تفاصيل الخبر

الـــرئـيس الــــروسي ”بوتيــــــن“ اختــــــار سوريــــا الموحــدة مــع قاعدتـــــي ”طــــرطوس“ و”حـمـيـمـيـــــــم“!

04/01/2018
الـــرئـيس الــــروسي ”بوتيــــــن“ اختــــــار سوريــــا الموحــدة مــع قاعدتـــــي ”طــــرطوس“ و”حـمـيـمـيـــــــم“!

الـــرئـيس الــــروسي ”بوتيــــــن“ اختــــــار سوريــــا الموحــدة مــع قاعدتـــــي ”طــــرطوس“ و”حـمـيـمـيـــــــم“!

  

بقلم وليد عوض

 

بري عون في العرض العسكريزيارات قادة الدول لبعضهم بعضاً، تجعل كل العالم تحت مظلة حكم واحد.. وها هو الرئيس الفرنسي <ايمانويل ماكرون> يزور الجزائر بدون ترجمان ويتكلم بعض العربية مع الرئيس عبد العزيز بوتفليقة، ومثله فعلت المستشارة الألمانية <أنجيلا ميركل> ولكن مع ترجمان لأن اللهجة الجزائرية نفسها تحتاج الى مترجم، مثل <باهي> أي <ممتاز> و<بارشا> أي <كثير>، و<راح المكتب ديالو> أي <ذهب الى مكتبه>.

وعلى خطى الاثنين سار الرئيس الأميركي <دونالد ترامب> ولكن في غير حاجة الى مترجم لأن الترجمان حاضر ناضر وهو صهره <جارد كوشنر> الذي ضرب الرقم القياسي في اتقان اللغات.

وزيارات قادة العالم للجزائر ليست لربط العلاقات السياسية فحسب، بل كذلك، وفي الدرجة الأولى لدرس ملفات المحروقات، وأولها الغاز. وفرنسا تحتاج الى رافد كبير من المحروقات، وعندما يزور رئيس دولة أوروبية الجزائر يتسارع رجال الأعمال وأصحاب المصانع الى عقد مواعيد مع الضيف ومخاطبته، ويعلم رجال صناعة مثل <كارلوس تافاريس> قطب شركة سيارات <بيجو>، أن أول ما تبحث عنه السيارة عموماً هو الوقود، أي الغاز والبترول. ولذلك فإن أصدقاء <ماكرون> لا يسألونه عن الاتفاقات السياسية بل عن المشاريع والانشاءات.

وعالم التفاوض الآن يكاد يكون محصوراً بين ولي العهد السعودي الأمير محمد بن سلمان دائر الدفة السياسية في الشرق الأوسط، وبين <جارد كوشنير> صهر الرئيس الأميركي <دونالد ترامب>، الصهر الذي هو بالتعبير العامي سند الظهر ومهندس المواقف.

وقد لا يفطن المراقبون كما ينبغي الى الدور الإيراني الذي يمسك بتلابيب بعض دول المنطقة. وعقدة إيران في الخليج العربي هي امساكها بثلاث جزر في دولة الإمارات هي الطنب الكبرى والطنب الصغرى وأبو موسى، وما دامت قضية الجزر الثلاث بلا حل فليس هناك حائط عمار بين إيران والخليج العربي، والجامعة العربية تراعي خاطر دول الخليج العربي، وتتعاطى مع طهران مثلما تتعاطى طهران مع قضية الجزر.

 

السفيرة مدللي

وإيران، من طرف آخر، تواجه مشكلة مع الولايات المتحدة التي تقبض على زمام هيئة الأمم، وسياسة أكثر دول الأرض، وهناك الآن أقل من أسبوعين أمام الكونغرس لبت مصير الاتفاق النووي مع إيران، وتهديدها بعقوبات مربكة لاقتصادها، وهذا الارباك ناشئ عن التظاهرات المعارضة للنظام وامتدت الى العاصمة طهران. وهدد الرئيس <حسن روحاني> بأن المتظاهرين سيحرقون أصابعهم وسيخرجون من المولد بلا حمص.

ولا يتأخر الرئيس <ترامب> عن اتهام بكين بتزويد جارتها كوريا الشمالية بالنفط لتحريك آلاتها الحربية.

أي ان صورة أخرى من فياتنام السبعينات تطل على العالم الآن بين الولايات المتحدة والعاصمة الكورية الشمالية <بيونغ يانغ>.

وإذا تردى الموقف بين الولايات المتحدة وكوريا الشمالية فلا يستطيع لبنان بحكم مصالحه الاقتصادية أن يأخذ الجانب المعادي لأميركا.

وسفيرتنا في هيئة الأمم آمال مدللي كانت هنا في بيروت حيث التقت الرئيس ميشال عون والرئيس سعد الحريري الذي زكى اختيارها كسفيرة للبنان في الهيئة الأممية، معتمدين على ما تتمتع به آمال مدللي من صفات الأخلاق الفاضلة وحسن التدبير. والتوجيه المعطى لها هو أن تلتزم بمبدأ <النأي بالنفس> ولا تحشر نفسها في الخلاف الدائر بين الولايات المتحدة وكوريا الشمالية.

والسؤال الملح هذه الأيام هو: أين يقف الرئيس <ترامب> من الوضع في لبنان؟! وكيف يتعاطى مع مبدأ: النأي بالنفس!

سفيرة الولايات المتحدة في لبنان <اليزابت ريتشارد> تحمل الأمانة المطلوبة للموقف الأميركي، ولكن المتصلين بالكونغرس وأوساط واشنطن يرون بأن الرئيس الأميركي رسم السياسة المطلوبة للبنان من الجانب الأميركي وأوكل الى سفيرته في بري حسن روحانيبيروت مسألة التنفيذ!

وقد جاء حين من الدهر على السفير الأميركي كان معادياً للموقف اللبناني مثل السفير <روبرت ماكنتوك>، ولكن التوجه الأميركي الجديد هو <مع لبنان أولاً>، ولسوف يتبين هذا الموقف في الأيام المقبلة من خلال تصريحات السفيرة الأميركية <اليزابت ريتشارد> والمبعوثين الأميركان الذين يزورون لبنان. ولكن الواضح ان واشنطن تؤيد لبنان الذي يبشر به الأمير محمد بن سلمان ولي العهد السعودي.

وإيران عبر حزب الله قالت رأيها في الخلاف الدستوري الناشب بين الرئيس ميشال عون والرئيس نبيه بري، وأطل الحاج محمد رعد رئيس كتلة الوفاء للمقاومة ظهر السبت الماضي ليعلن ان الموقف يجب أن ينبع من الحالة الدستورية، وهذا يعني التمسك باتفاق الطائف الذي يوازن بين الطوائف في مناصب الفئة الأولى، أما في باقي المراتب الادارية فالحل يجب أن يشتق من اتفاق الطائف، وهذا يعني ان الرئيس عون على حق، والرئيس نبيه بري خرج عن الموضوع!

وبدوره ناصر وزير العدل سليم جريصاتي موقف الرئيس ميشال عون، في موضوع المرسوم الخاص بترقية ضباط دورة عون 1994، وعارض بذلك من يقول العكس ويدعو الى الاعتراض كتابة حتى يكون وثيقة معتمدة في المناقشات.

وهكذا يكون اتفاق الطائف عام 1989 قد دخل من جديد دائرة الضوء، كوثيقة دستورية، وبذلك يكون جميع الفرقاء أمام الحل الذي سيغلب على باقي الحلول مع الحفاظ على العلاقة بين الرئيسين عون وبري.

يبقى أن يسأل المراقبون: ما هي أخبار التقسيم في سوريا؟ وأين يقف الرئيس الروسي <فلاديمير بوتين> من الدعوة التقسيمية؟!

متفق عليه ان الرئيس الروسي ليس في وارد الحصول على سوريا مقسمة بدءاً من محافظة ادلب في شمال سوريا، ولكنه متمسك بالقاعدتين البحريتين طرطوس وحميميم، حتى وإن خرجت قواته من سوريا وعاد الشرق السوري فراشة حرة ترفرف بجناحيها في مجتمع تعددي مستوحى من المجتمع التعددي اللبناني، أي لا مسيحي ولا علوي ولا مسلم بل سوري وسوري فقط من جماعة نشيد <حماة الديار عليكم سلام>. وإذا حمى <بوتين> سوريا من التقسيم الذي يبث شره حتى الآن، فمعنى الأمر انه لن يرضى بشرق أوسط متمزق، لا في سوريا ولا في العراق ولا في ليبيا، أي ان سنة 2018 ستكون سنة الجمع لا سنة الطرح.

وأطرف ما سمعته من سياسي ضالع في التاريخ الاسلامي انه كان للخليفة هارون الرشيد مساعد سياف اسمه <مسرور>، وكان <مسرور> يقوم بتنفيذ أوامر الخليفة دون الرجوع الى أي مرجع آخر.وهكذا تولى مسرور تنفيذ أوامر سيده الخليفة بإعدام الوزير جعفر.

وإذا توالت اجراءات ترقية ضباط دورة 1994، أو غيرهم من أهل القطاع العام، فإن <مسرور> يعيد نفسه والمسؤول يصبح خليفة!

تشبيه مبالغ فيه جداً، وإن كان يستحق أن نضربه مثلاً بعدما وصل الخلاف بين الرئيسين عون وبري الى طريق مسدود!

وليس من أحد <مسروراً> بهذا الخلاف!