تفاصيل الخبر

الـرئاســـة مـخـتـطـفــــة مــن قـبــــل الـبـعــــض ولا خـــلاص للـبـــنـان إلا بـــــرئـيـس تـوافـقــــــي!

18/06/2015
الـرئاســـة مـخـتـطـفــــة مــن قـبــــل الـبـعــــض  ولا خـــلاص للـبـــنـان إلا بـــــرئـيـس تـوافـقــــــي!

الـرئاســـة مـخـتـطـفــــة مــن قـبــــل الـبـعــــض ولا خـــلاص للـبـــنـان إلا بـــــرئـيـس تـوافـقــــــي!

 

SAM_0242 هذا هو شهر رمضان المبارك، شهر الخير والتقوى، ويمر هذه السنة والأمة الإسلامية تعيش أسوأ مراحلها التاريخية بسبب الأحداث الدامية التي تشهدها بعض البلدان العربية مع بروز المجموعات الإرهابية التي تكفر المسلم الآخر وتهدر دمه وتبيح حرمات باقي الطوائف غير الإسلامية أيضاً، في وقت تدعو المرجعيات الروحية اللبنانية الى كلمة سواء بين اللبنانيين لإبعاد هذه الكأس المرة عن لبنان، تماماً كما حصل في القمة الروحية الاسلامية مؤخراً والتي حرّمت قتل المسلم للمسلم أو قتل المسلم للآخر تحت أي حجة. فكيف يقرأ المعنيون ما يحدث وما هي الحلول المقترحة؟

<الأفكار> التقت مفتي الجمهورية اللبنانية الشيخ عبد اللطيف دريان داخل مكتبه في دار الفتوى وحاورته في هذا الملف، فكان شفافاً وهادئاً كعادته وشهر كلمة الحق في وجه المتطرفين، ودعا الى توحيد الصف والجهود لتفويت الفرصة على المصطادين في الماء العكر.

سألناه بداية:

- إثبات الهلال أصبح مشكلة بين بلد مسلم وآخر، وكانت هناك دعوة لتوحيد رؤية الهلال وأخرى لتوحيد يوم الصوم من خلال التقويم، فكيف تقارب هذا الأمر؟

- بداية أتوجه بالتحية الكبيرة الى الأستاذ الكبير وليد عوض والى مجلة <الأفكار> العريقة التي تهتم بكل النواحي الإعلامية والتي حققت الصدارة بين مجموعة من المجلات العربية. ونحن في رحاب شهر رمضان المبارك، ولا شك ان هناك معايير شرعية ومعايير أخرى تلاحظ عند ابتداء شهر رمضان المبارك. وبالطبع الحديث النبوي الشريف <صوموا لرؤيته وافطروا لرؤيته> فسّره بعض العلماء برؤية العين المجردة، لكن نحن من خلال هذا البحث الفقهي الذي يعتمد على رؤية العين والحسابات وعلى المراصد الفلكية، أرى انه لا خلاف في هذه المسألة عندما تتكامل الرؤية المجردة للهلال مع الحسابات الفلكية ومع المراصد الفلكية للقمر، فكل هذه الأمور تدعم بعضها بعضاً من أجل إثبات الهلال. والقاعدة التي أتجه بها للأخذ هي وحدة المطالع، بمعنى انه إذا ثبتت في بلد وحدة المطالع مع بلاد أخرى فهذه البلاد تشترك في الصوم وفي الإفطار. ولذلك فهذا المبدأ يؤكد على توحيد المطالع، بمعنى أنه لا يكون هناك بلد صائم وبلد آخر غير صائم، طالما اشتركا في وحدة المطالع، وبالتالي فوحدة المطالع أمر مهم جداً بالنسبة للصيام وللإفطار. ونحن مع كل أمر يوحّد الأمة الإسلامية في صيامها وفي إفطارها. وأتمنى أن يكون صيام الكل في يوم واحد والإفطار في يوم واحد. ومن هنا نقول إن الدخول في عبادة الصوم مع بداية شهر رمضان المبارك تكون هناك طاعة ونتمنى أن يكون صيامنا هذا العام صياماً موحداً عند جميع المسلمين لأن الوحدة الإسلامية تتجلى في هذا الامر الجامع، خاصة واننا من رواد الوحدة الإسلامية.

الروحيون والسياسيون والمصلحة الوطنية

  

ــ هناك قوى سياسية في لبنان وقوى روحية، لكن الأخيرة تضعف أمام السياسيين ولا تفرض كلمتها. فما السبب في رأيكم؟

- دور رؤساء الطوائف يتجسد من خلال القمم الروحية، وأهل هذه القمم هم صمام الأمان لاستقرار البلد ووحدته. وبالطبع من الناحية الأخرى فالفرقاء السياسيون لديهم رؤى سياسية مبنية على رؤى خاصة وتتشابك في بعض الأحيان المصالح الشخصية. وأنا أرى أن من يملك ضبط الإيقاع بين المراجع الدينية والمراجع السياسية هو مصلحة لبنان الوطن ومصلحة المواطنين. فأين تكون هذه المصلحة موجودة وفي أي عمل سياسي أو ديني يجب على الجميع ألا يختلفوا حولها وينظروا الى المصلحة الوطنية للبنان واللبنانيين، وبالأخص في هذا الزمن الذي نمر فيه والحرائق التي تعصف بالدول العربية المجاورة. فأنا أتمنى على رجال السياسة كما أتمنى على رؤساء الطوائف أن يحددوا رؤيتهم وأين هي مصلحة لبنان واللبنانيين منها لأن استقرار هذا البلد لا يتم إلا بالتوافق بين الجميع. وتوافق الجميع يأتي من خلال رؤية واحدة لمصلحة الوطن، وهذه الرؤية يبنى عليها الكثير من الأداء السياسي والعمل الذي يصب في المحافظة على وحدة لبنان واستقراره ، علماً ان السياسيين يختلفون في السياسة وهذا أمر طبيعي، طالما ان لكل واحد منهم رؤيته ونظرته، لكن لا بد ان تتوحد الرؤية عندما يغلّب الجميع مصلحة الوطن والمواطن على غيرها من المصالح.

 

لا لتعطيل المؤسسات

ــ الرئيس تمام سلام جعل من اسم حكومته المصلحة الوطنية، لكن للأسف تتعطل هذه الحكومة اليوم بسبب الخلافات بين مكوناتها. فكيف تقرأ ذلك؟

- نحن تابعنا المسار الحكومي منذ البداية، وعند تشكيل الحكومة ومكوث الرئيس تمام سلام فترة طويلة لتشكيلها الى أن نجح في ذلك ووضع عنواناً لحكومته هو <المصلحة الوطنية>، ونحن لا نزال في هذا الإطار من خلال متابعتنا لأداء الرئيس سلام والذي نعتبره رئيس حكومة كل لبنان. ومن هذا المنطلق يجب ان يتعامل جميع الفرقاء مع هذه الحكومة التي قبلوا الدخول فيها على أنها حكومة المصلحة الوطنية. ومن هنا أرى أن لا مصلحة لأحد في التعطيل الحكومي، خاصة في ظل الفراغ في رئاسة الجمهورية، لا بل أقول هنا إن رئاسة الجمهورية مختطفة من بعض السياسيين، والمجلس النيابي يواجه عراقيل كثيرة في وجه اجتماعه وهو يعاني شبه التعطيل مع تأكيدي على حرص الرئيس نبيه بري على عمل المجلس النيابي، وعلى أدائه ومحاولاته المتكررة لإيجاد صيغة للتوافق كي يجتمع المجلس.

وأضاف يقول:

- إما أن يأتي التعطيل الى الحكومة فهذا أمر يدخل البلد في نفق مظلم لا أحد يتحمّل عواقبه وتبعاته. ولذلك أناشد جميع الأطراف السياسية والممثلين في الحكومة أن يجتمعوا، وفي اجتماعهم تتم المناقشات الديموقراطية في ظل مجلس وزراء عنوانه <المصلحة الوطنية>. فالاختلاف أمر مشروع، لكن على مصلحة الوطن والمواطن يجب ألا يحصل أي خلاف بين جميع الأفرقاء.

SAM_0250 

ضرورة إنجاز الاستحقاق الرئاسي

ــ في أكثر من مناسبة طالبت بانتخاب رئيس للجمهورية وهذا ترك صدى جيداً لدى البطريرك بشارة الراعي. في نظركم أين هي العقدة التي يقف عندها المنشار؟

- بالطبع أنا ورؤساء الطوائف الإسلامية والمسيحية متفقون على أنه ينبغي إنجاز الاستحقاق الرئاسي، وهذا الأمر لم يتحقق رغم مرور أكثر من سنة، ونحن نتألم من هذا الشغور، علماً اننا ننادي بضرورة إنجازه. وكذلك حال البطريرك الراعي، وندعو لأن يكون هناك توافق سياسي من جميع الفرقاء على إنجاز هذا الاستحقاق. وطبعاً هناك الكثير من التباينات بين الفرقاء السياسيين حول من ينبغي أن يكون رئيساً للجمهورية.

نعم لرئيس توافقي

ــ البعض يطالب برئيس قوي يكون ممثلاً لبيئته والبعض الآخر يطالب برئيس توافقي. أين أنتم من هذا؟

- نحن مع الرئيس اللبناني الذي يحترم الدستور ويحترم اتفاق الطائف ويجمع اللبنانيين ويفعّل المؤسسات الدستورية ومؤسسات الدولة بشكل عام... فهذا هو الرئيس القوي، وليس الرئيس القوي بعضلاته.

ــ وكيف يحكم إذا لم تكن لديه قاعدة شعبية؟

- الرئيس القوي هو الذي يحسن إدارة البلاد ويجمع الكل لمصلحة الوطن التي نؤكد عليها دائماً... وبالطبع، فلبنان لا يخلو من الشخصيات الفاعلة التي يمكن أن تتصدر سدة الرئاسة. وأؤكد ان الواجب يدعونا لبذل الجهد ليكون لدينا رئيس توافقي يرضى عنه الجميع، وهذا الاتجاه سيكون في المرحلة المقبلة، لأن الفرقاء السياسيين في اختلافهم لم يتوصلوا الى حسم هذا الأمر على مرشح واحد، وطالما انه ليس هناك توافق على مرشح واحد، فلا بد من البحث عن الرئيس التوافقي الذي يرضى عنه الجميع.

ــ هل يعني ذلك أنكم مع الرئيس التوافقي؟

- أنا مع رئيس توافقي وقوي يدير لبنان في هذه المرحلة الصعبة من تاريخه وتاريخ المنطقة ولا خلاص للبنان بدونه.

زيارة سلام لمصر وحادثة إدلب

 

ــ الرئيس سلام زار القاهرة لمقابلة الرئيس عبد الفتاح السيسي وشيخ الأزهر أحمد الطيب. فكيف قرأت هذه الرحلة السلامية الى القاهرة؟

- الرئيس سلام يقوم بأدائه الحكومي في ظل أوضاع صعبة. وأعتقد أنه يتحلى بكثير من الحكمة والصبر والحنكة في إدارة الحكومة. هذا من ناحية الداخل، إنما من ناحية الخارج، فالرئيس سلام يقوم بزيارات موفقة لبعض الدول العربية وغير العربية. وزيارته للمملكة العربية السعودية كانت موفقة وما صدر عن هذه الزيارة قد أرضى اللبنانيين كثيراً. أما زيارة القاهرة فهي مهمة خاصة واننا نعول كثيراً على دور مصر في هذه المرحلة الصعبة لأن لجمهورية مصر العربية دوراً أساسياً في توحيد كلمة العرب والدفاع عن القضايا العربية والإسلامية. وعلاقتنا مع شيخ الأزهر الإمام أحمد الطيب علاقة وثيقة، وأنا على علاقة به قبل أن أكون مفتياً وتربطني به صداقة وأخوة منذ تسلم منصب مشيخة الأزهر. وبالطبع قمت بزيارته عدة مرات وهناك تنسيق وتعاون بيننا وبين الأزهر باعتباره ليس فقط مرجعية إسلامية مصرية، بل هو مرجعية إسلامية عربية، وإسلامية عامة، وتشاركت معه في المؤتمر الذي أقيم في ظلال الأزهر الشريف تحت عنوان <الأزهر في مواجهة الإرهاب>، وبالطبع هناك اتفاقات عديدة بيننا وبين الأزهر في مجال التعليم والمؤتمرات والمواقف الإسلامية الجامعة، وزيارة الرئيس سلام لمصر زيارة مثمرة وتساهم في تعزيز العلاقات اللبنانية والمصرية وتعزيز العلاقات العربية - العربية، وزيارته لشيخ الأزهر مثمرة أيضاً، لأن شيخ الأزهر يكتنز في قلبه ووجدانه الحب الكبير للبنان واللبنانيين جميعاً.

واستطرد قائلاً:

- أشير هنا الى ان المؤتمر الذي أقامه الأزهر عن مواجهة الإرهاب شاركت فيه أكثر من 30 شخصية لبنانية تمثل مختلف الطوائف، وقد أثنوا على المؤتمر والبيان العالمي الصادر عنه الذي أكد على ان ما تقوم به الجماعات المسلحة باسم الإسلام، الإسلام بريء من هذه الأعمال، لأن الإسلام هو دين الرحمة والتسامح والمحبة والانفتاح على الآخرين وقبول الآخر، وليس هو دين التدمير والحرق والذبح، بل دين احترام الكرامة الإنسانية المعطاة للإنسان بغض النظر عن انتمائه الديني أو مكان وجوده أو جنسه.

 

حادثة إدلب وحوار <المستقبل> وحزب الله

ــ عرفنا ان سماحتك اتصلت بشيخ عقل الدروز الشيخ نعيم حسن وباقي الشخصيات الدرزية واستنكرت ما حصل في بلدة <قلب اللوزة> في إدلب. فهل أقلقك هذا الحادث؟

- بالطبع... فقد أزعجني هذا الاعتداء على حقوق وكرامات وأعراض الناس في الدول التي تعمها الفوضى سواء في سوريا أو في العراق أو في أي بلد من بلدان العالم... فهذا الامر أقلقني وأزعجني لأن الهدف منه هو إشعال فتنة سنية - درزية. وأنا أقول اننا تجاوزنا المنطق الذي كان سائداً والخوف الذي كان سائداً من ان تكون هناك فتنة سنية - شيعية. ونحن تداركنا هذه الأمور بفضل وعي المراجع الدينية السنية والشيعية. وفي هذا الظرف انا متضامن جداً مع شيخ عقل الطائفة الدرزية ومع ما صدر عن المجلس الدرزي ومع ما صدر من حكمة وحنكة وتعالٍ عن الجراح من الزعيم الوطني الكبير وليد جنبلاط، وبالطبع لم أكتفِ فقط بالاتصال بشيخ العقل أو بالزعيم وليد جنبلاط، بل قمت بزيارة تضامنية الى مشيخة العقل لأقول ان الاعتداء على طائفة الموحدين الدروز ليس هو اعتداء عليها فقط، بل هو اعتداء على كل مسلم وعربي، لأن هذه الطائفة عبر تاريخها قدمت الكثير للقضايا السورية والقضايا الحكومية. فهذه طائفة نقدرها كثيراً ونقدر تضحياتها التاريخية ومن الواجب علينا ومن الضروري ان نكون الى جانبها عند أي محنة تتعرض لها.

ــ كيف تنظر الى الحوار الجاري بين تيار <المستقبل> وحزب الله وهل ترى فيه مخرجاً للأزمات التي نواجهها؟

- بالطبع، كنا من المنادين بالحوار بين <المستقبل> وحزب الله ودعونا الى ضرورة الحوار لأننا ندرك تماماً ان هذا البلد لا يمكن أن تحل القضايا المعقدة فيه إلا بالتفاهم، لأن لبنان هو بلد التوازنات والتفاهم والتوافق. وعندما انطلق الحوار بين تيار <المستقبل> وحزب الله استبشرنا به خيراً، ولا شك انه أعطى نتائج إيجابية على صعيد تخفيف الاحتقان المذهبي في الشارع، ولكننا نطمح الى أن يكون هذا الحوار أعمق ويلامس الكثير من القضايا الخلافية المتعلقة بالقضايا الوطنية ومن أهمها موضوع رئاسة الجمهورية والاتفاق على استراتيجية دفاعية للبنان ضد العدو الصهيوني وما يمكن أن يأتينا من تداعيات الحروب القائمة في الجوار. وفي عز التشنج السياسي طالبنا باستمرار هذا الحوار رغم وجود التشنج في الخطاب السياسي لأن كل القضايا في النهاية تحل عن طريق الحوار والتفاهم، ولذلك فهذه الحوارات ستؤدي الى نتيجة وأي حوارات تؤسس لحوارات أخرى على الصعيد الوطني سواء أكانت حوارات مسيحية - مسيحية، كما يحصل بين التيار الوطني الحر والقوات اللبنانية، أو الى حوارات بين أي فريقين. وأتطلع الى حوار وطني بين جميع الأفرقاء السياسيين ينتج تماسكاً داخلياً في لبنان ضد ما يتهدده من أخطار.

ــ هناك مجموعة من الحرائق كما قلتم حول لبنان، فهل تخشى من امتدادها الى لبنان؟

- بالطبع ينتابنا جميعاً القلق الشديد من تداعيات ما يحدث في جوارنا الملتهب، وأنا هنا أعوّل كثيراً على حكمة وروية الفرقاء السياسيين في ان يتداركوا الأمر داخلياً من أن يأتي هذا الحريق الى لبنان. فالأمر يتطلب المزيد مSAM_0275ن التشاور بين الجميع والمزيد من الانفتاح والحوار بين الجميع، فنحن في لبنان وأتكلم هنا عن السنة وعن اللبنانيين، لأن دار الفتوى ليست داراً للمسلمين السنّة فقط، وإنما هي دار لكل اللبنانيين، وهذه الدار لها مواقف وطنية يشهد لها القريب والبعيد، وأقول انه علينا جميعاً ان نحمي لبنان في هذه الظروف الصعبة التي تمر بها المنطقة العربية، وعلى الأقل نحميه بالحكمة وبكثير من الوعي وبالإحساس بمدى الخطر الذي سوف يأتي. وأقول: فليختلف السياسيون في السياسة ما شاؤوا، وهذا أمر طبيعي لأنه لا يمكن أن يتفق السياسيون على رأي واحد في لبنان والذي يضم التنوّع السياسي والطائفي، ولكن المطلوب الاتفاق على حد أدنى من الأمور التي تحفظ وحدة الوطن واستقراره وأمنه.

حماية لبنان برموش العيون

ــ في قديم الزمان شاعت مقولة ان يكون كل مواطن خفيراً، واليوم تقول سماحتك ان كل مواطن يجب أن يكون اطفائياً. فهل هذا صحيح؟

- بالطبع، كل مواطن يجب أن يكون خفيراً واطفائياً وخدماتياً لأننا في لبنان نحتاج الى سواعد كل الأبناء حتى نعيد بناء الوطن ولا نريد أيادي تحمل معاول لتدمير مؤسسات هذا الوطن. فدعونا نتشارك جميعاً في بناء الوطن وبناء مؤسساته خاصة واننا ارتضينا جميعاً ان نعيش في هذا الوطن لبنان لأننا كلنا لبنانيون، ومن أقدس الواجبات علينا أن نحفظ هذا الوطن برموش أعيننا.

ــ بالأمس عقدت القمة الإسلامية وحرّمت قتل المسلم للمسلم وقتل اللبناني للآخر تحت أي حجة، ونددت بالتكفير والإرهاب. ألا يفترض أن تعقد قمة إسلامية على مستوى العالم الإسلامي كله في هذا الظرف؟

- بالطبع، منذ ان توليت منصب الإفتاء كانت هناك قمة روحية اسلامية - مسيحية في دار الفتوى ثم أتت القمة الثانية في بكركي. ونتيجة للوضع المذهبي المتشنج الذي يضرب الكثير من الدول العربية رأينا من المناسب جداً عقد قمة إسلامية - إسلامية لنوجه رسالة واضحة الى الداخل اللبناني والى الخارج العربي وهي تقول لهم: ممنوع اللعب على وتر الفتنة المذهبية السنية - الشيعية، وطرحنا في هذه القمة ان تكون اجتماعاتنا دورية، لا ان نجتمع كل سنة مرة. وهذه القمة ستكون دورية وسوف نتابع من خلالها ما يجري في لبنان والمنطقة لنتوصل الى قواسم مشتركة تحمي وحدة الصف الإسلامي. وبالطبع البيان الذي أصدرناه نشر بواسطة وسائل الإعلام اللبنانية والعربية، والكل أدرك ان اللبنانيين بكل طوائفهم الإسلامية وبطوائفهم الإسلامية - المسيحية كافة يحرصون على التنوع الموجود في هذا الشرق الكبير. فالمسلمون والمسيحيون تعاونوا معاً على بناء حضارة هذا الشرق وتاريخه، وهذه الرسالة لن نتخلى عنها أبداً وسنبقى محافظين على هذا التنوع الفريد الذي يعطي صورة واضحة للعيش الوطني الواحد، رغم وجود طوائف ووجود اختلاف ديني وخصوصيات لكل طائفة، لكن على الصعيد الوطني كلنا لبنانيون ويجب ان نتعامل مع بعضنا كلبنانيين وما يجمعنا هو فكر المواطنة، أي طوائف متعددة ضمن دولة وطنية جامعة تعطي الحقوق والاحترام لكل الطوائف وكل اللبنانيين يؤدون واجباتهم تجاه هذه الدولة التي تكون للجميع وليست لطائفة دون طائفة أخرى، ولا لفئة سياسية دون أخرى.

وختم سماحته:

- النائب عندما ينتخب من منطقته يصبح نائباً عن كل لبنان، وكذلك رئيس الجمهورية هو رئيس لكل اللبنانيين والحال ذاته بالنسبة لرئيسي المجلس والحكومة. دعونا نفكر لبنانياً في كيفية المحافظة على الصيغة الفريدة التي نعتمدها في لبنان ونعمم هذه الصيغة على كل مجتمع متعدد ومتنوع في الدول العربية وفي غير الدول العربية. وأنا ذهبت الى لندن بهذه الرسالة، رسالة المواطنة والعيش معاً رغم الطوائف المتعددة بكل محبة وتسامح ضمن إطار الدولة التي تحفظ الحريات الدينية وتحفظ أيضاً الكرامات الإنسانية وحقوق الإنسان.