تفاصيل الخبر

الـشـعــــار الـجـديـــــد: ”إمـــا عـــــون وإمــــا لا بـلــــــد“!

07/10/2016
الـشـعــــار الـجـديـــــد: ”إمـــا عـــــون وإمــــا لا بـلــــــد“!

الـشـعــــار الـجـديـــــد: ”إمـــا عـــــون وإمــــا لا بـلــــــد“!

الحريري صدقت توقعات البعض فيما ذهبت توقعات البعض الاخر ادراج الرياح، إذ لم تحمل الجلسة الرقم 46 لانتخاب رئيس للبنان أي مُفاجأة مُنتظرة سوى انها أُضيفت إلى سابقاتها في الشكل. لكن السؤال عن المضمون، يبقى قيد رهان ما يُمكن ان يكشفه المقبل من الأيام من اسرار وتسويات قد تُفاجئ حتّى المعنيين بملف انتخاب الرئيس العتيد لبلد يعيش على وقع ارتدادات الخارج ويأمل منه تلقف كلمة السر لفتح الطريق نحو بعبدا ونفض الغبار عن كرسي الرئاسة من خلال اختيار شخصية من المرشحين الثلاثة.

الرئاسة على جمر الوعود

المشهد العام في البلد يميل نحو السخونة على الرغم من برودة أعصاب السياسيين المُتحكمين بمفاصل الحياة اللبنانية المُهترئة أصلاً والتي تُعاني من انكماش وانقباض ينعكسان على حياة المواطن الذي لا حول له ولا قوّة، إن لجهة طرح هواجسه على الملأ خوفاً من غضب السياسيين، أو لجهة التعبير عن وجعه، بعدما أصبح يُصنّف هذا الوجع ضمن خانة المذهبية والتحريض الطائفي. فاللبناني الذي كان يُراقب المشهد السياسي العام في البلد في الأيام الماضية، ظن لوهلة ما، أن طبخة الرئاسة انتهت وأن انتخاب الرئيس بات على الأبواب، فعقد آماله على الحل وصرف من رصيد تفاؤله بانتظار ما هو وافد اليه في الايام المُقبلة، لكن الجلسة صاحبة الرقم 46 لانتخاب الرئيس، جاءت لتُحطم أحلامه وتُحبط أماله، فلم تحمل له اي جديد في هذا الخصوص سوى ضرب رئيس مجلس النواب نبيه بري موعداً لآمال جديدة من خلال جلسة أخرى الشهر المُقبل.

 

 تاريخ الجلسة محكوم بالتراضي

النائب-جوزيف-المعلوف-----5

يُعلق اللبنانيون أمالهم على تاريخ انعقاد الجلسة المقبلة الذي حدده الرئيس بري من اجل انتخاب رئيس للبنان، لكن التاريخ هذا يبقى امراً تفصيلياً ومن الممكن ان يُستبدل بتاريخ أقرب في حال حصول اتفاق سياسي على أمر معين يُمكن على اساسه ان يدعو الرئيس بري الى جلسة طارئة للبت بالأمر، وهذا فعلاً ما حصل في العام 2008، اذ دعا رئيس المجلس الى جلسة في ثلاثة أيام ويومئذٍ تم انتخاب ميشال سليمان رئيساً، بغض النظر عن حجم المؤتمر الذي أُقيم يومئذٍ في العاصمة القطرية الدوحة برعاية امير قطر الشيخ حمد بن خليفة آل ثاني.  ومع هذا ثمة جهات تعتبر أن لا بوادر لانتخاب رئيس للجمهورية في المدى المنظور حتى لو أن الأجواء توحي بالعكس، وهذا فعلاً ما حدث بعد عودة رئيس الحكومة السابق سعد الحريري الى لبنان والتسريبات التي جرت عن أنه سيتبنى ترشيح رئيس تكتل التغيير والاصلاح العماد ميشال عون لرئاسة الجمهورية، وترى الجهات نفسها، ان الحريري عاد ساعياً بجولاته الى احداث خرق في جدار الأزمة الرئاسية من خلال جولات كان بدأها من بنشعي، وهو كان اعلن سابقاً أنه ماض بترشيح رئيس تيار <المردة> سليمان الى الرئاسة، ولكن ماذا نفعل اذا وصل هذا الترشيح الى حائط مسدود؟

 

تصريح ناري مُفاجئ لفرنجية

من المؤكد ان الحريري سوف يسعى خلال الايام القليلة المقبلة الى إيجاد حل للأزمة دون التركيز على الاسماء، وهو وفي إجتماع كتلة <المستقبل> الاخير، لم يدخل في لعبة الاسماء بل اكتفى بالتشديد على أن الأزمة لم تعد تحتمل وبات إيجاد حل لها من الضروريات. وفي المقابل تؤكد جهات في قوى الثامن من اذار أن سيناريو جلسة انتخاب الرئيس الذي كان يشبه سابقاته يشير الى أن لا شيء تغيّر حتى الساعة، وفي الوقت عينه، ترى ان هناك مشاورات مُستمرة وان كل فريق سياسي سيستكمل جولاته ومن يدري الى أين نصل. وما كان لافتاً بعد تأجيل جلسة انتخاب الرئيس هو التصريح الناري لفرنجيه الذي قالها صراحة. اذا اتفق الحريري مع عون وسماه للرئاسة فسيحصد نتيجة عام 1988 نفسها، وهو موقف متقدم لزعيم المردة لم يسبق أن قال مثله. وفي هذا الشق تحديداً يؤكد جزء من قوى الثامن من اذار أنه لم يعد هناك من أرضية مشتركة بين الرجلين ولذلك وصلت الأمور الى هذا الحد بينهما. لكن السؤال او ما يدعو الى التساؤل  بعد كلام فرنجية، هل اقتربت ساعة الحل بطريقة لا تُرضي بيك زغرتا؟

النائب-سليم-سلهب-----4 

عقدة عون عند <الأزرق>

كل الأنظار شاخصة اليوم باتجاه حركة الحريري، وكل الآذان صاغية لمواقف كتلة <المستقبل>، على أمل سماع إعلانه تأييد العماد عون لرئاسة الجمهورية، حيث يعتقد الكثيرون أن العقبة الأخيرة أمام وصول الجنرال إلى قصر بعبدا للمرة الثانية، وهذه المرة بصفته رئيساً للبلاد، هي لدى التيار <الأزرق> ومن يقف وراءه. والملاحظ في هذا السياق، انه باستثناء حزب الله والاعلام التابع له والجهات التي تُغرد في سربه، لا يوجد ترشيح او دعم فعلي وبالاسم للعماد عون من قبل نواب ومسؤولين في قوى 8 آذار، فهناك التباس دائم في مواقف هؤلاء، يتأرجح بين عون وفرنجية وقائد الجيش العماد جان قهوجي. وهذا الأمر ينطبق على وجه التحديد، على نواب ووزراء حركة امل وعلى تيار <المردة> وكذلك على حزبي البعث والقومي السوري، ويُضاف إليهم الحزب التقدمي الإشتراكي وحزب الكتائب وشخصيات أخرى حزبية ومستقلة وحتى دينية. واستتباعاً لهذه المواقف، يبدو ان حزب الله سيواصل اعتماد سياسة الهروب إلى الأمام والمتمثلة بتحميل تيار <المستقبل> ومن يقف خلفه، مسؤولية عرقلة حل معضلة الشغور الرئاسي.

 

حركة بيت الوسط

في هذه المرحلة، ثمة زحمة سير على طول الخطوط المُمتدة من مكاتب ومنازل السياسيين باشكالهم وانواعهم باتجاه بيت الوسط. فعودة الرئيس الحريري الى لبنان خرقت الهدوء السياسي وتحديداً الرئاسي، الذي ساد البلد منذ أكثر من سنتين، في وقت كان يستعد فيه التيار البرتقالي لتصعيد كبير بعد أن شعر بأن كل الأبواب باتت موصدة في وجه وصول زعيمه الأول الى قصر بعبدا. ويبدو ان الحريري عاد حاملاً معه تسريبات تشير الى أنه سيمضي في ترشيح عون للرئاسة ولكنه يحتاج الى وقت ليسوق ما في جعبته، وأمام هذا الواقع الجديد تصح التساؤلات عن امكانية سير السعودية بعون في هذا الظرف الذي تمر به المنطقة وفي وقت يصل فيه الصراع السعودي - الإيراني الى ذروته، إضافة الى المواجهة الاميركية - الروسية الحادة في سوريا، والتحضيرات لمعركة الموصل التي تتزامن مع بدء معركة حلب الكبرى واستعداد الاطراف المتناحرة لها. وفي ظل هذه العواصف والتقيدات، هل يمكن أن تتفق الدول على رئيس في لبنان؟

 

ماذا عن الرابية؟

هل-ينضم-عون-الى-نادي-رؤساء-الجمهورية-اللبنانية؟------1

في الرابية ثمة حديث واحد وهو ان الحريري اتخذ قراره بوضع حد للشغور الرئاسي المتمادي منذ أيار/ مايو 2014، من خلال لعب الورقة الأخيرة التي بين يديه والتي ستؤمن عودته الى السراي الحكومي، بتبني ترشيح العماد عون والتخلي عن ترشيح النائب فرنجية. وتتحدث مصادر الرابية عن انصراف رئيس تيار <المستقبل> للبحث عن المخرج الملائم للقيام بالخطوة الانتقالية المنتظرة التي يعي تماماً أنها لا تهدد فقط قاعدته الشعبية بل تياره السياسي وكتلته النيابية بعد تلويح أكثر من نائب وقيادي في <المستقبل> بالتمرد على اي قرار يُمكن ان يأتي بعون رئيساً للبلاد. وتعتقد مصادر الرابية ان الحريري امام تحد وامتحان كبيرين داخل تياره، فإما أن ينجح بتمرير القرار بحد أدنى من الخسائر والأضرار، أو يقوم بخطوة ما بالتنسيق مع رئيس المجلس النيابي نبيه بري تمنع وصول عون الى قصر بعبدا.

 

 الخوف من بري والسنيورة

واذا كانت الرابية مطمئنة للجهود التي يبذلها أكثر من صقر <مستقبلي> مقتنع بأن لا حل للأزمة اللبنانية كما للأزمة الحريرية الا بتأييد ترشيح العماد عون، الا ان ما يثير مخاوفها ما تسميه مصادرها حرتقات الرئيس نبيه بري ورئيس الحكومة السابق النائب فؤاد السنيورة المعارضين الشرسين لوصول عون الى رئاسة البلاد. فقد اصبح واضحاً تماماً ان بري هو من خرج بفكرة تبني تيار <المستقبل> ترشيح فرنجية، وبعدما سقط هذا الطرح، ها هو اليوم يضع على الطاولة عشرات الاقتراحات والطروحات وآخرها انتخاب قائد الجيش اللبناني العماد جان قهوجي رئيساً وتعيين الوزير جبران باسيل على رأس الداخلية. كل ذلك محاولة لقطع الطريق على توجه الحريري لاعلان تبني ترشيح جنرال الرابية. وبحسب معلومات يتم التداول بها عند ابواب الرابية، فإن وزير الداخلية نهاد المشنوق يُكثف من جهوده لإقناع الحريري بالسير بعون رئيساً خصوصاً وان سيناريو مماثلاً من الأرجح أن يأتي بالمشنوق رئيساً لحكومة انتقالية، تُشرف على اتمام الانتخابات النيابية على ان يتولى بعدها الحريري رئاسة الحكومة.

فتفت: الحريري لم يرشح عون

عضو كتلة <المستقبل> النائب احمد فتفت يصف الإتصالات التي يجريها الرئيس الحريري  بـالمفيدة والضرورية لتحريك الوضع السياسي بعد تجميد الحوار وشل الحكومة وتعطيل الاستحقاق الرئاسي. ويقول: ان الحريري لم يرشح عون ولم يعلن أحد في الكتلة تأييده لعون، وقد أبلغ بري نواب الكتلة أنه سيستكمل إتصالاته بكل القوى المعنية بالاستحقاق الرئاسي، وبعد إنهائه مشاوراته يعود للإجتماع مع الكتلة لاطلاعها على باسيل-ونادر-الحريري-واللقاء-المبهم------3النتيجة، كما رأى أن الأمور غير ناضجة بعد لانتخاب رئيس جمهورية لسبب بسيط جدا، يتلخص بعدم وجود اجواء تسوية في المنطقة، وسأل: لماذا تقوم التسوية في لبنان على حساب كتلة <المستقبل>؟ ولطالما لا يوجد مخرج لحل الأزمة في المنطقة، فكيف يمكن حل الأزمة في لبنان، وهناك قوى محلية على علاقة بما يجري من أحداث محيطة في المنطقة؟. أما عن موقف المملكة العربية السعودية من ارتفاع حظوظ العماد عون بالوصول الى رئاسة الجمهورية، فقد أوضح أن السعودية ترفض التدخل بالشؤون اللبنانية من جهة، لكن إذا حصل شيء يتعارض مع توجهها تكون منزعجة، ومن الواضح أنها ضد وصول عون الى رئاسة الجمهورية.

وفي الشق المتعلق بالحرب في سوريا قال: من يذهب للقتال في سوريا ضد النظام السوري يعتبر ارهابياً ولكن من يذهب بجيشه وعتاده ليقتل الشعب السوري ويقوم بالمجازر يُعتبر بطلاً. فحزب الله لا يؤمن بالحوار حتى عندما يحاور ويتعهد لكنه لا يطبِق والأمثلة كثيرة، ومع ذلك للحوار جدوى وهو التواصل حتى لو بدون نتائج. وختم فتفت: شخصياً لن أصوت للعماد عون كما لم اصوت لإميل لحود وما قاله سليمان فرنجية وما قاله سمير جعجع جداً مُعبر.

 

ماذا جرى في لقاء باسيل ونادر الحريري؟

حتى الساعة لم يرشح الى العلن فحوى اللقاء الذي قيل انه جمع مستشار الحريري نادر الحريري والوزير جبران باسيل في باريس قبل نحو اسبوعين، مع العلم ان ثمة احاديث او ربما تسريبات، تحدثت عن أن اللقاء بين الرجلين انتج سلسلة تفاهمات حول مرحلة ما بعد الرئاسة، في حال استقرت الحال على سير الحريري بدعم عون لرئاسة الجمهورية. تقول مصادر مطلعة على مجريات اللقاء، ان جملة تفاهمات حصلت في اللقاء حول ملفّات رئيسية في البلد، في مرحلة ما بعد انتخاب عون رئيساً، وترؤس الحريري الحكومة. كما جرى التطرق الى تفاهمات اساسية تتمحور حول قيادة الجيش وحاكمية مصرف لبنان وتوزيع حصص الوزارات على القوى السياسية وتحديداً وزارتي الداخلية والمالية خصوصاً، ويُضاف اليهما وزارة الدفاع التي يُحكى ان صهر العماد عون العميد المتقاعد شامل روكز هو من سيتولى هذه الحقيبة، فضلاً عن اتفاقات حول ملفات اخرى من جملتها ملف النفط.

سلهب: موقف بري من عون استباقي

عضو تكتل التغيير والإصلاح النائب سليم سلهب يصف كل ما يحصل من تحركات على الساحة الداخلية، بالأمر الايجابي وبأنه يعود في النهاية بالايجابية على الحياة السياسية في لبنان، ويرى ان عودة الحريري إلى البلاد أعطت ديناميكية معينة لملف رئاسة الجمهورية وحركت الجمود الحاصل في الملف، مشيراً إلى أن هذه العودة أدت إلى تحركات سياسية لم نعتد عليها في الفترة السابقة والتي قد تؤدي إلى الاتجاه نحو انتخاب رئيس للجمهورية. ولفت الى أن وصول العماد عون إلى رئاسة الجمهورية بات متقدماً ولكن المفاوضات لم تنتهِ بعد ولم يحسم الأمر، اذ ان هناك بعض الأمور التي يجب القيام بها من أجل انتخاب عون رئيساً النائب-احمد-فتفت-----6للجمهورية.

واشار سلهب الى أن موقف رئيس مجلس النواب نبيه بري من وصول عون إلى الرئاسة استباقي وهو لم يأخذ بعد الموقف النهائي من ناحية الرئاسة، والتواصل بين التيار الوطني الحر وبري لم يثمر عن تأييده ترشيح عون للرئاسة، وهناك بعد في التفكير بين عون وبري حول هذا الملف، وهذا ما يدعونا لاكمال التواصل من أجل وصول عون إلى الرئاسة.

 

المعلوف: نأمل تأمين النصاب للانتخاب

من جهته أكد عضو كتلة القوات اللبنانية النائب جوزف المعلوف أن التواصل بين الرئيس سعد الحريري ورئيس حزب القوات اللبنانية الدكتور سمير جعجع قائم لأنهما أكثر من اتخذ مبادرات في الملف الرئاسي، وامل ان تثمر الحركة التي يقوم بها الرئيس الحريري في الفترة الأخيرة الى نتائج ايجابية وتوصل العماد ميشال عون الى سدة الرئاسة. واعتبر ان الظروف الاقليمية وخصوصاً من جهة ايران لم تنضج بعد لانتخاب الرئيس في لبنان، مجدداً التأكيد أن السعودية لم تتدخل مباشرة في الاسماء الرئاسية وأنها لم تضع فيتو على أي مرشح رئاسي.

وامل المعلوف أن تتلاقى القوى السياسية للنزول الى المجلس النيابي وتأمين النصاب المطلوب لانتخاب الرئيس العتيد. ورداً على سؤال عن امكان التفاوض حول سلة الرئيس نبيه بري، شدد المعلوف على أن كل شيء قابل للنقاش تحت التسلسل الزمني الخاضع للدستور الذي يجب أن يبقى المرجع الأول والأخير.

  

سجالات وتناقضات على مواقع التواصل

 

الانقسام على وسائل التواصل بين الدعم لعون او فرنجية او دعوة الحريري الى اتخاذ خيار ما، تحول الى إجماع على مصير خيارات الحريري بالنسبة الى مستقبله السياسي في هذه المرحلة، حيث دعاه البعض الى عدم الانتحار السياسي. وتوجهت بعض التحليلات الى حسم تبني الحريري لترشيح عون. الزميلة ديما صادق رأت ان الرئاسة تقترب جداً من العماد ميشال عون، ولم يعد يفصله عنها سوى سلّة، هي السلة نفسها ربما التي تخوّفت منها الزميلة وعد هاشم بقولها: <في حال تم الاتفاق على تبني ترشيح العماد عون، فالمقابل للحريري معلوم ومحدد سلفاً، ولكن الخوف من سلة بري التي لا يمرّ شيء بدونها>. وفيما اعتبرت الزميلة منى صليبا أن الحريري جمد ترشيح فرنجيه وهذا واضح في البيان، رأى الزميل جاد أبو جودة في المقابل أنه اذا اصر الحريري على تعطيل الرئاسة، فليودع الطائف الذي لا مجال لإطالة عمره وتحسينه بالممارسة الا برئيس يمثل الناس من طينة بري-صاحب-الكلمة-الفصل-----2ميشال عون.

الامتعاض من الوضع القائم لخصه الوزير بطرس حرب بالقول: سنظل ندور في حلقة مفرغة طالما أننا امام خيار اما انتخاب عون واما الفراغ، وفي السياق نفسه قال الزميل منير الحافي: <صار مفهوم البعض عون او لا بلداً>، وبدورها سألت الناشطة السياسية سارة عساف مين قال إنو سعد الحريري ما بيقدر يطلع من فرنجية ومن عون، ويروح على خيار ثالث مثلاً؟ وما بين توقع ترشيح عون والامتعاض، فريق آخر أمل التمسك بترشيح فرنجية حتى النهاية، وفي السياق نفسه قالت الزميلة كريستين حبيب: الحريري يلتقي فرنجية، على أمل أن تكون زيارة لتجديد الدعم وليس لإعلان التراجع.

أما منسق عام 14 اذار فارس سعيد، فكان الاحباط علامة فارقة في كلامه حيث قال: بعد اجتماع أقطاب الموارنة في بكركي بهدف ان نصبح أقوى، تسلم دفّة انتخاب الرئيس الأمين العام لـحزب الله السيد حسن نصرالله والحريري، زعماء الموارنة أخطأوا، فهل نتعلم؟ وبعد ان اعتبر أن وصول عون الى بعبدا يعني انتصار إيران في لبنان، طمأن من وصفهم بالـ14 آذاريين، قائلاً لهم، إذهبوا الى النوم العميق، فالعماد عون لن ينتخب رئيساً وتابعوا أحداث حلب ومناظرة <كلينتون- ترامب> ولا تضيعوا أوقاتكم.

 

الخلاصة.. عون في مواجهة حلف ثلاثي

يجوز القول ان ما يحول حتى الساعة دون وصول عون الى سدة الرئاسة، هو الحلف الثلاثي الممثل ببري وجنبلاط وفرنجية، ولكل من هذه الاسماء حلفاء أشداء وأقوياء قادرون على وضع <فيتو> على اسم أي شخصية طامحة في الوصول الى قصر بعبدا، ما لم يستهوهم الاسم بحد ذاته. والسؤال هنا: هل سيتمكن عون من اجتياز هذا الممر الثلاثي الابعاد بأقل الاضرار الممكنة، ويُصبح الرئيس رقم 13 في تاريخ الجمهورية اللبنانية؟