تفاصيل الخبر

السعودية تقود تحالفاً ضد الارهاب من 34 دولة بينها لبنان  

17/12/2015
السعودية تقود تحالفاً ضد الارهاب  من 34 دولة بينها لبنان   

السعودية تقود تحالفاً ضد الارهاب من 34 دولة بينها لبنان  

سلمان-و-عبد-ربه حدثان في المملكة العربية السعودية شدا إليهما أنظار العالم: الأول استجابة خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبد العزيز لطلب الرئيس اليمني عبد ربه منصور هادي بوقف اطلاق النار لمدة سبعة أيام ابتداء من يوم الثلاثاء الماضي وذلك تزامناً مع انطلاق المشاورات اليمنية ــ اليمنية الهادفة لإنهاء الأزمة.

وأفاد بيان قيادة قوات التحالف الذي تقوده السعودية ان الرئيس هادي بعث برسالة الى خادم الحرمين الشريفين تتضمن إبلاغ قيادة التحالف بأن الحكومة اليمنية قررت اعلان مبادرة لوقف اطلاق النار لمدة سبعة أيام ابتداء من الثلاثاء 15 كانون الأول (ديسمبر) على أن تجدد تلقائياً في حال التزام الطرف الآخر (إشارة الى المتمردين الحوثيين وفلول علي عبد الله صالح).

وذكرت قيادة قوات التحالف أيضاً ان الرئيس هادي أبلغ الأمين العام للأمم المتحدة <بان كي مون> بضرورة أخذ الضمانات الكافية على الطرف الآخر لكي لا تضطر قوات التحالف للتعامل مع أي خرق لوقف اطلاق النار بشكل دائم.

وبموجب بيان لقوات التحالف فهذه القوات تحتفظ بحق الرد على أي خرق لوقف اطلاق النار، وذلك رغبة من الرئيس اليمني عبد ربه منصور هادي في تهيئة الأجواء لإنجاح المشاورات بما يحقق المحافظة على اليمن وأهل اليمن ويجنبهم مزيداً من إراقة الدماء ويفسح في المجال لتكثيف جهود الإغاثة الطبية والانسانية وتوسيعها.

وبالنسبة للوفدين المتفاوضين حدد اللقاء وجهاً لوجه في إطار فرق عمل عند إحدى ضواحي مدينة جنيف، وهي المرة الأولى التي يجتمع فيها الفريقان وجهاً لوجه منذ اندلاع الأزمة والحرب في اليمن عقب انقلاب تحالف الحوثيين وعلي عبد الله صالح على شرعية الرئيس عبد ربه منصور هادي واحتلال العاصمة صنعاء في 21 أيلول (سبتمبر) 2014.

وهذا الموعد في المدينة السويسرية يأتي لحسم الأزمة اليمنية بعد مضي نحو تسعة أشهر على عمليتي <عاصفة الحزم> و<إعادة الأمل> اللتين أطلقهما التحالف العربي الداعم لإعادة الشرعية في البلاد، وتنفيذاً لقرار هيئة الأمم رقم 2216، وسوف تحاط المشاورات بسرية تامة من أجل <ضمان نجاحها>.

 

34 دولة ضد الارهاب

أما الحدث الثاني، وهو حدث تاريخي، فقد تجسّد في تشكيل التحالف الاسلامي الذي يضم 34 دولة، وان هذا التشكيل، وفق بيان للتحالف الاسلامي الجديد، يأتي انطلاقاً من التوجيه الرباني الكريم <وتعاونوا على البر والتقوى ولا تعاونوا على الاثم والعدوان>، ومن تعاليم الشريعة الاسلامية السمحاء وأحكامها التي تحرّم الارهاب بجميع صوره وأشكاله لكونه جريمة نكراء وظلم تأباه جميع الأديان السماوية والفطرة الانسانية.

والدول المشاركة في هذا التحالف بالإضافة الى السعودية التي تتولى القيادة هي: الأردن والإمارات المتحدة وباكستان والبحرين وبنغلادش وببنين وتركيا وتشاد وتوغو وتونس وجيبوتي والسنيغال والسودان وسيراليون والصومال والغابون وغينيا وفلسطين وجمهورية القمر الاتحادية وقطر وساحل العاج والكويت ولبنان وليبيا وجزر المالديف ومالي وماليزيا ومصر والمغرب وموريتانيا محمد-بن-سلمان-1والنيجر ونيجريا واليمن.

وتشكيل التحالف يأتي <تأكيداً على مبادئ وأهداف ميثاق منظمة التعاون الاسلامي التي تدعو الدول الأعضاء الى التعاون لمكافحة الارهاب بجميع أشكاله ومظاهره، وترفض كل مبرر أو عذر للارهاب، وتحقيقاً للتكامل ورص الصفوف وتوحيد الجهود لمكافحة الارهاب الذي يهتك حرمة النفس المعصومة ويهدد الأمن والسلام الاقليمي والدولي، ويشكل خطراً على المصالح الحيوية للأمة، ويخل بنظام التعايش فيها>.

كما يأتي كذلك: <التزاماً بالأحكام الواردة في ميثاق الأمم المتحدة وميثاق منظمة التعاون الاسلامي والمواثيق الدولية الأخرى الرامية الى القضاء على الارهاب، وتأكيداً على حق الدول في الدفاع عن النفس وفقاً لمقاصد ومبادئ القانون الدولي وميثاق الأمم المتحدة، وانطلاقاً من أحكام اتفاقية منظمة التعاون الاسلامي لمكافحة الارهاب بجميع أشكاله ومظاهره والقضاء على أهدافه ومسبباته، وأداءً لواجب حماية الأمة من شرور كل الجماعات والتنظيمات الارهابية المسلحة أياً كان مذهبها وتسميتها والتي تعيث في الأرض قتلاً وفساداً، وتهدف الى ترويع الآمنين>.

عمليات سوريا والعراق

 

وفي المؤتمر الصحفي الذي عقده ولي ولي العهد الأمير محمد بن سلمان بن عبد العزيز، كان وزير الدفاع السعودي واضحاً بشأن الدور العسكري للتحالف الدولي ضد <داعش> وغيره من المنظمات الارهابية. وكانت اجابات الأمير محمد مختصرة ومباشرة. ولم تكن الأسئلة مهيئة بجعبة الصحافيين، بل جاءت كل الاجابات على مقدار الأسئلة في إطار الحضور أمام ولي ولي العهد وزير الدفاع.

وفي مؤتمره الصحفي المسائي المتأخر توقيتاً، بادر الأمير محمد بالاعتذار للصحافيين عن ذلك التوقيت المتأخر، بادئاً بالإشادة بالجهود الآتية، وشكل في حديثه الشامل مشهداً فريداً في الأسلوب السريع من أجل أن يحصل الصحافيون على مبتغاهم دون الاعتذار بانقضاء الوقت في محاصرة أسئلتهم، فانفضت الأسئلة ورُفعت الأقلام.

وحرص الأمير محمد في إجاباته عن أسئلة الصحافيين على استخدام اجابات ذات مضامين دلالية متكررة في إيضاح للموقف الرسمي، وكان المثل الحاضر هو حديثه عن الارهاب ووصفه بكلمة <الآفة>، والتدقيق في كلمة <التنسيق>، كذلك تبيانه لمبدأ تحقيق الاجراءات قبل الدخول في التحالف، لأن الدول المتحالفة في غرفة العمليات المشتركة، ومقرها الرياض، ستكون في طور الزيادة. وكان الأمير محمد يقول هذه الكلمات أمام صف من اعلام دول التحالف الاسلامي.

وعن العمليات العسكرية لدول التحالف الاسلامي في سوريا قال الأمير محمد: <بخصوص العمليات في سوريا والعراق لا نستطيع القيام بهذه العمليات إلا بالتنسيق مع الشرعية في ذاك المكان ومع المجتمع الدولي>.

وأكد الأمير محمد بن سلمان ان التحالف الاسلامي العسكري سينسق مع الدول المهمة في العالم والمنظمات الدولية في هذا الاجراء، مشيراً الى تعزيز الأمن الفكري، فكانت إحدى النقاط التي يراد منها قيادة الرياض لبراعتها في الوقاية، مؤكداً <ان التحالف سيحارب الارهاب عسكرياً وفكرياً واعلامياً بالإضافة الى الجهد الأمني الرائع القائم حالياً>.

محمد-بن-سلمان-عبد-الفتاح-السيسيمصر والارهاب الأسود

ووصول الأمير محمد بن سلمان متأخراً في ذلك الليل عن المؤتمر الصحفي مرده الى سفره في ذلك اليوم الى القاهرة ولقاء الرئيس عبد الفتاح السيسي. وحمل الأمير محمد معه الى القاهرة توجيهات من خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبد العزيز تقضي بزيادة الاستثمارات السعودية في مصر على ثلاثين مليار ريال (8 مليارات دولار) بالإضافة الى الإسهام في توفير احتياجات مصر من البترول لمدة خمس سنوات، مع دعم حركة النقل في قناة السويس من جانب السفن السعودية.

وعن اعلان مصر مشاركتها في التحالف الاسلامي العسكري لمواجهة الارهاب بقيادة السعودية قال مسؤولون وخبراء عسكريون مصريون ان هذا المشاركة المصرية في التحالف تأتي في إطار جهودها للقضاء على الارهاب، وان هذا التحالف الجديد يهدف الى التغلب على العقبات التي تواجه المجتمع الدولي في حربه ضد تنظيـــــم <داعش> إضافـــة الى محــــاولة البعض إلصاق تهمة الارهاب بالمسلمين.

بدورها أعلنت مشيخة الأزهر في بيان صدر الثلاثاء الماضي ترحيبها بالقرار التاريخي للمملكة في تشكيل هذا التحالف وقالت: <طالب شيخ الأزهر الدكتور أحمد الطيب بهذا التحالف في عدة لقاءات ومؤتمرات كما أنه مطلب ملح لشعوب الدول الاسلامية التي عانت أكثر من غيرها من الارهاب الأسود الذي يرتكب جرائمه البشعة دون تفريق بين دين أو مذهب أو عرق>.