تفاصيل الخبر

السعودية تستعيد العباءة العربية للعراق!

03/03/2017
السعودية تستعيد العباءة العربية للعراق!

السعودية تستعيد العباءة العربية للعراق!

 

بقلم وليد عوض

الجبير

لا عروبة بدون العراق. وجموع المواطنين العرب لا تنفك تذكر كيف اندفع العراقيون في ربيع 1960 الى الشوارع وهم يهتفون <بدنا الوحدة باشر باشر (أي باكر باكر) من هالأسمر عبد الناصر>. وكانت هذه اللهفة العربية تلقائية بعد الوحدة المصرية ــ السورية. لم يكن هناك حديث عربي لا يشمل العراق. ولم يكن أي بيت عربي خالياً من ذكر زعماء العراق العربي مثل رشيد علي الكيلاني، وعبد السلام عارف، والشاعر محمد مهدي الجواهري، والشاعر أبو الطيب المتنبي، والشاعر ابن الرومي، والشاعر أحمد الصافي النجفي.

لم يكن هناك مسيحي ومسلم وأزيدي. كان هناك عراقي عربي وكفى. وكانت مقاهي بيروت، ولاسيما مقهى <الدولتشي فيتا> في منطقة الروشة، تستقبل وجوهاً عراقية مثل الشاعر أحمد الصافي النجفي صاحب مقولة <سني بروحي لا بعد سنين/ فلأسخرن غداً من التسعين>. ولكن لعبة الأمم لم تستسغ هذه العباءة العربية وهي تلف المنطقة انطلاقاً من بيروت، فقررت، بفكر وزير الخارجية الأميركي <هنري كيسنجر> قلب الطاولة وإخراج المنطقة من العباءة العربية.

وبدأ قلب الطاولة من سوريا، البلد الذي زغردت فيه العروبة مع شكري القوتلي، وفارس الخوري، وابراهيم هنانو، ولطفي الحفار، وأديب الشيشكلي. وشنت حرباً ضروساً على الوحدة المصرية ــ السورية سنة 1963، ولولا ألطاف الله لاشتبك الجيش المصري فوق اللاذقية بسلاح الطيران مع الجيش السوري.

هذه الصورة التي تشتعل فيها أحداث سوريا، وتتساقط الجثامين على أرضها وأرض العراق، حملت المملكة العربية السعودية في شخص الملك سلمان بن عبد العزيز أولاً، ووزير الخارجية الشاب الدكتور عادل أحمد الجبير ابن الخامسة والثلاثين ثانياً على تصحيح الأخطاء في المنطقة العربية، فقام يوم السبت الماضي بشد الرحال الى العراق، بعد انقطاع ديبلوماسي طويل متزامناً مع افتتاح معبر حدودي جديد بين البلدين، والتأهب لاختيار سفير جديد للمملكة السعودية في بغداد تحت راية محاربة الارهاب، والفصل بين الدين الاسلامي الحق، والاسلاميين الذين اتخذوا من الاسلام درعاً للاطلالة والحضور.

وعادل الجبير يمسك بناصية المهمة الصعبة. فهو يشغل المنصب الذي لازم الأمير الراحل سعود الفيصل بن عبد العزيز على مدى سنوات طوال. وهو الرجل الذي تفتحت على يديه أزاهير مؤتمر الطائف عام 1989، وجعل حرب لبنان تضع أوزارها.

ذهب عادل الجبير الى العراق مستمسكاً بالعروة الوثقى، وبلهفة العمل العربي، والتقى رئيس الوزراء حيدر العبادي الذي قيض له الله أواصر النصر في استرداد مدينة الموصل من أيدي الاسلاميين المتطرفين، وحمل معه المفهوم الذي يقول ان المملكة تريد العمل مع العراق على مواجهة موجة الارهاب التي تتنقل في أراضي العراق كالجراد، وتشد عزم المملكة على التمسك بالروابط الجغرافية والتاريخية ومواجهة التطرف والارهاب.

ومن خلال المؤتمر الصحفي الذي عقده عادل الجبير مع نظيره ابراهيم الجعفري حاول الرجل بالخبرة التي اكتسبها من الملك سلمان بن عبد العزيز أن يجعل للسعودية اطلالة عربية جديدة على العالم.

والسياسة في أكثر الأحيان أهم من لغة.. المدافع والصواريخ!