ولدينا قبول منهم لأننا نحترم خصوصية كل فرد ونحترم كرامته، ونتبع المبادىء الانسانية والحياد وعدم التحيّز والتطوع، فكل مبادىء الصليب الاحمر العالمية هي مبادئنا، وأهم شيء في لبنان هو عدم التحيّز، فنحن مؤسسة واحدة وموحّدة ولا نتعاطى أبداً ولا بأي ظرف السياسة او غيرها.

ــ وهل يواجه المتطوعون والمتطوعات العقبات اثناء القيام بمهمتهم الانسانية؟

- دائماً هناك عقبات اذ ليس من السهل القيام بهذه المهمات، ونحن نسعى لحماية عناصرنا اثناء قيامهم بواجبهم الانساني، اي يجب ان يكون المسعفون في ظروف آمنة أيضاً لئلا يعرّضوا أنفسهم للمخاطر، بمعنى انه لا نقدر ان نعرّض المتطوعين للخطر بل نقوم بحمايتهم أولاً ليقدروا ان يسعفوا الجرحى والمرضى، اي يدخل المسعفون الى اي مكان بنظام وهدوء لكي يقدروا ان يساعدوا الناس، وبالتالي كل خطوة نقوم بها تكون مدروسة وفق الأصول ونتنبه لكل المخاطر لأنه بالنتيجة قد يتعرض المسعف للخطر وبذلك لن يقدر ان يسعف المصابين او المرضى. وأيضاً لا يغيب عن البال ان الطرقات في لبنان ليست جميعها سالكة ولكن بالنسبة الينا نبذل قصارى جهدنا دائماً للوصول الى الأماكن التي يحتاجنا الناس فيها للقيام بواجبنا الانساني على اكمل وجه.

ويختم الدكتور الزغبي حديثه قائلاً:

- الصليب الأحمر هو مجموعة ناس عملوا بكل محبة منذ العام 1945 حتى اليوم وقدموا الكثير لهذه المؤسسة، والصليب الأحمر اساسه وروحه هو الانسانية والتطوع، وحول هذه الانسانية والتطوع التقى العديد من الناس، ومع مرور الوقت نظموا أنفسهم بطريقة تكون فيها اليد ممدودة دائماً للمحتاجين سواء من ناحية الأمن او الأمان الصحي او تأمين الدواء او من ناحية المستوصفات او بنوك الدم وكل النواحي الانسانية. بالنتيجة الصليب الأحمر اللبناني هو تعبير عن أصالة هذا البلد، اذ يعبّر عن أصالة لبنان وروحه الجميلة كما يعبّر عن وجه هذا الوطن الذي قدم للعالم كله الانسانية...

هذا هو الصليب الأحمر وهو بالنتيجة من نسيج الشعب اللبناني الذي يفكر بالآخرين ويفكر بالعطاء المجاني وبالانسانية ويفكر دائماً بوعي وصدق.

واننا نقول لأهالي المتطوعين والمتطوعات الا يخافوا على اولادهم فكل عنصر ومتطوع في الصليب الأحمر هو ابننا وابنتنا، ونشكر الأهالي ونشكر كل بيت قدم متطوعاً اذ بالنتيجة هم نشأوا في بيت يحب التطوع والعمل الانساني، وبالتالي نشكر الأهالي الذين شجعوا اولادهم على التطوع في الصليب الأحمر، وأيضاً نشكر جيل الشباب الذي يتميز بانسانيته ومحبته ووعيه لكل ما يجري من حوله... ونحن نردد دائماً بأن الصليب الأحمر سيكون دائماً الى جانب اللبنانيين ونريدهم ان يكونوا الى جانبنا أيضاً لنتمكن من الاستمرار.