تفاصيل الخبر

الشيخ صباح الأحمد والقمة الخليجية التاسعة والثلاثون!

14/12/2018
الشيخ صباح الأحمد والقمة الخليجية التاسعة والثلاثون!

الشيخ صباح الأحمد والقمة الخليجية التاسعة والثلاثون!

 

بقلم وليد عوض

[caption id="attachment_64995" align="alignleft" width="338"] bty[/caption]

الكويت دائماً في قلب الشأن الخليجي والشأن العربي. وأمير الكويت الشيخ صباح الأحمد الصباح (89 سنة) يتصرف منذ مبايعته بمنصب أمير البلاد، وكأنه الأب الروحي للعائلة العربية، وله مع لبنان مواقف أبوية منذ أن استضاف الرئيس أمين الجميّل والرئيس سليم الحص داخل فيلاه في  تونس أواخر الثمانينات. كان يحاول يومئذ أن يوحّد الموقف اللبناني حول المستقبل الآتي. ولا تكون هناك للبنان سلطتان. وقد حرص على استضافة ضيوفه اللبنانيين داخل حديقة فيلاه التونسية حول مائدة الغداء من قبيل تعزيز الطابع العائلي بين البلدين. وأنا أعتز بصداقة أمير الكويت منذ أن كان وزيراً للخارجية، وتعززت هذه الصداقة عندما ارتقى سدة الإمارة، وحين طلبت أن ألقاه داخل قصره المسمى قصر <بيان> يومئذ قال لمرافقيه وبينهم وزراء: <دعوا رئيس تحرير <الأفكار> يأتي إليّ، لأنني أحب أن أسمعه ويسمعني>.

ولا أنسى يوم زرت الكويت بعد زوال الاحتلال العراقي الغاشم مطلع التسعينات، كيف جاءت السيارات الخاصة لأخذي الى قصر <بيان>. وزاد اعجابي بالعائلة الكويتية عندما علمت ان سائق السيارة مهندس متطوع لاستقبال الضيوف، فقلت له: <أرجوك أن تتوقف>، فاستجاب السائق المحب لبلده، وعندئذ فتحت باب السيارة الخلفي، وجلست الى جانب السائق متبادلاً معه التحيات الطيبات.

والشيخ صباح الأحمد ليس من القادة الذين يؤثرون الكلام بل يستخدم الصمت الذي يغني عن الكلام.

وكان الشيخ صباح، مثل أسلافه، ولاسيما الشيخ صباح السالم الصباح، يعتبر لبنان وطنه الثاني، ومن هنا كان لقادة الكويت منازلهم الصيفية في عاليه، وباقي المناطق الجبلية، ويعقدون الندوات في تلك المنازل.

وللكويت بصماتها البيضاء في البقاع الشمالي حين أنشأت مركزاً صحياً، قرب نبع الماء، وإذا كان هذا المركز لم يلق العناية اللازمة من الجانب اللبناني فإنه يتحمل المسؤولية لأنه لم يلتقط القفاز.

والشيخ صباح يدرك ان غياب قطر عن القمة الخليجية في الرياض لا يجوز، ويترتب على أميرها الشيخ تميم بن حمد آل ثاني أن يلتزم بقرارات الدول الخليجية، ولاسيما ضد التدخل الإيراني في الشرق الأوسط، وان إرسال قطر لقمر صناعي الى الفضاء لا يكفي لحل العقدة.

وبالتعاون مع الوالد الروحي للخليج الشيخ صباح الأحمد، يتعين على أمير قطر أن يصحح المسار، ولا يكتفي بإرسال وزير قطر للشؤون الخارجية سلطان المريخي الى القمة الخليجية حتى يكون حاضراً في القمة.

ويبقى الشيخ صباح الأحمد المرجع الصالح للم الشأن الخليجي الى جانب ربان السفينة الخليجية الملك سلمان بن عبد العزيز، وان استدعى الموقف بعض التضحيات ولاسيما في حرب اليمن، بحيث تبقى القمة الخليجية أفضل صيغة عربية جامعة ولا تقل شأناً عن الاتحاد الأوروبي في فرنسا.