بقلم وردية بطرس
[caption id="attachment_81569" align="alignleft" width="375"]
وفي غرفة العمليات.[/caption]
ليس بجديد على الوزيرة السابقة الدكتورة مي شدياق التي تحدّت كل الصعاب خلال مسيرتها الاعلامية ان تطلق مبادرة Ground- 0 لمساعدة المتضررين من انفجار مرفأ بيروت وأيضاً للمطالبة بتحقيق دولي عن هذه الكارثة التي حلّت ببيروت وأهلها. فالوزيرة السابقة مي شدياق تخطّت صعاب كثيرة ولا تزال اذ بالرغم من كل شيء لا تشعر بالضعف ولا اليأس وهي التي واجهت الموت منذ 15 سنة يوم محاولة اغتيالها بتاريخ 25 أيلول (سبتمبر) 2005. فبعد أيام على وقوع انفجار مرفأ بيروت أطلقت رئيسة لجنة اغاثة بيروت الوزيرة السابقة مي شدياق عريضة توقع من أهالي الضحايا والشهداء، والمفقودين ومن المصابين، ومن جميع من تهدّمت أو تضرّرت منازلهم او شركاتهم او مؤسساتهم للمطالبة بتحقيق دولي، لترسل الى الأمين العام للأمم المتحدة (أنطونيو غوتيريس)، بواسطة ممثل الأمم المتحدة في لبنان (يان كوبيش)، لاتخاذ الاجراءات الآيلة لتعيين لجنة تقصّي حقائق دولية تكون مهمتها الانتقال سريعاً الى لبنان والمباشرة بتحقيقاتها حول الانفجار والوصول الى نتائج يُبنى عليها في محاكمة المسؤولين عن تلك الجريمة.
وكانت قد تحدثت الدكتورة مي شدياق في مؤتمر صحافي عن الهدف من الدعوة لتحقيق دولي لمحاسبة من تسبّب بهذه الجريمة ومن كان وراءها لكي لا ينتهي مصير مسببي جريمة الرابع من آب (أغسطس) كباقي الجرائم والاغتيالات، ولينال الضحايا حقهم ولو كان معنوياً. ودعت شدياق المتضررين الذين يريدون التوقيع التوجه الى خيم Ground- 0 الموجودة في ساحة ساسين، مار مخايل والكرنتينا. وكشفت ان فريقاً من متطوعي المبادرة سيزور المتضررين في بيوتهم للتوقيع على العريضة، كما يمكن الاطلاع على تفاصيل اضافية عن المبادرة عبر زيارة موقع
كما تطرقت شدياق الى نشاطات Ground – 0 التي أطلقت منذ اليوم الأول بعد الانفجار لمساندة الأهالي المنكوبين والعاصمة التي شهدت أسوء ضربة في تاريخها، والمتطوعون ساهموا بداية بازالة الركام وتأمين دعم طبي للجرحى وبأعمال اغاثية أخرى، وبدأت بعدها بمسح وتقييم مفصّل للشقق والمحلات التجارية المتضررة وأطلقت حملة Donate to Lebanon لمن يرغب بالتبرع من لبنان ومن كل دول العالم لترميم وتأهيل أكبر عدد من المنازل.
الوزيرة السابقة مي شدياق واطلاق مبادرة Ground – 0
[caption id="attachment_81566" align="alignleft" width="375"]
الوزيرة شدياق خلال جولة للجنة Ground- 0 على شوارع الكرنتينا وتفقد الأضرار.[/caption]
فلماذا أطلقت مبادرة Ground- 0؟ ولماذا سُميت بهذه التسمية؟ وما هي النشاطات التي تقوم بها المبادرة؟ لنعرف أكثر عن هذه المبادرة تحدثنا مع الوزيرة السابقة الدكتورة مي شدياق التي أطلقت هذه المبادرة بعد وقوع كارثة مرفأ بيروت التي هزّت لبنان والعالم نظراً لبشاعة الجريمة التي ارتكبت بحق هذه المدينة وأهلها وسألناها بداية:
* كيف انطلقت المبادرة ولماذا سُميت المبادرة بـ Ground – 0؟
- انطلقت Ground – 0 عقب الفاجعة التي حلّت ببيروت بعد انفجار المرفأ الذي خلّف دماراً كارثياً بالعاصمة وبدأت اللجنة التي تضم عدداً كبيراً من المتطوعين عملها بالشراكة مع العديد من المنظمات غير الحكومية في لبنان والخارج لاسيما أستراليا والولايات المتحدة بالاضافة الى دعم من رجل الأعمال الاماراتي خلف أحمد الحبتور ومن الكويت وغيرها من الدول. وشاركت منذ اليوم الأول بأعمال الاغاثة والانقاذ وازالة الركام كما ساهمت بتأمين مراكز للايواء وتأمين الدعم الطبي والنفسي وتوزيع المواد الغذائية. بالنسبة
لمعنى Ground – 0 فيما يتعلق بالانفجارات يعني نقطة الضرر الأكبر، وأُستخدم المصطلح باختبار Trinity في نيو مكسيكو، وكذلك في التفجيرات الذرية لهيروشيما وناكازاكي في اليابان. وبما ان انفجار مرفأ بيروت أُعتبر من الانفجارات الأقوى في العالم بعد هيروشيما وناكازاكي، وبما أن المبادرة تتوجه الى المنطقة المنكوبة الأكثر تضرراً، قررت لجنة اغاثة بيروت اعتماد تسميةGround – 0 ووضعت اللجنة في سلم أهدافها المساعدة في اعادة تأهيل وترميم المنازل على قدر الامكانيات التي تتوافر لها فأطلقت حملةDonate to Lebanon لمن يرغب بالتبرع من لبنان وكل دول العالم، وبدأت بالتوازي فرق الهندسة التابعة لها بمسح المباني المتضررة وهي تقوم اليوم بأعمال الترميم واعادة التأهيل لعدد كبير منها. وما زلنا نستقبل الدعم لمساعدة عدد أكبر من المنازل. وفي الوقت نفسه تستمر لجنة اغاثة بيروت بتوزيع المساعدات الطبية وكذلك الغذائية على العائلات الأكثر حاجة في المناطق المتضررة ومستمرة حالياً بهذه المبادرة، كما تحضر 400 طبق يومي يوزع على العائلات، بالتعاون مع جمعيات أخرى ومبادرات فردية. وهنا أود الاشارة الى ان Ground – 0 ستتابع بهذه الخطوة لأكثر من شهرين وتعمل لتأمين المزيد من المساعدات لكي تستمر لأطول مدة ممكنة. وتستقبل اللجنة المساعدات العينية من أدوات منزلية او كهربائية او مفروشات وتهتم بايصالها لعائلات بحاجة لها. وهناك أيضاً المبادرة التي أطلقت مع Donate to Lebanon لمساعدة الطلاب بالأقساط والاحتياجات المدرسية مع بداية العام الدراسي.
متطوعو لجنة إغاثة بيروت والعمل الميداني
[caption id="attachment_81564" align="alignleft" width="375"]
المتطوعون يسلمون الحصص الغذائية للأهالي في باحة مكتب الكرنتينا.[/caption]
* كيف يتم العمل الميداني؟ وما هي الصعوبات التي يواجهها شباب المبادرة خلال عملهم الميداني؟
- متطوعو لجنة اغاثة بيروت ينقسمون الى فرق تهتم كل منها بشق معين، بما يتعلق بتأهيل وترميم المنازل تم تقسيم المهندسين وطلاب الهندسة الى مجموعات منها من قام بمسح الأضرار وأخرى تولّت مهمة التقييم وتحديد الكلفة ليبدأ مهندسو Ground – 0 بالعمل كل فرد وفق اختصاصه، فمنهم من يهتم بالزجاج والالومنيوم والخشب وآخرون بأعمال الترميم في داخل المنازل. بفضل التبرعات لدينا القدرة على تصليح حوالي 400 منزل من الخارج ونحو 250 منزلاً من الداخل، واذا نجحنا بجمع مزيد من التبرعات سنتمكن من مساعدة عدد أكبر.
وتتابع:
- أما بالنسبة للذين يهتمون بالأمور الغذائية، فبدورهم ينقسمون الى مجموعتين الأولى تعمل على تأمين صناديق تحتوي على حصص غذائية تسلمها للعائلات في مكتب في Ground – 0 في الكرنتينا او تقوم بايصالها الى العائلة التي يتعذر عليها الحضور. أما المجموعة الثانية فتهتم بالأطباق اليومية التي تحضرها في مطبخ المدرسة الفندقية في الدكوانة الذي وضعته بتصرّفنا مشكورة المديرة العامة للتعليم المهني والتقني السيدة هنادي بري ويقوم لاحقاً متطوعو اللجنة بتوزيعها. وبطبيعة الحال استمرار هذه المبادرة هو أمر صعب بحد ذاته، لأنها ترتكز على الحصول على مساعدات لتأمين المواد الغذائية الأساسية وبعد مرور أكثر من 40 يوماً ارتفعت نسبة العائلات المحتاجة نتيجة تفاقم الضائقة المالية والاقتصادية التي يعاني منها لبنان وارتفاع نسبة البطالة والفقر.
دور المبادرات في بلد يعاني من أزمات كثيرة
[caption id="attachment_81568" align="alignleft" width="375"]
وخلال تصليح الزجاج والالومنيوم للبيوت المتضررة.[/caption]
* ما أهمية اطلاق مثل هذه المبادرات في بلد يعاني شعبه من اهمال وتقصير الدولة لتأمين احتياجاتهم الأساسية؟
- لعبت هذه المبادرات دوراً أساسياً بعد انفجار المرفأ وما رافقه من تداعيات اذ أطلقتها المنظمات غير الحكومية والجمعيات والمجموعات الشبابية التي سارعت من مختلف المناطق اللبنانية للحضور الى الشوارع المتضررة للمساعدة في أعمال الاغاثة ونقل المرضى وازالة الردم وتقديم المساعدات وساهمت في الاسراع بانهاء أعمال ازالة الردميات من الشوارع كما المنازل المنكوبة التي انشغل معظم أهلها بفقدان أحد أفرادها او كانوا في عداد المصابين او كانوا تحت الصدمة ولم يكن لديهم القوة على تفقد منازلهم المدمرة. هذه المبادرات بدأت بعد الرابع من آب (أغسطس) ولا تزال مستمرة بجدية حتى اليوم كمبادرة Ground – 0 التي تتابع تقديم المساعدة على مختلف الصعد، في وقت تعاني الدولة من الفساد المستشري في مؤسساتها ما جعلها تقصر بحق أبنائها لجهة تقديم الدعم وتأمين الاحتياجات الأساسية لهم. ولا يمكن ان ننسى ان هذا الاهمال والفساد كان من أبرز مسببات هذا الانفجار.
توقيع عريضة للمطالبة بتحقيق دولي
[caption id="attachment_81565" align="alignleft" width="349"]
الوزيرة السابقة مي شدياق تسلم ممثل الأمم المتحدة يان كوبيتش عريضة التواقيع.[/caption]
* ما أهمية العريضة والتواقيع الشخصية لأهالي الضحايا والمفقودين والجرحى والذين تضررت بيوتهم ومؤسساتهم؟ وهل وصلت التواقيع الى الرقم الذي وضعته المبادرة للتوجه بها الى ممثل الأمين العام للأمم المتحدة في لبنان؟
- لأن ما حصل في 4 آب (أغسطس) جريمة جنائية دولية ولأن السلطات اللبنانية غير مؤهلة لمتابعة التحقيقات، ولأننا فقدنا الثقة بالتحقيق المحلي، أطلقنا عريضة تطالب بتحقيق دولي من خلال تعيين لجنة تقصي حقائق دولية تكون مهمتها الانتقال سريعاً الى لبنان والمباشرة بتحقيقاتها حول الانفجار والوصول الى نتائج يُبنى عليها في محاكمة المسؤولين عن تلك الجريمة. وتميزت عن غيرها بأنها موقعة باليد بشكل مباشر من المتضررين من انفجار المرفأ أي من أهالي الضحايا والشهداء، والمفقودين ومن المصابين، ومن جميع من تهدّمت او تضرّرت منازلهم او شركاتهم او مؤسساتهم، ومن المتضررين نفسياً أيضاً ما يزيدها شفافية وجدية. لقد قام متطوعو Ground- 0 بجولات في الشوارع المتضررة وزيارة المنازل والتواصل مع أهالي الضحايا لجمع التواقيع، ونجحوا بفترة قياسية بالحصول على أكثر من 10 آلاف توقيع مع اسم المتضرر ونوع الضرر، وعلى الفور قمنا بتسليمها الى المنسق الخاص للأمم المتحدة في لبنان (يان كوبيتش) الذي وعدنا بتسليمها للأمين العام (انطونيو غوتيريش). وأؤكد بأننا نقوم بالاتصالات اللازمة محلياً ودولياً لدعم الوصول الى تحقيق دولي، وسنقوم باللوبي الضروري في الأمم المتحدة في نيويورك مع الدول الخمس الأساسية التي لديها حق الفيتو لتأمين اقرار لجنة تقصي الحقائق الدولية. ولا نكشف سراً اذا قلنا أن لا أحد يؤمن بصدقية وشفافية التحقيقات الداخلية وعدم خضوعها للضغوطات السياسية التي من شأنها طمس الحقيقة.