تفاصيل الخبر

النفايات تنفخ في صحة اللبنانيين أمراضاً صدرية مزمنة وحالات سرطانية وموتاً... جماعياً!

07/08/2015
النفايات تنفخ في صحة اللبنانيين أمراضاً صدرية  مزمنة وحالات سرطانية وموتاً... جماعياً!

النفايات تنفخ في صحة اللبنانيين أمراضاً صدرية مزمنة وحالات سرطانية وموتاً... جماعياً!

بقلم وردية بطرس

p06_20150722_pic1 للأسف في بلد المحسوبيات والمنقسم طائفياً ومذهبياً يكون المواطن هو الضحية الأولى والأخيرة، اذ يكفي اللبناني ما يعانيه من مشاكل اقتصادية ومادية واجتماعية لتصبح اليوم صحته وسلامته مهددتين بالكامل. كنا نخشى المواد الغذائية الفاسدة والأدوية الفاسدة وانبعاثات السيارات وتزايد نسبة التلوث في المدن وتحديداً في بيروت، لتأتي أزمة النفايات وتزيد الوضع سوءاً لا بل ما يحصل اليوم في لبنان هو موت جماعي... نعم انه موت جماعي، فروائح النفايات وانبعاثاتها السامة تهدد صحة كل اللبنانيين وتعرضهم لمخاطر كبيرة، والمسؤولون يتفرجون على هذا المشهد المأساوي الكارثي الذي لم يشهده حتى في أسوأ الظروف والحروب، ولا عجب ان تصدرت أزمة النفايات في لبنان عناوين الصحف العالمية لأن ما يحصل يفوق التصور.

ومنذ أيام كان الاعلامي نديم قطيش قد تطرق في  حلقة برنامجه <DNA> والتي حملت عنوان <ملف النفايات> الى الأزمة التي يمر بها لبنان حالياً حيث تتراكم جبال القمامة في الشوارع، لأن الحكومة اللبنانية عاجزة عن حل هذا الملف بسبب المماحكات السياسية بين مختلف الأطراف، اذ يعتبر الاعلامي قطيش ان المواطن اللبناني كان دائماً يعتبر ان <البلد زبالة> وهو تعبير مجازي يستخدمه اللبنانيون ليعبروا عن ان الحالة في لبنان سيئة جداً، الا ان هذا التعبير أصبح واقعاً ملموساً حيث ان النفايات تملأ الشوارع. كما سخر من الأزمة الجديدة قائلاً: وكأن النفايات اختراع جديد طرأ على حياة البشر، او انها تطور غير مسبوق لا يعرف اللبنانيون كيف يتعاملون معه، محملاً كل الفرقاء السياسيين من محوري <14 آذار> و <8 آذار> مسؤولية ما آلت اليه الأمور حالياً. وانتقد من يلقي المسؤولية في الأزمة الحالية على شركاء <سوكلين> التي لزمتها مراراً الدولة اللبنانية جمع النفايات وطمرها، وان كان هناك اي فساد في هذا الملف فالدولة بكل مكوناتها هي من يتحمله. بل ان هذه المسؤولية تتحملها كل الحكومات التي تعاقبت وكل الوزراء بغض النظر عن انتمائهم السياسي والذين غضوا النظر عن الفساد الحاصل.

فكيف تهدد النفايات صحة اللبنانيين؟ وما هي الأمراض التي تسببها تلك الروائح والانبعاثات؟ وهل وضع الكمامات يحمي الناس؟ وغيرها من الأسئلة طرحتها <الأفكار> على الدكتورة لبنى طيارة اختصاصية الأمراض التنفسية والصدرية وهي أستاذة في الجامعة اللبنانية اذ تدرّس أمراض الجهاز التنفسي في كلية الصحة والطب، كما تدرس مادة الاحصائيات والوبائيات في الجامعة، ونسألها عن تأثير النفايات على صحة الانسان، وعن الأمراض التي تسببها فتقول:

- النفايات تؤثر على الجهاز التنفسي اي تؤثر على الأنف والحنجرة، كما تؤثر النفايات على جلد الانسان، وأيضاً الجهاز العصبي لأن انبعاثات المعادن الثقيلة مضرة جداً، فعندما ترمى النفايات على الطرقات وتتعرض لأشعة الشمس فتنتشر في الجو الرائحة الكريهة، وهذا ما يحصل الآن في لبنان لاسيما في الطقس الحار الذي يشهده البلد وكأن هذه النفايات تحترق بنسبة 40 درجة مئوية اي احتراق بشكل بطيء، وبذلك تزداد الخطورة بسبب الانبعاثات اذ تسبب الالتهابات في الجهاز التنفسي حيث تدخل المواد السامة الى هذا الجهاز. كما ان النفايات تؤثر على الجلد، وهي تحتوي مواد كيميائية سامة مثل <ديوكسين> (وهي من اكثر السموم الكيماوية التي عرفها الانسان فتكاً حيث تؤثر على الصحة العامة وبعنف لأنها تسبب السرطان وتتلف جهاز المناعة وتتدخل مع الهورمونات عندما يتعرض لها الجسم) حيث يسبب السرطان مع مرور الوقت، وايضاً المعادن الثقيلة، و<البروم> (واحد من العناصر الخطرة على صحة الانسان والبيئة) والزئبق، لأن هذه النفايات ليست فقط منزلية بل هي نفايات المعامل والمطاعم والمستشفيات اي تحتوي على مواد تحترق ببطء وتؤثر على صحة الانسان.

الكمامات لا... تكفي!

وتتابع الدكتورة لبنى طيارة:

- لا تغيب عن البال الانبعاثات الجرثومية لأن النفايات عندما تكون راكدة تتكاثر الجراثيم، وبالتالي عندما يتم حرق هذه النفايات تسبب أمراضاً تنفسية مزمنة والسرطان، ولكن الأمراض الجرثومية تزول عند حرق النفايات انما هذا لا يعني انها لا تشكل خطورة من ناحية أخرى، اذ تسبب أمراضاً سرطانية لأن النفايات المنتشرة في الهواء الطلق على درجات حرارية مرتفعة كما هو الحال تسبب تكاثر الجراثيم. وما نراه اليوم في لبنان مشكلة كبيرة لها آثار سلبية على صحة الانسان والبيئة بشكل لا يُوصف اذ نرى الناس يضعون الكمامات ظناً منهم انها تحميهم من هذه الانبعاثات، ولكن هذا غير صحيح لاسيما الكمامات البيضاء، فهذه الكمامات تقلل المخاطر بشكل بسيط جداً اذ انها تخفف الرائحة ولكن الجراثيم ستدخل عبر فتحات الكمامة حتى لو كانت صغيرة، انما طبعاً الكمامات ذات اللون الأخضر التي تُستعمل في المستشفيات تساعد قليلاً وتحمي الانسان، ولكن لا يقدر الناس ان يضعوا هذه الكمامات ليلاً ونهاراً وبالتالي سيضطرون الى ان يضعوها لفترات قصيرة وسيتنشقون الروائح وستدخل تلك الانبعاثات الى الجهاز التنفسي.

ــ هلا شرحت لنا بالتفصيل كيف تؤثر النفايات على كل من الأنف والرئة والجلد والجهاز العصبي؟

- عندما نقول الأنف والرئة اي نقصد الجهاز التنفسي العلوي والسفلي. فعندما تدخل هذه الانبعاثات الى هذا الجهاز تدخل معه مواد سامة فتقوم بردة فعل اي تتسبب بحدوث التهاب او احمرار اي يحصل انتفاخ في الجهاز التنفسي وافرازات، وهذا يسبب نوعاً من <الربو>. وعادة يحدث <الربو> بسبب التعرض للغبار او الحساسية المعروفة من الانبعاثات الكيميائية اي كأنها تحرق الجهاز التنفسي فيشعر الناس بالاختناق، وهناك من يظن ان ملازمة المنزل تحمي الانسان من هذه الانبعاثات ولكن هذا غير صحيح لأنها تدخل الى المنازل ايضاً. ولا ننسى ان تنشق النفايات التي يتم حرقها ليلاً ونهاراً يسبب الكثير من الأمراض وخصوصاً الأمراض السرطانية. وممكن ان تحدث أمراض جرثومية في الرئة، وهنا يمكن القول ان الأطفال والمسنين تكون مناعتهم اقل من غيرهم لهذا يُصابون بأمراض مزمنة ولكن هذا لا يعني ان الباقين لن يُصابوا بالأمراض خصوصاً اذا تنشقوها لمدة أيام متتالية، ففي كل يوم يتعرضون فيه لهذه الانبعاثات يشكل ذلك خطراً على صحتهم ومع مرور الوقت سيرفضها الجسم ويقوم بردة فعل مثل الإصابة بالالتهابات ولاحقاً الإصابة بسرطان الرئة. وعندما يُصاب الشخص بـ<الربو> والالتهابات فمع مرور الوقت اذا استمر الربو اي كما يحدث الآن نرى حالات الإصابة بـ<الربو> بسبب التعرض لانبعاثات النفايات فتحدث معهم ازمة <الربو>، واذا استمر الحال على ما هو عليه لأيام فيزداد <الربو> اكثر وسيتحول الى <ربو> مزمن. فمثلاً كان الأشخاص المصابون بـ<الربو> يشعرون بالتحسن في فصل الصيف ولكن اليوم بسبب ازمة النفايات يواجهون صعوبة أكبر ولهذا اذا استمر الوضع هكذا فحتى الأشخاص الذين اصيبوا بـ<الربو> بسبب النفايات سيتحول الى <ربو> مزمن، ناهيك عن الإصابة بأمراض تنفسية مزمنة، كما يشعر به الناس الذين يقيمون بالقرب من المصانع والكسارات في لبنان خصوصاً اذا كان جهاز المناعة ضعيفاً وتحديداً عند الأطفال والمسنين، ولا ننسى ان السيدات الحوامل يضعف جهاز المناعة لديهن اثناء الحمل، وبالتالي هناك تأثير سلبي على الجنين الذي لم يكتمل نموه. وطبعاً عند الإصابة بـ<الربو> ننصح بضرورة تناول الأدوية والبخاخات وربما يضطرون الى ان يتناولوا هذه الأدوية لفترات طويلة.

 

الجلد... ضحية!

ــ وماذا عن تأثير النفايات على الجلد والجهاز العصبي؟

- ان تأثير النفايات على الجلد له أوجه عديدة، فاذا كانت هناك تشققات في الجلد مثلاً اذ لدى الشخص حساسية مثل الإصابة بالأكزيما او الصدفية، فستزداد هذه المشاكل مع الوقت لأن الجلد أصبح معرضاً لمواد سامة ولأن الجلد هو عازل اي اذا كانت هناك تشققات تحت الجلد فسيكون معرضاً لأن يُصاب بالتهابات اكثر، وبالتالي يُصاب بالتهابات جرثومية وربما تزداد المشكلة اكثر ولا يُشفى منها. وبالنسبة للجهاز العصبي فعندما يتم حرق النفايات وهناك ارتفاع في درجات الحرارة او الرطوبة، وكأنه يتم حرق المعادن الثقيلة وهذا يؤثر على الجهاز العصبي فيقل التركيز عند الانسان، ويُصاب بصداع وألم في الرأس وطبعاً احراق النفايات يقضي على الجراثيم انما ضررها لا يقل ابداً، بل يعرض الانسان للإصابة بأمراض مزمنة وأمراض سرطانية كما ذكرت في سياق الحديث. يمكن القول ان ازمة النفايات ليست مشكلة عابرة بل تأثيرها كبير على صحة الانسان فهي لا تؤذي العين فحسب بل تعرض الانسان للإصابة بأمراض عديدة وتنشقها مضر جداً وحتماً سيؤثر على الناس على المدى القصير والبعيد.

ــ ذكرت ان احراق النفايات له اضرار كبيرة على صحة الانسان، فماذا يسبب بالتحديد؟

- عند احراق النفايات، تزداد نسبة <ديوكسين> وهذا سيسبب أمراضاً سرطانية، وستزداد نسبة الكربون وثاني أوكسيد الكربون في الهواء، مما سيزيد الأمراض التنفسية مثل الإصابة بحالات الاختناق والالتهابات في الجهاز التنفسي، وأمراض جرثومية وغير جرثومية، وطبعاً تزداد نسبة انتشار المعادن الثقيلة في الهواء بسبب احتواء النفايات على ادوات مثل الزجاج، وميزان الحرارة، والتنك، والبلاستيك، ودواليب السيارات، والكاوتشوك وغيرها وكلها يضر بصحة الانسان، لأن هذه النفايات ليست منزلية كما ذكرت بل هي نفايات المصانع والمعامل والمطاعم والمستشفيات، وبالتالي تزداد نسبة الخطورة عند احراق هذه النفايات بالتحديد. وكأن اللبنانيين كان ينقصهم هذه المشكلة اذ يكفيهم ما يتنشقونه منذ سنوات بسبب حرق الدواليب اثناء التظاهرات والاعتصامات والذي كان لها تأثير سلبي على صحة الانسان لتأتي ازمة النفايات الآن لتزيد الطين بلة، والاسوأ من ذلك ان انبعاثات النفايات تبقى في الهواء لأيام بينما كانت لتقل لو كان الطقس بارداً، انما هذا لا يعني انه لما كان سيشكل ذلك خطورة على صحة الانسان لو حدثت ازمة النفايات في الشتاء لأنه أثناء الأمطار يتزايد المطر الحمضي <Acid Rain> (وهو مطر او اي نوع من الهطول يحتوي على أحماض. الأمطار الحمضية لها تأثيرات مدمرة على النباتات والحيوانات المائية. معظمها يتكون بسبب مركبات <النيتروجين> والكبريت الناتجة عن الأنشطة البشرية والتي تتفاعل في الجو لتكوّن الأحماض). وبالتالي المطر الحمضي يؤثر على التربة ويلوثه.

 

50 مرة أكثر من المسموح

وعن الدراسة التي أجريت في العام 2011 حول نسبة التلوث في بيروت ومداخلها تشرح الدكتورة طيارة:

- تجدر الاشارة الى ان كلاً من الجامعة الأميركية في بيروت، وجامعة القديس يوسف، وجامعة البلمند قد أجرت دراسة في العام 2011 عن نسبة التلوث على مداخل بيروت وفي قلب بيروت، فتبين ان هناك نسبة جزئيات يجب الا تكون موجودة بهذه النسبة اذ تبين انها 50 مرة اكثر من المسموح على مداخل بيروت. اذاً تبين انه كلما توجهنا نحو البحر تقل نسبة التلوث فمثلاً كانت نسبة التلوث في محلة عائشة بكار اسوأ من شارع الحمراء، وشارع الحمراء اسوأ من شارع بلس، وشارع بلس اسوأ من الروشة وعين المريسة. اذاً فإن نسبة التلوث تقل كلما اقتربنا من البحر وبالتالي نسبة التلوث كانت اعلى على مداخل بيروت وفي قلب بيروت اكثر من المناطق المطلة على البحر او الواجهة البحرية. وطبعاً التلوث ليس منتشراً في الجو وخارج المنازل لا بل انه يدخل الى البيوت ولكن ربما اقل ضرراً مما هو في الهواء الطلق، ولكن ملازمة البيت لا تحمي الشخص من التعرض للتلوث اذ قد يُصاب بأمراض دون ان تظهر العوارض وهنا المشكلة كبيرة. كما ان هناك أناساً يظنون انه اذا لم تكن النفايات بالقرب من منازلهم فلن يحدث اي ضرر، وهذا غير صحيح لأن الروائح والانبعاثات تصل اليهم وتلحق بهم الضرر، كما لا يعلمون ان الأماكن التي قد تُطمر فيها هذه النفايات كحل موقت ستضر بصحتهم ايضاً، لأن تلك الانبعاثات ستصل اليهم لاحقاً، ناهيك عن الروائح خصوصاً اذا كان الهواء شرقياً من جهة المطمر. ولهذا يتوجب ان تتم الدكتورة-لبنى-طيارةعملية الفرز والطمر بطريقة سليمة وصحيحة.

ــ الى اي مدى يكون المواطن مسؤولاً أحياناً من حيث فرز النفايات في المنزل كما في معظم بلدان العالم؟ وماذا عن عملية التدوير التي بات لبنان بحاجة ماسة اليها مع تفاقم ازمة النفايات؟

- للأسف ان المسؤولين لا يكترثون لمعاناة المواطنين بسبب تفاقم أزمة النفايات، ولا تهمهم البيئة والتربة الى ما هنالك، ولكن يمكن للاعلام ان يساعد في هذه المسألة ايضاً انه لا نقدر ان نعتمد على المجتمع المدني بدون مؤازرة وسائل الاعلام لايصال المعلومات للمواطنين بشكل متواصل اي ضرورة توجيه الناس عن أهمية فرز النفايات في المنازل قبل رميها، كما اصبح من الضروري ان تتم عملية التدوير كما في كل بلدان العالم. ويجب ان تتم هذه الأمور بالشكل الصحيح والسليم. فحتى عملية حرق النفايات يجب ان تخضع للشروط والرقابة، لأنه اذا أحرقت النفايات بطريقة عشوائية فمضارها اكبر بكثير بينما يمكن الاستفادة منها لانتاج الطاقة، والأهم من ذلك ان يتم حرق النفايات بعيداً عن الأماكن السكنية، لأن ما حصل في بيروت ومختلف المناطق اللبنانية اي حرق النفايات بهذه الطريقة أمر غير مقبول ومضر بالصحة اكثر بكثير مما هي منتشرة في الأحياء السكنية الى ما هنالك. كنا في السابق نتحدث عن مضار انبعاثات السيارات على صحة الانسان والبيئة ولكن بعدما غرقت المناطق اللبنانية بالنفايات أصبحت صحة المواطنين في خطر شديد لاسيما مع ارتفاع درجات الحرارة وتحديداً في المدن اذ ان نسبة التلوث تقل في الجبال لأن درجة الحرارة اقل وبفضل الهواء العليل.

وتتوقف عند نقطة وتقول:

- منذ ايام قليلة رأينا ان تغطية النفايات تتم بالشوادر، وهذا قد يساعد قليلاً لاسيما اذا كان الشادر سميكاً وعازلاً وفاتح اللون لتقلل من ضرر الشمس عليها لأن أشعة الشمس كما ذكرت تزيد المشكلة خطورة على صحة الانسان.

ــ من خلال معاينتك للحالات هل ترين ان نسبة المشاكل الصدرية تتزايد بسبب ازمة النفايات في البلاد؟

- طبعاً زادت حالات الإصابة بالأمراض الصدرية، ففي السابق كان الأشخاص المصابون بأمراض صدرية و<الربو> يشعرون بالتحسن في فصل الصيف. اما اليوم وبسبب هذه الأزمة زادت حالات الإصابة بـ<الربو>، واحياناً نضطر الى ان نرسل المرضى الى المستشفى لتلقي العلاج، وقد يضطرون لأن يستخدموا البخاخات وتناول الأدوية لفترات طويلة. كما ان المشكلة تتفاقم أكثر لدى الأشخاص المدخنين وأيضاً الذين يستخدمون النارجيلة.

ــ هل من نصائح وارشادات؟

- أتمنى لو ان مهندساً بيئياً او اختصاصياً بموضوع النفايات يقدم رؤية واضحة مع خطوات مدروسة، على ان تُعرض على وسائل الاعلام بطريقة مهنية وشاملة لايصال المعلومات الى الناس بطريقة اسهل، فاذا تولى الاعلام هذه المهمة من حيث توجيه الناس وافادتهم بالمعلومات والنصائح بشكل يومي وليس مرة في الاسبوع، حتماً سيستفيد منها المرء اكثر ويتعلم كيف يقوم بفرز النفايات اقله في هذه المرحلة لتقليل المشكلة، وذلك لحين ايجاد الحل الشامل لان الأمر لا يحتمل حلولاً جزئية او موقتة. كما ان الأشخاص الذين يعانون من <الربو> وغيره من الأمراض ينتقلون للعيش في الجبل في هذه الفترة اقله لحين ايجاد الحلول المناسبة، كما ان استخدام الكمامة الخضراء ضرورية خصوصاً في بيروت، ومن الضروري تعزيز ثقافة فرز النفايات في المنازل قبل رميها، ولا بد من اعادة تدوير النفايات.