تفاصيل الخبر

النظام السوري والمعارضة في عنق الزجاجة عند منطقة ”الكاستيلو“!

15/07/2016
النظام السوري والمعارضة  في عنق الزجاجة عند منطقة ”الكاستيلو“!

النظام السوري والمعارضة في عنق الزجاجة عند منطقة ”الكاستيلو“!

الفصائل في ريف حلب في خضم الأزمة السورية المفتوحة منذ العام 2011 وحتى اليوم، وفي ظل القتل والدمار القائم على هذه الأرض التي لم تعرف حتى الساعة، ساعة راحة، دخل الرئيس السوري في صراع تحد جديد أولاً مع نفسه، ومع المجتمع الدولي، ثانياً من خلال اصدار مرسوم حمل الرقم 203 للعام الحالي والقاضي بتأليف الحكومة السورية الجديدة برئاسة المهندس محمد ديب خميس. وقد تألفت من 28 وزيراً احتفظ فيها 14 وزيراً بمناصبهم وأبرزهم وزير الخارجية والمغتربين وليد المعلم ووزير الدفاع فهد جاسم الفريج ووزير الداخلية محمد ابراهيم الشعار. والسؤال هنا، ماذا يُمكن لهذه الحكومة أن تفعل شيئاً في أزمة تستفحل وتشتعل وتشتد يوماً بعد يوم، ومن يُمكنه ان يوقف برك الدم في حلب؟

معلومات مُتضاربة في حلب

تتراوح المعلومات الواردة من ريف حلب حول سير المعارك هناك بين الجيش السوري وحلفائه في حزب الله والحرس الثوري الايراني من جهة، وبين الفصائل المسلحة والمتنوعة من جهة اخرى، ففي حين تتحدث المعطيات عن تحرير الجيش السوري وحلفائه جميع مناطق مزارع الملاح شمال مدينة حلب من الجماعات المسلحة وبأنهم أصبحوا اقرب الى مسافة كيلومترين من طريق <الكاستيلو> الاستراتيجي بالإضافة إلى تقدمهم على المحور الجنوبي الغربي لمدينة داريا وسيطرتهم على عدة كتل ابنية، تخرج معلومات من الجهة الاخرى لتقول ان المعارك ما زالت مشتعلة بين الجهتين وأن لا فريق مسيطراً حتى الساعة وان المعارضة قد استقدمت تعزيزات وحشدت آلاف المقاتلين من اجل منع جيش النظام وحلفائه من السيطرة على <الكاستيلو> اي الطريق الدولي والممر الوحيد الذي يُمكن ان تتغذى منه المعارضة بالمؤن والسلاح وتدفق المقاتلين. وبين هذا وذاك، تؤكد مجريات الميدان أن الجيش السوري يقوم بعملية تطويق المدينة عبر الوصول الى معبر <الكاستيلو>، حيث جاء تقدم القوات البرية بالتوازي مع غارات عنيفة لسلاح الجو الروسي والسوري الذي ضرب ارتال تعزيزات المسلحين القادمة من منطقة بني زيد المتاخمة لمعبر <الكاستيلو> وعندان وحريتان في الريف الشمالي وقد ادت المواجهات الى مقتل عدد كبير من المسلحين من حركة نور الدين زنكي اضافة الى سقوط عدد اخر من مسلحي <جبهة النصرة>. ومن شأن بسط السيطرة على مزارع الملاح اشغال المسلحين المتمركزين في مدينة حريتان وقطع اي دعم على طريق <الكاستيلو>، ما يعزز فرص الجيش وحلفائه بالسيطرة على هذا الطريق الاستراتيجي المهم.

 

ما هو طريق <الكاستيلو>؟

 

دخل طريق <الكاستيلو> مؤخراً في حسابات الصراع العسكري بين الأطراف المتحاربة في حلب وأصبح عرضة للاستهداف تارة والتهديد بالقطع وحصار الآلاف داخل حلب تارة أخرى. ويحظى <الكاستيلو> شمالي مدينة حلب بأهمية كبيرة، إذ يعد المنفذ البري الوحيد لمناطق سيطرة المعارضة بحلب، كما أنه الشريان الرئيسي الذي تعيش المدينة وسكانها عليه عبر حركة نقل البضائع ومساعدات الإغاثة والمواصلات مع الريف الشمالي والغربي. كما يشهد الطريق حركة مرورية نشطة أثناء النهار لتتراجع مع اقتراب الليل ولاسيما من الشاحنات التي تنقل البضائع بينما تشرف حواجز المعارضة على الطريق أمنياً. ومن بين تلك الأطراف المتحاربة، وحدات حماية الشعب الكردية التي تحكم سيطرتها العسكرية على حي الشيخ مقصود، وهو حي يقع في منطقة مرتفعة نسبياً ومطلة جزئياً على طريق <الكاستيلو>، حيث تؤكد مصادر بالمعارضة أن وحدات حماية الشعب تستهدف بين الحين والآخر العابرين في الطريق من المدنيين. وما يجري ضمن هذا المربع، شبيه تماماً بما كان جرى قبل عامين أثناء حصار الأحياء القديمة في حمص وسط سوريا والذي استمر 700 يوم وانتهى باتفاق أفضى بخروج المسلحين من المدينة. وهناك من يؤكد أنه ومع  وجود  300 ألف مدني يعيشون في الأحياء الشرقية في مدينة حلب والتي باتت محاصرة اليوم، فإن العامل الإنساني سوف يتصدر المشهد وقد يكون ورقة ضغط تستخدمها الفصائل المسلحة بمساندة الدول الداعمة لها لفك الحصار. وفي الشق السياسي، تبدو حلب في صلب ما يسمى اليوم التحول التركي لاعادة ترميم علاقاتها الخارجية، ولذلك فإن مقاربة المعارك في حلب قد تختلف في المرحلة المقبلة عن باقي السنوات الماضية من عمر الحرب. وللتذكير أيضاً، فقد أعلن الجيش السوري الأربعاء الماضي عن تطبيق نظام تهدئة في جميع المناطق لمدة 72 ساعة اعتباراً من 6 تموز/ يوليو الجاري، وذلك قبل ان يعود النظام السوري ويُمدد الهدنة لمدة 72 ساعة أخرى.

 

أين <داعش> من الغارات الروسية؟

طريق الكاستيلو

مما لا شك فيه قبل بداية التدخل الروسي في الحرب السورية ككل، ان القوات السورية كانت تعاني من أزمة الدعم التركي لفصائل المعارضة الموجودة بالقرب من حدودها لجهة حلب، ما أدى إلى فشل اكثر من عملية عسكرية حصلت في هذه المنطقة، وكانت التقديرات تشير الى ان نحو 85 في المئة من محافظة حلب تحت سيطرة فصائل المعارضة المسلحة قبل ان يتم  قطع معظم خطوط تموين المسلحين بعد التدخل الروسي الذي جاء هو الاخر ضمن عملية بدأتها روسيا بقصف مواقع المعارضة في سوريا مع العلم انها اعلنت يومذاك  بأن الهدف من عملياتها مواجهة تنظيم <داعش> الإرهابي، لكن سرعان ما تغير الموقف عندما قال المتحدث باسم <الكرملين> ان العمليات الروسية في سوريا تهدف إلى دعم الجيش السوري في كل المناطق، فكانت اولى الاستهدافات من نصيب الجيش السوري الحر ثم <جبهة النصرة> وبقية الفصائل المقاتلة علماً ان اي عملية مواجهة بين الروس و<داعش> هي حتى الآن حبر على ورق ولم تحصل على ارض الواقع على الرغم من الانتقادات التي ما زالت روسيا توجهها الى التحالف الغربي واتهامه بالتواطؤ مع الارهاب وتحديداً تنظيم <داعش>.

تضم منطقة مزارع الملاح ثلاث مزارع متصلة مع بعضها البعض وتشكل مجتمعة نقطة استراتيجية مهمة شمال حلب وهي المزارع الوسطى والشمالية والجنوبية، وهذه المزارع شهدت معارك كر وفر كثيرة بين الجيش السوري والمجموعات المسلحة خلال السنوات الماضية انطلاقاً من المزارع الوسطى بهدف سيطرة الجيش على المزارع الشمالية التي تشكل صلة وصل بالمزارع الجنوبية ومنها باتجاه طريق <الكاستيلو> الذي يعد الشريان الاساسي لإمداد المجموعات المسلحة من ريف حلب الشمالي باتجاه الأحياء الشرقية لحلب. وكان الجيش السوري وحلفاؤه قد بدأوا تقدمهم يوم السبت 25/6/2016 باتجاه المزارع الشمالية وسط تغطية نارية كثيفة ودقيقة، وبالفعل تمت السيطرة الكاملة على المزارع الشمالية بعد يوم واحد بعد اشتباكات عنيفة اوقعت عشرات القتلى والجرحى من الجانبين، وقد حاولت الفصائل بعد يومين من سيطرة الجيش السوري وحلفائه على المزارع الشمالية استرجاع المزارع ولكن كل محاولاتها باءت بالفشل بعد استخدامهم الآليات المفخخة والانتحاريين ووقوع المزيد من الخسائر في صفوفهم بينهم مسؤولون ميدانيون وعسكريون ومسلحون من جنسيات أجنبية كان الإعلام الحربي المركزي قد نشر أسماءهم آنذاك عبر تقرير مفصل. وبعد هذه المحاولات نجح الجيش السوري والحلفاء  بالتوغل داخل المزارع الجنوبية والسيطرة الكاملة عليها لتصبح منطقة مزارع الملاح كاملة تحت السيطرة، ليحقق الجيش السوري انجازاً عسكرياً مهماً في هذه المزارع التي لها ميزات جغرافية كون المزارع الجنوبية يحدها من الشرق مخيم حندرات الواقع تحت سيطرة المسلحين، ومن الغرب <الأرض الحمراء> امتداد لأراضي مدينة حريتان الواقعة أيضاً تحت سيطرة المسلحين، ومن الشمال امتداد لأراضي <باشكوي> الواقعة تحت سيطرة الجيش السوري، ومن الجنوب طريق <الكاستيلو> شريان المسلحين باتجاه الأحياء الشرقية لحلب.

 

ماذا حقق النظام وحلفاؤه في الملاح؟

بالسيطرة على هذه المزارع يكون النظام وحلفاؤه قد حققوا عسكرياً: قطع طريق <الكاستيلو> نارياً، اطباقهم بفكي كماشة على المدخل الشمالي لحلب من جهة القوات الموجودة في الليرمون والقوات الموجودة في مزارع الملاح من جهة أخرى، تأمين نقطة ارتكاز للجيش السوري لفتح محور عمليات جديد من الجهة الغربية باتجاه مخيم حندرات واتساع رقعة وعمق الأمان للبقعة التي تتضمن الأراضي الواصلة بين المنطقة الصناعية وطريق نبل والزهراء. كذلك من المعروف ان المسلحين الموجودين في احياء حلب الشرقية موصولون بأكبر تجمع للمسلحين عبر طريق <الكاستيلو> ومنه إلى ريف حلب الشمالي ثم الى الريف الغربي وصولاً الى التجمع الأكبر في إدلب ومنها إلى تركيا لعلاج المصابين ونقل الأسلحة والذخائر.

خطة النظام وحلفائه في حلب

تقوم خطة الجيش السوري وحلفائه في عموم حلب على الآتي:  استكمال تقطيع اوصال الفصائل والجماعات المسلحة وإجبارها على خوض ثلاث معارك على ثلاث جبهات: جبهة الجيش وجبهة الأكراد وجبهة تنظيم <داعش>. والهدف الرئيس هو السيطرة على المناطق الشرقية والمناطق الشمالية من مدينة حلب، وفك الحصار الذي تفرضه المعارضة على الشيخ مقصود. وفي حال نجاح الجيش في ذلك فإن فصائل المعارضة إما أن تصبح محاصرة داخل المدينة أي بين فكي كماشة القوات الحكومية في منطقة حندرات شرقاً والقوات الكردية في حي الشيخ مقصود غرباً، أو تنسحب إلى خارج المدينة باتجاه الشمال نحو إعزاز.

كما أن سيطرة الجيش على كامل المدينة تعني وفق المعايير العسكرية، الحصول على جبهة أمامية وخلفية في الوقت نفسه حيث تصبح المدينة منطلقا سهلاً للجيش نحو الأرياف الأربعة للمحافظة، في وقت تصبح فيه المدينة قاعدة رجوع وحماية خلفية لقوات النظام أمام أي هجوم طارئ ومفاجئ من المعارضة. ولأجل ذلك، لا بد للجيش من تحقيق هدفين: السيطرة على خان طومان وتأمين المسافة بين هذه البلدة وحدود مدينة حلب الجنوبية والسيطرة على المناطق الشمالية الشرقية من مدينة حلب وخصوصاً طريق <الكاستيلو> نحو شمال البلاد. وتكمن أهمية الطريق في ناحيتين: الأولى أنه الخط الرئيس لإمداد الجماعات المسلحة واستمرار تواصلها بين شمال مدينة حلب ومدن وبلدات الريف الشمالي وصولاً إلى تركيا حيث منها يتواصل الدعم التركي لتلك الجماعات، والناحية الثانية ان هذا الطريق يمنح الفصائل سرعة الحركة والارتداد، ويوفر لها أيضاً أفضلية في توجيه الضربات السريعة كما يحدث في بلدة الشيخ مقصود.

 

النظام يستنزف المعارضة في حلب وحزب الله يعتبرها معركة الحسم!

سليماني محمولا على الاكتاف في ريف حلب الجنوبي

بعد سنوات ست من سيطرة المعارضة على مدينة حلب وريفها، اختار الجيش السوري وحلفاؤه الروس والايرانيون وحزب الله التوقيت المناسب ليفاجئوا أعداءهم في الريف الشمالي لمدينة حلب ويخوضوا معركة تطويق عاصمة الشمال بهدف اولي هو فك الحصار عن بلدتي نبّل والزهراء الشيعيّتين في معركة لم تُحسم بعد خصوصاً وان لها ابعاداً وتبعات بالغة الأهمية تمتد من حلب نفسها الى ما بعد الحدود التركية، وهو سياق عسكري يذكر بما قام به جيش النظام وحزب الله منذ سنة ونصف السنة تقريباً، عندما فرضا طوقاً حول الغوطة الشرقية في ريف دمشق الشرقي ليبعدوا خطر هجمات المسلحين عن العاصمة دمشق ويُحاصرهم بعد ان كانوا هم الجهة المُسيطرة لسنوات عدة. وقد أفاد نشطاء سوريون الأحد 10 يوليو/ تموز بأن المعارضة و<جبهة النصرة> أخفقتا في إعادة فتح طريق <الكاستيلو> الذي تستخدمه المعارضة في نقل الإمدادات إلى مناطق سيطرتها في حلب شمالي سوريا. وآخر محاولات المعارضة لاستعادة المناطق التي خسرتها في ريف حلب، كانت يوم الاحد الماضي عندما سمحت قوات النظام وحزب الله للمعارضة بالتقدم قليلاً، ومن ثم قامت باستهدافهم، فيما وجهت الطائرات الروسية ضربة جوية مستهدفة احدى غرف العمليات الأمر الذي اسفر عن سقوط 29 عنصراً من الفصائل المقاتلة. وفي السياق قال ناشطون ان القوات السورية هي التي تسيطر على طريق <الكاستيلو>، إذ هو في مرمى نيرانها وترصد الطريق وتستهدف أي تحركات عليه. ومن ابرز الفصائل التي شاركت في الهجوم هو فيلق الشام و<جبهة النصرة> والجبهة الشامية وحركة نور الدين الزنكي.

ماذا في جعبة المعارضة؟

كانت المعارضة السورية المسلحة اعلنت انها بدأت عملية لاستعادة السيطرة على منطقة الملاح وكسر الحصار عن حلب ضمن غرفة عمليات مشتركة بعنوان <كسر الحصار>، وقد أتى ذلك بعد يوم من قطع قوات النظام طريق <الكاستيلو> آخر طرق إمداد المعارضة إلى مناطق سيطرتها في مدينة حلب. وخلالها أعلنت المعارضة انها تمكنت من السيطرة على التلة الجنوبية المطلة على طريق <الكاستيلو> في جمعية الملاح شمالي حلب، كما سيطرت <جبهة النصرة> على عدة مواقع استراتيجية بمنطقة الملاح بعد هجوم مشترك على قوات النظام المتمركزة هناك. وأكدت النصرة تنفيذها عمليتين انتحاريتين ضد تجمعات لقوات النظام في منطقة الملاح شمال حلب، في اطار بدء ما سمته الجبهة كسر الخطوط الدفاعية الأولى لقوات النظام بالمنطقة، كما أكدت سيطرتها على عدة نقاط إستراتيجية في منطقة الملاح. وافادت المعارضة ان هذا التطور ترافق مع مقتل 25 مسلحاً من لواء الباقر العراقي الذي يقاتل إلى جانب قوات النظام السوري، وذلك خلال الاشتباكات الدائرة في مزارع الملاح وقرية الشقيف شمال حلب.

 

نبذ الخلافات داخل المعارضة

 

وفي السياق نفسه أكد أكثر من مصدر مقرب من <جبهة النصرة> ومجموعة من الفصائل السورية المسلحة وتحديداً في حلب وريفيها الشمالي والجنوبي، ان المجاهدين قد تعاهدوا على نبذ الخلافات في الوقت الراهن والتفرغ لصد هجمات النظام وحلفائه، وان هذا القرار أبلغ لكل المجاهدين بصورة فتوى شرعية واجبة التنفيذ صدرت عن اعلى المرجعيات الشرعية في الشمال. ورغم اعتراف مصادر المجموعات بالخسائر التي مُنيت بها، فإن الساعات الأخيرة شهدت تكثيفاً لضخ أخبار انتصارات الثوار والمجاهدين سواء عبر وسائل الاعلام ومواقع التواصل الاجتماعي او من خلال الاتصالات بين المجموعات نفسها. وبحماسة غير محدودة تداول مسلحو حركة نور الدين زنكي عبر اتصالاتهم اللاسلكية انباء عن استعادة الملاح بالكامل ورتيان وحردتنين وتكثيف المعارك لاستعادة الجزء الجنوبي من باشكوي. لكن ابرز ما صرحت به المصادر نفسها هو تعرض مقاتلي <النصرة> لخيانات من قبل فصائل مسلحة اخرى قيل ان النظام قد ساومهم على اموال ومناطق نفوذ اخرى وسط تأكيد ان النصرة لن تتخلى عن المجاهدين لكنها طالبت بوضع حد للتخاذل لكي لا تتحول المعركة الى مقتلة لعناصرها. ويُذكر ان <النصرة> غالباً ما يتعرض عناصرها الى خيانات مماثلة من قبل اطراف في المعارضة المسلحة، وهي في كل مرة تقرر العض على جرحها واكمال المعارك وكان شيئاً لم يكن، لكن مصدر قريب جداً من <النصرة>، اكد خلال لقاء اعلامي مصغر، أن الجبهة لن تتهاون بعد اليوم، ولن تُهادن في موضوع الخيانات، وان من يعتبرنا ضعفاء، فليجربنا في المرة المقبلة.

نصرالله يحشد لمعركة حلب

ونصر الله يؤكد على أهمية حلب

في خطابه الاخير، أكد الأمين العام لحزب الله السيد حسن نصر الله أن المعركة في محافظة حلب هي المعركة الاستراتيجية الكبرى في سوريا، متعهداً بزيادة عدد قواته فيها. وقال عددنا في حلب كبير على قدر المعركة لأنها تستوجب ذلك والذين يتحدثون عن اننا تلقينا ضربة في المنطقة هم يخترعون الكذبة ويسوقون لها. وأوضح ان عدد قتلى الحزب في معارك حلب لم يتجاوز 26 شهيداً وأسيراً واحداً ومفقوداً واحداً. ويُذكر ان الحزب كان قد تعرض في ريف حلب الجنوبي لانتكاسة كبرى فقد خلالها العشرات من عناصره فضلا عن سقوط أسرى تقول مصادر من المعارضة ان عددهم بلغ السبعة. ومن ضمن ما قاله نصرالله: لدينا مسؤولية تتمثل بالمزيد من الحضور في حلب، نحن سوف نزيد من حضورنا في المنطقة والمطلوب من الجميع ان يحضر لأن المعركة الحقيقية الاستراتيجية الكبرى هي المعركة في مدينة حلب ومنطقة حلب. وفي السياق نفسه ومن باب التخطيط للعمليات في حلب وريفها كشفت وكالة <رويترز> عن زيارة قام بها قائد <فيلق القدس> في الحرس الثوري الايراني قاسم سليماني الى موسكو منذ فترة قصيرة بهدف اطلاع المسؤولين فيها على المخططات العسكرية التي وضعها من اجل تحرير حلب وريفها، وبحسب الوكالة ان سليماني الذي يشرف بالفعل على عمليات برية في مناطق متعددة في سوريا ضد مقاتلي المعارضة، يلعب الآن دوراً رئيسياً في التخطيط للعملية الجديدة في حلب التي تساندها روسيا وإيران. ويقول ثلاثة من كبار المسؤولين في المنطقة لـ<رويترز> ان رحلة سليماني إلى موسكو سبقتها اتصالات روسية ايرانية رفيعة المستوى اسفرت عن اتفاق سياسي يقضي بضرورة ضخ دعم جديد للأسد الذي مني بخسائر متلاحقة. وبالنسبة الى حزب الله، فإن بلدات شمال حلب لا تقل اهمية استراتيجية عن القلمون والقصير السورية وتحديداً بلدتي نبل والزهراء الشيعيتين، لذا فإن عملية الدفاع عنهما لا تضاهيها عملية اخرى حتى ولو ادت إلى خسارته العديد من عناصره.

 

حلب.. الى أين؟

 

يقول ضابط رفيع في الجيش السوري الحر، ربما لا يمكن تخمين مدى قدرة المعارضة الحلبية على الصمود، امام كل هذه النيران جواً وبراً، وفي ظل استهدافها بأكثر الاسلحة الروسية فتكاً وتدميراً وبأنواع كثيرة منها محرمة دولياً. ويسأل نفسه: وهل ستبقى ثابتة في مواقعها لساعات او تستطيع فعلاً البقاء لأيام، ليعود ويُجيب على نفسه: المعارضة تقول دوماً إنما النصر صبر ساعة، فسوف نصبر. في الجهة المقابلة يُطمئن قيادي في حزب الله عناصره في حلب <لا تقلقوا، كل هذه المناطق ستكون خاضعة لنا. سوف نستردها جميعها خلال المرحلة المقبلة حتى ولو كانت النتائج في الأرواح مكلفة>.