تفاصيل الخبر

السكتـــة الدماغيــــة السبـــب الرئيســــي الثانــي للوفـــاة وواحـــدة مـــن الأسبـــاب الـرئـيـسيــــة للاعـاقـــــــة!

14/09/2018
السكتـــة الدماغيــــة السبـــب الرئيســــي الثانــي للوفـــاة  وواحـــدة مـــن الأسبـــاب الـرئـيـسيــــة للاعـاقـــــــة!

السكتـــة الدماغيــــة السبـــب الرئيســــي الثانــي للوفـــاة وواحـــدة مـــن الأسبـــاب الـرئـيـسيــــة للاعـاقـــــــة!

 

بقلم وردية بطرس

 

أصبحت السكتة الدماغية واحدة من أبرز الأسباب المؤدية الى الوفاة في العالم حيث ترتفع الاصابات بها خصوصاً في الآونة الأخيرة، وتؤدي السكتة الدماغية لمضاعفات بدنية، نفسية، واجتماعية ولا تؤدي الى الوفاة دائماً بسبب تعدد أنواعها، فالسكتة الدماغية هي عبارة عن تأذ عصبي نتيجة تكون جلطة تؤدي لتوقف جريان الدم في احدى مناطق الدماغ. والسكتة الدماغية هي تأذ عصبي يحدث نتيجة اضطراب دوراني ونقص في التغذية الدموية التي تؤدي الى نقص الأوكسجين في الدم خصوصاً في منطقة الدماغ. ويُطلق اسم السكتة أيضاً على الاضطراب في الجريان الدموي الدماغي الذي قد يكون سببه ضيقاً في شريان الرقبة الذي يغذي الدماغ، او يحدث بسبب انسداد في أحد شرايين الدماغ نفسها. أما السبب الأبرز فهو النقص في تدفق الدم، فتصبح المنطقة المتضررة في الدماغ غير قادرة على العمل... ان السكتة الدماغية من الحالات المرضية ذات الطابع الفجائي والتي تصيب 17 مليون شخص على مستوى العالم سنوياً، ويتوفى ثلثهم نتيجة لها بينما يُصاب الثلث الآخر باعاقة دائمة وفقاً لتقرير الحملة العالمية للسكتة <World Stroke Campaign> وفي منطقة الشرق الأوسط وشمال أفريقيا باتت السكتة الدماغية من الأمراض سريعة الانتشار، وسبباً مباشراً من أسباب الوفيات والتي يتوقع لها ان تتضاعف بحلول العام 2030 وفقاً للمركز الوطني للتقنية الحيوية والمكتبة الوطنية للطب الأميركيين. كما ان منطقة الشرق الأوسط وشمال أفريقيا تواجه الآن تحدياً مضاعفاً بسبب تناقص معدلات الأمراض المعدية وزيادة معدلات الأمراض غير المعدية ومنها السكتة الدماغية.

 

أول مركز شامل لمعالجة السكتة الدماغية في لبنان

 

في سابقة من نوعها وهي تعتبر خطوة ايجابية جذرية على الصعيد الطبي والصحة العامة وتحت رعاية وزير الصحة غسان حاصباني، افتتحت <كلية جيلبرت وروز ماري شاغوري للطب> في <المركز الطبي للجامعة اللبنانية الأميركية ــ مستشفى رزق> أول مركز شامل لمعالجة السكتة الدماغية في لبنان. هناك العديد من الميزات التي تجعل هذا المركز مختلفاً ومميزاً بالمقارنة مع المرافق الأخرى، فهو يقدم أحدث المعدات ومجموعة واسعة من تقنيات الاختبار التي تحدث فرقاً كبيراً في علاج السكتة الدماغية. وبالاضافة الى ذلك فان نهج المركز ينطوي على فريق متعدد الاختصاصات يجمع خبراء من مختلف الادارات يعملون معاً لتحقيق أفضل رعاية ممكنة للمصابين بسكتة او المعرضين لخطر الاصابة بسكتة دماغية. كما يقدم المركز وحدة تدخلية خاصة بالسكتة الدماغية، والتي تضم ميزات متقدمة وتسمح للأطباء بالتصرف بسرعة في ما يتعلق بعوارض السكتة الدماغية التي تعرضها الحالة. ومع وجود مهبط للطائرات المروحية، سيتمكن المركز بالتعاون مع الصليب الأحمر والجيش اللبناني من نقل المصابين بالسكتة الدماغية بالطائرة المروحية اذا استلزمت الرعاية العاجلة. وهذا النظام الجديد يحمل تأكيداً على أهمية الاستجابة السريعة التي يحاول مركز السكتة الدماغية ان يحققها في سبيل توفير أفضل النتائج، كما ان مركز السكتة الدماغية مفتوح 24/7 للمرضى للحصول على هذه الخدمات في اي وقت واي يوم، بما ان السكتة الدماغية لا يمكن التنبؤ مسبقاً بحصولها.

كما انه افتتحت الجامعة اللبنانية الأميركية أعمال <المؤتمر الدولي لاضطرابات أوعية الجهاز العصبي> الذي نظمته <كلية جيلبرت وروز ماري شاغوري للطب> بمشاركة واسعة لنخبة من الأطباء والعلماء الباحثين في الجهاز العصبي من كل أنحاء العالم، وذلك في اطار جهود الجامعة الدؤوبة لمواكبة التطورات العلمية ــ الطبية المتسارعة عالمياً وحفظ موقع لبنان الريادي صحياً وطبياً على مستوى الشرق الأوسط والعالم العربي. بدوره يعتبر عميد <كلية جيلبير وروز ماري شاغوري للطب> في الجامعة اللبنانية الأميركية الدكتور ميشال معوض ان أسباب انعقاد المؤتمر هي حاجة ماسة الى التعامل مع اضطرابات أوعية الجهاز العصبي والتي تؤدي الى الوفاة، ومنها أمراض الكوليسترول والضغط وشبيهاتها، والجامعة اللبنانية الأميركية قررت خوض غمار الأبحاث في هذه الأمراض للحد من آثارها السلبية على الانسانية، والجامعة تستثمر في الموارد البشرية اللازمة للتعامل مع هذه الحالات ومنها افتتاح مركز لمعالجة أمراض السكتة الدماغية في <المركز الطبي للجامعة اللبنانية الأميركية ــ مستشفى رزق> فريد من نوعه في لبنان والمنطقة، كما ان الجامعة تقوم بنشر الوعي عن خطورة هذه الأمراض، وبالتالي كان هدف المؤتمر ايصال رسالة واضحة ان لبنان هو رائد في الأبحاث الطبية على مستوى الشرق الأوسط برمته وذلك من خلال الافادة من خبرات العلماء الأجانب المشاركين في المؤتمر.

<الأفكار> التقت عميد كلية الطب في الجامعة اللبنانية الأميركية الدكتور ميشال معوض وتحدثنا عن السكتة الدماغية وكيفية انقاذ الشخص اثر تعرضه للسكتة الدماغية. تجدر الاشارة الى ان الدكتور ميشال معوض تدرّب على عمليات الجراحة العصبية ومنها جراحة الأعصاب الداخلية في معهد علوم الأعصاب ومستشفيات جامعة <كولومبيا> في <نيويورك>، اذ أمضى 32 عاماً في كلية <بايلور> للطب في ولاية تكساس حيث كان يعمل في مجال الأمراض الدماغية الوعائية، وكان رائداً في تطوير عدد من التقنيات لعلاج الاضطربات الدماغية مثل تمدد الأوعية الدموية، التشوه الشرياني الوريدي، السكتة الدماغية وغيرها... ويملك الدكتور معوض العديد من براءات الاختراع في مجال العلاج الاشعاعي المحمي، وأخرى في مجال رأب الوعاء (تقنية لتوسيع الأوعية الدموية) واستخدام الدعامات (2000). شغل مناصب عدة في <بايلور> ومنها رئاسة قسم الأشعة ومناصب الأستاذية المثبتة في أقسام الأشعة، علم الأعصاب، جراحة الدماغ والأعصاب وأمراض العيون. والدكتور معوض المعتمد من الجمعية الأميركية هو عضو في ثماني منظمات طبية من بينها الاتحاد العالمي للتصوير الشعاعي العصبي التداخلي العلاجي الذي ساعد في تأسيسه وثم ترأسه، ولديه أكثر من 300 مقال علمي، وتلقى العديد من المنح البحثية بالاضافة الى حصوله على أوسمة وجوائز مختلفة خلال مسيرته.

ونسأله أولاً:

ــ كيف تحدث السكتة الدماغية؟

- الجلطة الدماغية او السكتة الدماغية هي عندما يحدث انسداد الشريان في الرأس، وهذا الانسداد لا يسمح بوصول الدم الى الدماغ فتُتلف الخلايا الدماغية بسرعة، وتجدر الاشارة هنا أنه عندما يحدث تلف في خلايا الدماغ لا تعود كما كانت، وتلف الخلايا الدماغية يؤدي الى شلل شامل او نصف شلل اي بكل الحالات يحدث ضرر دائم. والسكتة الدماغية هي واحدة من حالات الطوارىء الطبية الأكثر خطورة وانتشاراً في العالم، وان السكتة الدماغية هي السبب الرئيسي الثاني للوفاة وواحدة من الأسباب الرئيسية للاعاقة، ولقد افتتحنا مركزاً شاملاً في المركز الطبي في الجامعة اللبنانية الأميركية ــ مستشفى رزق لتوفير الرعاية من خلال تشخيص وعلاج الأمراض الدماغية الوعائية والسكتة الدماغية. ومع التكنولوجيا المتطورة التي يقدمها وفريق علاج السكتة الدماغية المتعدد التخصصات، أصبح المركز مرجعاً للأمراض المتعلقة بالسكتة الدماغية في لبنان.

 

انسداد الشريان

 

ــ وكيف يحدث انسداد الشريان؟

- عادة تحدث الجلطة في القلب وتصل الى الدماغ، وهذا نوع من التجلط او يكون انسداداً في شريان الوريد. ونقول عن الجلطة اقفارية اي تعثر وصول الدم الى الدماغ اذ تقريباً 80 بالمئة من الذين تحدث معهم جلطة دماغية لا يصل الدم على اساس انسداد الشريان، فيما 20 بالمئة من المرضى الذين يصلون الينا عبر الطوارىء يكون الشريان قد انفجر في الدم، وعندما يصل المريض يكون وضعه سيئاً، ونسميها سكتة دماغية اقفارية حيث تسد أحد الشرايين وهو النوع الأكثر شيوعاً، أو سكتة دماغية نزيفية تتضمن نزيفاً في الدماغ.

ويتابع:

- عندما تحدث السكتة الدماغية يكون امامنا 6 ساعات لانقاذ المريض، وبالتالي الوقت مهم جداً اذ لا بد من التشخيص السريع، من ثم نقوم بالتصوير الطبقي للتأكد من عدم وجود نزيف، لأنه كما ذكرت هناك نوعان من الجلطات: منها تخثر في أحد شرايين الدماغ وتحصل لدى 80 بالمئة من الحالات، و 20 بالمئة المتبقية يحصل نزيف وغالباً ما يصيب الفئات العمرية الأصغر سناً. وبعد التصوير الطبقي والتأكد من ان لا نزيف وذلك خلال مدة أقصاها 4 ساعات يعالج المريض بأدوية للتخثر مسيلة للدم تُعطى في حقن في الوريد، واذا لم يحصل اي تحسن ملموس يتم اجراء قسطرة تشخيصية وعلاجية لشرايين الدماغ اي شفط الجلطة ليعود الدم الى الدماغ. وفي حالات النزيف لا بد من التصوير الطبقي تليه القسطرة التشخيصية لمعرفة سببه، وعلى ضوء النتائج نجري اما جراحة باطنية لوقف النزيف وذلك بالدخول من خلال شرايين الساق وصولاً الى مستوى شرايين الرأس لايقاف النزيف بخيوط كاوية من <البلاتين>، وأما في بعض الحالات يتم اللجوء الى جراحة الرأس المفتوح.

 

العوارض

ــ وما هي العوارض؟

- يجب ان يعرف المريض عن العوارض لكي يساعد نفسه عند حدوث الجلطة الدماغية. والعوارض هي خلل في الحركة المتوازية لعضلات الوجه، او خلل في النطق اذ يتلعثم، او ارتخاء في اليد او في الساق، ومن المهم السرعة لكسب الوقت بالتوجه الفوري الى الطوارىء، وقد تحدث هذه العوارض منفردة او كلها معاً.

مركز فريد من نوعه لمعالجة السكتة الدماغية في لبنان

 

ــ وماذا عن المركز لمعالجة السكتات الدماغية في <المركز الطبي للجامعة اللبنانية الأميركية ــ مستشفى رزق> من حيث فريق العمل والمعدات والتكنولوجيا المتطورة لانقاذ حياة المرضى المصابين بالسكتة الدماغية؟

- لقد أسسنا المركز في الجامعة اللبنانية الأميركية وهو يضم اختصاصات متعددة اذ هناك أطباء متخصصون في الأعصاب وجراحة الأعصاب وجراحة الأوعية الدماغية او الجراحة الباطنية وأطباء انعاش وعناية فائقة، فعند تعرض الشخص لجلطة دماغية تكون الـ48 ساعة حرجة ويجب معالجته بسرعة لانقاذ حياته، وهناك وحدة عناية فائقة متخصصة لمعالجة الأشخاص الذين تعرضوا لجلطة دماغية، وهو أول مركز يضم فريقاً مؤلفاً من اختصاصات عدة كل ضمن عمله، ويتميز المركز بتقديم الاستجابة السريعة في علاج الجلطة الدماغية من قبل فريق متعدد التخصصات بالاضافة الى التكنولوجيا المتطورة وأحدث الارشادات العالمية المتعلقة بالعلاج في سبيل ضمان أفضل النتائج لضحايا الجلطات الدماغية. ولقد أتينا بمعدات ومكنات خصوصية متطورة جداً وهي من أحدث المعدات في العالم وموجودة اليوم في مستشفى رزق، وفي لبنان للمرة الأولى لدينا الحجر والبشر والمعدات لمعالجة المريض الذي لديه جلطة في الساعات الأولى، إذ كلما طال الوقت بايصال الشخص الى المستشفى لمعالجته يصبح العلاج أصعب، وعلى المريض ان يقصد المستشفى لأنه كلما تأخر الوقت تُتلف خلايا الدماغ. بالاضافة الى ذلك لدينا فريق كامل متكامل وشامل لانقاذ الشخص من الجلطة الدماغية وعلاجه في الساعات الأولى وذلك بناء على التسهيلات والتجهيزات وبناء الوحدة في المركز.

أهمية حملات التوعية لانقاذ حياة المرضى

 

وعن حملات التوعية يشرح:

- نحن نقوم بعملنا ولكن يجب ان يكون هناك حملة شاملة من قبل الاعلام ومواقع التواصل الاجتماعي لكي تصل هذه المعلومات الى عامة الشعب، وبالتالي يجب توعية الناس لانقاذ حياة الأشخاص الذين يتعرضون للجلطة الدماغية، فاذا نُقلوا الى المستشفى بسرعة يتم انقاذهم فمثلاً استطاع المركز ان ينقل مريضاً مصاباً بسكتة دماغية عبر طائرة مروحية تابعة للجيش اللبناني من عكار الى <المركز الطبي للجامعة اللبنانية الأميركية ــ مستشفى رزق> كدليل على أهمية العلاج السريع وتأمين أفضل النتائج للمرضى الذين يعانون من السكتة الدماغية. وطبعاً هذا الأمر يساعد كثيراً بانقاذ حياة المريض لأنه اذا كان سيُنقل عبر سيارة الاسعاف وما شابه كان سيستغرق ثلاث ساعات للوصول الى بيروت وبالتالي عامل الوقت مهم جداً، فعندما لجأنا الى قيادة الجيش وطلبنا ان يتم نقل المريض عبر طائرة مروحية تابعة للجيش اللبناني تمكنا من انقاذ حياة المريض. وللأسف هناك مرضى في الجنوب والبقاع وعكار لا يعرفون عن الأمر، ولهذا اطلقنا الحديث خلال المؤتمر عن أهمية التوعية في هذا الخصوص، كما انه لا يكفي توعية المرضى بل يجب توعية الأطباء، ونحاول جاهدين أن تمتد حملة التوعية ليس فقط للمرضى بل للأطباء في كل المناطق اللبنانية والمناطق البعيدة والنائية، وتحديداً للأطباء الاختصاصيين في الجهاز العصبي وأطباء أمراض القلب والشرايين وأطباء الطوارىء وأطباء الصحة العامة إذ يجب ان يعرفوا كل التفاصيل عن السكتة الدماغية. ويجب الاشارة هنا الى ان 25 بالمئة من الأشخاص الذين لديهم الارتجاف الاذيني اذا لم ينتبه أحد لذلك فسيتعرضون للجلطة. وخلال المؤتمر الذي نظمناه حضر 30 اختصاصياً من كل بلدان العالم من اوروبا وأميركا وآسيا والسعودية وتركيا، وأتيحت الفرصة لطلاب الطب ان يتعلموا على مدى ثلاثة أيام مع الأطباء الذين أتوا من كل هذه البلدن عن شرايين الدماغ، وبالفعل كان أمراً مميزاً اذ شارك طلاب من 55 جامعة في لبنان وليس فقط من الجامعة اللبنانية الأميركية وبذلك تعرفوا على أمور عديدة ومهمة بما يتعلق بشرايين الدماغ من خلال الدورات العلمية والطبية التي دعينا اليها حول كيفية معالجة الجلطة، والأهم ان يعرفوا عن التكنولوجيا الجديدة، كما دعينا أطباء اختصاصيين في جراحة الأعصاب وأطباء أشعة، وبذلك يكون المركز شاملاً لتوعية المرضى والأطباء على أكمل وجه.