تفاصيل الخبر

الوزير والنائب السابق غازي العريضي بكل صراحة وموضوعية: قناة التواصل بيننا وبين حزب الله فتحت بشكل طبيعي كما كانت سابقاً!

13/09/2019
الوزير والنائب السابق غازي العريضي بكل صراحة وموضوعية: قناة التواصل بيننا وبين حزب الله  فتحت بشكل طبيعي كما كانت سابقاً!

الوزير والنائب السابق غازي العريضي بكل صراحة وموضوعية: قناة التواصل بيننا وبين حزب الله فتحت بشكل طبيعي كما كانت سابقاً!

  

بقلم حسين حمية

 

عادت العلاقة الى سياقها الطبيعي بين حزب الله والحزب التقدمي الاشتراكي بعد تجدد اللقاءات بينهما وتنظيم الخلافات بعدما رعى رئيس المجلس النيابي نبيه بري لقاء بين وفدي الحزبين في مقر الرئاسة الثانية ومثل الحزب التقدمي كل من الوزير والنائب السابق غازي العريضي والوزير الحالي وائل أبو فاعور، فيما مثل حزب الله المعاون السياسي للأمين العام الحاج حسين الخليل ومسؤول وحدة التنسيق والارتباط وفيق صفا. فما أصل الحكاية وهل عادت الأمور الى طبيعتها بعد كل ما جرى بينهما؟

<الأفكار> التقت الوزير والنائب السابق غازي العريضي، داخل دارته في بيصور وحاورته في هذا الخضم، بالإضافة الى شؤون وشجون الوضع الداخلي وما يتصل باللقاء الاقتصادي والمالي الموسّع وبالاعتداء الاسرائيلي على الضاحية والرد عليه، وصولاً الى لقاء اللقلوق بين رئيس اللقاء الديموقراطي النائب تيمور جنبلاط ورئيس التيار الوطني الحر الوزير جبران باسيل. وسألناه بداية:

ــ لقاء عين التينة الأخير بينكم وبين حزب الله هل كان انعكاساً للقاء المصارحة والمصالحة في القصر الجمهوري وترجمة للتوافق الحاصل فيه أم ماذا؟

- لا.. فاللقاء هو استكمال لما حصل في الخامس من أيار (مايو) الماضي بيننا وبين الأخوة في حزب الله برعاية رئيس المجلس نبيه بري. وطبعاً حصلت تطورات في البلد حكمت بتأخير استكمال العمل والوصول الى جلسة ثانية نهائية بيننا، وهذا الأمر كان طبيعياً وموضوعياً لكن الأحداث حكمت بالتأجيل ومن بعدها الأعياد، لكن المسار كان قد قبل لقاء المصارحة والمصالحة..

ــ وألم تساهم أحداث قبرشمون في التأخير أيضاً؟

- كل ذلك حكم بالتأخير لأنه فتح باب خلاف جديد، انما بصراحة اللقاء مع حزب الله كان متفقاً عليه قبل لقاء بعبدا.

ــ لمن الفضل في جمع الحزبين وهل يعود حصراً للرئيس بري؟

- أكيد.. فهذا طبيعي.

ــ وما سر الكيمياء بين الرئس بري ووليد بك وهل هي رفقة النضال التاريخي أم ماذا؟

- هذا العمر الطويل من العمل، وحتى في بداية الجلسة تحدث الرئيس بري عن هذه الرفقة وهذا العمر الطويل وعن هذا الجهاد المشترك بيننا وبين حركة <أمل> واخواننا في مرحلة الجهاد الأكبر في مواجهة الأطلسي والقوات المتعددة الجنسيات واتفاق 17 أيار (مايو) 1983 وانتفاضة 6 شباط (فبراير) 1984 وما تلاها لاحقاً. فالعلاقة استثنائية، إضافة الى خبرة الرجلين بالواقع السياسي الداخلي اللبناني وتوازناته، وبالتالي الخبرة في ادارة اللعبة السياسية الداخلية، ولهذا السبب الحمد لله مرت العلاقة ببعض المطبات منذ أكثر من 35 سنة إلا انها بقيت علاقة ثابتة حققت فيها انجازات.

ــ يقول البعض ان الرئيس بري كان وفياً لوليد بك ورفض جملة وتفصيلا أي حصار أو عزل له مؤخراً. فهل هذا صحيح؟

- هذا الأمر لم يكن سراً، نعم كان ثمة حصار وكان ثمة استهداف والآن يتحدث عنه الجميع، وربما في الفترة السابقة لم يقر كثيرون بذلك لكنهم كانوا يعلمون به وكانوا يتصرفون على أساسه، إلا ان الرئيس بري كان لديه موقف واضح من الأساس: أنا لا أترك ابن جنبلاط، والقصد هنا ابن جنبلاط برمزيته، بتاريخه، بمواقفه، بنضاله وبمعرفته به وبالبوصلة السياسية المشتركة بين الرجلين وبالانجازات التي تحققت بينهما، وبالموقف الوطني العربي التاريخي لوليد جنبلاط.

ــ على ماذا اتفقتم في الاجتماع وهل تم تنظيم الخلاف والعودة الى مسار التطبيع؟

- عدنا الى المرحلة التي كانت قائمة قبل القطيعة التي حصلت للأسف وهي تنظيم الخلاف حول القضايا الخلافية وتثبيت العلاقات الايجابية والعمل المشترك بيننا، وهذا شيء جيد. فنحن لسنا حزباً واحداً ولم نكن ولسنا الآن ولن نكون حزباً واحداً، وبالتالي من الطبيعي أن يكون ثمة خلاف بيننا حول الكثير من الأمور السياسية والاقتصادية والمالية والاجتماعية والادارية والنظرة الى لبنان ودوره وموقعه وادارة الشأن الداخلي فيه.

ــ بكل صراحة هل صحيح انكم اتفقتم على تحييد الشق القضائي المتعلق بحادثة قبرشمون؟

- هذا موضوع انتهى في لقاء بعبدا وأيضاً بجهد من الرئيس بري، لأن ما تم التوصل في بعبدا هو ما تقدم به منذ اليوم الأول الرئيس بري وللأسف رفض آنذاك لكن لاحقاً قبل الجميع به.

ــ وماذا عن الصراع مع اسرائيل وقضية مزارع شبعا التي سبق لوليد بك أن تناولها في تصريح أزعج حزب الله؟

- هذا الأمر لم يتم تناوله في الجلسة، لكن في فترة سابقة أوضحنا هذا الأمر ووضعناه في إطاره الطبيعي لا أكثر ولا أقل.

ــ ومتى نرى لقاء يجمع وليد بك وأمين عام حزب الله السيد حسن نصر الله؟

- لا نستطيع أن نتحدث عن هذا الأمر الآن، فهذا متروك لوقته عندما تنضج الظروف، لكن ما أستطيع قوله ان قناة الاتصال المباشر بيننا وبين الاخوة في حزب الله مفتوحة بشكل طبيعي كما كانت حيث نناقش كل الأمور بشكل مشترك مع الحرص على ما تم تثبيته في الاجتماع الأخير.

ــ وماذا عن الجبل والحادثة الأخيرة في الشويفات؟

- لا شيء في الجبل، وهذه الحادثة محددة تماماً وتم التعاطي معها كما يجب أن يكون ضمن حدودها ولم تؤثر على المسار الذي اتفقنا عليه في بعبدا والذي نعمل على تنفيذه.

ــ وهل من الممكن عقد لقاء بين وليد بك والنائب طلال ارسلان؟

- ليس ثمة شيء مطروح ومحدد الآن لكن المهم أن نلتزم جميعاً كفريقين أساسيين معنيين بما جرى بما تم الاتفاق عليه في بعبدا وأن نذهب الى تنفيذه، هذا الأمر أراح الناس في الجبل كثيراً، وأراح كل أهلنا ونريد تثبيته وتكريسه.

لقاء باسيل وجنبلاط الابن!

 

ــ وهل زيارة النائب تيمور جنبلاط لوزير الخارجية جبران باسيل في اللقلوق تندرج ضمن إطار تكريس المصالحات أيضاً وتجاوز أحداث الجبل؟

- نحن كفريق لم نفكر يوماً ولم نفعل قطيعة مع أحد، نحن دائماً نقول ولا نزال بأن الحوار هو الأساس بين القوى السياسية اللبنانية ومرحلة الحرب والقطيعة انتهت. ونحن محكومون بالحوار ونحن شركاء في البلد، نتفق وتختلف ونتعارض في المواقف ونتلاقى في المواقف فهذا موضوع آخر، لكن هذا بلدنا ونحن معنيون به، والدليل ان كل القوى السياسية الأخرى تعود الى هذه الحقيقة بعد خسارة الوقت والمال وبعد تدهور الاقتصاد وبعدما كاد البلد يصل الى الانهيار والى التوترات الأمنية. لماذا هذا الأمر؟ وحصل ما حصل في الأيام الماضية لكن الأمر انتهى في لقاء بعبدا وكان يمكن أن تنتهي الأزمة منذ اليوم الأول لا في اليوم الأخير، أضف الى ذلك ان الوزير باسيل بادر مشكوراً بدعوة تيمور جنبلاط الى غداء فلبى الدعوة خاصة وان لقاء بيت الدين سبق أن حصل إضافة الى لقاء بعبدا، وكانت هناك حفاوة وتكريم من قبل فخامة الرئيس وكانت جلسة جيدة وكان جبران حاضراً فيها، إذن ما المانع ان يلتقي جبران باسيل وتيمور جنبلاط؟! ذهب تيمور ولبى الدعوة وكان النقاش صريحاً وواضحاً، فنحن بكل صراحة لا نخاف رأياً ولا نخاف فكرة ولا نخاف حواراً ولا نخاف آخر في لبنان بل نقر في النهاية بحق الاختلاف بين اللبنانيين، لدينا رأينا ولدينا أفكارنا ومشروعنا والحمد لله اننا نمتلك القدرة والارادة والادارة الجيدة لما يؤهلنا أن نناقش أياً كان في أي موضوع وأن ندافع عن وجهة نظرنا وهذا الأمر الطبيعي الذي يجب أن يحكم العلاقات بين القوى السياسية لأنه في النهاية نختلف ولا بد أن نعود الى الطاولة حتى في أيام الحرب، فنحن محكومون بذلك وأكبر خطأ وأكبر وهم أن يعتقد أحد ويؤمن أحد أو يتصرف أحد على أساس انه قادر على إلغاء آخر أو إقصاء آخر أو استهداف آخر. فالميزان السياسي في التركيبة السياسية التقليدية هو ميزان حساس ودقيقة وجرب كثيرون فأساؤا الى أنفسهم والى البلد والى أهل البلد وعادوا الى الحقيقة، ونحن تعلمنا من لبنان وتعلمنا في لبنان ونعرف تاريخ لبنان وهذه من الثوابت لدينا، لذلك نعرف كيف نتعامل مع الأحداث والقضايا خصوصاً تلك التي تكون خلافية.

ــ رئيس حزب القوات سمير جعجع كان ينوي زيارة الشوف ويقال انه عمد الى التأجيل بسبب لقاء اللقلوق كما قيل. فهل من رابط حقيقي أم مجرد وهم؟

- هو كان صريحاً وواضحاً في تصريحه بأن لا ربط بين الأمرين، فالعلاقة مع القوات قائمة وجيدة ومفتوحة وهناك تواصل شبه يومي.

ــ يقول البعض إن تواصلكم مع حزب الله ومع التيار أوحى وكأن هناك نية لعزل القوات، بماذا ترد؟

- هذا ليس أسلوب وليد جنبلاط والحزب الاشتراكي فنحن كان لدينا موقف واضح ونكرره كل يوم، وعندما نقول إننا لسنا مع عزل أو إقصاء أحد فهل نذهب نحن الى فعل ذلك؟ لسنا شركاء في هذه العملية التي أساءت الى البلد وإذا استخدمت في وجه أي فريق ومن قبل أي فريق فهي مؤذية لأصحابها كما هي مؤذية للبلد.

ــ نأتي الى الحدث الأمني ونسألك عن الصراع المفتوح مع اسرائيل بعد اعتداء الضاحية ورد حزب الله في مستعمرة <افيفيم> واسقاط مسيّرة في الجنوب وقول السيد حسن نصر الله إن أي اعتداء على لبنان سيقابل بالرد ولن تكون هناك خطوط حمراء. فماذا تقول؟

- كيف يمكن تفادي هذا الوضع؟ فمن الآخر ومن ضمن الواقعية نقول ان هناك حروباً حصلت كثيرة وانتهينا بأشرس حرب وأخطر حرب وأقوى حرب هي حرب تموز 2006 وهزمت اسرائيل، وانتهت بالقرار 1701 وهنا نسأل: هل نفذت اسرائل هذا القرار؟ فلتنفذ اسرائيل هذا القرار وبعدها لكل حادث حديث. فاسرائيل منذ نهاية آب (أغسطس) 2006 حتى اليوم وهي تنتهك السيادة اللبنانية براً وبحراً وجواً ولشبكة الاتصالات وكل يوم تعتدي علينا وما يسمى المجتمع الدولي لم يفعل شيئاً بل على العكس تدعم الولايات المتحدة بشكل مفضوح اسرائيل وتغطيها في مجلس الأمن، لكن إذا اعتدت اسرائيل على لبنان فماذا يفعل لبنان وهل تصريحات أميركا تحميه؟! لذلك الحل يكون بالذهاب الى تطبيق القرار 1701. فلا يمكن أن يترك البلد بهذا الشكل والآن نحن أمام تعقيدات أكبر في الموضوع اللبناني بسبب الحرب في سوريا وعناصرها والخلاف الأميركي ــ الإيراني والصراع الكبير في المنطقة لكن لا يستطيع لبنان أن يدفع الثمن أو ينتظر ما تريده اسرائيل.

ــ وكيف قرأت الموقف اللبناني من كل ما جرى؟

- كان اعتداء فاضحاً على لبنان لا يستطيع أحد أن يتحمله أو ينكره وليس فقط من الناحية اللبنانية، بل ان الدول الكبرى غطت رد حزب الله بطريقة أو بأخرى والمجلس الأعلى للدفاع كان له موقف والحكومة أيضاً. فالأميركيون ليس لديهم منطق إلا منطق مصالحهم ومصالح اسرائيل، وهذا أمر لا يمكن القبول به ولا يمكن أن يرسي أمناً وسلاماً واستقراراً في لبنان أو في غير لبنان، والبعض يطلب من لبنان ما يفوق المنطق ويتجاوز الشرعية الدولية وقراراتها والقدرة اللبنانية أيضاً.

ــ وهل تتطور الأمور الى أكثر من ذلك أم ان اسرائيل أعجز من أن تدخل في حرب مفتوحة وشاملة؟

- حتى لو تطورت فنتائجها معروفة تماماً كما كانت النتائج السابقة.

ــ كيف قرأت اللقاء الاقتصادي المالي في القصر الجمهوري وهل تأمل أن يسلك طريقه الى ايجاد الحلول للأزمات المالية والاقتصادية؟

- أنا شخصياً لست متفائلاً بسبب التجارب السابقة، فالمسألة مسألة ذهنية وبتجربة متواضعة عشتها أنا والحزب ليس ثمة شيء مستحيل ونحن قادرون أن نفعل كل شيء ونخرج من الأزمة بكل بساطة رغم حدتها، اللهم إذا امتلكنا الارادة الصادقة الصلبة وإذا امتلكنا الادارة الجيدة لشؤوننا، إما أن نذهب الى لعبة المصالح ونصبح أسرى شهوات المصالح والأطماع الضيقة والصغيرة وتقاسم المغانم والحصص في الدولة كما حصل فلا يمكن الخروج من هذه الدائرة. وأنا لا أعتقد ولست واثقاً حتى الآن ان المعنيين بهذه السياسة التي اعتمدت وأساءت الى البلد انهم يريدون تغيير الذهنية رغم أنهم قادرون.

ــ حتى رغم تحذير <ناظر> مؤتمر <سيدر> السفير الفرنسي <بيار دوكان>؟

- أنا كتبت مقالاً حول هذا الموضوع وقلت: شكراً <دوكان>، وتساءلت: هل كان المسؤولون اللبنانيون بحاجة الى <هزة البدن> هذه والى هذه الإهانات والى هذا الدرس؟

ــ أليس كلامه وكأن لبنان تحت الوصاية المالية الدولية؟

- أبداً، لسنا تحت الوصاية، فنحن قبلنا بسبب سوء ادارتنا وسياستنا أن ننتظر <سيدر> وأن نراهن عليه وأن نراهن على القروض من الخارج وكل ذلك بسبب شهوة المصالح والفساد ووصلنا الى مرحلة أصبح يتصرف فيه أهل الحكم مثل <المعلق بحبال الهواء> وبالتالي اعتبروا ان <سيدر> هو المنقذ، وأهل <سيدر> قالوا هذا هو المشروع وان هذه هي خارطة الطريق لكن اللبنانيين لم يفعلوا أي شيء على الاطلاق، وجاء المكلف بمتابعة <سيدر> ليقيم جردة حساب لهم أمام الرأي العام اللبناني والعالمي ويخاطبهم بشكل مهين أمام كل المؤسسات الدولية.