تفاصيل الخبر

الصحة الجنسية للمرأة من خلال حملة توعوية شاملة

20/09/2019
الصحة الجنسية للمرأة من خلال حملة توعوية شاملة

الصحة الجنسية للمرأة من خلال حملة توعوية شاملة

  

الدكتور فيصل القاق: برنامج الصحة الجنسية المتكامل للنساء هدفه تقديم خدمات تثقيفية وطبية لتحسين الصحة الجنسية والانجابية والنفسية!

 

بقلم وردية بطرس

للصحة الجنسية تأثير مهم على صحة الانسان وجودة حياته. عادة ما يقدر الأشخاص أهمية صحتهم الجسدية والعقلية والروحية، ولكن الشعور بالراحة حول صحتهم الجنسية مهم أيضاً. اذ تسمح الصحة الجنسية للشخص بالحصول على: علاقات صحية. تجارب جنسية ممتعة وآمنة وخالية من الضغوط والتمييز والعنف. حمل مخطط له. الوقاية من العجر الجنسي والأمراض المتناقلة جنسياً.

وتجدر الاشارة الى ان منظمة الصحة العالمية عرّفت مفهوم الصحة الجنسية بأنه حالة من الشعور بالصحة البدنية والعاطفية والعقلية والاجتماعية فيما يتعلق بممارسة الجنس مع شريك الحياة، وهو أمر لا يتعلق بالضرورة بالخلو من الأمراض العضوية او الضعف او العجز. وتتطلب العلاقة الحميمية الصحية ان يشعر كل طرف فيها بالرضا والسعادة النفسية والبدنية حول طبيعة وأجواء ومعدل ممارستها، كما يشترط ان تضمن حماية الطرفين من الأمراض التي قد تنتقل خلالها، والا تتضمن اي شكل من أشكال الاكراه او الاغتصاب او الاهانة او العنف. ووفقاً للمنظمة العالمية ترتبط الصحة الجنسية ببعض الحقوق الأساسية للانسان من أهمها: المساواة وعدم التمييز. الحق في عدم التعرض للتعذيب او العقوبات المهنية او القاسية الخالية من الانسانية. حق التمتع بالخصوصية. حق التمتع بأعلى مستوى متاح من الصحة العامة والضمان الاجتماعي. التمتع بحق الزواج وتكوين أسرة بناء على الرضا التام من الطرفين مع التمتع بحق الانفصال حالما رغب أحدهما في ذلك. التمتع بالحق في تحديد عدد الأبناء والفارق العمري بينهم.

ونظراً لأهمية الحياة الجنسية أطلق برنامج الصحة الجنسية المتكاملة للمرأة <WISH program> في دائرة الجراحة النسائية والتوليد في المركز الطبي في الجامعة الأميركية في بيروت لتقديم خدمات تثقيفية وصحية وطبية متخصصة للنساء والرجال لتحسين الصحة الجنسية والانجابية والنفسية. يهدف فريق العمل المتعدد التخصصات الى المحافظة على صحة المرأة والرجل الجنسية وتعزيزها. اذ يعتني الفريق بالشخص والشريك في أربعة مجالات للصحة الجنسية: التثقيف: لتزويد الشخص بالمعلومات والمهارات التي تساعده على الحصول على صحة جنسية جيدة. الارشاد: لتعزيز صحته الجنسية والوقاية من المشاكل الجنسية. العلاج السريري: لمعالجة مشاكل جنسية محددة. اعادة التأهيل: لمساعدته على استعادة صحته الجنسية.

وبمناسبة اليوم العالمي للصحة الجنسية استضاف المركز الطبي في الجامعة الأميركية في بيروت لقاء طبياً اعلامياً بوجود وزير الاعلام جمال الجرّاح خُصص لتسليط الضوء على مسائل الصحة الجنسية والتي تكتسب أهمية حيوية بالنسبة للنساء والرجال في لبنان والمنطقة. أقيم اللقاء في مبنى مركز حليم وعايدة دانيال الأكاديمي والعلاجي في <AUBMC> وترأسه الاختصاصي في الجراحة النسائية والتوليد والصحة الجنسية الدكتور فيصل القاق. وكان قد عُقد اللقاء لمناسبة اليوم العالمي للصحة الجنسية حيث كانت مناسبة للاعلان عن اطلاق برنامج الصحة الجنسية المتكامل للنساء <WISH> الجديد في المركز الطبي للجامعة الأميركية في بيروت. وهذا البرنامج سيقدم للنساء والرجال خدمات تثقيفية وصحية وطبية متخصصة لتعزيز وتحسين الصحة الجنسية والانجابية والنفسية ومعالجة الاضطرابات والعوارض المتعلقة بها. اذ تشير الأبحاث الى ان غالبية النساء (70 بالمئة الى 90 بالمئة) يشعرن بالراحة لمناقشة مواضيع جنسية مع من يؤمن الرعاية الصحية الخاصة بهن ويحاولن الحصول على معلومات ومصادر اضافية منه. وكجزء من الخدمات المتكاملة يوفر برنامج الصحة الجنسية المتكاملة للمرأة مساحة آمنة للنساء وللرجال لمعالجة مسائل ومشاكل الصحة الجنسية من خلال مجموعة كاملة من الخدمات مثل التثقيف والارشاد ومروحة واسعة من العلاجات المتقدمة واعادة تأهيل وتعزيز الصحة الجنسية خلال وبعد العلاج السرطاني والجراحة والولادات وتوقف الدورة الشهرية والصدمات النفسية جراء العنف وغيرها.

 

الدكتور فيصل القاق وأهمية التثقيف!

فما أهمية برنامج الصحة الجنسية المتكامل للمرأة في المركز الطبي في الجامعة الأميركية في بيروت؟ وما الذي يؤدي الى المشاكل الجنسية؟ وغيرها من الأسئلة أجاب عنها الاختصاصي في الجراحة النسائية والتوليد والصحة الجنسية الدكتور فيصل القاق.

من جهته اعتبر الدكتور فيصل القاق ان العقد الماضي شهد اهتماماً دولياً متزايداً بالحقوق الجنسية، وبإرساء معايير جديدة تستند الى قيم الكرامة والاحترام والخيارات التي تتم صياغتها لانشاء مجتمع صحي جنسياً والمحافظة عليه، وعلى مستوى السياسات والتثقيف والخدمات المتعددة، كما ظهر في أهداف التنمية المستدامة 2030. وقال:

- في لبنان سيكون برنامج <WISH> وبالتعاون مع شركائنا من الجمعيات ومراكز الخدمات، منبر انطلاق للعمل وبوتيرة متواصلة على مشاريع وأنشطة متعلقة بالصحة الانجابية والجنسية والحضور على الساحة العالمية والتثقيف الصحي المدرسي حول التنوع الجنسي والصحة الانجابية، بالاضافة الى البحوث المتنامية حول الخدمات الجنسية والسلوك الجنسي. والى حد كبير تحققت توقعات النساء من مقدمي الرعاية الصحية. معظم النساء حالياً يربطن بين المشاكل الجنسية والمشاكل الجسدية ويتوقعن من مقدم الرعاية الصحية ان يكون جديراً بالثقة وعلى دراية بمقاربة ومعالجة هذه المشاكل. ومن المقرر بالاضافة الى النشاط الذي أقيم ان يعمل برنامج الصحة الجنسية المتكامل للمرأة في المركز الطبي في الجامعة الأميركية في بيروت الذي أُنشأ حديثاً، على تسليط الضوء على الصحة الجنسية للمرأة على المستوى الوطني من خلال حملة توعوية شاملة. وستتضمن الحملة أنشطة في مناطق عدة الى جانب خطة خاصة بوسائل الاعلام المختلفة لتشجيع المزيد من النساء والرجال للمشاركة في لقاءات تثقيفية والسعي للحصول على موارد وعلاجات ملائمة.

أهداف البرنامج!

وعن أهمية البرنامج يشرح:

- أولاً هذا البرنامج هو الأول من نوعه في لبنان والشرق الأوسط، لمقاربة علمية ومهنية لموضوع الصحة الجنسية في كل مراحل حياتنا من الصحة، والمرض، والتقدم في السن، فهذا كله يحاكي كل التطورات والقرارات الدولية بما يتعلق بالصحة الجنسية، اذ ان الصحة الجنسية ركن أساسي ويحاكي ايضاً الهدف الثالث من أهداف التنمية المستدامة 2030، وكلها تتعلق بحاجات النساء والرجال، ويهدف البرنامج الى تقديم خدمات تثقيفية وعلاقات واستشارات في الصحة الجنسية.

ويتابع:

- إذاً المركز وُجد لكل هذه الأمور ليقدم خدمات استشارية، وعلاج دوائي، وتثقيفي يتعلق بالصحة الجنسية، والسلامة، وأيضاً اضطرابات الصحة الجنسية مثل التهاب الأعضاء التناسلية، ومراحل البلوغ، وفترة المراهقة، والوقاية من الالتهابات الجنسية، والصحة الجنسية خلال الحمل وما بعد الولادة، وخلال علاج السرطان وما بعد العلاج من الأمراض السرطانية، واضطراب الدورة الشهرية، وما بعد انقطاع العادة الشهرية بعمر معين، والتنوع الجنسي اذ يشمل كل مراحل الحياة الجنسية لدى المرأة... والبرنامج هو متعدد التخصصات للمحافظة على الصحة الجنسية وتعزيزها ولفهم واقع الصحة الجنسية في لبنان والمنطقة، وستُقام ورش عمل لتدريب الأطباء والممرضات والممرضين والعاملين في القطاع الصحي وأيضاً الجمعيات الأهلية لزيادة الوعي والمهارات المتعلقة بهذا المركز والوصول بالتثقيف الى مختلف فئات المجتمع من طلاب ورجال ونساء.

المشاكل الجنسية وضرورة الاستشارة الطبية!

ــ ما الذي يؤدي الى المشاكل الجنسية؟

- في معظم الأحيان تنتج الصعوبات الجنسية عن عوامل جسدية، نفسية، واجتماعية ثقافية. العوامل الجسدية مثل: الحالات الطبية: السكري، ارتفاع ضغط الدم، وأمراض القلب، الالتهابات، السرطانات، العمليات الجراحية او الآثار الجانبية لبعض الأدوية. ثانياً: العوامل النفسية مثل: الاكتئاب، القلق، مشاكل في الثقة بالنفس، صعوبات في العلاقة، الفترات الانتقالية في الحياة والأحداث مثل الحمل وانقطاع الطمث، شكوك حول الحياة الجنسية، او التجارب الجنسية السابقة. ثالثاً: العوامل الاجتماعية الثقافية مثل المفاهيم الخاطئة، العائلة، الدين او التقاليد.

ــ وكاختصاصي في امراض التوليد ما هي أكثر المشاكل الجنسية التي تعاني منها المرأة؟

- أكثر مشكلة نراها ونعاينها هي انخفاض الرغبة الجنسية، والألم عند الجماع وهذا يتعلق بأمراض او حالة اجتماعية او تناول أدوية او مشكلة نفسية وما شابه. وبالتالي نرى زيادة بنسبة الاصابة بالالتهابات الجنسية والاضطراب الجسمي المرتبطة بعلاج سرطان الثدي وسرطان الرحم.

ــ ومتى يتوجب استشارة اختصاصي الصحة الجنسية؟

- على المرأة او الرجل استشارة اختصاصي الصحة الجنسية اذا كان لديه او لديها مشاكل جنسية تسبب المعاناة او تؤثر على حياته او حياتها، او اذا كان لديه اسئلة تحتاج الى اجابات عنها حول الجنس والصحة الجنسية. وتشمل بعض الصعوبات الجنسية ما يلي: عند الرجال والنساء: انخفاض او فقدان الرغبة الجنسية/ الاهتمام الجنسي. غياب المتعة والاثارة خلال ممارسة الجنس. ألم في الحوض او الأعضاء التناسلية. الشعور بعدم الراحة تجاه الحياة الجنسية لدى المرأة والرجل. الشعور بعدم الراحة تجاه توجهه الجنسي. التخيلات الجنسية المزعجة. القهر الجنسي. سرطان قد يؤثر على الحياة الجنسية. مشاكل في الهوية والتصرفات الجنسية... وهناك مشاكل جنسية اضافية محددة عند الرجال مثل: عدم القدرة على الانتصاب او الحفاظ عليه. غياب القذف او تأخره او قذف سريع جداً. ومرض في البروستات. مشاكل في القضيب.

وعن المشاكل الجنسية التي تستوجب استشارة اختصاصي في الصحة الجنسية يقول:

- مشاكل جنسية اضافية محددة عند النساء: غياب الترطيب المهبلي. ألم أثناء الجماع او صعوبة في الاتصال الجنسي. صعوبات في الوصول الى النشوة. مشاكل جنسية خلال الحمل او ما بعد الولادة. النشاط الجنسي في منتصف الحياة. أمراض نسائية قد تؤثر على النشاط الجنسي. وهناك مشاكل أخرى قد يختبرها الزوجان: زواج غير مكتمل (عدم وجود اتصال جنسي بين الزوجين). اختلافات في مستوى الرغبة الجنسية بينه وبين شريكته. علاقة جنسية غير مرضية بسبب صعوبة جنسية يعاني منها الشريك او تعديلات ضرورية بسبب مرض الشريك. خلافات حول أنواع الأنشطة الجنسية التي تتشاركها مع الشريك. غياب العلاقة الجنسية الحميمة مع الشريك. علاقة جنسية غير مرغوب بها: العنف والاغتصاب.

علاج الصعوبات الجنسية

ــ وما هو علاج الصعوبات الجنسية؟

- هناك العديد من الخيارات لمعالجة المشاكل الصحية الجنسية. وسيناقش الفريق الاختصاصي في برنامج <WISH> مع الشخص الخيار الأنسب لحالته، وتشمل العلاجات: التثقيف والارشاد بما فيه ارشادات عن التثقيف الجنسي، مصادر، تغيرات في نمط الحياة. العلاج الطبي المتكامل: بما فيه مجموعة واسعة من العلاجات والمعالجة الدوائية والعلاج الهرموني المتنوع والعلاجات الدورية وخدمات التدخل الصحي (العلاج النفسي الذي يساعده على ادراك الأفكار والسلوكيات والعمل على تغييرها)، والعلاج الفيزيائي.

ــ وما هو العلاج الجنسي؟

- العلاج الجنسي نوعان: العلاج الجنسي النفسي هو نوع من أنواع العلاج الجنسي الذي يعمل على ايجاد حل لمخاوف المرأة او الرجل المتعلقة بالوظيفة الجنسية والمشاعر الجنسية والحميمية. ويمكن اتباعه اما بشكل فردي او ثنائي (كزوجين). ويقوم الأطباء المتخصصون في الطب الجنسي والعلم الجنسي النفسي بتوفير العلاج الجنسي النفسي المناسب لهذه الحالات. ويشمل العلاج الجنسي الطبي المتكامل تقييماً كاملاً للصحة الجنسية، فحوصات الدم والتصوير، والبدء بخطة علاج، أدوية، او اجراءات تساعد على تحسين وتصحيح المشاكل الجنسية لأحد الشريكين او كليهما. يتم تقديم العلاج من قبل اختصاصيين في الجراحة النسائية والمسالك البولية وعلم النفس والغدد الصماء.

وأضاف:

- يجب أخذ ما يلي في الاعتبار: يجب تحديد موعد مع الاختصاصي مسبقاً. تُجرى الجلسات على مدى 30 ــ 40 دقيقة، حسب حالة الشخص والعلاج المتبع. عادة ما تبدأ الجلسة الأولى بالتحدث عن المخاوف الجنسية المحددة وسرد التاريخ الجنسي الكامل. بشكل عام قد يحتاج الى اجراء عدد من الجلسات على مدى أشهر عدة، اسبوعياً او مرة واحدة كل أسبوعين حسب الحالة. يكون العلاج فردياً ومناسياً لاحتياجاته وللمشاكل التي يواجهها، ونحترم خصوصية المرأة بشكل كامل خلال العلاج. عادة ما يكون العلاج الجنسي النفسي مفيداً أكثر عندما يشمل الشريك.