تفاصيل الخبر

النازحون السوريون وشهامة الروس!

03/08/2018
النازحون السوريون  وشهامة الروس!

النازحون السوريون وشهامة الروس!

بقلم وليد عوض

هل يمكن الاعتماد على صداقة الرئيس الروسي <فلاديمير بوتين> في الوصول الى حل في النزاع الفلسطيني ــ الاسرائيلي، بعد نجاحه في تأمين طرق العبور في سوريا للنازحين السوريين في لبنان؟

منذ العام 1948 ونحن نتعامل بحذر مع قادة الاتحاد السوفييتي كما كان اسمه يومئذ. ومبعث الحذر آتٍ من مرحلتين: مرحلة المشاركة في صنع الكيان الاسرائيلي عام 1948، حيث وقف الماريشال <جوزف ستالين> الى جانب أميركا في توليد الكيان الصهيوني وكأننا بمفتي فلسطين الحاج أمين الحسيني داعياً لهذا الانحراف الوطني في كسر الارادة العربية وإنشاء دولة <دايفيد بن غوريون>. أما العتب الثاني، بكل ما فيه من حرارة ومرارة، فقد كان نتيجة لقيام الرئيس السوفييتي <نيكيتا خروتشيف> ربيع عام 1967 بالوقوف على الحياد في هزيمة العرب خلال حرب حزيران (يونيو)، وحجته في ذلك ان الاتحاد السوفييتي ملتزم بروح مجلس الأمن الذي هو من مؤسسيه.

إلا ان دخول السوفييت على خط بناء السد العالي عام 1960 بعدما انسحبت الولايات المتحدة من تمويله، كان شبه الحركة التصحيحية للسياسة السوفييتية التي انقلب عليها <خروتشيف> في مجلس الأمن وأعلن تبنيه لمشروع السد الذي يجعل من مياه النيل مورد عيش كريم للمصريين، بدءاً من منطقة أسوان، وواجب الوفاء عند العرب يحكم بالتفاتة وفاء الى هذا الموقف الروسي، وما مات الوفاء عند العرب.

وملف النازحين السوريين في عرف روسيا لا يقل من حيث الأهمية عن مشروع السد العالي. فالولايات المتحدة تناور في هذا الموضوع منذ انفجاره في سوريا قبل خمس سنوات. وما من قوة فاعلة أمسكت بهذا الملف كما تقتضي الشهامة.

وحتى الولايات المتحدة تغطت بتنظيم <داعش> ليحمل السيف في هذا الموضوع بدلاً منها، وبسبب هذا <التنظيم> ذاق السوريون الويلات وتشردوا وكان منهم نازحون بكمية كبيرة في لبنان شمالاً والأردن جنوباً. وكان فيهم الضحايا والجياع وتدخلت الأمم المتحدة لتضيء سراج بقائهم، كما كان اللبنانيون أصحاب شهامة في استضافة الأشقاء السوريين بعدما تخلى عن قضيتهم أشهر الذين أنعم الله عليهم بالغنى والثروة، واضطروا للاستعاضة عن غياب شهامة الأغنياء بدفء الفقراء، وأبرز المناطق التي استضافتهم منطقة عكار في الشمال ومنطقة عرسال في البقاع.

وهم ينظرون الى أهالي عرسال بأعلى درجات الوفاء، إذ كانت استضافتهم للنازحين مضرب مثال في الأخلاق وحسن المعشر، حتى قال نازح سوري انه كان يأكل مع جيرانه العراسلة في طبق واحد!

ولأن لهيب تنظيم <داعش> قد انطفأ تحت ضربات المعارضة، فقد شهد الموقف اقبالاً من الرئيس التركي <رجب طيب أردوغان>، واقبالاً مسلحاً ومنظماً في كتائب مسلحة من الروس، وعدم ممانعة من الولايات المتحدة، بل وجد الموقف مساندة من لبنان والأردن، وإن كانت روسيا قد ألقت اهتمامها على الجانب اللبناني.