بقلم صبحي منذر ياغي
موضوع نقل السجناء الاسلاميين في سجن روميه من المبنى (ب) الى المبنى(د) فتح ملف إعادة تأهيل السجون في لبنان التي لا تنطبق عليها صفات السجون كما السجون الراقية في مختلف الدول. وبات هذا الموضوع إشكالية لبنانية يجب معالجتها .
ومن هذا المنطلق، نضيء في تحقيقنا على موضوع السجون وتاريخها وأبرز هذه السجون التي دخلت في ذاكرة الشعوب كصورة للقهر تارة وتارة أخرى للثورة والتغيير.
<يا ظلام السجن خيّم إننا نهوى الظلاما/ ليس بعد الليل إلا فجرَ مجدٍ يتسامى
لم أكن يوماً اثيماً لم أخن يوماً نظاماً/ انما حب بلادي في فؤادي قد أقاما>..
+ربما هذه الأبيات من قصيدة للشاعر والصحافي السوري نجيب الريس والد الناشر رياض الريس، والتي كتبها عام 1922 خير معبّر عن أحوال الأسرى الفلسطينيين والعرب في السجون الاسرائيلية، والأسرى الأحرار في عدد من السجون العالمية الذين ابتلعتهم ظلمة الزنزانات وقضوا فيها شبابهم وحياتهم .والسجن يعني سلب لحرية إنسان بوضعه في مكان يقيد حريته، وطريقة لاحتجاز شخص بموجب حكم قضائي، أو قرار إداري من سلطة ترتكز إما إلى قانون ينص على عقاب الشخص كونه ارتكب جريمة، أو لمجرد قرار تقديري من سلطة مخولة باحتجاز الاشخاص، وهو إجراء وقائي تقوم به إدارة الأمن بوصفها سلطة عامة، للتحفظ على مشتبه به، حتى إتمام تحقيقاتها. وحسب علماء الاجتماع، هناك فرق بين السجين والمعتقل، فإذا كان الأول يقضي حكماً لسبب ما، وبموجب قرار قضائي، فإن المعتَقل قد يكون ضحية الظلم والتعسف، من سلطة ديكتاتورية او محتلة، أو بسبب مواقفه السياسية والفكرية.
والسجن يُعد بطريقة محكمة من حيث تحصينه وإحاطته بالأسلاك الشائكة والأسوار وتعزيز الحراسة من حوله، لمنع السجناء من الفرار. فعلماء النفس وأصحاب النظريات التحررية المدافعة عن حقوق الانسان ينظرون الى السجن نظرة احتقار ويجدون فيه المكان الذي يدمر الانسان صحياً ونفسياً ويعيق تقدمه وتطوره، وبالتالي لا يساهم في اصلاح الذات، خصوصاً في الوطن العربي حيث تحتاج السجون للتأهيل، وتحتاج أن تكون مكاناً اصلاحياً يتلقى فيه السجين العلم والثقافة والمعرفة وتهذيب النفس، حتى يخرج انساناً صالحاً، يستطيع الاندماج في مجتمعه، لا ان يتلقى في سجنه التعذيب، والضرب والتنكيل والمعاملة غير الاخلاقية والانسانية.
سجون دخلت التاريخ
وكما لبعض الجامعات والمتاحف والقصور شهرتها في التاريخ، كذلك اشتهرت بعض السجون والمعتقلات لارتباطها بنوعية السجناء التي ضمتهم، او لكونها كانت رمزاً للقهر والعذاب. ومن هذه السجون والمعتقلات <الغولاك>، وهي معسكرات الاعتقال التي كانت في روسيا وطوت في ترابها وثلوجها ملايين الأرواح، وسجن <الكاتراز> (الصخرة) الأميركي، وهو من أكثر السجون شهرة في العالم. فعلى الرغم من إقفاله منذ العام 1963، إلا أنه لا يزال يثير الرعب، فقد حوّل المخرجون قصته فيلماً مشهوراً، وتصدرت حياة مساجينه الكتب والروايات، وهو مبنى شاهق يقع على جزيرة جميلة مقابلة لسواحل مدينة <سان فرانسسكو>. كان <الكاتراز> سجناً حربياً منذ (1859 - 1933)، ثم انضم الى مصلحة السجون الأميركية في منتصف العام 1934، تم إغلاقه في منتصف 1963، من أشهر نزلاء هذا السجن الرهيب <آل كابوني>.
سجن <جزيرة الشيطان>، امام ساحل <غيانا> الفرنسية، بالقرب من <غيانا> الهولندية <سورنام> و<غيانا> البريطانية.في عام 1894، سجنت الحكومة الفرنسية <الفرد دريفوس>، الضابط اليهودي، بعد ان اتهمته بالتجسس لصالح عدوتها المانيا. وبعد خمس سنوات، اطلقت سراحه بعد ان ثبتت براءته. ويوجد أشهر سجن في فرنسا نفسها على مسافة ثلاثة كيلومترات من <مارسيليا>، في جزيرة «اف»، وزادت شهرة هذا السجن بسبب قصة «كونت دي مونت كريستو» للروائي الفرنسي <الكساندر دوما>، وبطلها السجين السياسي <ادموند دانتز>.
سجن <الباستيل> في باريس، وهو السجن الاكثر رعباً في تاريخ أوروبا الملكية. كان اسمه الاصلي <الباستيد> أي الحصن بالفرنسية. ففيه بدأت الثورة الفرنسية عندما هجم الفرنسيون على السجن في 14/7/1789. ومن الذين سجنوا فيه <فرانسوا ماري اروي دي فولتير>، و<ماركيز دي ساد>، ودكتور <مانيت> الذي اشتهر برواية «قصة مدينتين» التي كتبها الروائي البريطاني <تشارلز ديكنز>. بلغ عدد سجنائه 6000 سجين، وكان من بينهم سجناء العقيدة الدينية مثل <البروتستانت>.
معتقل <غوانتانامو>
معتقل <غوانتانامو> يقع في خليج <غوانتانامو> عند الساحل الكوبي، وقد بدأت الحكومة الأميركية برئاسة <جورج بوش> باستعماله في سنة 2002، لسجن <الارهابيين> وتعتبر السلطة في هذا السجن سلطة مطلقة لوجوده خارج الحدود الأميركية، في أقصى جنوب شرق كوبا، ولا تنطبق عليه أي من قوانين حقوق الإنسان. وهو معتقل تختفي منه القيم الإنسانية وتنعدم فيه الاخلاق، وتتم معاملة المعتقلين بقساوة شديدة، ما أدى إلى احتجاج بعض المنظمات الحقوقية الدولية، والمطالبة بإغلاق المعتقل بشكل تام. وفي العام 2009، أمر الرئيس الأميركي <باراك أوباما> بإغلاق المعتقل فوراً.
رأس الأميرة <آن>
برج لندن <تاور اوف لندن> اقدم وأشهر سجن سياسي في العالم. سجن فيه <وليام والاس> الاسكوتلندي في 1297، وفي عام 1465الملك <هنري السادس>. وأعدم فيه، بعد ذلك بعشرين سنة، الاميران <ادوارد> و<ريتشارد>، ابنا الملك <ادوارد> الرابع. عام 1536، قطع في هذا السجن رأس الاميرة <آن> الزوجة الثانية للملك <هنري الثامن> لأنه اتهمها بالخيانة الزوجية، ورأس الاميرة <كاثرين>، الزوجة الخامسة للسبب نفسه. كما سجن فيه <رودلف هيس>، نائب <أدولف هتلر>، بعد نهاية الحرب العالمية الثانية، وكان <هيس> آخر سجين سياسي يدخل <برج لندن>.
سجون العرب
وعرفت الشعوب العربية سجوناً لا تذكرنا إلا بظلم الأنظمة القمعية والديكتاتورية التي تحارب الفكر وحرية الرأي، ومن النوادر التي أطلقها النائب السابق إبراهيم بيان في هذا المجال قوله: <إن الدول الراقية تتباهى بجامعاتها كجامعة <هارفرد>، و<لندن> و<السوربون>.. اما العرب فيتباهون بسجن <المزة> و<أبو زعبل>، وقديماً سجن <الرمل> في لبنان..>.
فاللبنانيون يتذكرون بألم زمن الدخول السوري الى لبنان، وكيف كانت المخابرات السورية تعتقل العديد من المناضلين من الاحزاب الوطنية والمنظمات الفلسطينية، وتزجهم في سجن <المزة>، حيث كانوا يتعرضون لأقسى أنواع العذاب، ومن أشهر معتقلي <المزة> من القادة السوريين صلاح جديد ونور الدين الاتاسي ومحمد الطويل وعيد عشماوي، ومن اللبنانيين قائد جيش لبنان العربي احمد الخطيب.. والى عنجر في البقاع حيث كانت معتقلات المخابرات السورية بانتظار اللبنانيين، ينتظرهم الجلاد السوري المعروف بـ <النبي يوسف>، وما زالت السجون السورية الى اليوم تضم العديد من المفقودين والمعتقلين اللبنانيين والفلسطينيين ومن جنسيات مختلفة.. إضافة الى معتقلي المعارضة السورية .
سجن <أبو غريب>
سجن <أبو غريب> يقع قرب مدينة أبو غريب على بعد 32 كلم من العاصمة العراقية في بغداد، صار رمزاً للقهر والاحتلال، وكان هذا السجن قد استخدم في عهد حكم الرئيس صدام حسين بإدارة الأمن العام، ووزارة الداخلية التي كانت تلجأ إلى استعمال التعذيب ضد السجناء. اشتهر هذا السجن بعد احتلال العراق لاستخدامه من قبل قوات التحالف الذين أساؤوا معاملة السجناء في داخله، وقد تم عرض صور مريعة تبين طرق تعذيب غير إنسانية للمساجين العراقيين، وإذلالهم، وتصويرهم وتكديسهم عراة من قبل الجنود الأميركيين، وعرفت بـ <فضيحة أبو غريب>، وسجن <كوبر> في السودان، بناه البريطانيون، وسجنوا فيه اسماعيل الازهري لأنه عارض استعمارهم، وبعد الاستعمار، أعدم فيه عام 1959 الفريق عبود مجموعة من العسكريين، بقيادة علي حامد. وفي 1971، في عهد الفريق جعفر النميري، جرى في السجن إعدام مجموعة من العسكريين.
<قصر النهاية>
<قصر النهاية> يقع شرق العاصمة العراقية، وقبل تحويله سجناً كان هذا المكان أحد قصور العائلة المالكة العراقية، قبل إطاحتها في 14 تموز/ يوليو 1958 بقيادة عبد الكريم قاسم، وأعيد كسجن مرة أخرى مع عودة حزب البعث إلى السلطة، ليكون معتقلاً للمناضلين من عبد الرحمن البزاز، والذي كان يجبر على السير على رجليه ويديه نابحاً كالكلاب، وطاهر يحيى الذي كانوا يضعونه في كيس من الخيش مليء بالقطط، ووزير الدفاع عبد العزيز العقيلي، وشخصيات حكومية ومدنية.
سجن <القلعة> في مصر
سجن <القلعة> في مصر، ويعرف بـ«باستيل» مصر، يقع داخل رحاب قلعة صلاح الدين الأيوبي، تحول في العهد الملكي مكاناً للقهر والظلم والعذاب .. وفي مصر سجون عدة منها سجن <طرة>، والاستئناف...
معتقل الخيام والمعتقلات الفلسطينية
معتقل الخيام خلال الاحتلال الاسرائيلي للبنان، حيث عمد العدو الى اقامة المعتقلات التي زج فيها المقاومين والمناضلين، وكان أبرزها معتقل <انصار> في الجنوب، ثم كان معتقل الخيام في بلدة الخيام الجنوبية، وتمتلىء فلسطين المحتلة بالسجون والمعتقلات التي تضم المناضلين الفلسطينيين، من بئر السبع، الى عسقلان، الى عكا، ويافا، والنقب.
معتقلون وسجناء
وشهد التاريخ معتقلين وسجناء من مختلف الأنواع ونتيجة اتهامات متنوعة، وقضى كثيرون من المناضلين ربيع شبابهم في عتمة السجون ايماناً بقضيتهم ومبادئهم، ومن هؤلاء المناضلة الجزائرية جميلة بوحيرد، فمن لم يقرأ قصيدة الشاعر الكبير نزار قباني عن جميلة بوحيرد والتي يقول في مطلعها: <الاسم: جميلة بوحيرد رقم الزنزانة: تسعونا/ في السجن الحربيّ بوهران/ والعمر اثنان وعشرونا>؟ و<نلسون مانديلا> الذي بدأ حياته السياسية معارضاً لنظام الحكم في جنوب افريقيا الذي كان بيد الأقلية البيضاء، والذي كان ينكر الحقوق السياسية والاجتماعية والاقتصادية للأغلبية السوداء. واعتقل عدة مرات وكان آخرها عام 1964 بتهمة التخطيط للعمل المسلح، والخيانة العظمى، فحكم عليه بالسجن مدى الحياة في سجن عند <جزيرة روبن>.. والدكتور سمير جعجع وهو يعتبر من السجناء السياسيين الذين قضوا اطول فترة اعتقال لاتهامه باغتيالات عدة ليخرج بعد صدور عفو، تحقق بفعل الضغط والمطالبة التي قامت بها مجموعة من النواب وبفعل تأثير ثورة الارز، التي انطلقت في شباط 2005 بعد اغتيال الرئيس الشهيد رفيق الحريري .
صفعه على وجهه فاعترف:
<انا ياسر عرفات>
ويتذكر النائب السابق سامي الخطيب انه في زمن الستينات من القرن الماضي، ومع انطلاقة العمل الفدائي الفلسطيني اعتقل ياسر عرفات في سجن <ثكنة طانيوس الحلو> في حي المزرعة، عندما اعتقله الملازم أول سعد حداد في 20 تموز/ يوليو 1966 مع مجموعة من الفدائيين بلغ عددها 13 عنصراً عند الحدود اللبنانية - الاسرائيلية، في بلدة عيتا الشعب، وكانت شخصية ياسر عرفات ما زالت مجهولة، على الرغم من ان اسمه بات متداولاً ومعروفاً، لذا بقي عرفات متكتماً خلال التحقيق معه من قبل رئيس فرع اللاجئين في الشعبة الثانية الملازم أول فريد بو مرعي مدعياً انه رقيب في الجيش السوري يدعى محمد القدوة، لكن الضابط بو مرعي استشاط غيظاً من مواصلة هذا المسؤول الفلسطيني الكذب فصفعه على وجهه، الا ان القدوة اعترف أخيراً: <أنا ياسر عرفات>.
حافظ الاسد اعتقل في لبنان
وخلال الاضطرابات السياسية في سوريا بعد حصول الانفصال الذي قام به الضابط عبد الكريم النحلاوي في 28 ايلول/ سبتمبر 1961، ومخافة من الاعتقال من قبل رجال الانفصال، فر الضابط حافظ الاسد باتجاه لبنان، ويقول <باتريك سيل> في كتابه (الاسد - الصراع على الشرق الأوسط)، صفحة 119 في هذا المجال: <... وتمكن الأسد من الهرب جنوباً الى لبنان، عن طرق ميناء طرطوس السوري، الا ان السلطات اللبنانية قبضت عليه وسجنته لمدة اسبوع في بيروت، قبل ان تعيده الى سوريا، حيث وجد نفسه في سجن <المزة>.
غسان تويني: صداقة مع السجن
وكان لعدد كبير من الصحافيين ورجال الفكر حصتهم في السجن، وخصوصاً في الوطن العربي، ومن هؤلاء صاحب جريدة <النهار> الصحافي غسان تويني، فقد دخل تويني السجن مرات عدة بسبب مواقفه، ومناصرته الحرية، ودفاعه عن القضايا الوطنية. وتوالت التوقيفات لغسان تويني الذي وصف السجن في إحدى مقالاته بـ<الصديق>.
السجون في لبنان: بؤرة الإجرام
الزميلة مهيرة علاوي وفي بحث لها عن السجون اللبنانية رأت انه لطالما كان معروفاً أن السجن هو للإصلاح والتأهيل، وقد تتوافر داخل السجون في بلدان تعرف قيمة الانسان ما لا يتوافر عندنا نحن حتى خارج السجون في لبنان من كهرباء ووسائل تدفئة وراحة.
المحامي رياض الجسر اعتبر ان للسجون في لبنان وجهاً كالحاً ممعناً في التخلف لا يعكس وجه لبنان الحضاري، والسجون لا تزال، كما كانت منذ ما قبل الإستقلال، بؤرة للإجرام والفساد.. فكأنها شرعت للتعذيب الجسدي والنفسي لجميع المساجين دون استثناء، ومهما اختلفت انتماءاتهم الفكرية والثقافية والاجتماعية، فيتم حشرهم في غرفة واحدة او قاعة كبيرة تغص بالعشرات. تمارس ضدهم كل أشكال العنف والاذلال، ويمارسون فيما بينهم كل أنواع العنف والشذوذ، بحيث تصبح السجون مجمعاً لتخريج المجرمين المحترفين، او على الاقل لتخريج المنحرفين نفسياً وخلقياً. فالسجون لم تنشأ في الاصل خصيصاً لتنفيذ عقوبة الحبس للمحكومين بجرائم، بل كانت ولا تزال مجرد أبنية ومساكن كانت أجزاء من ثكنات عسكرية، تم تحويلها على عجل إلى سجون، فلم تراعَ فيها المساحة المطلوبة لعدد المساجين، ولا عدد الغرف الضرورية لسلامة وصحة ساكنيها المتوفرة فيها أسباب الصحة والحياة كأشعة الشمس والهواء النظيف.وبالإجمال، فإن السجون في لبنان لم ينظر اليها لتكون مأوى لإصلاح حال الموقوفين، او المحكومين بجرائم، بل مجرد مكان يمضي فيه المجرم عقوبته دون اي اهتمام بما ستكون عليه حال السجين بعد انقضاء مدة عقوبته وخروجه من السجن الى المجتمع.
واعتبر الجسر ان سبب ظاهرة التمرد والعصيان التي تشهدها بعض السجون في لبنان يعود لوجود أبرياء حقيقيين في السجون اللبنانية نتيجة أخطاء إدارية وقضائية هائلة، وفي مفكرة كل محام في لبنان عينات منها.
فالسجن بات رمزاً للعبودية، ومكاناً لقهر النفس الانسانية، واذا اعتبر البعض ان السجن وسيلة قصاص <لأولي الألباب لعلهم يتقون>، ومركزاً لمعاقبة السارقين واللصوص، فإن البعض اعتبر في الوقت نفسه انه مكان للمناضلين الذين رفضوا الظلم، ولأصحاب الرأي الذين آمنوا بمواقفهم.. ورأت المقولات الشعبية <ان السجن للرجال>، لذا يقول المثل الروسي: <تبحث عن شجاع؟ إذهب الى السجن...>.