تفاصيل الخبر

النجمة نيللي كريم: فيلم ”اشتباك“ في مصلحة كل الأطراف.. وهو ليس سياسياً لأنه لا يصدر الأحكام تضامناً أو هجوماً ضد أي اتجاه!

17/06/2016
النجمة نيللي كريم: فيلم ”اشتباك“ في مصلحة كل الأطراف.. وهو ليس سياسياً  لأنه لا يصدر الأحكام تضامناً أو هجوماً ضد أي اتجاه!

النجمة نيللي كريم: فيلم ”اشتباك“ في مصلحة كل الأطراف.. وهو ليس سياسياً لأنه لا يصدر الأحكام تضامناً أو هجوماً ضد أي اتجاه!

بقلم رغدت صفوت

1

انتقلت نيللي كريم من خانة النجمة الأولى في الدراما لخانة ممثلة المهرجانات، التي تختار أفلامها بعناية وتقيس أدوارها بقلبها لا بمعايير النجومية، هكذا نجحت في تحمل مسؤولية فيلم <اشتباك> وهو الذي خصصت له ادارة <مهرجان كان السينمائي> ليلة افتتاح مسابقتها <نظرة ما> في دورة هذا العام من المهرجان.. من <الريفيرا> الفرنسية وحيث جاءت نيللي للمرة الأولى لمدينة <كان> مع فيلمها، حاورناها لتقول الكثير عن <اشتباك>.

ــ ماذا تقولين عن ليلة العرض الأولى لفيلم <اشتباك> في مهرجان <كان>؟

- كان يوم العرض في مسابقة <نظرة ما> يوماً مقلقاً بالنسبة لي وكنت أشعر بـ<الخضة> لأنني أشارك بفيلمي في حدث سينمائي مهم، ولأنني أشاهده للمرة الأولى أيضاً في أول عرض جماهيري له، ولكنني كنت متفائلة في الوقت نفسه خاصة ان فريق الفيلم كله تقريباً تمكن من المجيء للمهرجان، وأتمنى أن ينال الفيلم اعجاب الناس في مصر.

ــ بماذا فكرتِ وانت تشاهدين نفسك على الشاشة وسط جمهور <كان>؟

- كنت أفكر في كواليس كل مشهد أراه أمامي وأتذكر كيف صورته وكيف تعبنا لإنجازه، ولا أخفي انني كنت أشعر بالخوف والقلق، ولكن من ناحية أخرى هناك متعة في مشاهدة العمل وسط الناس ومعاينة ردود فعلهم.

ــ ما هي أصعب مشاهد الفيلم في رأيك؟

- كان من أصعب شروط الفيلم هو أن نكون حاضرين كلنا كممثلين داخل عربة الترحيلات، لأن المخرج كان يصور أغلب المشاهد بكاميرا يدوية وأحياناً كثيرة كانت الكاميرا تتحرك عشوائياً في المكان، وكنا كممثلين نرتجل، فكان ضرورياً وجودنا داخل العربة حتى نسمح للكاميرا برصد مشاهد قريبة من الواقع.

ــ هل التصوير داخل عربة ضيقة ومغلقة وبتهوئة محدودة قد شكل لكِ أي درجة من المعاناة؟

- لم أجد صعوبة كبيرة في فكرة التصوير بعربة ترحيلات، فأنا لدي خبرة كبيرة بها منذ أن كنت أصور مسلسل <سجن النسا>، وبذلك كنت الممثلة الأكثر خبرة بهذا المجال في موقع التصوير.

إنسانية الفيلم

2 ــ لمن ينتصر الفيلم في النهاية؟

- الفيلم في مصلحة كل الأطراف لأنه يتحدث عنا كبشر، بغض النظر عن أفكارنا أو توجهاتنا السياسية أو حتى طبقتنا الاجتماعية، والفيلم انساني جداً ويقول إننا حينما نكون جميعاً في مركب واحد ونتعرض للخطر، تنكشف مشاعرنا الانسانية.

ــ ولكن الفيلم يكشف مدى انقسام مصر على المستوى السياسي..

- لأن هذا هو الواقع ومصر فيها السلفيون والاخوان، وفيها أيضاً الناس الذين لا يهتمون بالسياسة اطلاقاً، والناس الذين لا يرغبون أصلاً في الاهتمام بالسياسة، ومنطقي انه لا يوجد اتجاه واحد في الميل السياسي، بل اننا منقسمون حتى داخل بيوتنا، وهناك بيت تجد فيه الأب يفكر بطريقة مختلفة عن الابن الأكبر والابن الأصغر والأم، وفكرة اختلاف أفراد الأسرة الواحدة في ميولهم السياسية هي أمر ليس وليد الفترة الحالية، بل قديم وتم رصده في أعمال درامية كثيرة منها مثلاً مسلسل <ذات> الذي يوجد فيه مشهد لأسرة تجلس أمام التلفزيون، وكل فرد فيها يعلق على الأخبار التي يشاهدها تعليقاً مختلفاً، ما أريد أن أقوله انه نعم نحن مختلفون.. هذا هو الواقع وكل واحد فينا يفكر بطريقته، ولكن بالتأكيد كلنا نرغب في أن يكون حالنا أفضل.. كلنا نريد الراحة.. البلد بلدنا وكلنا نرغب في أن نعيش، كلنا يحق لنا أن نعيش، وكل منا له الحق في التعبير عن وجهة نظره.

ــ  غالباً ما يتم اختيار أفلام المهرجانات بمعيار مدى تعبيرها عن قصص غير محلية أو لا تقتصر على تجربة البلد المنتج للفيلم.. الى أي حد في رأيك عكس الفيلم مشاكل مصر؟

- هناك مشهد يتشاجر فيه الأب مع الأم في وجود ابنهما معهما في عربة الترحيلات، حيث تلوم الأم زوجها لأنه اصطحب الابن معهما للتظاهرات، ويتفاعل بقية الموجودين في العربة ويحاولون التدخل للتعليق على الموضوع، ولكن الأم التي أقوم بدورها وهي <نجوى> ترد وتقول <مالكوش دعوة بينا> فهذه مشكلة أسرية ونحن من سيحلها وليس لأحد حق التدخل فيها، وأعتقد أن هذا الوضع ينطبق علينا كمصريين، فإذا كنا نواجه أي مشكلة، من حقنا أن نحلها سوياً كمصريين، وليس لأحد من خارجنا أي شأن للتدخل بيننا.

ــ هل مشهد المشاجرة بين الأب والأم فيه تلميح مجازي عن أي موقف سياسي في الواقع؟

- المشهد الذي أتكلم عنه في الفيلم لم يكن محتواه سياسياً لتختلف حوله الأسرة، بل كان موضوعاً أسرياً بامتياز، فأنا كأم لي وجهة نظر في تربية ابني، والأب له أيضاً وجهة نظر. وأعرف ان البعض سيترجم أي مشهد كما يراه في عقله، ولكنني أشدد على ان الفيلم انساني بالدرجة الأولى، ومعظم المواقف المؤثرة في الفيلم انسانية بامتياز.

3كلنا أبطال

ــ كونـــك بطلة للفيلـــم، هل يحملك هذا عبء تحمل اللوم أو الهجوم عليه من أية جهة؟

- لا أعتبر نفسي بطلة الفيلم فكلنا أبطال، ولو كانت هناك بطلة فهي عربة الترحيلات نفسها لان أغلب المشاهد القريبة <الكلوزات> دارت حولها من أول الفيلم حتى آخره، ولكن أبطال الفيلم كثيرون جداً.. كل من كان في العربة هو بطل، المخرج بطل، <كاتبا السيناريو> بطلان، أحمد جبر مدير التصوير بطل كبير لأنه كان عليه عبء كبير، ولولا التصوير ما كان الفيلم ليظهر بجودته التي خرج بها، وأعتقد ان طريقة التصوير التي اختارها أحمد جبر مع المخرج كانت الطريقة المثلى للتصوير، فمن الصعب أن تدخل كاميرا كبيرة داخل صندوق عربة يحمل عشرين شخصاً، وتصور مشاهد صعبة مثل مشاهد الاشتباكات، وهنا كان الرهان على مدير التصوير الذي كان موجوداً في موقع التصوير، وفي الوقت نفسه وجوده لم يزعج الممثلين ولم يشعروا به وبحركته وبكاميرته داخل العربة، هو بطل، وكل من عمل في الفيلم بطل، كذلك هم ريم العدل التي اختارت ملابس الشخصيات وخرجت كل منها مناسبة لكل شخصية، ومهندس الديكور، ومخرج الموسيقى اللائقة على الفيلم.

ــ ماذا تقولين عن تجربتك مع محمد دياب كمخرج؟

- عملت مع محمد دياب من قبل في فيلم <678> وكان ذلك الفيلم وقتئذٍ أولى تجاربه كمخرج، وهو كان صاحب السيناريو أيضاً، وقد كانت له تجارب سابقة في السيناريو فلم أقلق من التعاون معه، بخلاف انني لي تجارب سابقة مع مخرجين في أولى تجاربهم، مثل المخرج أمير رمسيس في فيلم <آخر الدنيا>، وأنا أرغب بالعمل مع مخرجين جدد لأن المخرج الجديد يظهر أفضل ما عنده، ويعمل بجد على التحضيرات لأولى تجاربه، وأتذكر ان تجربتي الأولى مع محمد دياب كانت جيدة جداً، ففيلم <678> تجولنا به في مهرجانات العالم كلها تقريباً ونجح الى حد كبير، وحينما عرض علي محمد سيناريو <اشتباك> رأيت أن الفيلم مهم وعلقت حينذاك قائلة له: <الفيلم ده فيلم مهرجانات>، لأن <تيمة> موضوعه مثيرة جداً، وهي ربما ليست فريدة على المستوى العالمي، فهناك أفلام تم تصويرها في مكان واحد فقط مثل غواصة أو مركب، ولكن الفيلم جديد بالنسبة لنا كمصريين، وهو يتحدث عن أمر يخصنا نحن وبأسلوب مختلف وجديد.

ــ ما هو أهم عامل جذبك للموافقة عندما عُرض عليكِ الفيلم؟

- لقد أعجبني الفيلم لأن محتواه لم يظهر أنه مؤيد لأي من الأشخاص الموجودين في العربة أو أنه ضد أي منهم، كما أن القصة لا تصدر الاحكام على الأشخاص ولا تنتظر منهم تغييراً أيضاً، ففي نهاية الفيلم لا يتغير الأبطال مثلا ويتحول الاخواني الى ليبرالي أو العكس، بل كل واحد منهم لديه طريقة تفكيره، فالفيلم موضوعه الجوهري هو الانسانية، ويركّز على فكرة اننا كلنا بشر في النهاية، كلنا نشعر ونتوجع، ولذلك أنا ضد أن يروج الفيلم على أنه سياسي أو أنه ضد أي توجه ما.

ــ هل محمد دياب هو من عرض عليكِ الفيلم أم المنتج محمد حفظي؟

- أنا أقدّر أعمال محمد دياب وأتابعه، وعندما كان يكتب الفيلم هاتفته لأسأله عن جديده فأخبرني عن الفيلم، فطلبت منه قراءة السيناريو، فأرسله لي وأعجبني للغاية، ثم بعد عام من ذلك سألني عن مدى ميلي للمشاركة في الفيلم، فوافقت خاصة بعدما 4قرأت تعديلات كثيرة جرت على السيناريو.

ــ هل صحيح انك انتِ من اقترحتِ اضافة شخصية نسائية للفيلم؟

- عندما قرأت الفيلم أول مرة وجدت فكرته جيدة جداً وقوية، وقلت لمحمد دياب رأيي واقترحت عليه اضافة شخصية مؤثرة من الممكن أن تظهر كأم أو كسيدة مسنة وتدور حولها قصة مؤثرة، ومر عام على حديثنا هذا حينما عاد ليعرض علي الفيلم وكانت تعديلات عديدة قد جرت على السيناريو.

ــ لماذا لم يروج للفيلم بأية دعاية في مصر؟

- لأنه لم يكن لدينا وقت، فأنا مثلاً انتهيت من الفيلم ودخلت بعد ذلك مباشرة لتصوير مسلسلي، والمخرج محمد دياب كان مشغولاً في أعمال المونتاج و<الدوبلاج> والتحضيرات الأخيرة، وكان يعمل على وضع اللمسات الأخيرة حتى قبل عرض الفيلم بخمسة أيام، كما نرى أن أفضل دعاية للفيلم ستأتي من الناس نفسها بعد مشاهدة الفيلم.

ــ وهل رحلتك لمدينة <كان> الفرنسية أثرت على انشغالك بمسلسلك الرمضاني <سقوط حر>؟

- لقد كنت أصور حتى قبل موعد طائرتي بساعات، ولم أتمكن من الاستعداد للمهرجان رغم انني أحضره هذا العام لأول مرة، وقد سعدت جداً بقدومي مع فيلم لي، وفيلم قوي مثل <اشتباك>.