تفاصيل الخبر

”الـسـعـــــال“ فـــي فـصــــــل الـصـيـــــــف... الأسـبــــــاب وسـبـــــــل الـمـعـالـجــــــــة    

01/07/2016
”الـسـعـــــال“ فـــي فـصــــــل الـصـيـــــــف...  الأسـبــــــاب وسـبـــــــل الـمـعـالـجــــــــة      

”الـسـعـــــال“ فـــي فـصــــــل الـصـيـــــــف... الأسـبــــــاب وسـبـــــــل الـمـعـالـجــــــــة    

بقلم وردية بطرس

الدكتورة-لبنى-طيارة----1

<السعال> مع البلغم هو أحد العوارض الشائعة الانتشار حيث يعتبر <السعال> وسيلة الجسم لازالة واخراج الاجسام الغريبة او اللعاب (المخاط) من الرئتين والشعب الهوائية، وبالتالي فهو ردة فعل يتحكم بها وبحدوثها الجزء السفلي الأمامي من جذع الدماغ، إذ تقوم اللاقطات الحسية الموجودة في مجاري التنفس بارسال محفز لجذع الدماغ عندما تشعر بوجود جسم غريب او وجود التهاب حيث تؤدي ردة الفعل هذه لتفعيل عضلات التنفس والحجاب الحاجز بطريقة منسقة من أجل نقل الهواء بشكل سريع وقوي الى مجاري التنفس كردة فعل على المحفز الذي ارسلته اللاقطات.

ويتم تعريف <السعال> على انه سعال مصحوب بالبلغم حين تكون هنالك افرازات تخرج عند <السعال>. وتكون هذه الافرازات بشكل عام عبارة عن مخاط اي لعاب يتم انتاجه في الشعب الهوائية من أجل حمايتها وتنظيفها من الملوثات والأجسام الغريبة الصغيرة. وكما هو معروف فان <السعال> المنتج اي <السعال> المصحوب بالافرازات المتنوعة، قد يحتوي على مواد مختلفة مثل الدم، مخاط وصديد. كما ان لون هذا <السعال> الذي يختلف عن <السعال> مع البلغم من الممكن ان يكون أخضر، أصفر، أبيض، وردياً أو أحمر داكناً.

و<السعال> بحد ذاته هو عارض وليس مرضاً، وعادة ما تتبين حقيقة <السعال> ومسبباته فقط بعد ظهور عوارض أخرى او بعد اجراء فحوصات جسدية وتصويرية دقيقة.

أما لجهة أسباب <السعال> فان <السعال> مع البلغم يكون مصحوباً بافراز مواد لعابية تُسمى <Phlegm> او مخاط <Mucus>، ومصدر هذا اللعاب يكون اما الرئتين (في القصبات الموجودة داخل الرئتين او خارجهما) او من مصدر علوي أكثر مثل الأنف او الجيوب الأنفية في الدماغ. في هذه الحالة ينتقل اللعاب الى الشعب الهوائية بسبب تأثير قوة الجاذبية عبر الجزء الخلفي من الحلق.

الفيروس والتلوث

وتتعدد أسباب <السعال> مع البلغم، ويأتي في طليعتها المرض الفيروسي حيث من الشائع جداً ان تصاحب <السعال> مع البلغم الأمراض الفيروسية مثل نزلات البرد او الانفلونزا. في هذه الحالة يحدث <السعال> عادة بسبب تصريف المخاط من مصدر علوي عبر الجزء الخلفي من الحلق.

كذلك هناك التلوث حيث من الممكن ان يؤدي تلوث الرئتين او تلوث مجاري التنفس المتصلة بالرئتين الى <السعال> مع البلغم. ومن الأمراض التي نتحدث عنها في الحالة: الالتهاب الرئوي، التهاب الشعب الهوائية، التهاب الجيوب الأنفية وحتى مرض السل.

وهناك أيضاً أمراض الرئة المزمنة حيث عادة ما يكون <السعال> مع البلغم مرافقاً لأمراض الرئة المزمنة الخطيرة مثل مرض الانسداد الرئوي المزمن حيث يكون <السعال> المصحوب بالبلغم أحد عوارض تفاقم المرض او التلوث الذي أصاب المجاري التنفسية. ومن الممكن ان تسبب احماض المعدة المرتدة عبر العضلة العاصرة العلوية في المريء حصول <السعال>، وغالباً ما يحصل هذا <السعال> في ساعات الليل بسبب قوة الجاذبية.

<Post nasal drip> وهو تصريف المخاط عبر الجزء الخلفي من الحلق الأمر الذي يسبب الرغبة بتظيف او حك الحلق، وهذه احدى الحالات الشائعة والواسعة الانتشار.

كما تسبب الأضرار التي تلحق بالمجاري التنفسية والرئتين بسبب التدخين، <السعال> المزمن والمليء بالمخاط.

أما المضاعفات الأكثر شيوعاً هي ألم في الصدر والبطن، عدم القدرة على التحكم بالبول والارهاق. وفي بعض الأحيان يمكن ان تؤدي نوبات <السعال> الى الاغماء والفقدان المؤقت للوعي، وذلك بسبب انخفاض العائد الوريدي من الدم الى القلب نتيجة لارتفاع الضغط الايجابي في الصدر. كذلك من الممكن ان تحدث كسور في الاضلاع حتى لدى الأشخاص الأصحاء بسبب <السعال>. وهنالك حاجة أيضاً للاشتباه دائماً بالأمراض التي تضعف العظام مثل ترقق العظام.

السعال الصيفي

وبالرغم من أن الناس يُصابون بالزكام و<السعال> في فصل الشتاء ولكن هذا لا يمنع من انهم يُصابون بـ<السعال> في فصل الصيف أيضاً، اذ مع ارتفاع درجات الحرارة يعاني اللبنانيون من مشاكل في الجهاز التنفسي نظراً لعوامل عديدة ومنها تلوث الهواء وتغيير الطقس حيث نشهد هذا الصيف موجة حر شديدة بدأت الاسبوع الماضي. وفي الصيف هناك الكثير من الأمراض التي تواجهنا خصوصاً المتعلقة بالجهاز التنفسي، والسبب في ذلك قد يكون نتيجة التعرض لأنواع معينة من المواد المسببة للحساسية التي تنتشر في الهواء خلال الصيف. ومن الأمراض التي يشكو منها الكثيرون خلال فصل الصيف هو <السعال> الجاف والذي له العديد من الأسباب ومنها: الحساسية، اذ يمكن ان تكون الحساسية سبباً في <السعال> والعطس واحتقان الأنف أيضاً. التلوث، إذ ان معظم الناس لا يدركون حقيقة ان تلوث الهواء هو واحد من الأسباب الرئيسية للسعال الجاف في الصيف، فعندما يقود الشخص السيارة أثناء توقف حركة المرور فيتعرض الى كميات كبيرة من الهواء الملوث، يُنصح في هذه الأثناء ان يرتدي ماسكاً طبياً لتجنب استنشاق الهواء الملوث. الاصابة بالبرد، وهنا يُنصح بغسل اليدين بعد العودة الى البيت مباشرة كاجراء وقائي لتجنب نزلات البرد خلال فصل الصيف، لأن البرد يمكن أيضاً ان يسبب <السعال> صيفاً. التهاب الجيوب الأنفية: اذا كان الشخص يعاني من التهاب الجيوب الأنفية فهو عرضة للاصابة بـ<السعال> الجاف أكثر من غيره، ولذا عليه ان يستشير الطبيب المختص. وهناك الربو بحيث ان الأشخاص الذين يعانون من الربو هم أكثر عرضة للاصابة بـ<السعال> الجاف في فصل الصيف خصوصاً عند ارتفاع مستويات تلوث الهواء.

الدكتورة طيارة تشرح

أمراض الجهاز التنفسي

فما هي أسباب حدوث <السعال> في فصل الصيف؟ وماذا عن البلغم؟ وكيف يعالج <السعال> وغيرها من الأسئلة طرحتها <الأفكار> على الدكتور لبنى طيارة اختصاصية الأمراض التنفسية والصدرية وهي أستاذة في الجامعة اللبنانية حيث تدرّس أمراض الجهاز التنفسي في كلية الصحة والطب، كما تدرس مادة الاحصائيات والأمراض الوبائية في الجامعة وسألناها:

ــ لماذا يزداد حدوث <السعال> في فصل الصيف؟

- تتزايد حالات <السعال> بين الناس لاسيما في الفترة الأخيرة وتحديداً مع قدوم فصل الصيف اذ انتشر فيروس في الهواء وتحديداً منذ أسبوعين عندما أمطرت وبعد ذلك اتت موجة حر شديدة مصحوباً بالغبار، والغبار يحمل معه فيروسات، وهناك أشخاص يكون الجهاز المناعي لديهم ضعيفاً، كذلك يتأثر الجهاز التنفسي بسبب التلوث والنفايات ونرى حالات عديدة في الفترة الأخيرة. وللأسف المدخنون سواء الكبار او الشباب يتأثرون أكثر بسبب الفيروس الذي يزيد لديهم <السعال> لأن الرئة لديهم في الأساس متضررة، اذاً <السعال> يصبح شديداً لدى المدخنين بسبب عامل التلوث في الجو ولأن جهازهم المناعي يكون ضعيفاً.

ــ بسبب موجة الحر الشديدة وكثرة استخدام مكيف الهواء ليلاً ونهاراً يتعرض الناس للبرودة والحر فيسبب ذلك لهم الرشح و<السعال>؟

- هذا صحيح انه بسبب اشتداد الحر يضطر الناس ان يستخدموا مكيف الهواء على مدار اليوم، وعندما يخرج الشخص من مكان مبرد الى الخارج حيث يكون الحر شديداً وبالعكس يجعل الجسم عرضة للاصابة بالرشح والسعال الى ما هنالك، فعندما يتعرق الشخص أثناء وجوده خارج المنزل او المكتب ويدخل فوراً الى مكان مبرد فيجف العرق، هذا الأمر يضعف جهازه المناعي، كما انه عندما يخرج من مكان مبرد يلتقط الفيروس بسرعة أكثر من العادة. ولهذا ننصح الناس في فصل الصيف خصوصاً مع ارتفاع درجات الحرارة في الأيام الأخيرة الا يشغلوا مكيف الهواء عندما يدخلون السيارة مباشرة إذ عليهم ان يفتحوا نوافذ السيارة ليدخل الهواء من ثم يستخدم مكيف الهواء وليس بسرعة كما يفعل معظم الناس. والأمر نفسه ينطبق عندما يدخلون الى المنزل او المكتب فعليهم ان يفتحوا النافذة ليدخل الهواء من ثم يستخدم مكيف الهواء وليس في الحال لأن التعرض للبرودة والحرارة بسرعة يؤثر على جهاز المناعة. كما ان الأشخاص المصابين بالربو والحساسية يتأثرون سلباً بمكيف الهواء، كذلك فإن المدخنين يتأثرون سلباً اكثر من غيرهم.

ــ وعلى من يؤثر <السعال> أكثر؟

- يؤثر <السعال> على الأطفال لأن جهازهم المناعي ضعيف اكثر من البالغين ويتأثرون بسرعة كما ان الأطفال لا يعرفون كيف يتخلصون من البلغم. ويؤثر <السعال> أيضاً على المتقدمين في السن خصوصاً اذا كانوا يتناولون أدوية فيتأثرون بالالتهابات الجرثومية ويتأثر الجهاز التنفسي لديهم أيضاً. كما ان <السعال> يؤثر على المرأة الحامل اذ قد يؤدي ذلك للولادة المبكرة وللتأثير على الجنين.

ــ أحياناً لا يكون <السعال> مصحوباً بالبلغم، فما الضرر الذي يسببه <السعال> المصحوب بالبلغم؟

- عندما يُصاب الشخص بـ<السعال> الجاف يكون مصحوباً بالبلغم السميك فيؤدي الى انسداد الرئة ويحدث <Irritation> (او التهييج: في علم الأحياء وعلم وظائف الأعضاء هو حالة من الالتهاب او ردة فعل الجسم تجاه الحساسية، ويمكن ان يحدث التهييج في الجلد او العين او الرئتين او المعدة). وأحياناً لا يُصاب الشخص بـ<السعال> بسبب الرئة بل انه يخرج البلغم بسبب مشكلة في الأنف او ربما بسبب التهاب في الاذن خصوصاً عندما يُصاب الشخص بـ<السعال> الجاف. وعندما يكون البلغم سميكاً يكون بسبب الكرويات البيضاء، وعندما يدخل الفيروس الى الرئة او الانف يفرز البلغم لأن البلغم هو ردة فعل الجسم، ونرى البلغم عند الأشخاص المصابين بالحساسية لأنه يحدث كردة فعل للجسم، وليس بالضرورة انه اذا كان لون البلغم أصفر يعني ان هناك التهاباً ما بل إنه بسبب الحساسية وتغيير الطقس يفرز البلغم بلونه الأصفر. ولهذا من الضروري ان يخضع الشخص للفحص السريري لنتأكد ما اذا كان هناك التهاب في البلعوم او الرئة، ولكي نميز ما اذا كان يحدث ذلك بسبب الحساسية أم بسبب الالتهاب.

ــ وكيف يُعالج <السعال>؟

- اذا كان المريض مصاباً بفيروس فلا ننصح بتناول دواء الالتهاب في بداية الاصابة بـ<السعال> اذ نلجأ الى وصف أدوية تخفف البلغم لأنه كلما اخرجنا البلغم تتحسن الرئة، وطبعاً نوصف له أدوية مخفضة للحرارة ولتساعده خصوصاً الآن نحن في شهر رمضان المبارك فالصائم اذا أصيب بـ<السعال> والحرارة فيجب ان لا يكمل الصيام لأنه يتوجب عليه ان يتناول هذه الأدوية للتخلص من البلغم وتخفيف الحرارة لاسيما ان ساعات النهار في الصيف تكون طويلة ولن يقدر ان يستمر في الصيام وهو في هذه الحالة، ناهيك عن ارتفاع درجات الحرارة وموجة الحر التي تشهدها البلاد، فكل هذه الأمور تؤثر على الصائم اذا أصيب بـ<السعال> وارتفاع الحرارة. والأهم ان يشرب المريض الماء والسوائل مثل الزهورات واليانسون. واذا استمر ارتفاع الحرارة لأكثر من أربعة أيام ولم تنفعه مخفضات الحرارة وما شابه، فعندئذ لا يكون مصاباً بالفيروس بل بالبكتيريا وهذا الأمر يحدث عند الأطفال لأن جهازهم المناعي ضعيف، كما يحدث ذلك مع المدخنين، ولهذا نضطر ان نوصف لهم أدوية التهاب ولكن ليس في بداية الاصابة بـ<السعال>. وطبعاً نجري فحص الصورة للرئة لنتأكد ما اذا كان الشخص مصاباً بالتهاب رئوي او البرونشيت لأنه في بعض الحالات قد يصل الأمر للاصابة بالالتهاب الرئوي، ولهذا يجب ان نخضع المريض لفحص الصورة للتأكد من وضع الرئة وما اذا كان هناك التهاب لأنه اذا لم نعالجه فسينتقل الالتهاب من الرئة الى الشرايين، وفي بعض الحالات قد نضطر لادخال المصاب الى المستشفى.

ــ وهل من طرق وقائية لتفادي الإصابة بـ<السعال> خصوصاً الآن في فصل الصيف؟

- ننصح الناس عندما يتصببون عرقاً بسبب اشتداد الحر في فصل الصيف الا يدخلوا فوراً الى غرف مبردة او مكان مزود بالمكيف الهوائي لأنه عندما يجف العرق في هذه الحالة سيؤثر على الشخص ويصبح عرضة لالتقاط الفيروس والاصابة بـ<السعال> والالتهاب الرئوي وغيرها. وننصح دائماً بشرب السوائل عند الاصابة بـ<السعال>، وان يرتاح الشخص في منزله والا يجهد نفسه لأنه يحتاج لبعض الراحة للتخلص من <السعال> الى ما هنالك. والأهم الا يتناول المصاب دواء الالتهاب ما ان يبدأ <السعال> بل عليه ان يتناول دواء يخفف البلغم. ومن الضروري استشارة الطبيب المختص عندما يصبح <السعال> شديداً للتأكد بانه ليس هناك التهاب في الرئة، وكما ذكرت ان شرب السوائل مفيد في حالة <السعال> والبلغم وطبعاً شرب الماء ضروري لأنه يساعد في تخفيف الحرارة.