تفاصيل الخبر

الوعي هو المطلوب في هذه المرحلة لتجاوز كارثة صحية نتيجة انتشار فيروس كورونا المستجد في لبنان..

19/03/2020
الوعي هو المطلوب في هذه المرحلة لتجاوز كارثة صحية نتيجة انتشار فيروس كورونا المستجد في لبنان..

الوعي هو المطلوب في هذه المرحلة لتجاوز كارثة صحية نتيجة انتشار فيروس كورونا المستجد في لبنان..

 

بقلم وردية بطرس

  [caption id="attachment_76114" align="aligncenter" width="585"] ممرض يتابع أخر أخبار الكورونا[/caption]  

 

الإختصاصي في الامراض الجرثومية والمعدية الدكتور بيار ابي حنا:

كلما التزم اللبنانيون بالحجر الصحي المنزلي تقل فرصة انتشار فيروس كورونا المستجد في البلد!

التزام اللبنانيون بالحجر الصحي المنزلي هو افضل ما يمكن القيام به في هذه المرحلة الصعبة التي يمر بها لبنان مع ازدياد حالات الاصابة بفيروس كورونا المستجد، فقسم من اللبنانيين التزم بالحجر الصحي المنزلي كاجراء وقائي ضد تفشي الفيروس من تلقاء نفسه خشية على صحة وسلامة عائلاتهم واحبائهم. في وقت لا يزال قسم آخر غير مكترث بما يحصل وقد رايناهم على شاشات التلفزة يتنزهون ويمشون على الكورنيش البحري بالرغم من كل التحذيرات عما ينتظره لبنان اذا لم يلتزموا بالارشادات. وكان اعلاميون قد نشروا مقاطع فيديو لمطالبة اللبنانيين بعدم الاختلاط والتجمع في الاماكن العامة تحت شعار #خليك_بالبيت، اذ ان الاعلام هو الذي اعلن حالة الطوارىء بعدما رأى ان الناس يخرجون ويسهرون ويقضون اوقاتهم في مراكز التزلج وغيرها معرضين بذلك صحة وسلامة الاخرين للخطر بمن فيهم صحة اهاليهم واحبائهم.

ومع اعلان الحكومة اللبنانية التعبئة العامة منذ بضعة ايام دخلت البلاد في مرحلة جديدة بعد ان تخطى عدد المصابين بفيروس كورونا 100 شخص، فأصبح هناك خوف كببر من سرعة انتشاره اذا استمرت التجمعات.

وان مدة الحجر الصحي المنزلي هي اسبوعان، وهي فترة حضانة الفيروس قبل ظهور الاعراض، وقبل ان يصبح المريض ناقلا للعدوى، مع العلم ان الفيروس يكون معديا قبل ظهور الاعراض ولهذا فالحجر الصحي المنزلي هو افضل ما يمكن القيام به في هذا الوقت العصيب الذي يمر به لبنان. واهمية هذه الاجراءات انها تساهم في السيطرة على الفيروس والحد من تفشيه في البلد لان الحجر الصحي المنزلي يعد افضل الخيارات عند امتلاء جميع غرف الحجر والعزل في المستشفيات اذا استمر تزايد عددد المصابين بالفيروس.

وكل يوم تصدر وزارة الصحة تقريراً يومياً عن فيروس كورونا المستجد وتبلغ عن الحالات المثبتة مخبريا في مستشفى رفيق الحريري الجامعي وتلك المبلغة عنها في المستشفيات الجامعية المعتمدة من قبل الوزارة، اذ تتابع الوزارة اخذ العينات من جميع المشتبه باصابتهم ومن جميع المخالطين ومراقبة جميع العائدين من البلدان التي تشهد انتشارا محليا للفيروس.

[caption id="attachment_76115" align="alignleft" width="346"] الدكتور بيار ابي حنا[/caption]

الاختصاصي في الامراض الجرثومية والمعدية الدكتور بيار ابي حنا وضرورة التزام الناس بالحجر الصحي المنزلي!

فالى اي مدى سيساهم التزام اللبنانيون بالحجر الصحي المنزلي بالحد من انتشار فيروس كورونا المستجد في لبنان؟ وكيف يحمي الاشخاص انفسهم والمحيطين بهم؟ وغيرها من الأسئلة طرحتها "الافكار" على رئيس دائرة الامراض الجرثومية في قسم مكافحة الكورونا في مستشفى رفيق الحريري والذي يكرس وقته لمعالجة المصابين بفيروس كورونا حيث يعتبر ان المطلوب الان من كل اللبنانيين الالتزام بالتعليمات لحماية انفسهم واحبائهم. ونسأله عن اهم الخطوات التي يجب ان يتبعها الشخص الذي يلتزم بالحجر الصحي المنزلي فيقول:

- ان الشخص الذي يلتزم بالحجر الصحي المنزلي عليه ان يلازم غرفته وان يستخدم حمامه الخاص اذا كان متوفرا، واذا لم يكن ذلك متوفرا فاقله يجب ان تكون هناك مسافة مترين بينه وبين افراد اسرته لكي لا تنتقل العدوى اليهم في حال كان قد اصيب بالفيروس ولكن لم تظهر الاعراض بعد، ولهذا فالتقيد بالتعليمات امر اساسي لحماية صحة وسلامة المحيطين به... وطبعا غسل اليدين امر الزامي واساسي، وكذلك تنظيف وتعقيم كل الاسطح التي يمكن ان يكون قد لمسها او استخدمها.

 

الاشاعات اكثر خطورة!

* هناك اشاعات مغلوطة يتناقلها الناس عن فيروس كورونا واحيانا يكون لها تاثير سلبي على الناس فكيف يؤثر ذلك خصوصا عندما تشكل ارباكا عن بعض الاشخاص بما يتعلق بالفيروس؟

- كما رأينا ان الاشاعات حول فيروس كورونا المستجد تطلق في كل العالم وليس فقط في لبنان، اذ كل شخص يسمع بقصة او معلومة يسارع الى نشرها وما شابه دون التأكد منها، ولهذا يجب التقيد بالتعليمات الصادرة عن المؤسسات العامة والجمعيات العلمية التي تكون موثوقة ومثبتة علميا وبالتالي يمكن الاعتماد عليها وليس على اشاعات مغلوطة.

* كاختصاصي في الامراض الجرثومية والمعدية كيف تقيّم الوضع في لبنان: هل هو خطير الى هذا الحد ام هناك تهويل؟

- طبعا هذا وباء خطير، ولقد رأينا ماذا يحصل في شمال ايطاليا، وايضا في ايران، وفي ولاية واشنطن في الولايات المتحدة، وقبل كل هذه البلدان رأينا ما حصل في الصين، فالامر خطير ولكن علينا ان نواجهه من خلال الانتباه واتباع الارشادات اذ انه تحدٍ كبير بالنسبة الينا جميعا. واليوم بعدما اطلقت الدولة التعبئة العامة لمدة اسبوعين فان ذلك سيساعد كثيرا لكي لا نصل الى معدل الذروة الذي اشير اليه في حال استمرت التجمعات والاحتكاك بين الناس، وبالتالي فان التزام الناس بالحجر الصحي المنزلي سيخفف من خطر تحول الفيروس في لبنان الى وباء، لانه كما اصبح الجميع يعلم بان الاحتكاك المباشر بين الناس يزيد من نسبة انتشار الفيروس، بينما العكس سيخفف من انتشاره وهذا سيساعدنا لنكسب بعض الوقت لكي نكون مستعدين اكثر، وربما يخف موسم الانفلونزا لاننا لا نزال في موسم الانفلونزا، وبهذه الطريقة سنخفف الضغط على المستشفيات، كما اننا لا نعرف كيف سيتجاوب الفيروس مع الطقس عندما يصبح دافئا اذ ربما تخف قوته، وربما قريبا يتم ايجاد علاج او لقاح لهذا الفيروس، وبالتالي من المهم الحد من انتشاره الان لكي نكون جميعنا والمستشفيات والمراكز الصحية على استعداد اكثر.

*هل الحد من انتشار فيروس كورونا المستجد في بلد صغير مثل لبنان أسهل؟

- مبدئياً يجب أن يكون احتواء فيروس كورونا المستجد في لبنان أسهل، ولكن المشكلة ان حالات الإصابة لم تكن معروفة بعد بأنها آتية من بلدان موبوءة كما حصل مع المصاب القادم من مصر والمصابة القادمة من بريطانيا إذا لم تكن قد صنفت بلداناً موبوءة، وبالتالي لم تتم معرفة هذه الحالات في البداية، وللاسف تزايد عدد المصابين.

 

الوعي ثم الوعي!

* بالرغم من تذمر اللبنانيين من انه لم تتخذ الاجراءات اللازمة في بداية الأمر لتفادي انتشار الفيروس إلا انه تم اغلاق المدارس منذ أكثر من أسبوعين واليوم يلتزم الناس بالحجر الصحي المنزلي في الوقت الذي نجد فيه بلداناً أوروبية لم تتخذ مثل هذه الاجراءات حتى الآن بالرغم من ارتفاع حالات الإصابة بالفيروس؟

- هناك وعي لدى اللبنانيين ولكن يجب أن يكون الوعي كاملاً، لأنه للأسف ما شاهدناه منذ أيام من خروج المئات الى الكورنيش البحري للتنزه والمشي الى ما هنالك يشكل خطراً على صحتهم، وطبعاً اختلف الأمر الآن إذ يمنع التجمع واحتكاك الناس في الأماكن العامة لأن الخطورة تكمن بالاحتكاك المباشر بين الناس.

 

تقوية جهاز المناعة!

* والى أي مدى تساعد تقوية جهاز المناعة في هذا الخصوص؟

- لا شك ان تقوية جهاز المناعة أهم شيء يمكن القيام به الآن، كما انه على المدخنين أن يتوقفوا عن التدخين لأن التدخين يخفف مناعة الرئة وبالتالي انها فرصة جيدة للمدخنين للتوقف عن التدخين في هذه الفترة، وايضاً يجب التوقف عن تدخين النرجيلة لأنها تخفف مناعة الرئة أيضاً... وطبعاً الرياضة ضرورية في هذه الفترة وتناول الطعام الصحي فكل هذه الأمور تساعد على تقوية جهاز المناعة والأهم رفع المعنويات إذ صحيح علينا أن نكون حذرين ولكن دون الشعور بالخوف لأن الخوف والقلق يضعفان جهاز المناعة أيضاً.

مواجهة الفيروس!

* اليوم تبذلون جهداً كبيراً في مستشفى رفيق الحريري لمواجهة هذا الفيروس فما هي أهم الاجراءات التي تتخذونها للقيام بهذا العمل؟

- منذ أن سجلت أول حالة اصابة بفيروس كورونا المستجد في لبنان أبدت ادارة المستشفى استعدادها لمواجهة هذا الفيروس، وتحضرنا للأمر منذ اليوم الأول، إذ تم تجهيز قسم من المستشفى وهي غرف منعزلة ومنفصلة عن بقية أقسام المستشفى لكي يتعالج فيها مرضى الكورونا فقط. وطبعاً هناك اهتمام بالطاقم الطبي والتمريضي والعاملين في المجال الطبي وعمال النظافة لحمايتهم من العدوى. ولدى المستشفى خبرة في مواجهة الفيروسات إذ تمكنت من مواجهة الانفلونزا في العام 2009، ومعالجة ضحايا الطائرة الاثيوبية المنكوبة، وأيضاً ضحايا حرب تموز (يوليو) 2006... واليوم نواجه هذا الفيروس وتبقى الوقاية خيراً من قنطار علاج، فعلى المواطنين أن يتحملوا المسؤولية أيضاً من خلال التقيد بكل التعليمات والارشادات الطبية لكي تمر هذه المرحلة الصعبة بأقل الأضرار... فكل شخص يجب أن يفكر بالأشخاص الذين يحبهم وبأنه اذا اعتنى بنفسه والتزم الحجر الصحي المنزلي فانه سيساعد بالحد من انتشار الفيروس.