تفاصيل الخبر

الصحافي طلال سلمان بعد توقّف ”السفير “:الـسـيـاســــــة فــي لـبــــنـان ”طــــق حـنـــــك“ وتـصـريـحـــــات وتـصـريـحـــــات مـضــــــادة!

20/01/2017
الصحافي طلال سلمان بعد توقّف ”السفير “:الـسـيـاســــــة فــي لـبــــنـان ”طــــق حـنـــــك“  وتـصـريـحـــــات وتـصـريـحـــــات مـضــــــادة!

الصحافي طلال سلمان بعد توقّف ”السفير “:الـسـيـاســــــة فــي لـبــــنـان ”طــــق حـنـــــك“ وتـصـريـحـــــات وتـصـريـحـــــات مـضــــــادة!

 

بقلم:كوزيت كرم الأندري

5-(2)-----2

هو <يحمل همّ العمر بأناقة>. تعبير للكاتبة الجزائرية أحلام مستغانمي حضر إلى ذهني حين دخلت على الصحافي الكبير طلال سلمان، بعد 17 عاماً من لقاء أول يتيم. يأسرك هذا الرجل بتهذيبه ولباقته، بابتسامته الهادئة وصوته المنخفض. مكتبه يعبق بالذاكرة، ذاكرة أجيال وأجيال من الصحافيين مرّوا من هنا. المكان حزين وفي قلب أهله غصة، بعد توقف <السفير> عن الصدور، لكن سلمان سيطل على قرائه، مجدداً، عبر موقع خاص به على شبكة الإنترنت، يغني فيه على ليلاه!

مع رجل يعرف كثيراً ويتكلم قليلاً (على عكس حكّامنا وسياسيينا!) كان لـ<الأفكار> هذا اللقاء:

ــ أستاذ طلال، ذُهلت حين قرأت الإفتتاحية التي كتبتها قبل 43 سنة، مع صدور العدد عشرين من «السفير> والتي أعدتم نشرها في عددكم الأخير. لم أشعر أن أكثر من أربعة عقود تفصلنا عنها. فالوضع والأجواء السائدة آنذاك كما وصفتها، تبدو نفسها اليوم. ماذا تغير بالنسبة لك؟

- <يا ريت ما في فرق>! كل الآمال التي راهنا عليها باتت حطاماً. أنا من جيل تربى على العروبة، القومية العربية، الاشتراكية... وهنا في لبنان نظامنا معادٍ نوعاً ما للشعب. كانت لدينا طموحات وأحلام بأن يكون هذا النظام قابلاً للتغيير، للتطوير من داخله. اليوم نعترف بأنه أقوى بكثير مما كنا نفترض وأننا نحن أضعف بكثير مما كنا نفترض. أعني بـ<نحن> الشعب، الأمة.

ــ في افتتاحيتكم تلك وصف سلبي لتلك المرحلة... ألم يكن زمنكم جميلاً؟

- كان جميلاً قياساً بأيامنا هذه. كانت فلسطين لا تزال في الذاكرة وأمام أعيننا، <شايفينا>. كانت هناك مصر، حالياً مصر جثة. كانت هناك سوريا، اليوم سوريا بين قاتل وقتيل، حتى العراق بات مجرد طوائف ومذاهب وأعراق <فايتين ببعض>. يوم بدأنا كانت مصر تنبض، وعندما باع الرئيس المصري أنور السادات الحرب والدم والشهداء، بدأنا نشعر أنه بعدما كنا <طالعين طلوع صرنا نازلين نزول>.أما داخلياً فكان لدينا الاتحاد الوطني لنقابات العمال، الاتحاد الوطني للطلاب... كانت هناك حركة وطنية ناشطة وكانت المقاومة الفلسطينية لا تزال فاعلة.

ــ هذا عن الجو السائد وقتذاك. ماذا عن القارئ اليوم، هل هو ظالم أم جاهل؟

- هو مظلوم. الوضع السياسي في لبنان كناية عن <طق حنك> وتصريحات وتصريحات مضادة. كلام كلام، كلام. قانون الانتخاب، مثلاً <صرلن فترة طويلة بدعوسوه وبيضحكوا عالناس بسيناريو جديد كل شوي> وفي نهاية المطاف سنجد أنفسنا أمام قانون <الستين>. المواطن اللبناني يعرف أن لا قيمة لصوته. <بتتركب اللوايح والسلام عليكم طلعت النتايج>. إذا اتفق <أمل> و<حزب الله> تظهر نتائج البقاع والجنوب. وإذا اتفق الحريري والأرمن وطرف مسيحي ثان تُحسم نتائج بيروت. والآن مع تحالف عون و<القوات> نعرف مسبقاً ما هي النتائج في جبل لبنان...

ــ إذاً المواطن مظلوم وليس القارئ؟

- أوليس القارئ مواطناً؟

ــ بالعودة إلى الصحيفة، متى ضربتم الرقم القياسي في الإنتاج والتوزيع؟ هل حصل ذلك مع عددكم الأخير؟

- كان من الطبيعي أن يحصل هذا الأمر مع العدد الأخير كونه الأخير، لكن هناك بالطبع محطات كثيرة مماثلة. من اللحظة الأولى <طلعت السفير عالسقف> لكن من المحطات النافرة من حيث الإنتاج والتوزيع، مرحلة معارضة <اتفاق 17 أيار>، معارضة الاجتياح الإسرائيلي، بداية المقاومة في الجنوب... <ولا مرة السفير نزلت كتير. نزلت مؤخراً لما انعدمت السياسة>. في السنوات الأخيرة <ما عاد في سياسة بالبلد>، كما أن العناصر المشعة في المنطقة انطفأت. لبنان بمفرده لا سيما بوضعه الحالي لا يكفي. كانت أهمية لبنان بأنه يلعب دور المحرّض الفكري. كان هو المنبر وكانت فيه آراء متعددة ومختلفة، منها متأثرة بالمحيط العربي ومنها مؤثرة فيه. كانت بيروت نوّارة كل التيارات السياسية، القومية، الاشتراكية، التقدمية...كانت كلها موجودة هنا وتعبر عن نفسها، وبالتالي كانت هناك حركة صراع فكري وسياسي في البلد، وكان هذا عامل إنعاش للصحافة والكتّاب والندوات والحركات السياسية...

ــ ألا تشكل الأحداث التي تتخبط بها المنطقة اليوم مادة صحافية دسمة؟

- أية مادة تشكل؟ إنها مجرد <توابيت>! ما هي أخبار العراق سوى عدد القتلى والجرحى؟ الأمر نفسه ينطبق على سوريا! أين انتفاضة مصر العظيمة؟ <قبروها>، إغتالوها.

ــ لمَ كنا نشعر، نحن قراء <السفير>، بأنها صحيفة شعبية بعيدة كل البعد عن البرجوازية؟ هل لأنها تشبه ناسها؟

- <لأنو نحن هيك! نحن لا وارتين ولا أغنياء حروب. نحن ناس متلكن>. ليس فينا من هو غني ومن هو فقير، <فينا ناس شغيلة ومهنية وكادحة>. واقعنا الاجتماعي هو نفسه واقع الأقلية الساحقة من الناس.

ــ أستاذ طلال، هل يمكن، برأيك، أن تنسجم الصحافة مع الحزبية؟ مع التحزب العقائدي؟

- كلا. يمكن أن تكون الصحيفة صاحبة رأي، صاحبة موقف يكون أقرب للتيار منه للحزب.

ــ متى اضطُررت إلى التضحية بالحقيقة؟

- عندما كان من الممكن أن تسبب فتنة في البلد.

SAM_0553--------4ــ أعطنا مثلاً لو سمحت!

- <السبت الأسود>. كان من الممكن أن تصدر صحيفة <السفير> أو غيرها، وتقول <الكتائب قتلوا 500 مسلم>.لا نستطيع في حالات معينة أن نقول الحقيقة كما هي فنغلّب الطابع السياسي، كأن نقول مثلاً إننا في حرب أهلية، وإنه من ضمن وقائع هذه الحرب حدث كذا وكذا. نحاول ألا نظهر الجانب الطائفي من الحادثة، فنضعها في إطار سياسي. بالرغم من ذلك يمكن للطرف الآخر أن يتهمك بالطائفية. <هو طائفي بس ليبرر طائفيتو بحطا فيكي>.

ــ قرأت أن <نابليون> قبل دخوله مجلس الشيوخ ليتسلم منصبه ومهامه كان يرتجف وعلى وشك الهرب، بعدها أصبح من أقوى رجال التاريخ. هل عرفت الخوف؟

- طبعاً، الخوف يأتي من المسؤولية. مرت أيام أعدت فيها صياغة العنوان عشر مرات لأخفف من حدته. يمكن لعنوان في صحيفة أن يحرّك غرائز الناس، لكن إن غلفناه بالسياسة نتفادى ردة الفعل غير المرغوب فيها...

ــ هذا الأمر بحاجة إلى خبرة وحنكة مهنية، وهنا أسألك أيهما أجمل: فوعة وحدّة الشباب أو الحكمة التي ترافق التقدم في العمر؟

- لمَ نتهم الشباب دوماً بأن ليس لديهم حكمة؟ المطلوب عدم قمع هذه الفورة وهذه الحماسة، لكن لا بد من أن تُرشّد، وفي مهنتنا يتم ذلك من خلال صياغة مدروسة واستبدال بعض العبارات بأخرى. أساس مهنتنا أن نفهم ونستوعب الحدث فنقدمه للناس من دون أن نستفز القارئ. <منتحايل بالصياغة بلا ما يضيع المضمون>.

ــ هل شعرت بالهزيمة يوماً؟

- طبعاً، شعرت بها مرات عديدة، الحرب الأهلية هزيمة. إنها هزيمة بالنسبة لي بالمعنى الفكري، السياسي والوطني. كانت لدي طموحات وطنية وقومية وتقدمية، فجأة وجدت نفسي <فايت عالحرب الأهلية أو مدفوع لفوت فيا>. في هذه الحالة أشعر أنني هُزمت، وليس المهم أن أربح هذه الحرب لأن ليس من رابح على الإطلاق في حروب كهذه.

ــ هل يحدث أن تستسلم للبكاء؟

- نعم، لكن في مرات محدودة. يوم ذهب الرئيس المصري الراحل أنور السادات إلى القدس في لحظة من اللحظات بكينا! هناك أيضاً بكاء النشوة، عرفناه يوم خرج آخر جندي إسرائيلي محتل من أرضنا، يوم انتصرنا في الحرب ضد إسرائيل عام 2006...

ــ زميلك الراحل غسان تويني كان يقول <الجريدة تُخطئ كما يخطئ كل إنسان>. هل أخطأتم؟

- إقترفنا بطبيعة الحال أخطاء كثيرة كوننا نعمل بشكل يومي وبالتالي معرضين للخطأ. الأساس هو أن ننتبه أننا أخطأنا وأن ننسحب من الخطأ. <ممكن تطلع مانشيت نحسّا راحت بعيد>، نعترف أننا أخطأنا، نتراجع ونحاول التصحيح.

ــ متى حصل ذلك؟

- مرات كثيرة. يوم قرر، مثلاً، أمين الجميل (رئيس الجمهورية يومذاك) في الدقائق الأخيرة أن يشكل حكومة عسكرية برئاسة قائد الجيش في تلك الفترة العماد ميشال عون تضم ستة وزراء يمثلون الطوائف الرئيسة في البلد، رامياً بذلك الدستور وتركيبة البلد جانباً. يومها اعتبرناه خطأ فادحاً ارتكبه الجميل وانقلاباً على الشرعية واغتصاباً للسلطة. وبعدما استقال الوزراء الثلاثة الممثلين للطوائف الإسلامية تم الوصول إلى صيغة على الطريقة اللبنانية العشائرية، فبات هناك حكومتان <حكومة هاك القاطع وحكومة هالقاطع>. كان من الصعب عليّ وعلى من يفكر مثلي أن نقبل بهذا الواقع الانقسامي، لكن اضطررنا إلى القبول به لأن البديل كان الحرب الأهلية. <بهاي اللحظة، اللي ممكن يكون فيها الواحد عالحفّة، ممكن يغلط>. قبلنا بالوضع مرغمين مدركين أننا في بلد تستحيل فيه الثورة <لأنو بيطلع الشيخ والخوري وبيعملولك ياها حرب أهلية>...

ــ تعتبرون إذاً أن زمن الأحلام الجماعية قد ولّى؟

- <كسروها. كسروا الجماعة>.

ــ أستاذ طلال، هل استهلكك العمل اليومي، ضغط الأحداث ومتابعتها بشكل مستمر؟ هل كنت تود أن تقوم بعمل ما لم يتسنّ لك القيام به؟

- طبعاً. من النادر أن يحقق الإنسان أحلامه. عظمة الحلم أنه غالباً غير قابل للتحقيق، وقد يكون من الأفضل أن يظل حلماً لأن الحلم في الإجمال يتجاوز قدراتنا.

ــ هل تشيخ الأحلام؟ تذبل، تتبدد، تتبخر؟ أعني هل لا تزال لديك أحلام؟

- من الطبيعي أن يكون لدي أحلام! الأحلام تتجدد. <الحلم ما إلو عمر وإلا كان مات الإنسان وعمره 15 سنة>.

ــ ما هو الأمر الذي لم يتسنّ لك القيام به؟

- متعتي الأولى هي الكتابة. طموحي الأساسي كان الكتابة. <لو بدي إرجع لخاطري رحت عالرواية والشعر>. أزهى أحلامي اليوم أن أكتب ما لم أستطع كتابته في العمل اليومي حيث لا بد من الخضوع لمواقيت الطباعة.

ــ ألم تقتل الكتابات السياسية هذه النفحة الأدبية والشعرية في داخلك؟

- إطلاقاً، هذا النوع من الكتابات كان دائماً المتنفس الذي أهرب من خلاله إلى عالم أحبه. كانت لدي زاوية عنوانها <هوامش> أهرب عبرها من السياسة إلى مراجعة كتاب، حوار مع شاعر، نقاش مع مثقف كبير، مع أديب، مع روائي... من هنا تكونت لدي صداقات مع كثر، منهم الروائي نجيب محفوظ، المفكر والمؤلف المصري لويس عوض، الديبلوماسي والشاعر المصري صلاح عبد الصبور وغيرهم. لدي صداقات تربطني بكتّاب وشعراء من العراق، سوريا، الجزائر، المغرب... كنت مثلاً خلال وجودي في مصر لتغطية حدث سياسي ما ألتقي مساءً بنجيب محفوظ، بلويس عوض...

ــ مَن مِنَ السياسيين يتمتع بحسب معرفتك بهم بهذا الجانب الفكري والثقافي؟

- <مِن الموجودين هلأ؟> (ابتسم، ففي سؤاله الجواب). أتذكر الديبلوماسي والسياسي الراحل نصري المعلوف كانت لديه ثقافة هائلة وكان يخزّن آلاف أبيات الشعر التي حفظها عن ظهر قلب. <هَودي اليوم أنا بشكّ يكون واحد منن حافظ بيت شعر>. أكثرهم قراءة هو وليد جنبلاط إنه قارئ من الدرجة الأولى لا سيما في السياسة بالعربية والفرنسية والإنكليزية وهو متابع جيد، <الباقيين بالكاد يقروا جرايد>.

ــ تذكرت الآن أحد التحقيقات التي قمت بها لـ<الأفكار> منذ 16 سنة حول النواب ومكتباتهم...

- <في كتار بيعملوا مكتبات ليتصوّروا حدّا>...

ــ أستاذ طلال، هل باستطاعة الصحافي أن يستقيل من شغف المراقبة والمعرفة والتحليل؟ هل بوسع من هو في مكانك ومكانتك اليوم أن يهجر هذه المهنة؟

- كلا. خذي مثالاً على ذلك المؤرخ والصحافي المصري الكبير الراحل محمد حسنين هيكل. كان صديقا قريباً جداً وأستاذاً كبيراً جداً. أعتبره مثالاً في هذا الإطار فهو ظل يقرأ ويسافر ويحاضر ويناقش حتى في التسعين من عمره، لم يستقل يوماً من مهنته هذه. هناك أيضاً الصحافي المصري أحمد بهاء الدين وهو خلطة من المثقف والصحافي معاً. حتى غسان تويني رحمه الله، لم يكن يكتب فقط كان يقرأ أيضاً. كذلك الأمر بالنسبة لنقيب الصحافة السابق محمد البعلبكي الذي حفظ آلاف أبيات الشعر.

ــ هل تشعر أنه بإمكانك أن تتآلف مع الصحافة المعصرنة؟ وما هو موقفك منها؟

- إنه العصر، شئنا أم أبينا. الورق ينقرض، بات كل شيء يُقرأ على شبكة <الإنترنت>...

ــ بالحديث عن شبكة <الإنترنت>، يوم بدأت أكتب في مجلة <الأفكار> كنا نقصد الشخص المعني ونحاوره ونتصور معه للصدقية. اليوم <أفحل> موضوع يُنجز عبر الهاتف بساعة أو ساعتين ويُنشر بكبسة زر على وسائل التواصل الإجتماعي.

- <إي بس هيدي مش ثقافة، هيدي تغطية>. إنها صحافة السين جيم. شيء من كل شيء.

ــ الراحل سعيد عقل كان يحلم بإنشاء جريدة تكتب عن أهم الإختراعات وعن أمور جميلة، وأن يكون العنوان الرئيس فيها عن قصيدة وليس عن إجتياح مدينة. برأيك، صحيفة من هذا النوع هل تجد لها مكانا في زمننا ولشعب كشعبنا؟

- إنه حلم وعلى من يرغب في تحقيقه ألا يفكر بنسبة القراء. هو حلم غير عملي في هذا العصر وبالوتيرة السريعة جداً التي نعيشها.

ــ أنت تنتمي إلى جيلٍ بات <بعيداً>، على أكثر من صعيد، من جيل اليوم. هل تشعر بغربة فكرية؟

- أحاول أن أظل على صلة بما يحدث من حولي، ولكن لأختصرها: <مع ولادي ما عندي مشكلة، مع أحفادي عندي مشكلة> لأن كلّ منهم يجلس ممسكاً بهاتفه، وهم لا يعرفون اللغة العربية كما أتمنى أنا أن يعرفوها أو كما يجب.

ــ أستاذ طلال، هل بنيت أمبراطورية... من ورق؟

- لم أحلم، يوماً، ببناء أمبراطورية. لكن طبعاً أشعر أنني نجحت وزملائي بأن ننجز جريدة ناجحة وجريدة درجة أولى في البلد. صحيفة أثرت في المحيط العربي بكامله. هذا شرف عظيم وحلم حققته.أصدرنا ملحقاً خاصاً بفلسطين يوم نسي الناس فلسطين. كذلك كان هناك <الكتاب للجميع>، فساهمنا ببناء مكتبة في كل بيت. نشرنا ووزعنا مجاناً زهاء ألف كتاب. أصدرنا أيضاً <السفير العربي> وهو ملحق يتناول الدول العربية بمواضيع وتحقيقات تتخطى الأحداث الراهنة...

ــ هناك من يعتقد أنها ليست بالضرورة أزمة صحافة، وأن غياب <السفير> واحتضار <النهار> هو إحدى علامات إخفاق الشركات العائلية في التحول إلى شركات مساهمة عصرية. هل توافق؟

- اختلف العصر كما سبق وقلت. <اليوم في هيدا> (يدلّ على الموبايل). هناك وسائل للتواصل لم تكن موجودة في أيامنا ومهما حاولنا أن ننافسها لن نستطيع. <أنا بصدر مرة كل 24 ساعة بينما هيدا كل شوي بطنطن ليعطيكي أخبار>. في كل العالم تمر الصحافة الورقية بأزمة. ألا يحبطك هذا الواقع؟ بدل أن نُحبَط علينا أن نوظف هذا الابتكار أو هذا التطور كما وظفنا الورق والمطبعة سابقاً.

ــ إذاً ليس هذا ختام عهد طويل في الصحافة المكتوبة بل بداية جديدة؟

- نحن بصدد التحضير لموقع خاص بي على شبكة <الإنترنت>، أنشر فيه مواقفي وتعليقاتي وآرائي في السياسة والثقافة والفن...<يعني بغنّي على ليلي>. وسيرى هذا الموقع النور خلال أيام.

ــ سؤال أخير أستاذ طلال. كتب زميلك الراحل أنسي الحاج قصيدة قال فيها <لا أخلاق في السياسة... لا بد من الحب>. هل نفرت من السياسة؟

- طبعاً، ولكن ليس من السياسة بذاتها، السياسة شيء عظيم لكن هناك سياسيون رديئون وسيّئون وأميّون وجهلة!