تفاصيل الخبر

الـ”سكوبا دايفينغ“ او رياضة الغوص تنتشر متوسعة في لبنان..

13/09/2019
الـ”سكوبا دايفينغ“ او رياضة الغوص تنتشر متوسعة في لبنان..

الـ”سكوبا دايفينغ“ او رياضة الغوص تنتشر متوسعة في لبنان..

 

أجمل “Photo shoot” من أعماق البحر اللبناني!

بقلم عبير انطون

ليس الغوص رياضة حديثة ولا هواية مستجدة، فهو ضارب الجذور في التاريخ وعادة ما كان يستخدم لاغراض تجارية كجمع اللؤلؤ والاسفنج او لاسباب حربية ايضا. ويُكتب ان أقدم أثر موجود للغوص يعود للأشوريين قبل الميلاد بعدة قرون، حيث تظهر المنحوتات الأثرية جنودا أشوريين يعبرون النهر باستخدام عوامات منفوخة مصنوعة من جلد الماعز. وغالبا ما كان الغوص يتم عن طريق حبس النفس وبدون اية اجهزة مساعدة، وإما عن طريق نباتات تجوف سيقانها للتنفس السطحي. اما النظارات المستخدمة فيقال ان بعض الجنود من الفرس استخدموا الطبقة الخارجية لعظم السلحفاة وفيها ما يشبه النوافذ الصغيرة التي منها يمكن الرؤية.

اليوم تطور الغوص ومعداته، ومنه نجد انواعاً عديدة بينها الـ<سكوبا دايفينغ> النشاط الذي يتوجه إليه العديد من اللبنانيين في مناطق مختلفة من شواطئنا، فما هو الـ<سكوبا دايفينغ> الذي تنشط النوادي اللبنانية العديدة لتعليمه وممارسته، ماذا يتيح للقائم به، واية معدات مطلوبة له؟

<الافكار> طرحت الاسئلة على القيمين على احدى الشركات المنظمة لنشاط الـ<سكوبا دايفينغ> وعادت بمختلف الاجوبة.

 للغوص وجهات عدة، ودوافع مختلفة، وهو وان كان يختلف عن مفهوم الغطس والتجهيزات المعدة له، فانه يشترك معه في كونه نشاطا رياضيا وترفيهيا او بيئيا، وقد تكون له دوافع اخرى بينها تنفيذ مهام تحت الماء، اذ يقوم الغواصون المحترفون مثلا بتنفيذ المهام المتعلقة بالصناعات التي تتطلب العمل تحت الماء أو تنفيذ مهام تتعلق بالأنشطة البحرية، بما في ذلك إصلاح القوارب والسفن، إنقاذ ورفع حطام السفن أو تربية الأحياء المائية. وبين الغواصين من يلعب دور الضفادع البشرية في الغوص العسكري لاغراضه المختلفة. ولا يغيب عن البال الغوص لاغراض علمية او بحثية مختصة بعلوم الاحياء البحرية وعلم المحيطات وعلم الآثار تحت الماء.

أما تسميات الغوص فتختلف باختلاف الدافع اليه ونجد الـ<Wreck dive> أي الغوص لرؤية الحطام، أو الـ<Cave dive> وهو الغوص لرؤية الكهوف، وهناك أيضا الـ<Deep dive> اي غوص الاعماق، و<Ice dive> اي الغوص في المياه المتجمدة، وهناك غوص الاعماق وغوص الانجراف والغوص الليلي، فضلا عن الـ<Reef drive>  أي غوص الشعاب المرجانية.

كنوز البحر..!

في لبنان يمارس الغوص من قبل غواصين محترفين وهواة، الا ان الـ<سكوبا دايفينغ> تبقى الاكثر رواجا لانها متاحة لمختلف الاعمار وحتى للاشخاص الذين لا يتقنون السباحة ويقومون بها بغرض الترفيه والاستجمام، فتتيح لهم فرصة التأمل بالشعاب المرجانية والنباتات البحرية من أسفل سطح الماء.

في تعريفها، الـ<سكوبا> هي اختصار لمفردات <Self-Contained Underwater Breathing >، ويكون الغواص في هذه الحالة مستقلاً بشكل كبير في حركته داخل المياه.

يخبرنا فؤاد غيث من احدى الشركات المنظمة للنشاط، ان هذا عُرف في لبنان منذ أكثر من عشرين عاما الا انه لم ينتشر على نطاق واسع الا في السنوات الاخيرة، مع اقبال الناس عائلات وأفراداً على النشاطات الرياضية. والـ<سكوبا دايفينغ> التي لا تتطلب من ممارسها معرفة السباحة، تساعد من يخشون تجربتها، لان الغوص هو واحد من الحلول التي تساعدهم على تخطي خوفهم.

لقد باتت هذه <المغامرة> مطلوبة لدى شريحة كبيرة، يقول غيث، ودورنا يقضي بأن  نؤمن للراغبين الحجوزات وتنظيم الرحلة والمرشد المرافق تحت الماء.

أما ما يحتاجه المشترك في هذا النشاط فتجهيزات بسيطة يمكن تعدادها كالآتي:

ــ نظام الغوص <Snorkeling System > (الماسك، النظارات..).

ــ بذة الغوص <Exposure System>.

ــ الأدوات الخاصة بالتنفس <Delivery System>.

ــ المعدات الخاصة بالطفو <Buoyancy System>.

ــ الإنارة، السكين... <Accessories System>.

فجميعنا يرى الغواص حاملا على ظهره خزانا مستقلا يحوي كمية كبيرة من الهواء المضغوط والذي يستخدمه للتنفس وللطفو، وينبغي عليه الصعود للسطح قبل نفاذ هذه الكمية. اؤكد لكم، يقول غيث انها من أسهل الرياضات وأكثرها متعة إن تمّ التقيّد بالإرشادات واستخدام المعدات المناسبة، والتي تتطور من ناحيتها في العديد من التقنيات، حتى انها وصلت إلى اختراع كمبيوتر يوضع على اليد، ويُوجه الغائص إلى الوقت الذي يعود فيه إلى سطح الأرض..

سلاحف، وسيارة للدفاع المدني...!

يمكن للمشترك مجهزا بالمعدات اللازمة ان ينزل بأمان الى البحر على عمق عشرة امتار او اكثر بقليل، فيرى الكنوز العديدة التي تقدمها له الطبيعة البحرية في كل منطقة، وغالبا ما يتم اختيارها بحسب نظافة المياه والتنوع البيئي.

 في لبنان مناطق عديدة للغطس تسمح لزائرها بمشاهد متنوعة بينها ما هو تاريخي حتى. فعند شاطىء صور الذي صنفه موقع <ناشيونال جيوغرافيك> ضمن أجمل 5 شواطئ في الشرق الاوسط نسبة، وكما كتب الموقع، <الى نقاء مياهه إضافة إلى أنه مقصد للغواصين الذين يأتون إليه لاستكشاف الآثار الرومانية الغارقة فيه> يمكن لمن يغطس ان يشاهد أعمدة وطرقات وجرار الفخار إضافة إلى المرفأ الفينيقي القديم، وذلك عند الغوص على عمق متر أو 8 أمتار كحد أقصى. في حين ان الغطس في البترون يتيح له رؤية السلاحف البحرية وأسماك الأسد والأخطبوط والعديد من الكائنات البحرية الأخرى. اما في جونيه والبوار فيمكن للغائص في بحرهما ان يرى حطام أربع إلى خمس بواخر إضافة إلى <مغارة الميلاد تحت الماء>. كذلك، يمكن لمن يرغب، ممارسة الـ<سكوبا دايفنغ> في البترون وبيروت وغيرهما عند الشاطئ. واذا كان العمق الذي يمكن الوصول اليه في العادة لا يتعدى الخمسة عشر مترا، فان من يقوم بالـ<سكوبا> لا يبتعد عن الشاطئ اللبناني اكثر من ثلاثين مترا، يتم الالتزام بها، وفقا للرخص الممنوحة من دون اي تجاوز.

اما عند منطقة طبرجا حيث نطاق الغوص لمشتركي مضيفنا فؤاد و>غيث ادفانتور> التي تقوم احيانا بالتنسيق مع مختلف الشركات العاملة في المجال نفسه في المناطق الاخرى، فانه يمكن رؤية الشعب المرجانية غير الكثيفة في بحرنا للاسف للاسباب المعروفة، كما يمكن لمن يغوص في تلك المنطقة مشاهدة سيارة للدفاع المدني تحت البحر، وكان عناصره قد ارسوها فيه السنة الماضية للاضاءة على عملهم بعد ان اجروا حملة تنظيف للبحر والشاطئ، وبات كثيرون من المشاركين يسألونهم عنها ليلتقطوا الصور الى جانبها..

<فوتو شوت>..!

التقاط الصور تحت الماء يتم من خلال التقاط المشارك للصور بنفسه من خلال كاميرا صغيرة مجهزة او يلتقطها المرافق له، اي المرشد في رحلته المائية، ويمكنه ان يخرج بصور مميزة. فقد يحمل البحر الكثير من المفاجآت في نشاط مماثل، حيث طلبات الزواج تحت الماء كثيرا ما تحصل، كأن يقوم مثلا طالب الزواج من حبيبته بـ<تخبئة> الخاتم في نقطة ما وعلى العروس ان تجده لتحظى بفارس الاحلام الآتي على متن سمكة، او ان تقطع مراحل متعددة في غوصها لتصل الى ايجاد الخاتم وتحقيق الحلم المنشود.

في النشاط الذي ينظمونه، يفضل القيمون في <غيث غروب> ان يكون المشارك في الـ<سكوبا دايفينغ> تحديدا ما فوق الثلاثة عشر عاما اما التقدم في السن فلا يحول دونها. وحدها بعض الامراض قد تمنع ذلك بينها امراض القلب او الضغط او الاعصاب، وأيضا الحوامل. اما اكثر من تجذبهم هذه المغامرة الحلوة فهم اللبنانيون الذين لا يمارسون السباحة او الذين يقومون بالغوص للمرة الاولى فيؤخذون بما يرون، فيما اعداد الاجانب غير مرتفعة نسبيا اذ تتيح لهم البحار والمحيطات في بلدانهم مناظر رائعة وانواعا اكثر تعددا من الحياة البحرية في المتوسط، ولو ان كنوز الاخير عظيمة ايضا.

الى الـ<سكوبا دايفينغ> برفقة مرشد في الغوص، هناك طبعا الغوص الحر الذي يتطلب دورات خاصة واعداداً جدياً له، ويطلب من المدرب ان يكون محترفا وحائزا شهادة تخوله مزاولة العمل والتدريب، وفي <غيث غروب> حازها المدرب من كندا مثلا وهي تمتد على اكثر من جلسة. اما <السكوبا> برفقة مرشد، ويكون ايضا حاملا لشهادة تخوله ذلك، فانها تبدأ نظريا اولا لمدة ثلاثين دقيقة للتعليم النظري والتوجيه، وعشرين دقيقة للتعليم حول المعدات والتجهيزات وكيفية عملها، فيما تمتد الرحلة مدة خمس وعشرين دقيقة ممتعة في <الجنة المائية>. اما الكلفة فتتراوح ما بين الخمسين والستين دولارا.

أيها اللبنانيون اغطسوا..!

 

يجد النشاط اوجه في الربيع والصيف من دون ان يختفي كليا في الشتاء الا ان برودة الطقس والامواج قد تحول دون اتمامه، لكن للراغبين به، فانه يمكنهم ان يتجهزوا بلباس خاص يتيح لهم الغوص في اعماق البحر.

وللغوص فوائد جمة، صحية ونفسية، وهذه المتعة عبارة عن تمرين للجسم تحت ضغط المياه الكثيفة، لذلك تعتبر من أفضل التمارين للياقة البدنية إذ تمزج بين الرياضة الهوائية التي تقوي القلب والرياضة اللاهوائية التي تعمل على تمرين العضلات، كما انها تعطي المرونة والقوة، وتساعد على تنظيم التنفس. ولا يمكن سوى الاشارة الى ان التعرض للشمس يمد الجسم بالفيتامين <د> الضروري له، فضلا عن انه يؤدي الى تحسين الدورة الدموية والتقليل من ضغط الدم. كذلك فان العلاج بالمياه واحد من فوائده، فقد وجد الباحثون الذين ظلوا في المياه لعدة أسابيع، أن الجسم يستخدم الأوكسجين الموجود في المياه لعلاج الجروح، فضلا عن أنها تعطي شعوراً جميلاً نتيجة ارتفاع الأدرينالين والنيتروجين.

<انها باختصار نزهة سحرية تحت الماء توفر أحاسيس لا توصف! هو شعور رائع يغمر نفسك>! هذا ما وصفته احدى <عاشقات> الغوص مؤكدة ان هذه التجربة تسمح للقائم بها اكتشاف عالم يتعذر علينا الوصول إليه عادة، بحيث تشعر نفسك منغمسا تمامًا في بيئة رائعة ليست هي البيئة الطبيعية للإنسان، فلا تستمع الا لصوت نفسك وتشعر برغبة في عدم الطلوع الى سطح الماء من جديد.

باختصار، ما عليك سوى ان تضع رأسك تحت الماء لتكتشف ذلك! فيا ايها اللبنانيون اغطسوا في البحر حتى ترتاحوا!.