تفاصيل الخبر

الصحافة اللبنانية متراس الديموقراطية في العالم العربي، وشهداؤها كتبوا مقالهم الاخير بدمائهم.. !

06/05/2016
الصحافة اللبنانية متراس الديموقراطية في العالم  العربي، وشهداؤها كتبوا مقالهم الاخير بدمائهم.. !

الصحافة اللبنانية متراس الديموقراطية في العالم العربي، وشهداؤها كتبوا مقالهم الاخير بدمائهم.. !

 

بقلم صبحي منذر ياغي

31003637----3  

  كانت الصحافة اللبنانية دوماً مصدر قلق وكابوساً للانظمة العربية الديكتاتورية، وخاصة النظام السوري الذي لطالما شكا مسؤولوه من خطورة الحريات الصحفية في لبنان على نظامهم، وخلال الافادة التي أدلى بها النائب وليد جنبلاط في المحكمة الدولية المنعقدة للتحقيق في جريمة اغتيال الرئيس رفيق الحريري، جرى عرض تسجيلات لحوار بين الرئيس الشهيد رفيق الحريري ووزير الخارجية السوري وليد المعلم، دار فيها حديث حول قلق النظام السوري من مواقف جريدة <النهار>، ما يدل فعلا كم ان الصحافة اللبنانية كانت تقض مضاجع الانظمة الديكتاتورية، وكم كانت الصحافة في لبنان وما زالت عنواناً للحرية في عالمنا العربي.

يعتبر كثيرون ان الصحافة اللبنانية، وما تتمتع به من حرية في التعبير في اطار نظام ديموقراطي برلماني يختلف عن طبيعة الانظمة العربية التوتاليتارية والديكتاتورية، لطالما شكّلت عامل قلق وازعاج لهذه الانظمة في معظم الحقبات، وخصوصاً في سوريا منذ حكم شكري القوتلي، مروراً بحكم حسني الزعيم، واديب الشيشكلي ونظام الوحدة السورية - المصرية، حتى حكم البعث...

وقد اختلفت الحقب والمراحل في لبنان، وكان لكل حقبة شهداؤها من رجال الصحافة والاعلام، ممن كانوا منذ بدء انخراطهم في مهنة المتاعب، مشروع شهداء، ما دام الهاجس الدائم الذي كان يقلقهم هو حرية الوطن واستقلاله، والحفاظ على سيادته، وأرضه، والدفاع عن مصالح شعبه وحقه في العيش الكريم، وكأن على الصحافيين واجب تقديم أجسادهم قرابين على مذبح الوطن والحرية، وكأن الوطن لا ينتصر ولا تكون له قيامة الا اذا اختلط مداد الحرية بدم التضحية. فكانت قوافل من الشهداء الصحافيين منذ حكم جمال باشا السفاح مروراً بكل الفترات والازمات التي مر بها لبنان، وصولا الى هذا الزمن الرديء الذي سقط فيه الصحافيون ضحية مواقفهم المطالبة بالحرية والسيادة والاستقلال.

6 أيار/ مايو عيد شهداء الصحافة

سليم-اللوزي---5

وكان اختيار يوم 6 أيار/ مايو عيدا للشهداء لأن عدد الشهداء الذين أُعدموا في هذا اليوم من عام 1916 هو الأكبر، وقد نُفذت أحكام الإعدام شنقاً على دفعتين: واحدة في 21 آب/ أغسطس 1915 وأخرى في 6 أيار/ مايو 1916 في كل من ساحة الاتحاد التي عُرفت في ما بعد بساحة البرج في بيروت، لتتحول بعد ذلك الى ساحة الشهداء، وساحة المرجة في دمشق. وهذا العيد هو أيضاً عيد شهداء الصحافة في لبنان لأن معظم الذين أُعدموا كانوا من أهل الصحافة والإعلام.

وقد بدأ لبنان يحتفل بعيد الشهداء عام 1936 عندما أصدر وزير الداخلية ميشال زكور قراراً باعتبار السادس من أيار/ مايو عيداً رسمياً في لبنان، الى ان اعتُمد هذا اليوم عيداً لشهداء الصحافة اعتباراً من شباط/ فبراير من العام 1977.

شهداء 1915 و1916

وشهداء 1915 اللبنانيون هم: عبد الكريم الخليل (من أصحاب <المفيد>)، الشقيقان محمد ومحمود (مراسل صحافي) المحمصاني، عبد القادر الخرسا، نور الدين القاضي، محمود نجا العجم وصالح حيدر. والسوريون هم: الشيخ محمد مسلّم عابدين، نايف تللو، علي الأرمنازي، بالإضافة الى الفلسطيني سليم أحمد عبد الهادي.

أما شهداء 1916 اللبنانيون الذين أُعدموا في بيروت فهم: بترو باولي (صاحب <المراقب>) من التابعية اليونانيّة - مقيم في بيروت، جرجي الحداد (محرر <حرمون> و<الأحوال>)، سعيد فاضل عقل (مؤسس <البيرق>)، عمر حمد (من أصحاب <المفيد>)، عبد الغني العريسي (من أصحاب <المفيد> وصاحب <فتى العرب> و<لسان العرب>)، الشيخ أحمد طبارة (صاحب <الإتحاد العثماني> و<الإصلاح>)، توفيق البساط والأمير عارف الشهابي (محرر في <المفيد>). والسوريون هم سيف الدين الخطيب، محمود جلال البخاري، سليم الجزائري وأمين لطفي الحافظ، والفلسطينيان محمد الشنطي اليافي وعلي بن عمر النشاشيبي.

والشهداء السوريون الذين أُعدموا في دمشق هم شفيق بك مؤيد العظم، الشيخ عبد الحميد الزهراوي، الأمير عمر الجزائري، شكري بك العسلي، عبد الوهاب الإنكليزي، رفيق رزق سلّوم، رشدي الشمعة.

شهداء آخرون

كامل-مروة---4

وهناك العديد من الشهداء الذين أُعدموا في أوقات سابقة أو لاحقة ومنهم: الخوري يوسف الحايك من سن الفيل وأُعدم في دمشق يوم 22 آذار/ مارس سنة 1915، نخلة باشا المطران من أهالي بعلبك اغتيل قرب <أُورفه> بالأناضول في 17 تشرين الأول/ أكتوبر سنة 1915، الشقيقان فيليب وفريد الخازن أُعدما في بيروت يوم الثاني من أيار/ مايو سنة 1916 (مؤسسا <الأرز>)، عبد الله الظاهر من عكار أُعدم في بيروت يوم الأول من آذار/ مارس سنة 1916، يوسف الهاني من بيروت أُعدم في بيروت في نيسان/ أبريل سنة 1916، محمد الملحم، شيخ عشيرة الحسنة أُعدم في دمشق في أوائل سنة 1917، فجر المحمود من عشيرة الموالي أُعدم في دمشق أوائل سنة 1917، شاهر بن رحيل العلي ابن الشيخ رحيل بن العلي السليمان شيخ عشيرة التركي أُعدم في دمشق على أثر إعلان الثورة العربية الكبرى، الشيخ أحمد عارف مفتي غزة وولده من مدينة غزة أُعدما في القدس الشريف سنة 1917، الشقيقان أنطوان وتوفيق زريق من طرابلس (صاحبا <الارتقاء> و<جراب الكردي>) أُعدما في دمشق سنة 1916، ويوسف سعيد بيضون من بيروت أُعدم في عاليه يوم العاشر من شهر آذار/ مارس..

علاقة مرة مع الانظمة السورية

 

لم يتوان حكام سوريا الذين توالوا على حكم سوريا، من ابداء انزعاجهم وقلقهم من الاعلام والصحافة في لبنان. فكم من مرة قام الرئيس السوري الاسبق حسني الزعيم بإرسال رئيس وزرائه محسن البرازي الى لبنان، لمطالبة الرئيس بشارة الخوري ورئيس الوزراء رياض الصلح بضرورة لجم الصحافة في لبنان والتضييق على حريتها. ويؤكد النائب الدكتور فريد الخازن أن من أسباب اقفال الحدود السورية - اللبنانية عام 1973، في عهد الرئيس سليمان فرنجية، الاستياء السوري من الصحافة اللبنانية، الى جانب اسباب اخرى.

ومن الاعتداءات البارزة على الصحافة في لبنان عملية اغتيال الصحافي نسيب المتني في 27 أيار/ مايو 1958، وكان الصحافي المتني من أشد المعارضين لحكم الرئيس كميل شمعون، وكانت عملية اغتياله بمنزلة الشرارة الاولى التي اطلقت ثورة 1958. واذا كان أركان المعارضة قد سارعوا الى اتهام <المكتب الثاني> في لبنان بالوقوف وراء عملية الاغتيال، فإن ثمة اصوات اخرى وجّهت اصابع الاتهام الى الاستخبارات السورية (ايام الوحدة السورية - المصرية) برئاسة العقيد عبد الحميد السراج.

وكان الصحافي السوري نهاد الغادري قد تحدث <انه عندما قرر النظام الوحدوي عام 1958 القيام بثورة ضد الرئيس كميل شمعون، حصل اجتماع بين السفير المصري في بيروت عبد الحميد غالب ورئيس الشعبة الثانية في الاقليم الشمالي (سوريا) عبد الحميد السراج، وتم البحث في قيام الثورة، فكان اقتراح السفير المصري عبد الحميد غالب، اغتيال المفتي، فيقوم المسلمون ضد كميل شمعون. وكان اقتراح السراج، اغتيال ماروني معارض لشمعون، فيتفرق الموارنة من حول شمعون، واذا لم تنجح الخطة يصار الى اغتيال المفتي. وبالفعل جيء بثلاثة رجال اغتالوا الصحافي الماروني نسيب المتني، وهربوا الى سوريا، واندلعت الثورة على الاثر>.

اعدام-الشهداء---2  

واستمرت الاغتيالات...

وتواصلت سلسلة اغتيالات الصحافيين في لبنان. ففي الخامس من أيار/ مايو 1966، اغتيل مؤسس وناشر جريدة <الحياة> كامل مروة، في مكتبه برصاص مسدس كاتم للصوت. وأكد الصحافي غسان زكريا، ان اغتيال مروة على أيدي ابراهيم قليلات وعدنان سلطاني، كان بناء لأوامر عبد الحميد السراج وبإشراف السفير المصري في لبنان عبد الحميد غالب.

ولدى عائلة الشهيد مروة، كما اكد الزميل مالك مروة خلال دردشة معه، ملف مفصل عن الجهة التي خططت واغتالت كامل مروة، والاسباب التي كانت وراء عملية اغتياله.

ويرى الكاتب الزميل باسم البكور <ان مروة لم ينجذب الى الأفكار الثورية والاشتراكية التي سادت خلال الخمسينات والستينات من القرن المنصرم في عدد من الدول العربية، بل عارضها بشدة عبر افتتاحياته التي كان يتابعها صانعو القرار في الوطن العربي بانتظام>.

وبعد عشرين عاماً من نضال صحافي على صفحات «الحياة»، اغتيل مروّة والقلم في يده، كاتباً افتتاحية السابع عشر من أيار/ مايو 1966، والتي لم تكتمل. فصدر عدد ذلك اليوم من «الحياة»، وعلى الصفحة الأولى خبر وحيد وحزين: «اغتيال كامل مروّة في مكتبه».

غسان تويني : <كأن ألفة نشأت بيننا>

الاعتداء على الصحافيين اللبنانيين تنوع في اشكاله من الاغتيال والترهيب الى الخطف والسجن. ولأن جريدة <النهار> كانت منبراً للحريات والحصن المدافع عنها، فقد أُدخل عميدها غسان تويني السجن مرات عدة بسبب مواقفه ومناصرته الحرية ودفاعه عن القضايا الوطنية. وأول ملاحقة له كانت في شباط/ فبراير 1948 بسبب نشره في <النهار> صورة لضباط لبنانيين واسرائيليين في سيارة واحدة اثناء مفاوضات الهدنة. كذلك اعتُقل تويني بعدما اقدمت السلطات اللبنانية على اعدام زعيم <الحزب السوري القومي الاجتماعي> انطون سعادة في الثامن من تموز/ يوليو 1949، بسبب المقال الشهير الذي كتبه تويني دفاعاً عن سعادة بعنوان <سعادة، المجرم الشهيد>، فاعتُقل مع شقيقه وليد وقضى في السجن مدة شهرين كاملين، وتوالت التوقيفات لغسان تويني الذي وصف السجن <بالصديق> و<كأن ألفة نشأت بيننا>. وفي 4 كانون الأول/ ديسمبر من العام 1973، اوقف غسان تويني من النيابة العسكرية بتهمة افشاء اسرار الدولة وتهديد أمنها وعلاقاتها، بموجب المادة 288 من قانون العقوبات، لنشره في <النهار> المقررات السرية لـ<مؤتمر القمة جبران-تويني------6 العربية>.

وقد تعرّض عدد كبير من صحافيي لبنان لتوقيفات وأحكام قضائية، نتيجة مواقف وآراء تضمنتها مقالاتهم وصحفهم. وفي 4/7/1974، اختُطف المدير المسؤول في جريدة <النهار> الصحافي ميشال ابو جودة، على أيدي مجموعة فلسطينية تنتمي الى منظمة <الصاعقة>، واعتبر وليد عون (ابن شقيقة ابو جودة ومرافقه الدائم) ان خاله ميشال ابو جودة <كان الضحية الاولى للنظام السوري، وكان خطفه اول عملية خطف يشهدها لبنان، وكان مسلحون قد اعترضوا سيارة ابو جودة امام مدرسة <الكوليج بروتستانت> في منطقة قريطم، وعندما حاولوا نقله الى سيارتهم اعترضهم ابو جودة، فاطلقوا النار على يده الممسكة بباب السيارة، ثم وضعوه في سيارتهم، ولاذوا بالفرار. وبعد ايام على اختطافه، وبعد تدخلات من الزعيم كمال جنبلاط، وياسر عرفات، والرئيس سليمان فرنجية، وعدد من الشخصيات، والرؤساء العرب، أُطلق سراح ابو جودة، ونُقل الى مستشفى <ابو جودة> في منطقة جل الديب حيث عولج من آثار التعذيب.

سليم اللوزي.. شهيداً

في شباط/ فبراير من العام 1980، عاد الصحافي سليم اللوزي (صاحب مجلة <الحوادث>) الى لبنان للمشاركة في مأتم والدته، وفي 4 آذار/ مارس عام 1980، وبينما كان متوجهاً الى المطار مع زوجته امية وسائقه، اختطفه حاجز طيار في منطقة الاوزاعي.

وروت أمية اللوزي مأساتها الحزينة ووقائع لحظات الخطف فقالت: <اتجهنا إلى المطار في سيارتنا وجلست بجانب سليم في المقعد الخلفي، وتصحبنا سيارة مدير الإعلانات في شركة <بيجو>، وعلى جانبي الطريق إلى مطار بيروت كانت تنتشر قوات الردع، وعند الحاجز الرئيسي أوقفتنا مجموعة مؤلفة من <ضابط وثلاثة جنود> وصوّبوا أسلحتهم نحونا، وطلب الضابط جوازات السفر وقال سليم: <اعتقد انني المطلوب!>. أمرنا الضابط (السوري) بالنزول من السيارة، وأمر شقيقتي المرافقة بالعودة في سيارة مدير الإعلانات... وبقيت مع سليم في عرض الطريق، حتى جاءت سيارة أخرى في داخلها شخصان مسلحان وسائق، وأخذوني معهم واعطاني الضابط جوازات السفر، فيما اخذوا سليم في سيارته بمفرده، بعدما انزلوا السائق والحارس الخاص، ولاحظت ان السيارة الأخرى كانت مزوّدة بجهاز <لاسلكي> ويبدو انها من سيارات المخابرات. وانطلقت السيارة التي تحمل سليم وسيارتنا تتبعها وبها المسلحون، واتجهنا إلى طريق خلدة وإلى الدامور، ولم تغب عني سيارة سليم <المرسيدس>، وأيقنت انها عملية اختطاف من جانب المخابرات قبل وصولنا إلى مطار بيروت>.

وبعد أيام عثر احد رعاة الماعز على جثة ملقاة في احراج عرمون، فسارع الى ابلاغ مخفر الدرك في عرمون، ليتبين أن الجثة عائدة للصحافي سليم اللوزي، وقد أُذيبت يده اليمنى بمادة الاسيد، كرسالة تهديد لكل الصحافيين الاحرار. وكان الشهيد اللوزي ختم في احدى المرات احد مقالاته بقوله: <... وغداً إذا ما اغتالتني المخابرات العسكرية (السورية) أكون قد استحققت هذا المصير لأنني أحب بلدي وأخلص لمهنتي>.

 

... ورياض طه

شهداء-الصحافة-اللبنانية---1  

وفي 23 تموز/ يوليو 1980، وبعد أربعة اشهر تقريباً على اغتيال سليم اللوزي، عادت ايدي الشر والاجرام لتنال من نقيب الصحافة اللبنانية رياض طه، عندما اعترض سيارته مسلحون، يستقلّون ثلاث سيارات في منطقة الروشة في بيروت، واطلقوا النار عليه، وفرّوا الى جهة مجهولة، وادت العملية الى مقتل طه مع مرافقه سهيل خضر الساحلي. واعتبر جهاد طه (نجل رياض طه): <... ان اغتيال رياض طه في وضح النهار، رمياً بالرصاص، كان المطلوب منه القضاء على الرجال الشرفاء، الذين يريدون وحدة الوطن واستقراره>.

وخلال الحوادث اللبنانية، تعرّض عدد من الصحافيين اللبنانيين للخطف ولمحاولات اغتيال، كمحاولة اغتيال صاحب جريدة <السفير>الزميل طلال سلمان، وصاحب مجلة <الشراع> الزميل حسن صبرا. كذلك فقد تعرّض صحافيون اجانب في لبنان للخطف كمراسل صحيفة <شتيرن> الالمانية <كارل روبير ليفر> في منطقة المنارة في بيروت. وفي نهاية الثمانينات اختُطف الصحافي البريطاني <جون مكارثي> الذي عاد بعدها الى لبنان ليشارك في انتاج افلام وثائقية حول مواضيع منوّعة بالتعاون مع الزميلة تيما خليل وعدد من الاعلاميين، وهو اكد خلال حديث معه <ان لبنان يظلّ بلد الحريات وبلد الديموقراطية، وان الحوادث الدراماتيكية التي يتعرّض لها ما هي الا محاولات لضرب هذه الحرية المشعة من لبنان نحو الدول المحيطة به>. وقد تعرض الصحافي البريطاني <تيري اندرسون> للخطف على أيدي عناصر تنظيم أصولي في الثمانينات، وعاد الى لبنان عام 1996 لاعداد فيلم عن الشيعة في لبنان، مؤكداً خلال دردشة معه: <... رغم ما تعرّضت له، فإنني أدرك ان لبنان يظل بلد الحريات ويظل بلد الكلمة والفكر، وأنا احب لبنان وشعبه... >!

 

جبران تويني:

شهيد القسم

وكان أن مرّ وقت طويل على محاولة اغتيال الزميلة مي شدياق، حتى اعتقد بعضهم ان مسلسل الاغتيالات توقف، الى ان عاد النائب الشهيد جبران تويني الى لبنان، ليكون قريباً من شعبه واهله في معركتهم من اجل الحرية والسيادة والديموقراطية، الا ان الجبناء الذين خافوا وارتعدوا من مواقف الشهيد، ومن كتاباته وثورته، كانوا يتربّصون به ويراقبون تحركاته، ثم كان يوم 12 كانون الأول/ ديسمبر المشؤوم عندما فجّر الجناة سيارة مفخخة في منطقة المكلس الصناعية، لحظة مرور الشهيد بسيارته مع مرافقيه اندريه مراد ونقولا فلوطي، ما ادى الى استشهاده مع مرافقيه.

وخلال فترة الوصاية، عانى عدد من الصحافيين من الضغوط والاعتداءات التي طاولتهم، بسبب وقوفهم الى جانب حقوق الانسان، والدفاع عن الحريات، وسيادة البلد، والدعوة الى رفع الهيمنة والوصاية عنه. وبعد خروج القوات السورية من لبنان في 26 نيسان/ أبريل 2005، تنفس الجميع الصعداء وبدأوا يشعرون بنسائم الحرية. الا ان اغتيال الصحافي في جريدة <النهار> الزميل سمير قصير صباح يوم الخميس في 2 حزيران/ يونيو 2005، بتفجير عبوة ناسفة زُرعت تحت اسفل سيارته، احدث صدمة وردة فعل لدى الاوساط المحلية والعالمية، واعتُبر اغتياله بعداد الانتقام من ابرز محرّكي ثورة الرابع عشر من آذار/ مارس . وعادت ايدي الشر من جديد لتحاول اغتيال الاعلامية الزميلة مي شدياق عصر يوم الاحد في 25 أيلول/ سبتمبر 2005.