تفاصيل الخبر

الصحافي جورج بستاني مؤلف كتاب "قبل أن ننسى":ريعه بالكامل للمتضررين من إنفجار 4 آب الماضي!

30/09/2020
الصحافي جورج بستاني مؤلف كتاب "قبل أن ننسى":ريعه بالكامل للمتضررين من إنفجار 4 آب الماضي!

الصحافي جورج بستاني مؤلف كتاب "قبل أن ننسى":ريعه بالكامل للمتضررين من إنفجار 4 آب الماضي!

 

بقلم عبير انطوان

[caption id="attachment_81545" align="alignleft" width="320"] بيروت القديمة.[/caption]

 هذا الحبّ لبيروت، من أهلها وناسها هو الوحيد ربّما الذي يبلسم جراحها العميقة في أيامها الكئيبة. جراحها هذه لا تزال تنزف منذ العام 1975، ومع كل محطة تعود الذكريات والآلام لتستفيق وكأنّها تأبى أن تأفل الى غير رجعة. من يرى"أمّ الشرائع" بثوبها الأسود محطمةً   مهشمة، هي "التي أهديت مكان الوردة سكاكينَ " يتوحّد معها حزناً، فكيف بالأحرى من وثّق يوميات حربها يوماً بيوم حتى تبقى الذاكرة حية، ولا تعود وتتكرر المأساة عند كلّ منعطف .

 جورج بستاني، مطلق صفحة "الحرب اللبنانية يوماً بيوم" عبر الفايسبوك، والكاتب في "صحيفة لوريان لو جور" وضع ريع مؤلّفه "قبل ان ننسى" الذي يجمع فيه مقالاته في الصحيفة وصوراً قديمة ونادرة من بيروت ليكون في خدمة المتضررين من كارثة 4 آب(اغسطس) الماضي .

 فما الذي قاله في لقاء "الافكار" معه، ما الملحّ لبيروت برأيه اليوم، أيّ كتاب يعتبره مرجعاً عن العاصمة وتاريخها؟ ولم هذه المرارة في نفسه هو الذي يدعو الناس الى الانشراح والتأملّ في الطبيعة وكنوزها من على شاطئ منتجع "ليزي بي" الذي يملكه في "الجّية"؟

 الأجوبة المنوّعة حصدناها بدءاً من "فلاش باك" سريع: 

- لنعد الى جورنال "يومياتك" وهو (عبارة عن مئات الدفاتر) ، والفكرة التي أوحت لك بها عمتك وكنت لا تزال مراهقاً. أين هو اليوم وهل تواصل تدوين يومياتك عليه؟

 للصراحة توقّفتُ عن الكتابة فيه منذ العام 2006، علماً أنني بدأت بالتدوين عليه منذ العام 1981. أنا من جيل الحرب. كنت بعمر السبع سنوات لما اندلعت نيرانها . بدأت أقصقص أحداثها اليومية من الصحف وأجمعها بتشجيع من عمتي التي كانت تقوم بالأمر من جانبها، وبالتوازي أكتب يومياتي. أذكر بأنها قالت لي حينها: "كل ما تعيشه الآن، ربما لن يعيشه احدٌ لاحقاً، اترُكها ذكرى لديك، على اعتبار ان الأمر لن يطول. وراحت الحرب تطول وأنا أكتب، وأوثّق ما أعيشه، حتى إنّني سجّلت صوت القنابل ودوي المدافع، ورويداً رويداً راح ينمو في داخلي شعور بأن ما أعيشه استثنائي، ويجب أن تبقى عناوينه للأجيال المقبلة، أقله للعبرة. واللافت أنه في حياة الملاجئ والخوف والـ"روح وتعا" والسفر كان هذا "الجورنال" الثابتة الوحيدة في حياتي، كأنه "منارة" في حياة مليئة بالـ"لا ثبات".

ويضيف بستاني:

 منذ العام 2006 ما عدت كتبت فيه. كان في اعتقادنا أنّ تاريخنا في لبنان له اتجاه واحد، صوب الافضل. للأسف لم يكن الأمر كذلك. بعد توقف المدفع، ومع مرحلة إعادة الإعمار  عدت الى لبنان بعد هجرة الى فرنسا على أساس ان البلد جديد ودورنا أن نشارك في بنائه. لكن مع اندلاع حرب تموز (يوليو) في 2006، شعرت بأنّنا عدنا 30 عاماً الى الوراء. إسرائيل كانت هدّدت لبنان بأنها ستعيده ثلاثين عاماً الى الوراء، وهذا ما حصل. تساءلت: وبعدين؟ حتى متى سأكتب وأنطلق من وجديد عن الحرب ويومياتها وويلاتها وفي الدائرة ذاتها؟ خيبة امل كبيرة في داخلي جعلتني أوقفه.

- هل شكّلت لك تلك الكتابات نوعا من علاج، من تفريغٍ لشحنات الغضب في داخلك؟

 لا يمكنكم التصوّر إلى أّي مدى كان مساعداً لي. مع مرور الوقت والثقافة والنضج أدركت أنه كان لي بمثابة العلاج النفسي، وكأني على صفحات تلك اليوميات أستعرض شريط حياتي وما مرّ بها ، كمن يكون أمام معالج نفسي يخبره بما مرّ به .

" La guerre du Liban au jour le jour-وماذا عن صفحة "

[caption id="attachment_81544" align="alignleft" width="320"] القطار في محطة شويت - عاريا .[/caption]

 "حرب لبنان يوماً بيوم" على فايسبوك والتي عرفت تفاعلاً كبيراً . كيف انطلقت فكرتها؟

  جاءت بالتعاون مع صحيفة "لوريان لو جور" باللغة الفرنسية في العام 2015، تزامناً مع الذكرى الأربعين لاندلاع الحرب اللبنانية المشؤومة في العام 1975. تمّ تناول الذكرى بشكل عابر جداً في الاعلام وغيره ، وكأنّ المئة والخمسين الفاً الذين سقطوا، أو الذين جُرحوا، أو تشوّهوا أو عُطبوا، جميعهم أرقام على ورق. وفي غياب أي توثيق رسمي للحرب وأيامها، ومع الـ "عفا الله عما مضى" وبحجة الحفاظ على الوحدة الوطنيّة، وتغاض ٍمقصود من الطبقة السياسية عن كتابة التاريخ لأنّهم أنفسهم من كانوا أمراء الحرب، قلت في نفسي: من غير  الجائز الا أقوم بشيء ، خاصة وان البلد يقع من جديد في الأخطاء عينها. لكن، وبشكل فردي ماذا عساي افعل؟ من هنا كان تواصل مع "لوريان" وانطلاقاً من أرشيف الصحيفة الناطقة باللغة الفرنسية، رحت أنشر يوميات الحرب، ووصل عدد المتابعين الى 38 الفاً وأكثر. ما كنت أقوم به في المراهقة استعدته بعد سنوات إنما على الشاشة هذه المرة.لا يمكن أن ننسى، لا يجب أن ننسى . الشعب الذي ليس له تاريخ ، ليس له هوية. اليوم، وبعد انفجار الرابع من آب (اغسطس) الماضي، أقفلت الصفحة لأنني شعرت بالخيبة والمرارة عينها التي شعرت بها في حرب الـ 2006 . بعد أربعين عاماً ها نحن في وضع أسوأ من الذي كنا عليه قبلاً. اولادنا يعيشون ما عشناه ونحن عشنا ما عاشه أهلنا .

- لماذا برأيك. هل أن اللبنايين لم يتعلموا من ماضيهم، ام انها لعبة أمم والقرار أكبر من قدرتهم، أم ان جروحات الحرب لم تداوَ بالشكل الصحيح؟

 برأيي، الشعب اللبناني "ما عنده ذاكرة". ربما لأنه لم يتعلم تاريخ بلده. انا مثلاً كنت تلميذاً في الليسيه الفرنسي. تعلّمنا تاريخ فرنسا على أيام الإغريق والرومان. بم أفادنا ذلك؟ لماذا لم نتعلم تاريخ بلدنا ولنتعرف الى الشخصيات والاسماء والمراحل والألاعيب حتى.  

- هل تعتبر هذه الصفحة الفايسبوكية نوعاً من التأريخ، من التوثيق له، ولو أنّها ليست مكتوبة بطريقة تأريخية صرف ؟

لست مؤرّخاً، ولا يمكنني الإدّعاء بأن الصفحة تختصر تاريخ الحرب، ثم أنني لمّا كنت أكتب كنت أرتكز على "لوريان لو جور"، وبذلك لا يمكن في الصحيفة أو في غيرها التأكّد من أن الصحافي الذي نقلها كان متجرداً تماماً وموضوعياً. أحيانا كنت أتلقّى من شهود عيان على حدث ما، تعليقات بأنّ الامر لم يجر كما تمت كتابته. فكتابة التاريخ بموضوعية هي من الصعوبة بمكان، فما بالك في لبنان حيث تعدّد الطوائف والمذاهب والاتجاهات؟ وعلى الرغم من ذلك، لا بدّ لنا من كتاب تاريخ موحَّد. يمكن للمؤرخين، لمدرّسي التاريخ في جامعاتنا العريقة ان يجتمعوا لكتاب تاريخ موحد. لا يمكن ان نبقى كذلك. في 2020 نسمع من القيادات السياسيّة الكلمات عينها، ويحمسوننا ضد بعضنا البعض، ويلعبون على وتر "التخويف" من الآخر. أين الامة اللبنانية؟ ما نسمّيه بالفرنسية "ناسيون". ما زلنا مجموعة طوائف للأسف.

حرب الآخرين!

[caption id="attachment_81546" align="alignleft" width="213"] جورج بين ولديه..لا أريد أن يعيشا ما عشته.[/caption]

- هل لمست فعلاً أنها كانت "حرب الآخرين على أرضنا" العبارة الشهيرة التي ربما هي "غسل يدين" مما اقترفته الزعامات وقت الحرب؟ ماذا تبين لك مع تدوين يوميات الأحداث؟  

   إنّها مزيج من كل شيء. السفارات من الخارج، حرب الكبار على أرض لبنان والتي ما زالت مستمرة. إلا أنّ الانقسام متجذّر في بلدنا ايضاً منذ العام  1840، إن لم أقل قبله. الخوف من الآخر مغروس منذ تلك الأيام وهذا لا تقتلعه كلمات ومصالحات. إنها رواسب لا تمحوها الا تربية وطنية حقّة، وكتاب تاريخ موحّد،إلا أن ذلك يتطلّب نفساً طويلاً، ولا يمكن أن نحصد نتائجه الا بعد نحو ثلاثين عاماً مع الجيل الجديد الذي سيشبّ عليها.

- تذكر أنّ كتاب الصحافي الشهيد سمير قصير"تاريخ بيروت" أثّر بك جداً. لماذا؟

 هو الكتاب الأول بالنسبة لي الذي كتب عن تاريخ بيروت بهذه الموضوعية، وأدعو كل لبناني إلى قراءته. أنا، واعتبر نفسي مثقفاً، لم أكن أعرف ربع المعلومات الموجودة في الكتاب. وإذا أردنا أن نكتب التاريخ الموحّد فلنبدأ بهذا الكتاب.

- هل شعرت بأمل بالثورة لمّا انطلقت؟

 لست أعرف لن أُسمّيه أملاً، إنّما فرحة كبيرة، خاصةَ في أولى أيامها، حيث الشعارات وحدَوية ولا طائفية وكنا وكأننا في عيد شعبي. الا انّ الطبقة الحاكمة لها أساليبها وتستخدمها لتدافع عن مناصبها ومكاسبها.

- أين كنت وقت الإنفجار؟

  كنت في الأشرفية علماً أننا نصطاف في برمانا. في السادسة مساءً وصلتني رسالة من أصدقاء تجمعنا هواية التصوير أن حريقاً شبّ في المرفأ فلنتوجه لالتقاط الصور. وما أن ركبت سيارتي حتى عصف الانفجار وانهمر الزجاج من كل صوب بالقرب من "بيبلوس تاور" شمالاً ويميناً. بدأت بتصوير ما أراه في "فيديو" لساحة ساسين والدمار الهائل الذي حصل. 

-هل تفكّر بالسفر والعيش من جديد خارج لبنان؟

 أفكّر دائماً بالسفر. كنت أقضي أيام العطل في الثمانينات في الملاجئ ولا اريد لاولادي ان يعيشوا الخوف من جديد.

قبل أن ننسى...

[caption id="attachment_81547" align="alignleft" width="178"] قبل أن ننسى![/caption]

- "لنتحدث الآن عن كتابك القيّم "قبل ان ننسى". ماذا في الكتاب، وهل تخشى أن ينسى اللبنانيون الزمن الجميل للذين عاشوه، وألاّ يتعرف به الجيل الجديد ولو من خلال القصص والصور؟

  تعرفين، أشعر بفرح غامر لمّا أجالس متقدّمين في السنّ، ينقلونك الى جوّ مختلف، الى قصص بسيطة ليتنا عشناها. هذه كلها نوستالجيا لكنّها غشاشة احياناً، لأنهم هم أيضاً عانوا من مشاكل إقتصادية وفساد وسرقات وحروب ومجاعة . جمعت ّالمقالات التي كتبتها في صحيفة "لوريان لو جور" والتي ضممتها في الكتاب (كل 15 يوماً بدءاً من 8 نيسان (ابريل) 2017) عن بيروت وأهلها واماكنها المميزة ورمزيتها في العاصمة وبعضها تم هدمه او محيت معالمه، وأضفت اليه مجموعة من الصور التُقطت ما بين 1920 و1975، وحاولت التركيز في الكثير منها على الأمور الإيجابية، وتضمّن الكتاب ستين مقالاً مع ستين صورة في 210 صفحة. قبل الحرب ، وعلى الرغم من كل شيء، كان هناك مفهوم للبلد، للسياسة، للازدهار والبحبوحة والعيش الجميل والتمسك بقيم كثيرة. حتى السياسيون كان الكثير منهم يعيش على تلك القيم وعلى الفكر والثقافة وكان بينهم من يشكّل مدرسة بذاته.

- كيف قرأت قول فخامة الرئيس ميشال عون إنه إذا لم تشكّل حكومة فنحن "رايحين ع جهنم". هل اعتبرته مصارحة ام أنه استوقفك؟

  بالعادة رئيس الجمهورية هو من  يدلّ على الطريق، على المكان الذي يريده لشعبه وهو انتخبه ليوصله الى هذا المكان. لكن بالنسبة لي، لماذا الوصول الى الجحيم والى المجاعة  والدولة عندها احتياط ذهب؟ يكفي ربما أن يبيعوا جزءاً منه ونجنّب الشعب الكثير. إن ّنزع الثقة بالمستقبل هو الأصعب والأخطر بالنسبة لي.

- بالعودة الى كتابك أية صورة استوقفتك طويلاً؟

 هي صورة التقطت في العام 1976 وضعتها في آخر الكتاب عن سيدة تركض على خط التماس في منطقة المتحف. ترينها تركض وسط الدمار الشامل حولها وهي مجروحة. الشارع خالٍ من اي كائن آخر سواها، وقد كتبت مقالاً حولها ربما هو من أجمل المقالات التي كتبتها. هذه السيدة ترمز الى الشعب اللبناني التائه والذي يركض لوحده وسط الدمار من كل صوب.   

  وما اكثر ما أثّر بك في الرابع من آب (اغسطس) الماضي ؟

 الهدوء الذي لفّ المكان . الناس كانت في ذهول. بظرف دقيقة كأننا جميعنا بدأنا مرحلة جديدة من حياتنا . من مات "الله يرحمو" ومن عاش يحيا بعجيبة. الله كان موجوداً في كل واح

[caption id="attachment_81548" align="alignleft" width="320"] وجوه وأماكن بيروتية.[/caption]

د منا. وكأنه بلمحة بصر جاء من يمحو ما بنيته في السنوات الثلاثين الأخيرة من دون سبب، وهذا الامر يجرح في الصميم. هناك وجود إلهي منع كارثة اكبر!  

- من هنا كان ريع الكتاب للمتضرّرين من الإنفجار؟

 في اليوم التالي للإنفجار إتّجهت لأتفقد أصحابي، الليدي إيفون سرسق كوكرن، ابنها  رودريغ وزوجته، لأن قصر سرسق بالنسبة لي، يرمز الى لبنان الأناقة والفن والجمال. ولو قُدر لي أن أحفظ مكاناً واحداً من الانفجار لكان هذا القصر لما يمثّله. اتجهت الى المكان فوجدت رودريغ في الحديقة يتناول سندويشاً. بادرته قائلاً:"طمّني شو صار؟ فأجابني بهدوء لا يمكن وصفه: "ما في شي، راح البيت وزوجتي وأمي في المستشفى". لشدّة ما كان هادئاً كتبت عنه مقالاً في اليوم التالي. من الأكيد أنّه لم يكن في وعيه. لكم ان تتصوروا حجم الدمار  ..اللوحات، التحف  القديمة . عندما يدمرون الثقافة . ما الذي يبقى؟ رحت اساعدهم يومياً ونحاول ان نعثر في الردم على اي قطعة، وندوّن ما نجده. إعادته الى ما كان عليه تتطلّب سنوات. حاولت المساعدة بقدر الإمكان وقد تأكّد لي أن الأمر بحاجة الى تمويل . كل حي سرسق يضم بيوتاً جميلة وتراثية. لا يمكنها أن تعود كما كانت إلا مع تمويل. صحيح أنّه ربما يكون هناك ما هو أكثر إلحاحاً.هناك عائلات مشرّدة بلا بيت ولا سقف. فتّشت على جمعية تهتم بالجانبين. وكانت "مبادرة بيروت للتراث". وبالاتفاق مع مكتبة انطوان، ولوريان لو جور" كانت المبادرة بأن يعود ريع الكتاب الى مساعدة المتضررين. الاقبال جيد جداً، وهذا دليل ان الشعب اللبناني يُتكل عليه.

[caption id="attachment_81543" align="alignleft" width="320"] السيدة التائهة وسط الدمار.[/caption]

- بأي ثمن يباع ؟ وهل يصل للخارج ايضاً ؟

نعم للخارج يطلب "اونلاين" من مكتبة انطوان ، وهو بسعر 120 الف ليرة.

كم استغرق التحضير للكتاب ؟  

 ثلاثة أشهر الصيف الماضي، وكان من المخطط ان يتم بيعه في صالون الكتاب الفرنسي الا انه مع الغائه قمت بتوقيعه في فيلا مقبل، وقد دمرت بالكامل للاسف مع الانفجار وهي تقع عند اول شارع سرسق وجرح من كان فيها.

- أُطلق عليك لقب "حارس ذاكرتنا". ما الذي يعنيه لك هذا اللقب؟

"ما في أحلى"، وأتمنى أن أكون على قدر اللقب. لقد أُطلق عليّ لأنني أجمع الصور القديمة والفريدة. ليست هي  تلك التي نراها على  "كارت بوستال" والجميع يعرفها ، انما الخاصة التي التقطها جدك وجدي، حتى إن أشخاصاً يفتشون لي في القمامة عن صور قديمة واشتريها منهم وأصنّفها واستخدمها في مقالاتي ولا تؤول للتلف أو النسيان.