تفاصيل الخبر

الوزير والنائب السابق فريد هيكل الخازن في حديث رئاسي: الـــرئاسة أصـبـحـت فــي مـهـــب الـريـــــح ومـرتـبـطـــــة بـالـعـلاقـــة الـسعـوديــــة - الإيـرانـيـــــة!  

05/08/2016
الوزير والنائب السابق فريد هيكل الخازن في حديث رئاسي: الـــرئاسة أصـبـحـت فــي مـهـــب الـريـــــح ومـرتـبـطـــــة  بـالـعـلاقـــة الـسعـوديــــة - الإيـرانـيـــــة!   

الوزير والنائب السابق فريد هيكل الخازن في حديث رئاسي: الـــرئاسة أصـبـحـت فــي مـهـــب الـريـــــح ومـرتـبـطـــــة بـالـعـلاقـــة الـسعـوديــــة - الإيـرانـيـــــة!  

بقلم حسين حمية

 

GA

طرح اسم الوزير والنائب السابق فريد هيكل الخازن في بورصة الأسماء المرشحة للرئاسة، لكنه نفى هذا الأمر جملة وتفصيلاً، واعتبر التوقيت مشبوهاً والخبر مدسوساً. فما قصة ذلك؟ ولماذا طرح هذا الاسم وهل للتوقيت علاقة بزيارته مع رئيس اللقاء الديموقراطي النائب وليد جنبلاط لبكركي رغم أن هدف الزيارة كان لمناسبة ترميم كنيسة في الشوف؟

<الأفكار> التقت الوزير والنائب السابق فريد هيكل الخازن داخل دارته في بلدة القليعات الكسروانية وحاورته على هذا الخط بالإضافة الى ملف الرئاسة والتعطيل الحاصل منذ أكثر من سنتين بدءاً من السؤال:

ــ ما قصة طرح اسمك للرئاسة ونفيك هذا الأمر ومن وراء ذلك وما الهدف منه؟

- كلنا نعرف ان حرية الإعلام موجودة في لبنان، وكل مؤسسة إعلامية أو كل إعلامي يكتب الأخبار التي يريدها، لكن في الحقيقة أعود لأؤكد مرة أخرى أنني لست مرشحاً. وأنا أعتبر أن هذه الأخبار مشبوهة ومدسوسة، لدك آسفين بيننا وبين الناس.

ــ وبين المرشحين الآخرين وتحديد الوزير السابق سليمان فرنجية؟

- لا أبداً النائب فرنجية يعرف أننا مؤيدون لترشيحه بالمطلق، لكن هذه الأخبار لخلق تشويه معين.

 

كسروان والقرار السياسي

 

ــ كل ماروني مرشح لرئاسة الجمهورية وهو مشروع رئيس، فلماذا لا تعتبر نفسك مرشحاً؟

- أولاً، أعتبر أن الظرف الإقليمي والداخلي الحالي لا يشجع وصول أحد لرئاسة الجمهورية، وثانياً هناك اصطفافات سياسية وقوى سياسية، تتبنى بعض المرشحين وهي ملتزمة بهم، وأنا ممن يتبنى ترشيح الوزير سليمان فرنجية ويدعم هذا الترشيح، ولذلك لست في هذا القرار إطلاقاً. فأنا أعمل في الشأن العام من أجل مصلحة الوطن وأحاول بكل جهدي أن أعيد القرار الكسرواني الى الخارطة السياسية اللبنانية والوطنية والموقع الكسرواني أيضاً.

وأضاف:

- كسروان منطقة عظيمة جداً، فهي منطقة البطريركية المارونية وتحتضن أكبر الجامعات وأكبر المستشفيات وتضم كوادر ورجال فكر وثقافة. وهي منطقة عريقة ولعبت دوراً كبيراً في تاريخ لبنان وتاريخ الموارنة. وأنا أعتبر أن هذه المنطقة مغيبة سياسياً، وهذا التغييب أدى الى تغيبها الإنمائي والى حرمانها الإنمائي.

ــ هل كسروان من المناطق المحرومة فعلاً؟

- بالتأكيد محرومة الى أقصى درجات الحرمان، وسبق أن قلت إن أهالي كسروان سينتفضون في لحظة ما في وجه هذا الحرمان. فكسروان محرومة من الطرقات والمياه والكهرباء والصرف الصحي، وتتنشق التلوث وتعاني من غياب المستشفيات الحكومية وعجقة السير.

ــ من المسؤول؟

- تغييبها سياسياً أدى الى حرمانها إنمائياً لأن الإنماء في لبنان هو نتيجة النفوذ السياسي وهو بشكل أو بآخر لعبة محاصصة. ولذلك فالمطالب الإنمائية لكسروان لا تعد ولا تحصى.

ــ هل توقيت طرح اسمك يتعلق برفقتك مع النائب وليد جنبلاط وزيارة البطريركية المارونية معاً لدعوة البطريرك بشارة الراعي لتدشين كنيسة في المختارة؟

- الكنيسة بناها الشيخ بشير جنبلاط عام 1820 لعائلة آل الخازن وعندما يقوم اسلافنا بزيارة المختارة ويبقون أياماً وأسابيع هناك، كانوا يمارسون شعائرهم الدينية، فتمّ بناء هذه الكنيسة القريبة جداً من قصر المختارة، مع العلم أن المختارة ذات غالبية كاثوليكية والموارنة هناك قلة، وأعاد اليوم النائب وليد جنبلاط مشكوراً ترميمها ووجه دعوة للبطريرك مار بشارة بطرس الراعي لافتتاح هذا الترميم، وللمناسبة ذاتها أحيا الذكرى الـ15 لمصالحة الجبل. ومن هنا ترافقت مع الأستاذ وليد جنبلاط لدعوة البطريرك الراعي ليرعى الاحتفال. وبصفتي حارساً للبطريركية المارونية وأمثل العائلة الخازنية لدى البطريركية، أتت الزيارة المشتركة لبكركي.

ــ ألا دلالة سياسية لها؟

- لا دلالة سياسية لهذا الموضوع بل دلالة وطنية بأن هناك حرصاً كبيراً من الكنيسة المارونية ومن دارة المختارة على صون المصالحة وعلى متانة وصلابة العلاقة المسيحية الدرزية والحفاظ عليها. ولذلك أتمنى بألا تعطى هذه الزيارة أي أبعاد سياسية على المستوى الشخصي أو غير الشخصي، بل أبعادها وطنية، وكلنا حريصون على الحفاظ عليها.

الرئاسة والوضع الإقليمي

 

ــ قلت لنا في شهر آذار/ مارس الماضي إن النائب فرنجية هو الرئيس الآتي لأن البديل غير موجود. فهل لا تزال عند هذا القول أم ان التطورات المتسارعة جعلتك تغير نظرتك؟

- أعتقد أن الأمور في المنطقة معقدة جداً، والرئاسة اليوم هي في مهب الريح، ولكن مع هذا اعتبر أن النائب فرنجية لا يزال يتمتع بحظوظ كبرى ليتبوأ موقع رئاسة الجمهورية فيما لو تم انتخاب رئيس.

ــ هل تشكك بانتخاب رئيس؟

- طبعاً، قلت إن الرئاسة في مهب الريح.

ــ لا رئيس يوم 8 الجاري إذاً؟

- لا أظن.

ــ والعماد ميشال عون الذي نال تأييد الشارع المسيحي بعد تحالفه مع القوات وترشيحه من قبل الدكتور سمير جعجع؟

- العماد عون هو شخصية وطنية كبرى وله صفة تمثيلية كبرى أيضاً، وممن يحق لهم بأن يترشحوا لموقع الرئاسة، لا بل يحق له أن يتبوأ هذا المركز. وكلنا نعرف أن هذا المركز كالعديد من المناصب السياسية خاضع لظروف ولمعادلات سياسية ووطنية داخلية وخارجية محددة، فهل هذه الظروف مؤاتية لتأتي بالعماد عون رئيساً للجمهورية؟! هذا هو السؤال الذي تصعب الإجابة عنه.

ــ البعض يقول إن أغلبية المسيحيين اتفقوا على ترشيح العماد عون بعد تبني ترشيحه من قبل القوات، وكان الشريك المسلم يدعو لاتفاق المسيحيين على أي مرشح حتى يؤيده. فهل ترى ذلك أم أن الاتفاق العوني - القواتي ناقص وقد جاءت الانتخابات البلدية والاختيارية لتؤكد ذلك ولتكشف عن وجود أحزاب وشخصيات وتيارات أخرى بارزة؟

- المسألة أبعد من ذلك، وهي ليست من يمثل أكثر. ومن دون شك أن العماد عون له صفة تمثيلية والنائب سليمان فرنجية له صفة تمثيلية. فهو زعيم كبير ورئيس كتلة نيابية، وهو حفيد رئيس جمهورية أيضاً ولعب دوراً كبيراً على المستوى الوطني وممن يمثلون، ولكن المسألة أبعد من ذلك بكثير، بحيث أعتبر أن رئاسة الجمهورية خاضعة لتطورات المنطقة لاسيما تطور العلاقة السعودية - الايرانية.

ــ ألا يمكن يمكن فصل الرئاسة عن الملف الاقليمي وبجهد داخلي؟

- هناك مساعٍ تمت لفصل لبنان عن مسار المنطقة، ولكن كلها باءت بالفشل لأن لبنان عملياً مرتبط بالخارج من خلال اطراف معنية بالشأن اللبناني.

الحوار والحل

 

الراعي-الخازن----aــ وهل الحل ممكن من خلال الحوار عبر الطرح الذي قدمه الرئيس نبيه بري بإنجاز دوحة لبنانية تتضمن سلة متكاملة من الحل؟

- لا أرى أن طاولة الحوار ستثمر نتائج مرضية، كما لا يمكن التفاهم على رئيس من دون التفاهم على سلة متكاملة. فهذه مسألة أصبحت محتمة.

ــ طالما لا يوجد راعٍ خارجي ولبنان ليس أولوية لدى العالم، ألا يفترض أن يكون الحل لبنانياً من خلال الحوار الوطني؟

- جرت محاولات داخلية لبنانية لكنها باءت بالفشل لأنها لا تتضمن ضوءاً أخضر خارجياً.

 

المظلة الدولية

 

ــ حصل تفاؤل عوني في الأسبوع الماضي وراجت مقولة ان الرئيس سعد الحريري سيؤيد العماد عون، وكانت إشارة وزير الداخلية والبلديات نهاد المشنوق في هذا الاتجاه، لكن البعض اعتبره اجتهاداً شخصياً. فماذا ترى في هذه المسألة؟

- الرئيسان بري والحريري وغيرهما يحاولون القيام بمبادرات لخلق ديناميكية سياسية تؤدي الى انتخاب رئيس للجمهورية لكن الأمور معقدة الى درجة أن كل هذه المحاولات باءت بالفشل، ومن هنا لدينا خوف كبير من أن طاولة الحوار لا تستطيع تجاوز هذه الصعوبات وتصل الى حل الحد الأدنى المطلوب.

ــ البعض يتخوف من عدم نجاح الحوار كآخر خرطوشة للإنقاذ، فهل البديل هو الفوضى والصدام؟

- لا أعتقد أننا ذاهبون نحو الفوضى والصدام لأن هناك مظلة دولية تظلل لبنان أمنياً وهي لا تزال موجودة لكن ليس أكثر من ذلك. ومن هنا اعتبر أن القوى الأمنية تقوم بدور جبار وفاعل.

ــ في تقديرك ماذا أثبتت نتائج الانتخابات البلدية والاختيارية والرسالة التي وصلت الى كل المعنيين؟

- هذه الانتخابات أثبتت أن هناك قوى سياسية موجودة لها دورها، وأن هناك أحزاباً وشخصيات، وأن الشارع المسيحي ليس ملكاً لأي فريق من هذه القوى، بل هو متنوع وعلى تفاعل مع كافة القوى السياسية. كما أن الانتخابات أثبتت أن البيوتات السياسية لا تزال موجودة ولا يمكن إلغاؤها.