تفاصيل الخبر

الرئيس الآتي من مغزل الرئيس الحريري!  

21/10/2016
الرئيس الآتي من مغزل الرئيس الحريري!   

الرئيس الآتي من مغزل الرئيس الحريري!  

بقلم وليد عوض

سعد-حريري 

كأنه ناظر المحطة أو سائق القطار أو صاحب صفارة السباق الرئاسي. هكذا هو الرئيس سعد الحريري الذي ربط معركة رئاسة الجمهورية في كلمة تصدر عن شفتيه وهي: نعم لميشال عون رئيساً للجمهورية!

وزعيم تيار <المستقبل> لا يصل الى هذه الكلمة هكذا بحكم التجلي، أو المزاج، بل هي حصاد لاتصالات واجتماعات ومخابرات تليفونية مكتومة وتواصل مع من تيسر من قادة العالم الذين يهتمون بالوضع اللبناني، ولا يمكن استثناء المملكة السعودية من هذه الاتصالات لأنها الأب الروحي للعائلة اللبنانية منذ أن انبلج فجر اتفاق الطائف عام 1989، إضافة الى الوديعتين السعوديتين في مصرف لبنان، والى رعايتها لجالية لبنانية يقارب عددها ربع المليون نسمة.

أما إيران فقد ترك سعد الحريري مسألة الاتصال بها لكل من فرنسا وتركيا، وكلاهما الآن على أفضل الصلات مع جمهورية الولي الفقيه، دون أن نسقط من الحساب رئيسة وزراء انكلترا <تيريزا ماي> وقداسة البابا <فرانسيس> والوسيط يغني أحياناً عن الأصيل.

ومسعى الرئيس سعد الحريري لفك أسر كرسي الرئاسة هو أولاً وآخراً من أجل انتشال لبنان من وهدة النكبة الاقتصادية والمعيشية، وإعادة حركة التشريع البرلماني فيه من أجل الحصول على المنح والقروض المالية التي تعاقد عليها مع صندوق النقد الدولي، والبنك الدولي وصناديق أخرى وعدم وصولها من مداها الى منتهاها، وبغير ذلك سيقفز الدين العام للبنان من 75 مليار دولار الى ثمانين ملياراً أو ربما أكثر.

هذا هو الغرض الأساسي من مسعى الحريري أو طريق الحريري، وليس رغبته في ضمان العودة الى السراي كرئيس وزراء من جديد. فهذه العودة أصلاً موصولة بقرار نواب البرلمان الذين سيستشيرهم الرئيس الجديد حول الاسم الذي يقترحونه لرئاسة الحكومة باعتباره رجل المرحلة والشريك الأساس في الانقاذ، لأن صلاحياته منحه إياها اتفاق الطائف، وبالتالي الدستور. وليس في لائحة المرشحين لرئاسة الحكومة أبرز من سعد الحريري مع تسليمنا بالجهود التي بذلها ويبذلها الرئيس تمام سلام للحفاظ على أمن مجلس الوزراء وعبور المرحلة، وما أصعبها من مرحلة!

ولقد شاهدت نواب التيار الوطني الحر ظهر الأحد الماضي في مهرجان حشود طريق بعبدا، بدءاً من النائب آلان عون، وهم يؤكدون ان الرئيس الحريري أخذ قراره باعلان ترشيحه للعماد عون، ولا مجال للتراجع. وهكذا أفتى نائب رئيس القوات اللبنانية النائب جورج عدوان. أي هي دفعة على حساب مبادرة الحريري لفتح طريق قصر بعبدا أمام العماد عون. ولكن ذلك وحده لا يكفي، لأن اللاعب الكبير الذي هو الرئيس نبيه بري لم يعط الضوء الأخضر لانتخاب عون رئيساً، ولا يتردد في أن يقول: لقد جربت الموالاة طويلاً، فلأجرب المعارضة.

ولكن أي وضع سياسي يكون عليه لبنان إذا كان رئيس المجلس النيابي معارضاً لرئيس الجمهورية؟! ونصيحة البطريرك الراعي لميشال عون هي أن يلغي كل مسافة سياسية بينه وبين رئيس مجلس النواب، ويرمم العلاقات مع المرشح الرئاسي سليمان فرنجية. فهل ما زال <الجنرال> يملك الوقت لذلك؟

لطالما تتردد عبارة <صنع في لبنان>، إشارة الى رفع يد الخارج عن انتخاب رئيس الجمهورية. وعن هذا الخارج ينوب الآن الرئيس سعد الحريري، حتى ان ثمة من يقول ان الرئيس الآتي صناعة... حريرية!