تفاصيل الخبر

السفير الروسي «الكسندر زاسبكين» : بحثنا عن المعارضة المعتدلة في سوريا فلم نجدها وإرهابي كل من يحارب النظام الشرعي!

22/10/2015
السفير الروسي «الكسندر زاسبكين» : بحثنا عن المعارضة المعتدلة في سوريا  فلم نجدها وإرهابي كل من يحارب النظام الشرعي!

السفير الروسي «الكسندر زاسبكين» : بحثنا عن المعارضة المعتدلة في سوريا فلم نجدها وإرهابي كل من يحارب النظام الشرعي!

 

بقلم علي الحسيني

السفير-الروسي-3لا يرى السفير الروسي في لبنان <الكسندر زاسبكين> حرجاً من تسمية الامور بأسمائها حتى ولو كانت تتعارض مع تطلعات البعض في العالمين العربي والإسلامي، فهو يؤكد أن لا معارضة سورية خارجة عن نطاق الإرهاب وُيصر على أن النظام السوري هو الممثل الشرعي للدولة في سوريا ومن خلاله وبالتنسيق معه تُستمد الشرعية. ويذهب <زاسبكين> إلى حد يقول معه: <لا توجد معارضة سورية خارج إطار الارهاب>.

الأفكار التقت سفير روسيا في لبنان واجرت معه هذا الحوار:

ــ حكي خلال الايام الماضية عن مسعى روسي بالتعاون مع ايران والسعودية وسوريا لإيجاد حل لمسألة الفراغ الرئاسي في لبنان يتمثل بإنتخاب رئيس لفترة سنتين، ما صحة هذه المعلومات؟

ـ هذه تسريبات غير واضحة ولا يوجد لدي أي شيئ رسمي بهذا، ولا اعرف مصدر هذه المعلومات، وبغض النظر عن ذلك فأنا أستبعد ان يكون هذا هو موقف بلادي خصوصاً وأن له علاقة بجوهر الدستور اللبناني.

ـ هل حصل اتصال روسي بقيادة الجش اللبناني للاستعلام حول مكان وجود العسكريين اللبنانيين المخطوفين في جرود عرسال او غيرها؟

ــ ليس لدي مثل هذه المعلومات، هناك اتصال مع الجيش السوري فقط في ما خص الداخل السوري وليس على حدود لبنان، مع العلم أننا نخشى من حصول حالات فرار باتجاهات متعددة للمسلحين من خلال الضربات التي تلحقها بهم قواتنا في مناطق عدة في سوريا. وهدفنا من ذلك ترحيل الإرهابيين من سوريا من دون أن أدخل في عدد الاجانب الذين يقاتلون في سوريا. لكن أؤكد وجود هدف كبير لدينا وهو القضاء على دائرة الارهاب في سوريا.

ــ الا تعتقدون ان تدخلكم في سوريا خلق حالة استعداء للشارع الاسلامي في العالم العربي خصوصاً في ظل ما صرحت به الكنيسة الارثوذوكسية على ان الحرب هذه مقدسة؟

- نحن لا نرى المشكلة على انها طائفية أو مذهبية، وأنا لا اريد أن اكرر الاحاديث عن اننا نستعدي السنة في العالم لأننا نعتقد بأن الارهاب لا دين له ولا الصراع طائفي أيضاً، ولذلك علينا ان نجد الحل السياسي لكل هذه المشاكل. أما حول ما خرجت به الكنيسة الارثوذكسية بأنها حرب مقدسة، فهناك توضيحات عدة في هذا المجال. ففي اشارة الى تقاليدنا عندما وقعت الحرب الكونية العظمى ضد الفاشية كانت لدينا يومئذٍ سلطة سوفياتية بعيدة عن الدين والطوائف ومع هذا أعلنت أن الحرب شعبية وطنية شاملة ومقدسة، وقال: بهذه العبارة نؤكد ان كلمة مقدسة لا معنى دينياً لها بل هي شاملة ووطنية لكل الشعب الذي كان يناضل من اجل مستقبله ووطنه، لكن البعض استغل هذا الأمر لإتهام روسيا بالتطرف، وارجو ان لا يكون لهذا الهجوم أبعاد لانه حساس جداً ومن المسيء استغلال المذهبية والطائفية في مثل هذه الاجواء.

ــ ما هو تعريفكم للارهاب؟

- من الواضح ان هناك تعريفاً دولياً للارهاب ممثلاً بتنظيم <داعش> و<جبهة النصرة>، ولكن نحن نقول أن عدداً كبيراً من الفصائل نعتبرها ايضاارهابية ومن الصعب ان نشير هنا إلى كل اسماء الفصائل. ولذلك اقترحنا ان تكون هناك رؤية مشتركة لهذا الموضوع في مجلس الأمن لكن لغاية اليوم لم نجد المعارضة المعتدلة وهناك صورة غامضة حول هذا الامر. وحتى من قبل الغرب لم يوجد لدينا معلومات تقول بأن هناك معارضة معتدلة بالنسبة اليهم. وبرأينا ان كل من يحارب النظام الشرعي هو ارهابي.

أضاف: حتى من قبل الغرب لا يوجد لدينا معلومات تقول بأن هناك معارضة معتدلة بالنسبة اليهم.

ــ لكن ماذا عن محاورتكم الائتلاف السوري المعارض؟

- لأننا نحاور جهة سياسية لا تمتلك السلاح ومع ذلك لا نرى مانعاً في ان يعلن اي فصيل سوري معارض موقفه من الارهاب ومحاربته جنباً الى جنب مع الجيش النظامي مع العلم أن كل فصيل يتبع سياسة معينة، وعلى ما يبدو ان الغرب واميركا يعترفان اليوم بأنه لا يجوز تدمير مؤسسات الدولة والجيش النظامي، فما حصل في العراق وليبيا وغيرهما يدل على صوابية هذا الخيار.

وتابع <زاسبكين>:

- هناك فصائل تقاتل النظام لكنها تقول أنها تتعاطف مع برنامجنا وفي ظروف معينة يمكن ان يؤيدوننا لكن من الصعب الجزم ما إذا كان هذا الامر صحيحاً ام لا.

 

نحن وإيران

 

ــ في وقت تقولون فيه أن تدخلكم هو لمكافحة الارهاب خرجت تصريحات تقول انكم تدخلتم للحد من النفوذ الايراني الذي بدأ يتوسع على حسابكم في سوريا؟

- أولاً هذا السؤال مصنوع في العقول التي تريد خرق العلاقة بين روسيا وايران لأنهما تتفاعلان بشكل إيجابي في موضوع المنطقة، ونحن ندرك تماماً ان لدينا عدواً مشتركاً وهو الارهاب وهناك جهات دولية لا تواقفنا في وجهة نظرنا. وهذا السؤال يبرز وكأننا نريد خلق مشاكل مع ايران علما ان لدينا مشكلة اخرى وهي كيف نوجد لغة مشتركة مع الاميركي وكيف نطوّر الحوار مع بقية الاطراف وتحديداً مع السعوديين.

ــ لماذا التدخل اليوم في سوريا؟

- كان المطلوب تغيير الوضع السوري لمصلحة قوى الارهاب ورأينا مماطلة ومحاولات لاستنزاف قدرات الشعب والنظام وكان لا بد من اتخاذ اجراءات حاسمة ميدانياً، ومن خلال الاتصالات مع الاطراف رأينا ان هناك خوفاً يفوق ظاهرة الارهاب والامر الأخير هو لزدياد المساعي للبحث عن حل سلمي سياسي. لكن ما أؤكده في هذا المجال هو نظرتنا والجيش السوري وقيادته لظاهرة الارهاب ونحن تلقينا طلباً رسمياً من النظام في سوريا للتدخل، إذ بعدما اجرى الرئيس <فلاديمير بوتين> اتصالات مع الاطراف الدولية والاقليمية خلال الاشهر الاخيرة اقتنع بأنه يمكن ان نطرح تشكيل جبهة عريضة لمكافحة الارهاب، فمن يريد ان يشارك في هذا التحالف لاحقاً، يمكن ان نعرفه في وقت لاحق، لكن الفكرة الاساسية أننا قادرون ان نناضل في الأجواء وفي البر علما أن التحالف الاميركي لا يستطيع ان يقوم بدور فعال في البر.

 

روسيا والمستنقع السوري واسرائيل

 

ـ ما الفرق بين تدخلكم في سوريا وبين التدخل الغربي بقيادة أميركا؟

ــ أولا لا بد من الاشارة الى ان عودة روسيا إلى هذه الساحة مجدداً أعاد التوزن إلى المجتمع الدولي، الامر الآخر ان تدخلنا جاء بناء لطلب لنظام السوري الشرعي والممثل الوحيد للشعب السوري رغم إدعاء بعض الفصائل تمثيلها لهذا الشعب ونحن ما زلنا نتعاون مع النظام رغم الايجابية التي نبديها حيال البحث عن تسوية سياسية رغم تحفظنا حول الحلف الذي تقوده اميركا ضد الارهاب لان مكافحته تحت قيادة دولة وحيدة لن يكون فاعلاتماما كما هو الحال اليوم، اما اذا كان بقيادة الامم المتحدة فعندئذٍ يمكن ان يكون اكثر حزما وشرعية.

ــ هل تخشون من توريط روسيا في المستنقع السوري؟ وماذا عن التنسيق بينكم وبين اسرائيل؟

- خلال الايام الاخيرة أجبنا عن هذا السؤال بشكل او بآخر، اليوم هناك خطة معينة معقودة زمنياً والامر الآخر هناك توزيع ادوار ولا يوجد جنود روس على الارض والنظام السوري خلال فترة طويلة أثبت انه قوي ولا يمكن اسقاطه كما كان يقول البعض وهو ما زال صامداً في العديد من المناطق الاساسية. اما حول فرضية توريطنا فنحن لدينا مهمة محددة وسنخرج من سوريا حالما ننتهي منها وهي قضية الارهاب.

أضاف:

- وعن التنسيق الروسي الاسرائيلي فالتنسيق هو بمعنى انه طالما نحن موجودون في الاجواء السورية واسرائيل موجودة على حدود هذا البلد فلا بد من التباحث ببعض الامور، مع العلم انني لا ارى تنسيقاً له ابعاد اسراتيجية. فنحن دخلنا لمحاربة الارهاب وليس مطروحاالدخول في التناقضات المتعلقة بالحرب بين اسرائيل والعرب وهذا الامر خارج النطاق والموضوع يختص بتحليق الطائرات في الاجواء فقط.

ــ هل من تعتبره سوريا ارهابياً تعتبره روسيا ايضاً ارهابياً أيضاً؟

- اظن ان هناك رؤية موحدة واتفاقاً موحداً بين العسكريين على اساس تصرفات ميدانية، ولذلك تصريحات وزارة الدفاع السورية تقول انها اختارت الاهداف بالاتفاق مع النظام السوري الذي يزودنا بمعلومات معينة. ولكن في كل الاحوال منذ اكثر من اربع سنوات هناك جماعات تهاجم النظام واول من أعطى زريعة للارهاب للتحرك هي الدول الغربية التي راحت تصنف النظام على انه فاقد للشرعية علماً ان سوريا موجودة في الامم المتحدة، إذا لماذا اتخاذ مثل هذه المواقف ضد نظام يدافع عن نفسه وشعبه امام الهجمات الارهابية؟

ــ سمعنا الرئيس بوتين يقول أن العملية العسكرية في سوريا نجحت، بأي معنى يمكن وضع هذا النجاح؟

ــ انا لست متخصصاً في الامور العسكرية، فوزارة الدفاع الروسية هي المخولة في التحدث عن الاهداف وعن كيفية إجراء الاعمال، ولكن وفق معلوماتي فإن العملية تجري في نجاح. ولا بد من الاشارة الى ان المدى الزمني للعمليات محصور بفترة محدودة ونحن لا نريد للبعض أن يعتقد أننا باقون لسنوات خصوصاً وان لدينا خطة مدروسة سوف ننجزها في الوقت المحدد على مستوى كل المناطق طالما ان الأمر يتعلق بكل سوريا.

ــ هناك تخوف من تمدد الحرب خارج سوريا؟ ومن هو المستفيد من ظاهرة الارهاب؟

- الرئيس <بوتين> كان واضحاً وهو ان الحرب على الارهاب تتعلق بسوريا فقط وبالاتفاق مع القيادة السوريا وفقاً للاتفاقات الشرعية مع الدولة السورية. اما الشق الثاني من السؤال فأميركا تقول انها ضد <داعش> فقط على عكسنا بحيث نقول ان <داعش> و<النصرة> والفصائل التي تتصرف مثلهما هي ايضاً إرهابية رغم ان <داعش> لديها نوعية اجرام متفوقة. فهم أصحاب طرق متعددة بالاعدامات لكن النتيجة هي نفسها. وفي رأيي ان الدعاية الغربية حاولت استغلال <داعش> لاتهام روسيا وكأننا ضد المعارضات المعتدلة وهذا غير صحيح، فعندما نقول ان <داعش> اخطر من الآخرين كونها تريد الوصول الى كل العالم العربي فهذا لا يعني أننا فقط ضدها.

 

تظاهرة العلماء المسلمين

ــ كيف قرأت تظاهرة العلماء المسلمين امام سفارتكم هنا الاسبوع الماضي؟

- هناك مواقف لبعض الذين يعتبرون تدخلنا صداماً طائفياً ولا نعرف حجم اعداد هؤلاء، والبعض الاخر يعتبر انه صراع حول النفوذ. اما نحن فنعتبر ان كل ما يحدث إنما ينطلق من قناعة ان الغرب يريد استمرار التوسع في عدة مناطق وعلى رأسها الشرق الاوسط وهو يعمل على خط التحريض الطائفي، لكن نحن لن نتورط في هذه اللعبة ونتمسك بشيء واحد وهو ان تكون سوريا في المستقبل دولة علمانية ديمقراطية تضمن حقوق شعبها من دون تمييز طائفي.