تفاصيل الخبر

النساء والمراهقون الأكثر عرضة للاصابة بالـ”بوليميا“ ومــن أشهــر المـصـابــات الأمـيــرة الـراحـلـــة ”ديـانـــا“!  

16/03/2018
النساء والمراهقون الأكثر عرضة للاصابة بالـ”بوليميا“  ومــن أشهــر المـصـابــات الأمـيــرة الـراحـلـــة ”ديـانـــا“!   

النساء والمراهقون الأكثر عرضة للاصابة بالـ”بوليميا“ ومــن أشهــر المـصـابــات الأمـيــرة الـراحـلـــة ”ديـانـــا“!  

 

بقلم وردية بطرس

اختصاصية-التغذية-كريستيل-عوكر

<البوليميا> هو أحد أشهر اضطرابات الأكل العالمية، اذ يُعتبر أحد أمراض السمنة المفرطة المنتشرة في أنحاء العالم، ويتمثل مرض <البوليميا> بادمان الطعام بشراهة ثم يصل الى مرحلة الشعور بالألم والذنب من كثرة تناول الطعام بشراهة كبيرة، والتي تؤدي الى ضرر في المعدة مما يدفع المصاب الى التقيؤ الارادي من خلال وضع الاصبع في الفم للتخلص من الطعام الذي تناوله او تناول بعض الأدوية المسهلة والملينات او مزاولة الرياضة. وتصيب <البوليميا> النساء أكثر من الرجال نظراً لحرصهن الزائد على رشاقة أجسامهن، فيما يخجل معظم المصابين بهذا المرض من الذهاب الى الطبيب وطلب المساعدة حتى وقت متأخر مما يؤثر على حالتهم الصحية تأثيراً خطيراً، فيُصاب الكثيرون منهم بتضرر <مينا الأسنان> نتيجة القيء المتكرر، وفقدان الجسم للسوائل، ويمكن ان يصل الأمر في بعض الأحيان الى الوفاة نتيجة عدم انتظام ضربات القلب. وتعتبر الأميرة الراحلة <ديانا> من أشهر مريضات <البوليميا> على مستوى العالم حيث أُصيبت بالمرض جراء صدمتها في زواجها الفاشل بالأمير <تشارلز>، وكانت الأميرة ديانا قد بدأت في التماثل للشفاء قبل حادث موتها المأساوي في العام 1997. كذلك الممثلة العالمية <جين فوندا> عانت أيضاً من <البوليميا> منذ بداية السبعينات وعلى مدار سنوات طويلة حتى تماثلت للشفاء بعد صراع مرير مع المرض. ومن مشاهير المرض أيضاً: الرياضية <ناديا كومانشي>، الممثلة <باربارا رين>، والممثل البريطاني <آدم ريكيث>، والممثلة الكوميدية <جوان ريفز>، وعارضة الأزياء <بيفرلي جونسون>، والمطربة والراقصة الأميركية <بولا عبدول>، والمغني البريطاني الشهير <التون جون>.

فكيف يُصاب الانسان بـ<البوليميا>؟ وما هي عوارضها؟ وكيف تُعالج؟ وغيرها من الأسئلة طرحتها <الأفكار> على اختصاصية التغذية كريستيل عوكر (حائزة شهادة في علوم التغذية وتنظيم الوجبات من جامعة القديس يوسف في بيروت) ونسألها بداية كيف يُصاب الانسان بـ<البوليميا> فتقول:

- أولاً يجب ان نوضح بأن الانسان يلجأ الى الطعام عندما يشعر بالملل او بسبب ضغط اجتماعي او فراغ عاطفي، ولكن يختلف الأمر بين الاصابة بـ<البوليميا> والحالة العادية، اذ تصبح هناك حاجة للطعام ويشعر المصاب بالخجل والاكتئاب والعار والشعور بالذنب بعدما يتناول الطعام بكميات كبيرة، وبعدها يتقيأ ظناً منه بأنه يتخلص من الطعام الذي تناوله او يلجأ الى مزاولة الرياضة بشكل مكثف او يتناول مسهلات المعدة او مدرات البول وهي عبارة عن أطعمة طبيعية او أعشاب تساعد على زيادة تدفق البول، وهذه الأطعمة الطبيعية تساعد على طرد السوائل الزائدة في جسم الانسان، مع العلم ان التبول لا يخلّص الجسم من الطعام بل الماء فقط، ولكن في حالة الاصابة بـ<البوليميا> ينهم الشخص كميات كبيرة من الطعام اذ يأخذ من 2000 الى 3000 وحدة حرارية بأقل من ساعة، وذلك مرتين او ثلاث مرات في الاسبوع، ويمرّ الشخص بفترات صيام بعدها اي لا يأكل الا بضعة أيام ليعوض ما تناوله. وغالباً ما تظهر <البوليميا> في آخر مراحل المراهقة اذ تظهر تقريباً بعد سن السادسة عشرة، وتصيب الفتيات أكثر أي لكل عشرين فتاة يكون هناك بالمقابل شاب واحد مصاب بهذا المرض. يُذكر ان <البوليميا> أصابت المشاهير، اذ كانت الأميرة الراحلة <ديانا> قد أصيبت بها، وأيضاً المغنية العالمية <ليدي غاغا>.

ــ وكيف يتمكن الأهل او الأشخاص المحيطون من معرفة ما اذا كان الشخص مصاباً بـ<البوليميا>؟

- قد يسأل أحد أفراد اسرته او اسرتها او اي شخص مقرب من الشخص المشكوك بأنه مصاب بـ<البوليميا> الأسئلة الآتية: هل هو مهووس بشكله ووزنه؟ هل يشعر بأن الطعام هو محور حياته؟ هل عندما يبدأ بتناول الطعام يتوقف عن ذلك ام يستمر ولا يتوقف عن تناول الطعام الى ان يشعر بالانزعاج وبالتخمة؟ هل يشعر بالذنب او الاكتئاب او الخجل بعدما يأكل؟ هل يلجأ الى وسائل مثل مسهلات المعدة او يتقيأ ليحافظ على وزنه؟ وكما ذكرت في البداية بأن الشخص المصاب يتناول كمية كبيرة من الطعام ثم يحاول التخلص من الطعام اذ يلجأ الى التقيؤ او مزاولة الرياضة بشكل مكثف، او استخدام مسهلات او ملينات المعدة او مدرات البول، وبالتالي يلجأ المصاب بـ<البوليميا> الى هذه الوسائل ولكنه لا يدرك بأن التقيؤ لا يلغي الا 50 بالمئة من الطعام الذي يتناوله وبالتالي فهو لا يتخلص من الطعام مئة بالمئة كما يظن، اذ انه منذ لحظة دخول الطعام الى جسم الانسان يبدأ الجسم بعملية الامتصاص، كما ان مدرات البول لا تنفع اذ لا يتخلص الشخص الا من المياه وليس الطعام كما يظن ذلك، ويجب التذكير هنا بأن ذلك يسبب الجفاف في الجسم، كما انه يعتمد على مسهلات او ملينات للمعدة اذ يعتقد بأن ذلك يفيده للتخلص من الطعام الذي تناوله ولكنه لا يدرك بأنه لا يتخلص سوى من 10 بالمئة من الوحدات الحرارية في جسمه. والملاحظ ان المصاب بـ<البوليميا> يردد دائمأ بأنه سيبدأ حياة منظمة من حيث اعتماد نظام صحي وسليم، وفي اليوم الذي يقرر فيه اتباع الحمية او الريجيم يقبل على تناول كميات كبيرة من الطعام، اذ في اللاوعي لديه يعتقد بأنه اذا تناول ما شاء والكمية التي يريدها فإنه سيتخلص منها بالوسائل التي ذكرتها في سياق الحديث، ولكن الأمر الذي لا يدركه بأنه وبمجرد انه يتناول كميات كبيرة من الطعام فإن الوضع سيزداد سوءاً.

الاميرة-ديانا-اشهر-المصابين-بمرض-البوليميا

المسببات والعوارض

ــ ما هي الأسباب التي تؤدي للاصابة بـ<البوليميا>؟

- أكثر الأشخاص عرضة للاصابة بـ<البوليميا> هم الأشخاص الذين تعرضوا خلال حياتهم لاعتداء جنسي، وأيضاً اذا كان الشخص يعاني من مشاكل عائلية يكون عرضة للاصابة بهذا المرض، وأيضاً الأشخاص الذين يبحثون دائماً عن الكمال في كل شيء يجعلهم ذلك عرضة للاصابة بـ<البوليميا>، إذ ما يتعرض له الشخص من اعتداء جنسي او مشاكل عائلية يودي به للشعور بعدم تقدير الذات، وهذا يسبب له تغيرات جذرية في حياته. على الصعيد العاطفي فقد يصاب الشخص بالـ<بوليميا> عند الانفصال عن الشريك او الزوج او الزوجة، او عند سن البلوغ والتحاق الشبان والشابات بالجامعات حيث يبدأون بمقارنة حياتهم بالآخرين، او خلال حياتهم المهنية خصوصاً اذا كانت المهنة ترتكز على الشكل مثل العمل في مجال التمثيل او الاعلام او عرض الأزياء او في مجال الرياضة واللياقة البدنية، فكل شخص يشعر بعدم الرضا عن شكله الخارجي خصوصاً عندما يرى الاعلانات والصور التي تنشر في مجلات الموضة، فيما الصورة التي تظهر في الاعلانات تكون على الأغلب غير واقعية حيث تكون الصورة مثالية لنساء يتمتعن برشاقة، ولكن هذه الصورة تكون غير واقعية وعندئذٍ يشعر الشخص بعدم الرضا عن جسمه، فيلجأ الى تناول الأطعمة بكميات كبيرة اذ يشعر بأنه من الصعب الحصول على جسم مثالي مثل الذي يراه في الاعلانات وشاشات التلفزة الى ما هنالك.

ــ وماذا عن العوارض؟

- الشخص الذي يعاني من <البوليميا> يأكل في السر مرتين او ثلاث مرات في الاسبوع اذ تحدث عملية النهم بطريقة سرية لئلا يعرف أفراد الأسرة او المحيطون به، فمثلاً يدخل المصاب بـ<البوليميا> الى المطبخ بعدما ينتهي أفراد الأسرة من تناول الطعام لكي يأكل كمية كبيرة من الطعام دون ان تدرك عائلته بذلك، كما انه اذا تناول الحلويات او اي طعام يقوم بشراء النوع نفسه ويضعه في مكانه في البراد او المطبخ لكي لا يلاحظ أحد بأن العلبة فرغت من الطعام وما شابه، وأكثر من ذلك فقد يلجأ أحياناً الى اخفاء ما تناوله في كيس غامق اللون او أسود لكي لا يعلم أحد بأن كمية كبيرة من الطعام استُهلكت، كما انه لا يقدر ان يسيطر على نفسه اذ ما ان يبدأ بتناول الطعام لا يتوقف عن ذلك، وبالرغم من انه يتناول كميات كبيرة من الطعام فلا يتغير وزنه ولهذا لا يدرك الأشخاص المحيطون به بأنه يأكل كثيراً لانه لا يزداد وزناً.

وأضافت:

- لهذا يجب التنبه لهذه الأمور، على سبيل المثال عندما يلاحظ أحد أفراد الأسرة بأن كمية كبيرة من الطعام تُستهلك دون ان تكون العائلة قد تناولت منها عليه ان يبحث عما يجري لانقاذ المصاب بـ<البوليميا> وليقوم بمساعدته من خلال نصحه بزيارة اختصاصي التغذية. كما ان المصاب بـ<البوليميا> لا يتناول يومياً كمية كبيرة من الطعام اذ قد يمر يوم يكون قد تناول خلاله كمية صغيرة من الطعام وأحياناً بالكاد يأكل، وفي اليوم التالي ينهم الطعام وكأنه ليس الشخص نفسه الذي كان قد تناول كمية قليلة من الطعام، ولهذا يرى بأن عليه ان يتبع حمية للتخلّص من الطعام الذي تناوله في الأيام التي يكون قد تناول فيها كميات كبيرة من الطعام، فيتبع حمية او ريجيماً قاسياً ثم يشعر بضغط ولذا يعاود تناول كمية كبيرة من الطعام، اذاً هذه هي عوارض النهم.

وتتابع:

- كما انه يتردد الى الحمام بعد تناول الوجبة لكي يتقيأ كل ما تناوله او يستخدم مدرات البول او الحقن، وأحياناً <السونا> للتخلص من الطعام الذي تناوله، وبالتالي يتبع أساليب متعددة وليس فقط التقيؤ. وعندما يدخل الى الحمام يفتح حنفية الماء لكي لا يسمع أحد وهو يتقيأ، اذ يحاول قدر المستطاع اخفاء الأمر عن الناس، كما يبالغ بمزاولة الرياضة بعدما يتناول الطعام ويزاول على الأغلب رياضة <الايروبيك> او الركض لحرق الوحدات الحرارية بشكل كبير.

وعما اذا يلاحظ الأشخاص هذه العلامات لدى المصاب بـ<البوليميا> تشرح:

- لأن المصاب بـ<البوليميا> يتقيأ كثيراً ويستعمل أصابع يديه للقيام بذلك، فعندئذٍ تظهر تقرحات على أصابعه لأنه يستخدمها خلال التقيؤ، كما يمكن للأشخاص المحيطين به ان يلاحظوا انتفاخاً في الخدود، ويتغير لون الأسنان اذ تتحول الى صفراء بسبب التقيؤ حيث يفرز الأسيد بشكل كبير، أما الوزن فلا يتغير كثيراً بالرغم من تناول كميات كبيرة من الطعام.

مرض-البوليميا 

المرأة هي الاكثر عرضة للاصابة بالـ<بوليميا>

ــ وهل المرأة تُصاب بـ<البوليميا> أكثر من الرجل او بالعكس؟ وماذا عن المراهقين؟

- الرجل والمرأة معرضان للاصابة بـ<البوليميا>، ولكن نسبة اصابة المرأة بالمرض أعلى من الرجل، اذ مقابل كل عشر سيدات مصابات بـ<البوليميا> هناك رجل واحد مصاب بها، كما ان المراهقين معرضون للاصابة أكثر من غيرهم لأنهم يتأثرون بالصور الاعلانية ومجلات الموضة التي تروج لجسم المرأة المثالية والرشاقة الى ما هنالك.

آثار <البوليميا> على أعضاء الجسم

 

ــ وكيف تؤثر <البوليميا> على جسم الانسان؟

- تؤثر <البوليميا> على كل أعضاء جسم الانسان، ولكن أهم تأثير هو الجفاف بسبب اتباع وسائل للتخلص من الطعام مثل التقيؤ ومدرات البول. وهذا أمر أساسي وهو اختلال التوازن في المعادن والفيتامينات الموجودة في جسم الانسان مما يؤدي الى انخفاض نسبة <البوتاسيوم> وهذا يؤثر على القلب مما قد يؤدي بدوره الى الوفاة. ونبدأ بتأثير <البوليميا> على كل من: الدماغ: لأن المصاب بـ<البوليميا> يشعر بالاكتئاب، والخوف، والقلق، والدوخة، وعدم تقدير الذات، والخجل. الخدود: يحدث تورم وألم في الخدود. الفم: يحدث تسوس في الأسنان وحساسية على الطعام اذا كان بارداً او ساخناً، إضافة الى أمراض اللثة اذ يحدث تآكل الأسنان. الحلق والمريء: يشعر المريض بألم او احتمال تمزق في الحلق او المريء او يخرج الدم أثناء التقيؤ. العضل: يشعر المصاب بـ<البوليميا> بالتعب لأنه يخسر الماء والمعادن والفيتامينات.

وتتابع:

- المعدة: كذلك ممكن ان تحدث تقرحات ووجع في المعدة وأيضاً ممكن ان يحدث تمزق في المعدة. البشرة: ممكن ان يحدث جفاف في البشرة. مفاصل الأصابع: يحدث تآكل في مفاصل الأصابع بسبب استعمالها أثناء التقيؤ. الدم: يحدث فقر الدم عندما يُصاب الشخص بـ<البوليميا>. القلب: عدم انتظام نبضات القلب كما يحدث ضعف في عضلات القلب وأيضاً في نبضات القلب، ويحدث هبوط في ضغط الدم. سوائل الجسم: بما انه يحدث جفاف في الجسم ينخفض <البوتاسيوم>، و <الماغنيزيوم>، و <السوديوم>. الامعاء: ممكن ان يحدث امساك مما يسبب عدم انتظام حركة الامعاء وانتفاخاً او اسهالاً او تشنجاً في البطن. الهرمونات: عدم انتظام العادة الشهرية او انقطاعها.

وختمت عوكر حديثها قائلة:

- لهذا ننصح بعدم التساهل عند اصابة أحد افراد الأسرة بـ<البوليميا> لانه عادة يُكتشف الأمر بعد خمس سنوات من الاصابة بها وعندئذٍ يكون الوقت متأخراً، لهذا ننصح الأهل بأن يتنبهوا للأمر منذ البداية ويتابعوا الحالة مع اختصاصية التغذية او الطبيب وحتى في المستشفى عندما يصل المصاب الى مراحل متقدمة من المرض.