تفاصيل الخبر

”الروبل“ الروسي والليرة التركية والريال الإيراني على شفير الانهيار!

13/04/2018
”الروبل“ الروسي والليرة التركية  والريال الإيراني على شفير الانهيار!

”الروبل“ الروسي والليرة التركية والريال الإيراني على شفير الانهيار!

بقلم خالد عوض

trump-1

لن تغير الضربات الأميركية على سوريا الواقع على الأرض. روسيا وتركيا وإيران ستستمر بتقاسم النفوذ وتحريك مراكز القوى لديها على الأرض السورية في سبيل ذلك. إسرائيل ستمعن في إستغلال الغضب الغربي من بشار الأسد لتقصف مواقع إيرانية في سوريا، ولكن الحاصل سيظل كما هو اليوم. محاولات غربية لتعطيل السيناريو الروسي في سوريا وضربات إسرائيلية لوقف الانتشار الإيراني ولكن من دون أي مفاعيل تغييرية.

 

الضربات الأميركية تنسق مع الروس

في ٦ نيسان (ابريل) عام ٢٠١٧ أي منذ سنة وبضعة أيام حل الرئيس الصيني <شي جين بينغ> ضيفا على الرئيس الأميركي <دونالد ترامب> في منتجعه في ولاية فلوريدا الأميركية. وقبل أن يلتقي الرجلان في الصباح قصفت البوارج الأميركية ليلا مطار الشعيرات السوري ب٥٩ صاروخ <توماهوك> كلفت الخزينة الأميركية ما يناهز ١٠٠ مليون دولار. كان مهما جدا بالنسبة للرئيس الأميركي أن يجلس أمام نظيره الصيني بصورة الرئيس القوي الذي لا يتوانى عن إتخاذ قرارات حاسمة وسريعة.

ولكن بعد أيام قليلة عادت الطائرات السورية الحربية لتقلع من المطار نفسه وكأن شيئا لم يكن، ويومئذٍ كشف المتحدث باسم البنتاغون الكابتن <جيف دايفيس> أن الضربة الأميركية تمت بالتنسيق مع الروس! أي أن البهلوانية العسكرية <الترامبية> في سوريا لم تنطل على الصينيين، الذين ينسق الروس أساسا معهم في كل شيء.

على الأرجح، أخبر الأميركيون هذه السنة مجددا الروس بالضربة و<تفاهموا> معهم عليها لأن عدم حصول ذلك يمكن أن يؤدي إلى مواجهة مفتوحة، الطرفان بغنى عنها.

 

عنتر بن <ترامب>!

ولكن الجديد هذه المرة هو نعت <دونالد ترامب> الرئيس السوري <بشار الأسد> بالحيوان. كلام من هذا النوع لم يعد مستغربا من الرئيس الأميركي صاحب اللسان والتغريدات المتفلتة ولكنه يعكس توجها حاسما لدى الولايات المتحدة بإزاحة الأسد عاجلا أو آجلا. هذا ربما هو الجديد الوحيد من كل <العنترية الترامبية> القوية بالصوت والضعيفة جدا بالنتائج. المستغرب أيضا عدم رد أي طرف مقابل على كلام <ترامب> أو <نيكي هايلي> السفيرة الأميركية في الأمم المتحدة التي وصفت الأسد من دون أن تسميه بالمسخ. فرغم الخطابات الانفعالية المتبادلة والفيتو الروسي في جلسة مجلس الأمن ضد مشروع القرار الأميركي بتشكيل لجنة تحقيق دولية للتأكد من إستخدام النظام السوري للأسلحة الكيميائية، لم يدافع أحد عن الأسد ولم يخرج أي مسؤول روسي أو إيراني ليقول كلمة واحدة لرد الإهانة عن الرئيس السوري. وبالمناسبة كان هذا الفيتو الروسي رقم ١٢ في المسألة السورية.

 

putinالاقتصاد الروسي في عين العاصفة!

 

منذ عدة أيام أعلنت الإدارة الأميركية عقوبات اقتصادية جديدة ضد روسيا طالت هذه المرة الحلقة القريبة من الرئيس الروسي <فلاديمير بوتين> وضيقت الخناق على أهم رجال الأعمال الروس وشركاتهم. وتعتبر هذه الإجراءات الأشد منذ وصول <دونالد ترامب> إلى البيت الأبيض والأكثر إيلاما للبنية الاقتصادية الروسية القائمة على الشركات العملاقة نفسها المستهدفة بالعقوبات الجديدة والتي منعت تماما من أي تعاملات بالدولار. ونتيجة لذلك هبطت العملة الروسية <الروبل> وخسرت معظم مكاسبها التي حققتها خلال السنة الماضية، وتحول الهم الروسي مجددا إلى دعم الوضع الاقتصادي الداخلي الذي كان قد تعزز مؤخرا بسبب إرتفاع أسعار النفط وحقق نموا بواقع ١,٥ بالمئة في العام الماضي. هذه العقوبات جاءت بضغط من الكونغرس على الرئيس الأميركي ردا على تدخل الروس في الإنتخابات الرئاسية الأميركية وليس لها علاقة بالوضع في سوريا، ولكنها تندرج في سياق المواجهة الأميركية - الروسية نفسها وربما تفتح الباب لمزيد من الإجراءات المالية ضد الروس طالما أن الخطوات العسكرية الأميركية لا تعطي أي نتيجة.

سوريا.. مقبرة الاقتصادات الروسية والإيرانية والتركية؟!

 

هبوط <الروبل> تزامن مع إنخفاض حاد في قيمة العملة التركية التي تخطت حاجز الأربع ليرات للدولار منذ أيام لأول مرة في تاريخها، وفي اليوم نفسه وصل سعر الريال الإيراني إلى أدنى مستوى له مخترقا سقف الستين ألف ريال للدولار الواحد وانتعشت السوق السوداء في المدن الإيرانية من جراء ذلك. لا شك أن الأسباب الاقتصادية الداخلية تؤثر في ما يحصل للعملات الروسية والإيرانية والتركية إلا أن تزامن هبوطها بهذا الشكل يدل أن الأسواق أصبحت تعتبر الاقتصادات الثلاثة مرتبطة ببعضها عضويا نتيجة ما يحصل في سوريا، ما يعني أن أي خطر اقتصادي يهدد <موسكو> أصبح يؤثر مباشرة على أنقرة وطهران... مع كل يوم تغرق فيه القوات الإيرانية والروسية والتركية في الوحول السورية يتأكد الكلام الشائع أن هذه الدول قد تربح المعركة العسكرية في سوريا ولكنها ستخسر هناك قوتها الاقتصادية والمالية... أو ما تبقى منها.