تفاصيل الخبر

الوزيرة السابقة مي شدياق تتعافى من "الكورونا" وتقول للبنانيين: إلتزموا بالحظر وعدم التنقل  كي تحموا أنفسكم ولا تعرضوا أهلكم ومجتمعكم للخطر!

02/04/2020
الوزيرة السابقة مي شدياق تتعافى من "الكورونا" وتقول للبنانيين:  إلتزموا بالحظر وعدم التنقل  كي تحموا أنفسكم ولا تعرضوا أهلكم ومجتمعكم للخطر!

الوزيرة السابقة مي شدياق تتعافى من "الكورونا" وتقول للبنانيين: إلتزموا بالحظر وعدم التنقل  كي تحموا أنفسكم ولا تعرضوا أهلكم ومجتمعكم للخطر!

[caption id="attachment_76527" align="alignleft" width="215"] مي شدياق عند خروجها من مستشفى اوتيل ديو[/caption]

بقلم حسين حمية

وباء "الكورونا" يضرب خبط عشواء بين الناس في أربع رياح الارض ولا يفرق بين كبير وصغير أو غني وفقير أو رئيس ومرؤوس،  فالكل ضحاياه ، وقد أصاب الكثيرين في لبنان  بمن فيهم وزيرة التنمية الادارية السابقة الدكتورة  مي شدياق خلال زيارتها العاصمة الفرنسية باريس منذ ثلاثة أسابيع بناء على موعد طبي الذي تزامن مع زفاف ابنة إحدى صديقاتها. وما أن عادت الى بلدها وشعرت بعوارض "الكورونا" حتى هرعت على الفور الى مستشفى "اوتيل ديو" وخضعت للفحص وكانت نتيجته ايجابية، فوضعت في العزل في جناح المستشفى المخصص لمعالجة حالات "الكورونا"، وبدأت بتلقي العلاج الى أن خرجت من المستشفى الى الحجر المنزلي يوم الاثنين الماضي، وحالتها اليوم مستقرة والى مزيد من التحسن، وقد تلقت العديد من الاتصالات للإطمئنان على سلامتها والتضامن معها بدءاً من الرؤساء والوزراء، حتى إنها تلقت رسالة دعم خاصة من الممثل الأميركي" توماس سادوسكي" وزوجته الممثلة "أماندا سيفريد".

فماذا تقول عن حالتها وكيف أصيبت؟

 "الأفكار" استضافت على صفحاتها الوزيرة مي شدياق وحاورتها بإيجاز عن هذه التجربة بعيداً عن هم السياسة كما أرادت، وقالت بداية حول سفرها وإصابتها :

الحمد لله وضعي الصحي مستقر وأتماثل إلى الشفاء بعدما تمت معالجتي  بالمصل والأدوية ولم أكن بحاجة إلى جهاز تنفسيّ ولن اتأخر في الخروج من المستشفى إن شاء الله وأشكر كل  الأحبة المتصلين والمتضامنين معي وهذا يذكرني بما حصل خلال محاولة اغتيالي في 25 ايلول(سبتمبر) 2005 والمعاناة التي عشتها والتجربة التي خضتها آنذاك. أما بالنسبة لإصابتي فقد سافرت الى فرنسا بناءً على موعد طبي مُلِحّ يتعلق بـ"البروتيز" الناجم عن محاولة الاغتيال  في المركز الطبي بعدما سبق أن أجّلته مراراً نتيجة أحداث الثورة في 17 تشرين الأول (اكتوبر) الماضي، لكن مع سوء حالتي قررت السفر وشئت أن يتزامن الموعد مع زفاف ابنة صديقتي. وبعد ثلاثة أيام علاج في مركز الـprotheses توجّهنا بالسيارة إلى "ميجيف" الفرنسية لحضور الزفاف المقتصرعلى بعض الأصدقاء في كنيسة القديس يوحنا المعمدان، وبالتالي غادرت لبنان مع أختي ميشا في 8 آذار (مارس)، وكانت الحياة طبيعية في فرنسا ولم تكن هناك إجراءات وقائية، وعدنا الى لبنان في 16 آذار(مارس) وتوجّهنا مباشرة إلى منزلي حيث عزلنا أنفسنا عن الجميع طوال مدة حجرنا الطّوعي حرصاً على من نحبّهم، الى أن أجريت الفحص بعدما شعرت بنزلات برد وتذبذب في درجة الحرارة وبخمول، وجاءت النتيجة ايجابية، فيما نتيجة أختي ميشا كانت سلبية. وعلى الفور انتقلت الى مستشفى "اوتيل ديو" بسيارتي ولم اطلب سيارة اسعاف او سيارة مرافقة كي لا أعرض أحداً الى الخطر وبقيت هناك.

[caption id="attachment_76526" align="alignleft" width="406"] ضحكة من القلب بين الدكتور سمير جعجع ومي شدياق[/caption]

 وعن حالة التعبئة وما إذا كانت كافية لمنع انتشار الوباء، قالت:

_ سبق أن طالبت بإعلان حالة الطوارىء لأن حالة التعبئة ليست كافية لمنع تفشي الوباء، خاصة  وأن الخروقات تتكرر كل يوم والناس تتنقل من منطقة الى أخرى وترتاد الاسواق الشعبية وتحصل تجمعات في أكثر من مكان، ولذلك حالة الطوارىء كانت ضرورية لحماية لبنان من آثار انتشار الفيروس.

 وما توصي به الناس قالت:

 _ أكرر النداء للناس بأن يبقوا في منازلهم وألّا يخافوا أو يخجلوا من الإصابة بالفيروس، فـ"الكورونا" ليس عيباً، ولا بد من الانتباه  واتباع الإجراءات الوقائية لا سيما بالنسبة إلى العائدين من السفر، فالناس يجب ألا يخجلوا من الاصابة وأن يصرحوا عنها تماماً كما فعلت أنا عندما شعرت بالعوارض وأجريت الفحص وخضعت للعلاج وأعلنت صراحة عن اصابتي بالفيروس، وواجب على كل كمواطن أن يحمي نفسه ويحمي الآخرين خاصة عائلته وأقرب المقربين منه.

 وعما تداولته وسائل التواصل من تعليقات على مواقع التواصل الاجتماعي بين التضامن معها والشماتة بها بعدما سبق أن دعت الى حظر الرحلات من إيران قالت:

 _ أشكر كل من تضامن معي واتصل بي وآسف أن يصل البعض الى هذا الدرك من نبش القبور وبث الاحقاد والسموم ولا بد من فصل السياسة عن هذا الوباء والوعي لخطورة الاصابة به وآثاره على الآخرين، وأنا قلت سابقاً بضرورة منع الرحلات من ايران ومن ايطاليا لأنهما بلدان كانا يشكلان بؤرة انتشار في البداية، وموقفي لم يكن نابعاً من معتقدي السياسي بل من الحرص على ألا ينتشر المرض في لبنان ويصيب المجتمع كله لأننا نعيش معاً في بلد واحد ولا يجوز تسسيس هذا الوباء، لكن بكل أسف فالوباء السياسي والفكري يضرب عقول الكثيرين، وأنا المارونية أقول لو أتى الفيروس من روما والفاتيكان بالتأكيد سأرفضه ولا أقدسه لأنه وباء يطاول الجميع ويعرض مجتمعنا كله للخطر.

[caption id="attachment_76528" align="alignleft" width="333"] مي شدياق وشقيقتها ميشا داخل مستشفى اوتيل ديو[/caption]

 وعن أداء الحكومة بشكل عام والصحي بشكل خاص قالت:

 _  نحن طالبنا بحكومة تكنوقراط مستقلة، لكن ما نراه هو حكومة تكنوقراط على صعيد الحصص والتعيينات وغيرها. ونحن اليوم نعيش حالة استثنائية والكل يُجمع أن مستشفى رفيق الحريري الجامعي قام بخطوات جبارة ولذلك حرص كثيرون على دعمه وإنشاء صندوق تبرعات له، والأطباء والممرضون والممرضات قاموا بكل ما يلزم وكانوا الجنود المجهولين ولا بد من شكرهم وشكر كل أطباء وممرضي لبنان على ما بذلوه وأهنئهم على شجاعتهم وتفانيهم كونهم لبوا النداء تحت خطر إصابتهم أيضاً بهذا الفيروس.

 وأشارت الوزيرة السابقة الى أن صندوق الضمان الاجتماعي يغطي كلفة علاج "كورونا"، مسجلة عتبها على شركات التأمين لأنه بعد محاولة اغتيالها لم تقبل أي شركة بتغطية الحادث ما جعلها تلجأ الى الضمان، مشددة على أن كل الجهات يجب أن تضحي في الأزمات كي يتم تجاوزها.

 وعن حال الطلاب والمغتربين في الخارج الذين يودون المجيء والدعوة لتسهيل عودتهم في ظل إقفال المطار، قالت:

 _ أتفهم وضعهم وهم يعيشون القلق والحاجة والتعب في الغربة ولا بد من قرار رسمي لتسهيل ورعاية عودتهم، حيث لا يمكن أن يتركوا لمصيرهم أو أن يفترشوا أرض مطارات العالم بلا مأوى أو مال، وواجب الدولة أن تمد لهم يد المساعدة.