تفاصيل الخبر

الصداع النصفي قد يكون حالة مزمنة او مرضاً وراثياً..

21/02/2020
الصداع النصفي قد يكون حالة مزمنة او مرضاً وراثياً..

الصداع النصفي قد يكون حالة مزمنة او مرضاً وراثياً..

 

بقلم وردية بطرس

 

الدكتورة روزيت جبور: الصداع النصفي يصيب حوالى 18 بالمئة من النساء مقابل حوالى 6 بالمئة من الرجال!

 

الصداع من أكثر المشاكل الصحية شيوعاً بين كثير من الناس حيث تعاني النساء من الصداع وخصوصاً الصداع النصفي أكثر بثلاثة أضعاف من الرجال... والصداع النصفي او الشقيقة <Migraine> هو اضطراب عصبي مزمن يتميز بتكرر حالات معتدلة الى شديدة من الصداع، وكثيراً ما يكون هذا بالاشتراك مع عدد من أعراض الجهاز العصبي اللارادي. ومصدر الكلمة يأتي من اللغة اليونانية من الكلمة <Hemicrania> وتعني بالترجمة الحرفية: نصف الجمجمة، والاسم مستمد من احدى مميزات الصداع النصفي، اذ ان الصداع النصفي عادة ما يصيب نصف الرأس. وهو مرض مزمن يتجلى في حالات متكررة من الصداع مصحوباً بظواهر جسدية ونفسية، ويتميز الصداع بحدوثه في جانب واحد يوثر على نصف الرأس، وبأنه نابض بطبيعته، ويستمر بين ساعتين الى 72 ساعة. وقد تشمل الأعراض المصاحبة له الغثيان، والقيء، ورهاب الضياء والضجيج والروائح. ويتفاقم الألم بشكل عام عند ممارسة النشاط البدني، ويشعر حوالى ثلث الأشخاص الذين يعانون من الصداع النصفي بالأوردة وهي اضطرابات عابرة بصرية او حسية او لغوية او حركية تؤشر لقرب حدوث الصداع. ويُعتقد ان الصداع النصفي يحدث بسبب مزيج من العوامل البيئية والوراثية، وتحدث ثلثا الحالات بشكل عائلي، ومن الممكن أيضاً ان يلعب تبدل معدلات الهرمونات دوراً في حدوثه، ويؤثر الصداع النصفي على عدد أكبر من الفتيان مقارنة بالفتيات قبل سن البلوغ، ولكنه يصيب الضعف الى ثلاثة أضعاف عدد النساء مقابل الرجال، ويتناقص الميل لحدوث الصداع النصفي عادة أثناء الحمل. وتبقى الآليات الدقيقة لحدوث الصداع النصفي غير معروفة، ولكن من المعتقد ان يكون ناجماً عن اضطراب وعائي عصبي، وترتبط النظرية الأساسية لحدوثه بازدياد استثارة قشرة الدماغ وعدم السيطرة على الألم بشكل طبيعي في الخلايا العصبية في نوى عصب ثلاثي التوائم في جذع الدماغ.

وقد تعود أسباب الصداع النصفي الى التغير في مستوى الهرمونات الجنسية خلال فترة الدورة الشهرية عند النساء. ومن المعروف انه بعد مرحلة البلوغ تكون أسباب الاصابة بالصداع النصفي لدى النساء أكثر بثلاثة أضعاف من الرجال. وتشير التقديرات الى ان الصداع النصفي يصيب حوالى 18 بالمئة من النساء مقابل حوالى 6 بالمئة من الرجال، وبالتالي هناك علاقة وطيدة بين الاصابة بالصداع وظهور الحيض حيث يرتبط ظهور الحيض بأعراض جسدية ونفسية مختلفة، كما وأثبتت الدراسات وجود علاقة بين الصداع النصفي وبين المتلازمة السابقة للحيض، بالاضافة الى معاناة النساء من الصداع النفسي أثناء الحيض، قبل ظهوره او بعد ظهوره بفترة زمنية قصيرة... ولقد توصّل باحثون بريطانيون في دراسة نشرتها مجلة علم الأعصاب الأميركية الى ان الاناث يسجّلن أعلى النسب في الاصابة بالصداع والصداع النصفي، وتبين الأرقام الميدانية أن ألم الرأس يصيب 3 نساء مقابلة رجل واحد، وقد يكون هذا الصداع حالة مزمنة او مرضاً وراثياً، كما أنه يتطوّر في بعض الحالات ليؤثر على القلب والأعصاب، ويزداد هذا المرض بحسب الأطباء عند السيدات في سن الشباب وبُعيد سن البلوغ.

 

الدكتورة روزيت جبور وأسباب الاصابة بالصداع النصفي!

فهل من اسباب معينة تؤدي للاصابة بالصداع النصفي؟ وماذا عن العوارض؟ ومن هم الأكثر عرضة للاصابة بالصداع النصفي؟ وماذا عن العلاج؟ وغيرها من الأسئلة طرحتها <الأفكار> على الاختصاصية في الأمراض العصبية وأعصاب الرأس والأطراف الدكتورة روزيت جبور، ونسألها:

ــ هل هناك أسباب تؤدي للاصابة بالصداع النصفي؟

- السبب الحقيقي للاصابة بالصداع النصفي غير معروف، ولكن هناك أسباب تؤدي لحدوث <الكريزة> او النوبة اذ يكون لدى الشخص الاستعداد لاصابته بـ<كريزة> الصداع النصفي ومنها: التوتر، وتغيير الطقس من طقس حار الى طقس بارد، وأطعمة معينة مثل الشوكولا والجبنة الصفراء وكل ما يحتوي على <التايرمين>، وقلة النوم، اي نمط حياة الانسان له تأثير بهذا الخصوص، كما هناك استعداد لدى النساء للاصابة بحالات الصداع النصفي خلال العادة الشهرية، لهذا فان نسبة اصابة النساء بالصداع النصفي هي أعلى من الرجال. وعادة يُصاب الشخص بالصداع النصفي ما بين سن العشرين والأربعين، ولكن ممكن ان يحدث بعمر اصغر من العشرين وأكبر من الأربعين، ولكن النسبة الأعلى من الاصابة تكون بين 20 و40

سنة.

وتتابع:

- كما ذكرت ان نسبة اصابة النساء بالصداع النصفي أعلى من الرجال ربما بسبب العادة الشهرية، كما ان لتركيبة الجسم تأثيراً بهذا الخصوص. وربما تكون المرأة بحالة توتر أكثر بسبب الهرمونات، لأننا نلاحظ ان <الكريزة> تكون شديدة لدى المرأة المصابة بالصداع النصفي أثناء الحيض، ولكن بعد انقطاع العادة الشهرية تخف الأعراض لديها. وأيضاً عندما يكون هناك استعداد لدى العائلة اي اذا كانت الأم مصابة بالصداع النصفي فمن المحتمل ان تُصاب الابنة به أيضاً أكثر من غيرها... وتجدر الاشارة الى انه اذا كانت العمة او الخالة مصابة بالصداع النصفي فهناك احتمال ان تُصاب الابنة أيضاً ولكن تكون النسبة أعلى عندما تكون والدتها مصابة به.

أعراض الصداع النصفي ونمط الحياة!

ــ كيف تبدأ الأعراض؟

- الأعراض هي وجع نصفي اي يكون بنصف الرأس ولهذا نسميه الصداع النصفي، اذ يصيب الوجه والرأس ويسبب ألماً كبيراً، وتتراوح مدة الألم من 3 الى 72 ساعة من لحظة حدوث <الكريزة>، وممكن ان تكون أقل من ذلك ولكن هذه أطول مدة لحدوث <الكريزة>. ومن الأعراض الغثيان والقيء، كما يكون الوجع مثل نبض بالرأس ويصبح ألماً شديداً. وهناك مراحل عدة للوجع: مرحلة يكون الوجع شديداً اي يشعر الشخص وكأن هناك نزيفاً في الدماغ مع العلم انه ليس كذلك. ومرحلة يكون الوجع متوسطاً عند بعض الأشخاص. ومرحلة يكون الوجع خفيفاً عند بعض الأشخاص. أما الأعراض فتكون نفسها عند الشباب والكبار... وعندما يشعر الشخص بهذا الألم لا يعود يتحمّل الضوء ولا الصوت ولا الروائح.

ــ كما ذكرت ان نمط حياة الانسان قد تغيّر كثيراً فهل لهذا السبب ازدادت نسبة الاصابة بالصداع النصفي في يومنا هذا أكثر من السابق؟

- بالفعل فان لذلك تأثيراً بهذا الخصوص، اذ ان نصف العلاج يقوم على تغيير نمط العيش لدى المرأة: فاذا نامت بشكل منتظم، وابتعدت عن الأطعمة التي تسبب وجع الرأس، وحاولت قدر الامكان الابتعاد عن التوتر، وان تزاول الرياضة والنشاطات على أنواعها، وان تأخذ الأدوية عندما تشعر بالوجع لكي لا يستفحل الوجع أكثر، فانها بالتأكيد ستخفف من عوارض الصداع النصفي... اذاً هذه الخطوات هي بمثابة نصف العلاج وطبعاً يجب ان تقوم بممارسة اليوغا و<الأيروبيك> ونشاطات لها علاقة بالموسيقى لكي ترتاح نفسياً... وبالتالي نمط الحياة له تأثير في هذا الخصوص ويجب ان يتنبه له المصاب بالصداع النصفي.

العلاج!

ــ وما هو العلاج؟

-هناك أكثر من نوعين من العلاج: علاج عندما تبدأ <الكريزة>، اذ ممكن ان تتكرر <الكريزة> في الشهر الواحد، اذ من المفروض ان تتكرر <الكريزة> لكي نقول انه صداع نصفي، يعني مثلاً اذا تكررت <الكريزة> لدى المرأة خمس مرات في الشهر، فنخضعها لفحص الرنين المغناطيسي للرأس وفحوصات للرأس، واذا لم تكن هناك اي مشكلة، عندها نقول انه صداع نصفي اي هكذا يتم تشخيص المرض. وتجدر الاشارة الى ان الصداع النصفي يكون أحياناً في جهة اليمين وأحياناً أخرى في جهة اليسار، وأحياناً على الجهتين، ولكن بكل الأحوال يكون الوجع نصفياً. وبالتالي اذا تكررت <الكريزة> لدى المرأة وظهرت العوارض نجري لها فحص الرنين المغناطيسي والفحوصات المخبرية، فاذا لم يتبين ان هناك مشكلة عندها تُشخص الحالة بأنها صداع نصفي، وعندما يتم تشخيص المرض عندها يبدأ دور العلاج. أما العلاج فهو نوعين: أولاً: هناك نوع هو للـ<كريزة> بحد ذاتها اي عندما يشعر الشخص بالوجع عندها يُعطى دواء للوجع باللحظة نفسها وهو عبارة عن مسكنات عادية، وفي حال حدث غثيان شديد وقيء نقدر ان نعطي أدوية لتخفيف الغثيان والتي ممكن ان تؤثر على حدية الوجع. هذا عندما تكون <الكريزة> شديدة ونود علاجها، ولكن نعطي نوعاً ثانياً من العلاج اذا تكررت النوبات وذلك بمعدل 3 الى 4 نوبات في الشهر الواحد، فعندها يجب اعطاء المريض علاجاً طويل الأمد ونسميه <Preventive treatment> او <العلاج الوقائي> لتخفيف حدية <الكريزة> او النوبة، وأيضاً لتقليل عدد النوبات لكي لا يؤثر ذلك على حياة الانسان. وطبعاً عندما تحدث <الكريزة> فعلى الشخص ان يلازم فراشه لأن الوجع ليس خفيفاً وهو لا يزول اذا أخذ حبة <بنادول> مثلاً...

وتتابع:

- هناك علاج بـ<البوتوكس> كان يُستعمل كثيراً في الولايات المتحدة الأميركية، وهناك علاجات كثيرة جديدة أيضاً للوقاية ولها مفعول جيد، وهناك أدوية أخرى ممكن ان نستعملها. وطبعاً من المهم جداً ان يعمل الشخص على تغيير نمط حياته كما ذكرت في سياق الحديث من خلال مزاولة الرياضة، والنوم بشكل جيد، والابتعاد عن بعض الأطعمة، وان يقي الشخص نفسه من البرد، وبالتالي كل هذه الأمور مهمة الى جانب العلاج. وثالث فئة من العلاج هي <Neuromobilization> اي هناك تقنية حيث تقوم بـ<Stimulation> بداخل الرأس وتقوم بـ<Neurostimulation> او <تنبيه عصبي> لعصب الوجه وعصب الدماغ فتخفف الأوجاع.

ــ وهل يتم الشفاء؟

- طبعاً يجب ان يأخذ المريض العلاج، ولا يُشفى الشخص من الصداع النصفي نهائياً ولكن العلاج يخفف العوارض لكي لا تؤثر على طريقة عيشه وحياته... وعند النساء يزول الصداع النصفي بعد انقطاع العادة الشهرية، الا انه كما ذكرت ان الشخص لا يُشفى من الصداع النصفي لأنه مرض مزمن وموجود، وعادة يكون هناك التهاب يحدث فجأة بداخل عصب الوجه، ويؤثر على توسيع الشرايين وتضييقها كما ويؤثر على موجات الدماغ، أما السبب الرئيسي لماذا يحدث ذلك؟ فالجواب اننا لا نعرف حتى الآن، ولكن اجمالاً عند النساء يزول الصداع النصفي بعد انقطاع العادة الشهرية.

ــ هل من نصائح؟

- طبعاً يجب ان يبحث الشخص عن الأسباب، فاذا كان يعاني من الصداع النصفي لا يجب ان يقول لنفسه: وان يكن! بل عليه ان يخضع للفحوصات لأنه ممكن ان يكون هناك نزيف في الدماغ او التهاب، وممكن ان تحدث جلطات في الرأس، وممكن ان تكون هناك اسباب أخرى تسبب وجع الرأس... وبالتالي يجب ان يتنبّه المصاب بالصداع النصفي لهذه الأمور لأن هذا الأمر قد يسبب الوفاة او مرضاً شديداً، ولهذا كل مصاب بالصداع النصفي عليه ان ينتبه لبعض الأمور، فاذا تغيّرت طبيعة وجع رأسه ولاحظ ان اوجاعه باتت مختلفة عن الأوجاع التي كانت تصيبه بسبب الصداع النصفي، فعندها عليه ان يخضع للفحوصات اذ ممكن ان تكون عوارض مشكلة أخرى قد بدأت ولا يجب تجاهل الأمر تحت اي ظرف.