تفاصيل الخبر

الصحافــــة المكتوبــــة و”بنــــات الافكــــار“!

29/03/2019
الصحافــــة المكتوبــــة و”بنــــات الافكــــار“!

الصحافــــة المكتوبــــة و”بنــــات الافكــــار“!

بقلم ناجي الصغير

بنات الافكار> هي كانت ولا تزال صفحتي المفضلة فـــــي مجلــــــــة <الافكار>. هنا كتبت مقــــــالتي الاولى بعـــــد عـــــودتي مـــــن امـــــيركا سنــــــة ١٩٩٣ عنوانهـــــا كان <بــــل مـــــن فضلكم عـــــودوا>، مقالة استعرضت فيها بعض المسائل الحياتية الآنية والمستقبلية التي يواجهها الشباب اللبنـــــاني ورأيــــــي بـــأن اللبنانيـــــين الاختصاصيين الخــــــبراء العلمــــــاء الادباء الاطباء المهندسين التجار المغتربين جميعهم يستطيعون لعب دور ايجابي في لبنان بالمشاركة مع الخبراء المواطنين المقيمين.

بعـــد انقطـــاع عن الكتابـــة سببــــه ضيق الـــــوقت والانشغــــــال الزائـــــــد بالطب وعـــــلاج مــــرضى السرطــــــان وحمــــلات التوعيـــة والكشف المبكر والابحاث والمقالات العلمية الطبية وارشــــادات العـــلاج الدولية، انا لا افشي ســـــرا اذا قـــــلت انني مــــثل الكثيرين من الناس اعتقد ان معظم ما يكتب عن الاصلاح في بلادنا يبقى حبرا على ورق!... ولكن هذه الصفحة العزيزة على قلبي هي متنفس اجتماعي جدي ترفيهي ادبي علمي حر في مجلة <الافكار> العريقة المتحررة التي انتقلت ادارتها مؤخرا مـــن المعلــــم الكبير الاستاذ وليــــــد عوض، اطال الله بعمره وبصحته الجيــــدة والذي هو بحــــق <بي الصحافــــة المكتوبــــة>، الى المعلمة الصغيرة العمــــر والكبيرة الفعـــل الاستاذة زينة عوض التي ها هي تثبت نجاحها في تأمين استمرارية المجلة الورقية بالاضافة الى حجز مكانة مرموقة لها في ميدان الصحافة الالكترونية الرقمية. وهنا اسمح لنفسي ان اشد على يدها، وانا لا يمكن الا ان أتجاوب وألبي تمنياتها بمعاودة الكتابة في المجلة في هذه الصفحة العزيزة واتمنى عليها ان تحافظ على إصدار المجلة ورقيا لانني من المؤمنين بأننا اذا حافظنا على الاعلام المكتوب الورقي والكتاب الورقي نكون نشجع شبابنا اكثر على الثقافة والأدب والقراءة المطولة والمساءلة وذهنية النقــــــــــد. فعندنا يقرأ الانسان مقالة على شاشة الكمبيوتر (الحاســـــوب) او علــــــــــــــى شاشـــــــــــة التليفـــــــــون او <التابليت>، وهو يجد نفسه عادة على عجل للانتقال الى نهاية المقالة او الى مقاله اخرى. ان الأدب الرقمي يشجع على تفضيل قراءة المقالات والموضوعات القصيرة، خاصة وان الشاشة تكون مليئة بالروابط (لينــــك) والدعايــــــات والاعلانــــــات وبالتنبيهــــــــــــات (نوتيفيكايشـــــــن) الواحــــــدة تــــــلو الاخرى، وان القارىء الرقمي ميال الى تصديق ما يقرأه او ازالة (ديليت) ما لا يعجبه، بينما عندما يقرأ الانسان مقالة مكتوبة فإنه يقرأها ويتمعن بها ويدقق فيها اكثر من اولها الى آخرها، ويميل اكثر الى التفكير بمحتواها وانتقادها. فعندما يقرأ الانسان مقاله مكتوبة بين يديه، قد يعيد قراءة بعض المقاطع منها اكثر من مرة وبكل سهولة، خاصة انها تبقى معه على الطاولة او في المكتب او في الحقيبة، وهذا يشجع على المطالعة والتفكير وتشغيل الدماغ اكثر من القراءة السريعة للكتابات الرقمية.

ذات يوم، وانا احمل مجلة <الافكار> بين اوراق وملفات العمل فـــــي فترة استراحتنا في <دكان القهــــــــوة> الـ<Coffee Shop> <كوفي شوب> في البهو الرئيسي بمدخل مستشفى الجامعة الاميركية في بيروت، علق الزميل الدكتور محمود شقير قائلا: <ناجي يحمل مجلة <الافكار> التي تقرأ على الطريقة الاجنبية، من اليسار الى اليمين> اي ابتداء من الصفحة الاخيرة صفحة من <بنات الافكار>!

كـــــم انـــــا سعيـــــــد بمعــــــاودة مشاركتي في مجلة <الأفكار>، وكم اتمنــــى للاستــــــاذة الصديقـــة زينـــــة عـــــــــوض استمراريـــــــــة النجــــــــــاح والتوفيق في جهودها ومتابعة خطى والدهـــــــا المعلــم الكبــير وليــــــد عـوض عمــلاق الصحافـة المسؤولـة الرشيـــــــدة المتزنــــــــة... والشيقــــــة!