تفاصيل الخبر

الرد المصري الغاشم على مجزرة سيناء!

01/12/2017
الرد المصري الغاشم على مجزرة سيناء!

الرد المصري الغاشم على مجزرة سيناء!

 

بقلم وليد عوض

Egyptian President Abdel Fattah al-Sisi gives an address after the gunmen attack in Minya 

لهفي على الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي. فهو المصاب الأول في البيت العربي بعد سقوط هذا الكم الهائل من الضحايا في جامع الروضة عند منطقة بئر العبد في صحراء سيناء. فهو يحمل بالنيابة عن العرب كارثة الارهاب من محلي الى دولي، وكأن مصر هي بطل المباراة ضد الارهاب.

مع استشهاد 305 مصريين و128 جريحاً كانوا يقيمون الصلاة في مسجد الروضة، يبدو عبد الفتاح السيسي وكأنه مظلي يهبط من طائرة النظام الى الفضاء العربي الواسع ليحتل عنصر المغامرة في حياة مصر.

كان الرئيس جمال عبد الناصر يقرن القول عن القومية العربية بالفعل. أعاد السفينة التي كان يبحر على متنها من عرض البحر وهو في رحلة الى يوغوسلافيا يوم 9 أيار (مايو) 1958 لأن حادثاً رهيباً وقع في طرابلس مدينة العراقة النضالية والعمل القومي العربي فاستجمع كل وسائل الإعلام المصري ليعتبر ما جرى في طرابلس وكأنه يجري في الاسكندرية أو شرم الشيخ أو دمنهور أو مرسى مطروح. هكذا كان مفهوم القومية العربية والتعاطي الجغرافي مع خريطة البعد العربي. وظل عبد الناصر منذ ذلك الحين صاحب العين الساهرة على العائلة العربية، كما في لبنان، كذلك في الجزائر والعراق وليبيا واليمن.

ومشكورة برقيات الملوك والرؤساء وهم يشدون بها أزر مصر والرئيس السيسي، ويحفظون بها كرامة الأمة العربية، ومستقبل الشباب العربي المولج بالنهضة على كل المستويات. ومشكورة أيضاً تلك الجرعات من القومية العربية الآتية من السعودية والكويت والبحرين والإمارات العربية ولبنان، فقد قدمت الدليل على أن مصر ليست وحدها في المعركة، بل هي كما قال الرئيس أنور السادات الأم التي تحتضن أبناءها، وتمنحهم الأمن والأمان. وقد طرح الرئيس أنور السادات في أيامه شعار: <لا حرب بدون مصر ولا سلام بدون سوريا> وقد أصاب المرمى. وانظروا الى المشهد العربي لتتأكدوا من صحة الطرح.

وحين قال الرئيس السيسي في خطابه بعد حادث المسجد انه شاهر السيف العربي ضد الارهاب، إنما كان يدل على أن مصر التسعين مليون انسان هم حماة الديار العربية، وعليهم ألف سلام. ولكن المهم بعد حادث المسجد في سيناء أن لا تشعر مصر بأنها تقاتل الارهاب وحدها.

بعد ذلك... ماذا يستطيع الرئيس عبد الفتاح السيسي أن يفعل؟!

أول رد الفعل ان الرئيس المصري استوعب الصدمة، وتعامل معها بأعلى درجات المسؤولية، وهدد في خطاب له إثر الحادثة الارهابية قائلاً: <ستقوم القوات المسلحة والشرطة بالثأر لشهدائنا واستعادة الأمن والاستقرار بمنتهى القوة (استخدم عبارة القوة الغاشمة). إنها محاولة لايقافنا عن جهودنا في محاربة الارهاب وتحطيم جهودنا لايقاف المخطط الاجرامي الرهيب الذي يهدف الى تدمير ما تبقى من منطقتنا. سنرد على هذا العمل بقوة غاشمة في مواجهة هؤلاء الشرذمة المتطرفين الارهابيين التكفيريين>. وأعلن الرئيس المصري الحداد ثلاثة أيام.

وهناك مفارقتان: الأولى استخدام الرئيس السيسي لعبارة <القوة الغاشمة> وقد أرادها الرجل ليعني أنه سيكافح المتمردين بكافة الوسائل ودون أي فرز. أما المفارقة الثانية فهي أن الرجل مرشح من جديد للرئاسة ويعتبر أفضل طلاب منصب رئاسة الجمهورية، وليس بمستبعد أن يكون الرئيس المتفوق في أداء عمله من أهداف مؤامرة الهجوم على مسجد الروضة في العريش شمال سيناء.

وبالتضامن العربي يمكن للعدوان الارهابي على مسجد الروضة أن يجد الرد الكاسر و.. الغاشم!