تفاصيل الخبر

الوزير محمد داوود.. نرفع لك القبعة احتراماً

26/07/2019
الوزير محمد داوود.. نرفع لك القبعة احتراماً

الوزير محمد داوود.. نرفع لك القبعة احتراماً

وزير الثقافة محمد داوود هو اصغر الوزراء الذكور سناً (38 سنة ) والثاني بين الوزراء بعد وزيرة الطاقة والمياه ندى بستاني (36 سنة )، ومع ذلك نجد هذا الوزير رصيناً متزناً هادئاً ومتواضعاً حتى انه شارك في فعاليات ليلة المتاحف التي ارادها مجانية أمام المواطنين كأي مواطن عادي دون موكب امني واستقل الباص مع الاعلاميين، ووقف بالصف امام متحف العملات في مصرف لبنان بإنتظار مجيء دوره ورفع يده في متحف سرسق أمام الموظّف المسؤول عن التفتيش الأمني ليخضع كأي مواطن للتفتيش قبل الدّخول دون اعتراض، ما يدل انه يختزن حكمة الكبار وتواضعهم، لا بل يتحرك في وزارته كخلية نحل لكن بصمت دون كلل او ملل ويجوب المناطق ليشارك في مهرجان هنا او هناك او ليفتتح فعالية ثقافية او ليوقع على اتفاقية تعاون، ويتواصل مع اهل الفن والثقافة والسياحة بكل حميمية ويهتم بالمتاحف والمسارح والارث الثقافي، وهو الذي بادر فور تشكيل <حكومة الى العمل> في بداية السنة وصياغة بيانها الوزاري ان طلب اضافة فقرة تتعلق بوزارته تنص على التأكيد على دورالثقافة المحوري في عملية النهوض الاقتصادي والاجتماعي في ظل ما يعرف بإقتصاد المعرفة ومتابعة تنفيذ استراتيجية النهوض الثقافي في لبنان وتنمية الابداعات الفكرية ونشر الوعي الثقافي. كما لفت فور تسلمه الوزارة الى ان عقد الإيجار المبرم بين وزارة الثقافة واصحاب المبنى الذي تشغله الوزارة يشكل ارهاقاً للخزينة والمالية العامة في زمن التقشف الاقتصادي والمالي، خاصة وانه يؤمن بضرورة الاصلاح المستدام لمعالجة الاسباب الحقيقية وراء تفاقم الازمة الاقتصادية.

فالوزير محمد داوود المولود في بدياس الجنوبية سنة 1981 هو ابن الشهيد القائد في حركة امل داوود داوود من رفاق الامام المغيب موسى الصدرالاوائل، ومتزوج من الدكتورة مايا صفي الدين ويحمل بكالوريوس في علم الأحياء من الجامعة الأميركية في بيروت وشهادات في ابحاث ودورات في علوم الاساسيات في قسم الكيمياء الحيوية والزمالة في علاج الصدمة الجراحية ووحدة العناية المركزة الجراحية ودعم الحياة المتقدم وما شابه، واختير كأفضل معلم مقيم في قسم الجراحة - AUBMC لعام 2012/2013 وحصل على جائزة أفضل معلم مقيم. ولقد اختاره رئيس مجلس النواب نبيه بري من حصته الوزارية في ضربة معلم ارضت جمهور حركة امل كلفتة وفاء لوالده أحد المؤسسين للحركة من جهة واشراك عنصر الشباب في الحياة السياسية من جهة اخرى على امل ان يحدث فرقاً ويرتقي بوزارة الثقافة، خاصة وان اي شعب تقاس حضارته وتطوره بمدى تطور ثقافته وغناها ويجعل منها وزارة سيادية بإمتياز كما سبق وأشار وزير الثقافة الاسبق ومبعوث الامم المتحدة الى ليبيا غسان سلامة عندما قال: <سأترك وزارة يتقاتلون عليها> بعدما انجز هيكليتها وانجز الجانب التشريعي والقانوني لها، وهذا ليس صعباً على الوزير الشاب الواعد محمد داوود الذي يراكم ما حققه اسلافه ويترك بصمة واضحة في الوزارة تؤسس للمستقبل ولا يكون مجرد عابر سبيل، خاصة وانه يؤمن بدور الثقافة وبأن لبنان بلد التنوع والحضارة والمنارة والاشعاع والابداع، ويقول ان خلاص لبنان من الأزمات المتفاقمة لن يكون إلا بإرتكاز بنيانه على قاعدة التربية وتغليب منطق الاصلاح. فهل ينقلنا محمد داوود الى الغد الافضل من خلال الاستثمار بإرثنا الثقافي والتاريخي وتسويقه عالمياً والانطلاق نحو المستقبل، لاسيما وان اي دولة بلا تاريخ لن يكون لها حاضر ومستقبل، خاصة وان الثقافة هى مقياس رقي الشعوب والأمم؟