تفاصيل الخبر

النواب المستقيلون : نحو تكتل معارض برعاية الراعي لمواجهة السلطة القائمة

07/10/2020
النواب المستقيلون : نحو تكتل معارض  برعاية الراعي لمواجهة السلطة القائمة

النواب المستقيلون : نحو تكتل معارض برعاية الراعي لمواجهة السلطة القائمة

 

[caption id="attachment_81735" align="alignleft" width="452"] البطريرك بشارة الراعي يستقبل النواب السبعة المستقيلين في الاسبوع الماضي[/caption]

يلاحظ منذ فترة، لاسيما بعد أحداث 17 تشرين الاول (اكتوبر) الماضي، كثرة اللقاءات السياسية التي تنحو في اتجاه إحياء المعارضة بشكل او بآخر في محاولة للخروج من الواقع السياسي الراهن من جهة، وبحثاً عن دور سياسي مستقبلي من جهة اخرى، وبرز في الآونة  الاخيرة تحرك النواب المستقيلين السبعة: سامي الجميل ونديم الجميل والياس حنكش وبولا يعقوبيان وهنري حلو ونعمة افرام وميشال معوض، فيما بقي النائب المستقيل مروان حمادة خارج المجموعة السباعية وإن كان اعلن انه يلتقي معها في توجهاتها وافكارها. ويقول احد اعضاء هذه المجموعة السياسية إنه ورفاقه يستعدون لاطلاق مشروع سياسي يحاكي تطلعات اللبنانيين الذين نزلوا قبل سنة الى الشارع والساحات في بيروت والمناطق اعتراضاً على الطبقة السياسية، لكنهم لم يصلوا بعد الى وضع اسس هذا المشروع السياسي في انتظار المزيد من اللقاءات والمشاورات لانهم لا يريدون انطلاقة تقليدية له، بل ان تكون نابعة من معاناة المواطنين لاسيما في الآونة الاخيرة حيث بلغت حالات التدهور المالي، والاقتصادي والمعيشي حداً لا يوصف. وفي قناعة هؤلاء النواب السبعة ان العمل من خلال تجمع تقليدي لم تعد له فرصة التفاعل لأن الكثير من الحركات التي اطلقت لم تعمر طويلاً...

ولا ينكر "الفرسان السبعة" واقعة التقائهم على نقاط عدة وعدم اجماعهم على نقاط اخرى، ويرون ان مثل هذا الامر دليل عافية، علماً ان تركيزهم الاول هو على مسألة معارضتهم للسلطة القائمة تحت عنوان ان "صلاحيتها" قد انتهت وانها لم تعد قادرة على التجاوب مع مطالب المواطنين، وبالتالي لا يحق لها ان تستمر خصوصاً بعد حادثة التفجير في مرفأ بيروت في الرابع من شهر آب (اغسطس) الماضي وان الخيار الاسلم الواجب اعتماده هو التوجه الى انتخابات نيابية مبكـــرة ولــو تمت وفق القـــانون النــافذ لانهــم يعتبرون ان مثل هذه الانتخابــات ستأتي بوجــوه جديــدة تعــكس تطلعــات اللبنانيين المنتفضين منذ تشرين الاول (اكتوبر ) الماضي، وتطيح بوجوه من يتحمل مسؤولية وصول البلاد الى هذا الدرك.

 ويسجل النواب السابقون بأسف تجاهل النواب المستمرين للخطوة التي اقدموا عليها وعدم تعاطيهم معهم في التضامن والمؤازرة، ويقول احد المستقيلين انه خلال جلسة مجلس النواب الاخيرة في قصر الاونيسكو الاسبوع الماضي، وهي الاولى بعد جلسة اخذ العلم بالاستقالات، لم يتحدث اي من النواب بكلمة واحدة عن الاستقالات ولم يشر احد من النواب الى خطورة هذه الخطوة وابعادها السلبية على الواقع السياسي في البلاد، كما لم يحيي اي من النواب ما فعله المستقيلون وكأن ما فعلوه حصل في بلد غير لبنان!.

في بكركي

 وفي بداية لتحركهم، "ظهر" المستقيلون السبعة في بكركي طالبين من البطريرك الماروني  بشارة الراعي التضامن معهم ودعم خطواتهم لاسيما وانهم يلتقون مع البطريرك في اكثر من نقطة خصوصاً في مشروع الحياد الذي اعلنه البطريرك قبل اشهر ويروّج له على اساس انه المخرج للازمات المتلاحقة وخشبة خلاص للبلد، ويتجاوب في حال اقراره مع تطلعات اللبنانيين التواقين الى التجدد والانعتاق من النظام القائم راهناً، سعياً وراء نظام جديد يلتقي مع طموحاتهم. ويقول احد السبعة ان اللقاء مع البطريرك هو مقدمة لسلسلة لقاءات في اطار التحرك الذي بدأوه بعد تكريس الطلاق مع المجلس النيابي في خطوة ظنوا انها ستكر، الا ان كتلاً كبيرة لم تتجاوب مع دعوتهم الى الاستقالة، لذلك فإن السبعة في حـــال "عتاب" على كتل "الجمهورية القوية ( القوات اللبنانية)" و"تيار المستقبل" و"اللقاء الديموقراطي". وحسب احد السبعة فإنهم لا يعملون تحت عباءة البطريرك، انما يلتقون معه ومع كل ناشط او مواطن يعارض السلطة القائمة. ويعترف النائب المستقيل بوجود وجهات نظر مختلفة بين رفاقه لكنهم يلتقون على ان خطواتهم تركت انطباعات جيدة لدى ناخبيهم الذين قدروا تخليهم عن النيابة بعد عجزهم عن تحقيق اي انجاز على مختلف الصعد. ويروي النائب السابق نفسه ان نشاطاتهم ولقاءاتهم تمهد للتحضير في الاسابيع المقبلة لاطلاق تكتل شعبي تغييري يكون على مستوى طموحات اللبنانيين. وقد تم وضع البطريرك الراعي في اطار هذا المولود المنتظر، وان الهدف الاول لدى هؤلاء هو التمسك بالديمقراطية، وان شرعية الممسكين بالسلطة "اصبحت مخدوشة وباتوا من غير القادرين على الاستمرار"، وان الثقة اصبحت مفقودة بالطبقة السياسية. واذا كان المستقيلون ينطلقون من مشارب سياسية مختلفة، فإن ما يهمهم هو عدم العمل لمصلحة اي من الاجندات الخارجية.

 ولم يتم تطرق هذه المجموعة النيابية التي غادرت ساحة النجمة بناء على خياراتها واقتناعاتها الى البحث في ما بينهم عما اذا كانوا سيكونون في لوائح نيابية مشتركة في المستقبل، انما يلتقون على نقطة اساسية تتمثل في التوجه الى الانتخابات المبكرة وعدم تضييع كل هذا الوقت الذي يخسره اللبنانيون. ويشجع هؤلاء على المشاركة في اي استفتاء او انتخابات فرعية، ومن الافضل ان تكون شاملة في وجه السلطة القائمة، ولتكن الكلمة لصناديق الاقتراع، وليتحمل المواطنون عندها مسؤولية من يختارون في الندوة البرلمانية والسلطة، وان المطلوب بحسب النواب المستقيلين هو تضامن الجميع للـــوقوف في وجـــه هذه "المـــافيا" ودعوة نواب "القوات" الى صرف الاستقالات الموجودة في جيوبهم.

 يذكر انه خلال لقاء البطريرك الراعي مع النواب المستقيلين، اثنى سيد بكركي على الخطوة متمنياً ان تكر السبحة وتجري انتخابات نيابية مبكرة، مؤكداً لهم ان موقفه من الحياد "حازم وحاسم" ولا تراجع عنه وهو وطني بامتياز على رغم كل الحملات التي لن تدفعه الى التراجع عنه. ونقل احد النواب السابقين عن البطريرك قوله "ان بعض النواب من كتل نيابية وتيارات سياسية يشاطرونه افكاره وطروحاته، لكن هؤلاء محكومون بسقف رؤساء كتلهم وتحالفاتهم وعلينا ان نبقى على تواصل معهم ونحضهم على اساس انهم قد يصلون يوماً ما في وقت قريب الى الاستقالة". وقد اثنى احد النواب على موقف البطريرك متمنياً ان  يتوسع اللقاء من نواب سابقين وحاليين لأن معلومات هذا النائب اشارت الى وجود استياء من بعض النواب المنضوين في كتل نيابية تتحاشى سياسة رؤسائها مع العهد وحلفائه. وكان اتفاق على التواصل مع بكركي "على ان تكون هناك معالجة ومتابعة وصوت صارخ حيال ما يحصل من تدهور اقتصادي مريب، وحيث ان اوضاع الناس باتت تشكل مدخلاً لثورة اجتماعية عارمة".