تفاصيل الخبر

الوزير والنائب السابق فريد هيكل الخازن عشية انتخابات كسروان: أدعو الكسروانيين الى وقفة عز لمواجهة المشروع الإلغائي الذي يتعرّضون له!

13/05/2016
الوزير والنائب السابق فريد هيكل الخازن عشية انتخابات كسروان: أدعو الكسروانيين الى وقفة عز لمواجهة  المشروع الإلغائي الذي يتعرّضون له!

الوزير والنائب السابق فريد هيكل الخازن عشية انتخابات كسروان: أدعو الكسروانيين الى وقفة عز لمواجهة المشروع الإلغائي الذي يتعرّضون له!

 

5-(1)---1 بقلم حسين حمية

المحطة الثانية للانتخابات البلدية والاختيارية لبيروت والبقاع ستبدأ بعد غدٍ الأحد يوم 15 الجاري في محافظة جبل لبنان التي تتجه الى تحالفات ومعارك في آن، لاسيما في كسروان بعد نسيج التحالف الحزبي بين التيار الوطني الحر والقوات والكتائب وحتى الأحرار في أكثر من مدينة وبلدة، خاصة في بلدة غوسطا معقل آل الخازن وفي جونية عاصمة القضاء مع فارق بسيط هو أن القوات اللبنانية تشارك العائلات ورموزها في جونية عبر لائحة التجدد المدعومة من النائب والوزير السابق فريد هيكل الخازن والنائب السابق منصور غانم البون والاقتصادي الكبير نعمة أفرام ضد لائحة رئيس البلدية الحالي جوان حبيش (كرامة جونية) المدعومة من باقي الأحزاب. فماذا يقول المعنيون عشية هذه المعركة؟ وهل هي <بروفة> للانتخابات النيابية المقبلة، وبالتالي هل تتكرر تجربة زحلة عبر تحالف الأحزاب ضد الكتلة الشعبية أم أن كسروان العاصية ستكون عصيّة على الإلغاء والترويض؟

<الأفكار> التقت الوزير والنائب السابق فريد هيكل الخازن داخل منزله العائلي في منطقة جونية وحاورته في هذا الملف وطرحت معه كل الاحتمالات والخيارات بدءاً من السؤال:

 

رمزية معركة غوسطا

 

ــ كيف تقرأ المعركة في كسروان، خاصة وأنها اتخذت طابعاً سياسياً حاداً بعد تحالف الأحزاب، لاسيما في بلدة غوسطا واستطراداً في جونية عاصمة القضاء، وهل هي معركة إلغاء لرموز ومرجعيات كسروانية ترفض هذا الواقع وتتمسّك بدورها؟

- هذا صحيح، فالرمزية السياسية للمعركة هي في غوسطا نتيجة تحالف <العونيين> و<القوات> معاً، هناك عكس ما هو حاصل في جونية حيث ترشحت القوات معنا بسبب علاقتها بنعمة أفرام، وفي غوسطا نعيش معركة انتخابية ذات بُعد إلغائي، وكنا نأمل أن تمد القوى السياسية اليد الى القوى المستقلة والى البيوتات السياسية وأن تستكمل المصالحة المسيحية بين التيار الوطني الحر والقوات اللبنانية الى مصالحة مسيحية حقيقية تشمل أكبر عدد من القوى السياسية المسيحية التي تمثل على الأرض، لأنه ثبت أن المسيحيين لا يمكن سوقَهم لا بالقمع ولا بالإقصاء ولا بالتهميش، لأن أهمية دور المسيحيين في هذا البلد هي التعددية والتنوّع السياسي، وجاءت انتخابات زحلة اليوم لتؤكد ما أقوله بأن كل الأحزاب المسيحية وليس فقط <التيار> و<القوات>، بل أيضاً الكتائب التي تملك وزناً كبيراً في زحلة، حصلت على 10 آلاف صوت، بينما ميريام سكاف لوحدها حصلت على ما يقارب الـ 9 آلاف صوت، والنائب نقولا فتوش حصل على ما يقارب الـ7 آلاف صوت، ما يعني أن الأحزاب المسيحية الثلاثة الكبرى لم تنل 40 بالمئة من أصوات الزحلاويين.

وتابع يقول:

- اليوم نجد أن هذا الامر يتكرر في غوسطا التي تحمل رمزية معيّنة لإلغاء بيت سياسي عريق في كسروان هو بيت هيكل ورشيد الخازن اللذين يمثلهما اليوم فريد هيكل الخازن. ولذلك آسف بأن تذهب الأمور الى هذا الاتجاه.

ــ ألم تحصل محاولات وفاقية قبل الآن؟

- أي وفاق هذا إذا كان هناك قرار سياسي بالمعركة، لاسيما وأن المسألة في غوسطا لا تتعلق بالبلدية أو بـإدارة البلدية، بل المشكلة أن هناك قراراً بالقضاء على فريد هيكل الخازن في إحدى أعرق القرى المسيحية المارونية التي تضمّ أكثر من 23 كنيسة، وخرج منها بطاركة من كل العائلات ومطارنة ورجال دين ودنيا. كما أن بلدة غوسطا ترمز الى آل الخازن الذين كانوا حراس البطريركية، خاصة وأنه عند انتخاب أي بطريرك ماروني يجب أن يكون أحد الخازنيين الموجودين عند تنصيبه من غوسطا والآخر من عجلتون، وبالتالي هناك رمزية لبلدة غوسطا، ولذلك تخيّل لو أننا، لا سمح الله، تدخلّنا في بشري وقمنا بمعركة ضد الدكتور سمير جعجع في بلدته، وهذا أمر ممكن طالما أن هناك انتخابات في بشري ويمكن أن ندعم مادياً ومعنوياً ومن خلال حضورنا أو ندخل معركة في حارة حريك على سبيل المثال، لكن نحن حريصون على المحافظة على حضور القوات اللبنانية، وكذلك حضور ورمزية زعيم كبير بحجم العماد ميشال عون، لأن قوّتنا تكمن في هذه الزعامات الى جانب الزعامات الأخرى والبيوتات السياسية والقوى المستقلة.

طابع معركة جونية

ــ هل هذه الانتخابات (بروفة) للانتخابات النيابية طالما تأخذ هذا البُعد السياسي؟

- طبعاً، وأكيد، لأنه عند ضرب بلدة هيكل الخازن بلدياً في معقله، كأنك توصل رسالة بأن هذا الحصان هو حصان خاسر في الانتخابات النيابية.

ــ وهل الأمر ينسحب على جونية، أم لها خصوصيتها؟

- الأمور تختلف في جونية لأن الحزبي اختلط بالعائلي، لكن العنوان الأساسي في جونية هو: هل ان أبناء جونية يريدون تسليم أحد أكبر المرافق العامة وهو البلدية الى التيار الوطني الحر؟ وهل المطلوب من البلدية أن تمثل أكبر عدد ممكن من الأفرقاء السياسيين، أو أن المطلوب تسليمها الى التيار الوطني الحر، لاسيما وأننا نعرف جميعاً أنه عندما تتسلم أي جهة سياسية موقعاً بحجم بلدية جونية، معناه أن هذا المرفق سيستخدم في الاستحقاقات المقبلة النيابية وغيرها. وأنا من هنا أدعو أبناء جونية الى عدم تسليم البلدية الى التيار الوطني الحر، وهذا هو الموضوع الاساسي، والباقي مجرد تفاصيل.

ــ لماذا موقف القوات مختلف عما هو حاصل في بلدات أخرى لاسيما في بلدة غوسطا؟

- لأن القوات اللبنانية لديها حليف هو الأستاذ نعمة أفرام وشاءت أن تشارك معنا في اللائحة.

ــ هل الخوف من الإلغاء هو الذي جمعك مع النائب السابق منصور غانم البون ونعمة أفرام؟

- هذه الجمعة طبيعية ومن غير الطبيعي أن نبقى منقسمين على أنفسنا. وكما حصل في مدينة زحلة هيهات لو كانت ميريام سكاف متحالفة مع نقولا فتوش.. فهذا هو التحالف الطبيعي، ونحن ندرك جميعاً أن القوى السياسية المستقلة تتعرّض لحملة إلغاء، ومن بديهيات الأمور وأبسطها أن تلتقي وتتحالف تماماً كما تحالفت الأحزاب فيما بينها ضدنا.

وجه المقارنة بين جونية وزحلة

ــ هل تتكرّر تجربة زحلة في جونية أم أن الأمر مختلف هنا؟

- جونية لا تقارن بزحلة، وزحلة تقارن بغوسطا، أي أن الأحزاب في وجه البيوتات السياسية. لكن في جونية هناك معركة ذات طابع بلدي ولها علاقة بتحديد الأحجام السياسية، وهل ان أبناء جونية يريدون أو يقبلون بتسليم مرفق بحجم بلدية جونية للتيار الوطني الحر ام لا؟!

5-(7)---2ــ هل أخطأت ميريام سكاف بعدم تحالفها مع نقولا فتوش كما تقول، وإلا لكانت زحلة انطبق عليها القول القديم بأنها <مقبرة الأحزاب>؟

- صحيح، فالسيدة ميريام سكاف ارتكبت خطأ كبيراً لأنه مقابل نسج تحالفات كبرى ضدها كان لا بدّ من نسج تحالفات عائلية، خاصة وأن الأحزاب الثلاثة لم تنل أكثر من الثلث بقليل، أو ان كل حزب نال 13,3 بالمئة من مجموع الناخبين. بينما السيدة ميريام نالت لوحدها أكثر من 28 بالمئة أو ما نسبته الثلث.

ــ الانتخابات البلدية والاختيارية أظهرت أن الأسباب الأمنية الموجبة للتمديد للمجالس النيابية لم تكن حجة مقنعة، بدليل أن المحطة الأولى وهي بيروت والبقاع جرت بشكل أمني لم يتخلله أي حادث أمني كبير لا سمح الله، فماذا تقول هنا؟

- هذا صحيح، لكن إجراء الانتخابات النيابية في ظل غياب رئيس الجمهورية يشكل عيباً دستورياً كبيراً، لأن الحكومة عند انتخاب مجلس جديد لا بد أن تصبح مستقيلة تلقائياً، وبالتالي تستقيل أمام من؟ ومن هو الذي سيدعو الى استشارات نيابية لتشكيل حكومة جديدة؟ فهذه مشكلة دستورية. وفي تقديري أن من يستطيع إجراء تعديل دستوري فالأفضل له ان يعمد فوراً الى انتخاب رئيس للجمهورية. أضف الى ذلك، فهل من الجائز إجراء انتخابات بلدية وانتخابات نيابية وعدم إجراء انتخابات رئاسية؟ فهذه هرطقة وفضيحة.

ــ طالما أن الأحزاب تتفق بلدياً، لماذا لم تتفق رئاسياً وينتهي الأمر؟

- اتفاقهم ليس شاملاً، وهم متفقون بلدياً في أماكن ومختلفون في أماكن أخرى.

ــ إذاً، كيف هي الخارطة النهائية للانتخابات البلدية والاختيارية في كسروان عشية يوم 15 الجاري؟

- حاولت الأحزاب أن تتدخل في بعض القرى، لكنها وجدت أن هناك رفضاً كبيراً، وعندئذٍ عمدت الى التحالف فيما بينها، لكن تبيّن أنها تشكّل فريقاً من الأفرقاء الموجودين على الساحة الكسروانية. وهنا أرى أن الخطأ الذي ارتُكب في زحلة لن يُرتكب في مدن وقرى أخرى، لأن العائلات ستعمد فوراً الى التحالف مع القوى السياسية المستقلة. علماً بأن انتخابات كسروان كلها هي انتخابات عائلية ذات طابع بلدي باستثناء بلدة غوسطا التي تحمل بعداً سياسياً، وجونية كما سبق وأشرت عن وضعها السياسي المتعلق بتحديد الأحجام السياسية.

ــ كسروان العاصية على مر الزمن، هل ستكون عاصية اليوم في وجه محاولات الإلغاء الحزبية، وماذا تقول لأهالي كسروان ولأولاد غوسطا وجونية بالتحديد؟

- أقول لأهالي كسروان أن ينتخبوا وفق ضمائرهم لا أن يتخلوا عن الناس الذين يعيشون معهم بشكل يومي ومستمر،  أولئك الذين ينسجون معهم علاقة تاريخية من الآباء الى الأجداد. وأدعو أبناء كسروان الى وقفة عز في وجه المشروع الإلغائي الذي يتعرّضون له.