تفاصيل الخبر

الـــــرد مـــــن حـــــزب الله: الجليل و ما بعد الجليل!

23/01/2015
الـــــرد مـــــن حـــــزب الله: الجليل و ما بعد الجليل!

الـــــرد مـــــن حـــــزب الله: الجليل و ما بعد الجليل!

بقلم علي الحسيني

العميد-في-الحرس-الثوري-محمد-الله-دادي-قضى-خلال-غارة-القنيطرة لم يكن قد مضى على حديث الأمين العام لـحزب الله السيد حسن نصر الله التلفزيوني والمفصّل حول قدرة حزبه الصاروخية والتجهيزات التي يقوم بها تحسباً لأي عـــدوان قـــد تشنه اســـرائيل على الحزب أكثر من ثلاثة أيام حتى نفذت اسرائيل عملية نوعية تمثلت بإطلاق صواريخ موجهة من إحدى مروحياتها في القنيطرة السورية على موكب أمني لحزب الله أدى الى استشهاد ستة من عناصره بينهم جهاد نجل عماد مغنية وقائد عسكري رفيع في الحرس الثوري الايراني.

ضربة مؤلمة لحزب الله

ضربـــة لا شــك أنهـــا مؤلمــــة تلقـــاها حزب الله ليس من الناحية العسكرية فقط إنما من الناحية الرمزية والمعنوية أيضاً، لما كان لموقع الفتى جهاد المميز داخل بيئة الحزب وهو نجل القائد الأبرز في تاريخ الحزب منذ نشأته. لكن السؤال الأبرز الذي يطرح نفسه على طاولة عموم الناس ومختلف الجهات السياسية هو: ماذا كان يفعل ابن الخامسة والعشرين في مكان حسّــــاس

جهاد-مغنية-مع-سليماني

جـــداً من الناحيتـــين الأمنية والعسكرية، وهي مزرعة <الأمل> شمال بلدة <خان أرنبة> الدرزية في القنيطرة؟

المعلومات المسربة من داخل مطبخ حزب الله السياسي تقول إن جهاد مغنية الحائز وسام عسكري رفيع من الولي الفقيه الخامنئي ومن السيد حسن نصر الله عن الدورات التدريبية التي خضع لها أهّلته ليكون ضمن قوات النخبة في المقاومة الاسلامية، لكن هذه المكانة لم تكن أقصى طموح قيادتي الحزب والحرس الثوري الايراني، فكانت توصية مباشرة بضرورة تأهيله ليكون أحد أبرز الوجوه الأمنية والعسكرية في حزب الله فكانت مشاركاته الميدانية على خطوط الجبهات الأمامية في سوريا وفي جنوب لبنان، إضافة الى منحه ثقة كاملة وتوفير الدعم المادي واللوجستي له، وذلك تحت إشراف أحد أهم القادة العسكريين في ايران اسمه <محمد علي دادي> الذي قضى معه في الغارة نفسها.

 

ما هي مهمة جهاد مغنية؟

المعلومـــات الاوليــــة الــتي رشــحت عـــن مقـــربين جــــداً مــــن حــــزب الله ان المجموعــــة التــــي تضــــم جهــــاد مغنية كانت مكلفـــة القيــــام بدراسة ميدانية حول طبيعة الأرض في القنيطرة وإعداد تقارير مفصلة حول وجود الاستخبارات الاسرائيلية فيها وطبيعة عمل قوات <اليونيفل> ايضاً، وذلك لإيجاد ثغرة ما يمكن النفاذ عبرها الى الداخل الاسرائيلي، وذلك بالتعاون مع سكان المنطقة عندما تحين ساعة الصفر، تنفيذاً للوعود التي سبق وأطلقها السيد نصر الله بأن عناصره قد تحتل الجليل.

 

شهداء-حزب-الله-ومغنية-الثاني-من-اليمين

كلام نصر الله يستدعي تأهباً اسرائيلياً

 

في مقابلته المتلفزة يوم الخميس ما قبل الماضي، وجّه نصر الله تحذيراً بشكل علني للاسرائيليين محذراً إياهم من مغبة أي محاولة اعتداء على لبنان او حزب الله، وفي سياق عرضه لنوعية السلاح الذي تمتلكه المقاومة أكد انها ورغم امتلاكها لصواريخ من طراز <فاتح 110> منذ عام 2006 إلا ان منظومة الصواريخ هذه تعتبر وسائل قديمة مقارنة بما لديهم اليوم والذي يؤهل المقاومة لتكون قادرة على خوض أي مغامرة قد تخطر في بال الاسرائيلي.

 

وترقب اسرائيلي لصاروخ <فاتح 110>

 

في غضون ذلك، وبعد حديث السيد نصر الله عن الإمكانيات العسكرية التي يمتلكها حزب الله، حظيت مواقفه هذه باهتمام واسع وكبير ترددت أصداؤه في وسائل الإعلام الإسرائيلية الرئيسية، ما دفع بوسائل الاعلام الاسرائيلية المرئية والمسموعة بدون استثناء، الى إلغاء برامجها المقررة والتركيز على ما قاله السيد نصر الله، فكانت القناة الاولى أول من تكفّل بهذا الأمر حيث استضافت محللها العسكري الأبرز <وليام أودفيد> الذي قال: هناك أمران يهماننا: الأول حديث السيد نصر الله عن انه إذا استمرت اسرائيل بمهاجمة سوريا، فهناك احتمال ان يقوم حزب الله بالرد، والثاني، انه يتحدث بشكل واضح جداً وهذا ما يقلق كثيراً سكان المنطقة الشمالية، بمعنى اذا اندلعت مواجهة مستقبلية سيكون هناك دخول إلى الجليل وايضاً الى ما بعد الجليل.

أما القناة العاشرة، فقد لفتت إلى ان اسرائيل تأخذ تهديدات حزب الله على محمل الجد، وهي التهديدات التي تتقاطع مع كثير من التقديرات الاستخبارية في إسرائيل حول تعاظم قدرة الحزب، ما يعكس إرادة لدى الجيش الإسرائيلي بملازمة الإسرائيليين للملاجئ إذا نشبت حرب في الشمال، لأن حزب الله بالفعل يستعد لمواجهة محتملة، وصاروخ <فاتح 110> يعتبر سلاحاً كاسراً للتوازن، اذ يبلغ مداه نحو 300 كلم مع رأس حربي يزن حتى نصف طن ويتمتع بمستوى من الدقة العالية.

صاروخ-فاتح-110

 

رد حزب الله على الغارة يشغل الاسرائيليين

تبقى الغارة الاسرائيلية في القنيطرة هي الاساس حتى ولو مر الوقت من دون ان يلجأ حزب الله الى التصعيد. لكن هناك هاجساً كبيراً سيظل يشغل بال الاسرائيليين الآن، هو ليس اذا ما كان حزب الله سيرد بل متى وأين وكيف سيرد؟ حزب الله من جهته اعتاد على امتصاص الصدمات التي يتلقاها بعد كل عملية اعتداء اسرائيلية تطاله، وهنا يبرز قول للسيد حسن نصر الله في هذا الخصوص، وهو <ان قرار الرد في اي مرة تأخذه القيادة وليس مخولاً للعسكر على الجبهات اتخاذ اي قرار بهذا الشأن، من دون العودة الى هذه القيادة، ولذلك يبقى العدو منشغلاً بالتوقيت والمكان الذي يمكن ان نرد فيه>.

انتخابات اسرائيل مروحية وصاروخان

جهاد-مغنية-مع-نصرالله-ومع-والده

وتعليقاً على غارة القنيطرة قال المحلل العسكري الاسرائيلي الأبرز <اليكس فيشمان> ان أحداً ما ألقى بعود ثقاب على برميل بارود، والآن ينتظر ليرى اذا كان البرميل سينفجر أم لا. وتابع يقول: ما حصل يعتبر مناورة خطيرة في الكيمياء العملية التي تنفذ عشية الاختبار النهائي. الانتخابات في اسرائيل تتلخص بمروحية وصاروخان، قضت على مجموعة نشطاء لبنانيين وإيرانيين في الجولان السوري، والآن تسود حالة تحفّظ، فهل سيرد حزب الله أم سيكبح نفسه؟ لقد توصل الايرانيون والسوريون الى الاستنتاج بأن اسرائيل لم تعد مردوعة في الجبهة السورية وتعمل بلا كوابح، وعليه ينبغي إعادتها الى المسار من خلال حزب الله او للدقة من خلال جبهتها على الجولان.

متى الرد؟

وحده حزب الله والراسخون في علمه العسكري والأمني يدركون جيداً متى موعد الرد، لكن بكل تأكيد ان عملية الرد ستحصل. هذا ما يؤكده مصدر عسكري بارز في الحزب، اذ ان دماء الشهداء الستة الذين سقطوا لا يمكن لأي عامل تهدئة مهما كان نوعه ان يتجاوزها. قبضاتنا على السلاح جاهزة وكذلك أصابعنا على الزناد وما ننتظره فقط إشارة من السيد حسن نصر الله لنحوّل المستعمرات الاسرائيلية الى كتلة من لهب والى ركام لا يصلح حتى لردم البحر.