تفاصيل الخبر

النائب نعمة افرام عن أزمة "كورونا " وإنجاز أول جهاز تنفس في" أندفكو" : المبادرة هي تحدٍ لبناني بالمواصفات الطبية اللازمة والعالية وبتقنيات عالمية دقيقة ومتطورة!

09/04/2020
النائب نعمة افرام عن أزمة "كورونا " وإنجاز أول جهاز تنفس في" أندفكو" :  المبادرة هي تحدٍ لبناني بالمواصفات الطبية اللازمة والعالية وبتقنيات عالمية دقيقة ومتطورة!

النائب نعمة افرام عن أزمة "كورونا " وإنجاز أول جهاز تنفس في" أندفكو" : المبادرة هي تحدٍ لبناني بالمواصفات الطبية اللازمة والعالية وبتقنيات عالمية دقيقة ومتطورة!

 

بقلم حسين حمية

[caption id="attachment_76754" align="aligncenter" width="592"] نعمة افرام خلال عرض نموذج شركته عن جهاز التنفس[/caption]    

أرخت أزمة فيروس "كورونا" بأثقالها على الوضع الهش اصلاً لاسيما في الجانب المالي والاقتصادي والصحي والاجتماعي وفقدان السيولة  لدى الدولة خاصة مع اعلان حالة التعبئة العامة وتوقف الايرادات، لكن ذلك لم يمنع من القيام بالواجب لمواجهة تداعيات هذا الفيروس  القاتل على الصعيد الرسمي والشعبي والمبادرات الفردية والجماعية بدءاً من انشاء صناديق مالية لهذا الغرض وتبرع المئات لها ووضع بعض الشركات لإمكانياتها في خدمة الصالح العالم والعمل بكل الوسائل لسد العجز في المواد والاجهزة الطبية، وهذا ما قامت به شركة "أندفكو" التي يرأسها النائب نعمة افرام عندما بادرت الى البدء  بإنجاز نموذج أول لجهاز تنفس بالمواصفات الطبيّة اللازمة لمواجهة "الكورونا" والانطلاق في مرحلة إنتاج نحو 500 جهاز بعد الانتهاء من التجارب، والعمل على انتاج غرف عزل وغرف عمليات جاهزة ومصنعة مسبقاً، والتحضير لتطوير آلة إنتاجيّة لتصنيع كمامات طبية متخصصة تساعد في تأمين حاجة الطاقم الطبي في المستشفيات ومرضى" الكورونا ".

 فماذا يقول النائب افرام عن هذه المبادرة الوطنية؟

 "الأفكار" استضافت نائب كسروان وجبيل ورئيس مجلس إدارة "اندفكو" نعمة افرام وحاورته على هذا الخط بدءاً من السؤال:

 

المبادرة والقيم الوطنية والانسانية

[caption id="attachment_76753" align="alignleft" width="342"] نعمة افرام نحن نسير على خطى المؤسس الراحل جورج افرام وشعار ما هو خير للمجتمع هو خير للشركة[/caption]    

ـ ما الدافع إلى هذه المبادرة الوطنية والانسانية بكل المقاييس؟

_ هو عينه الدافع الذي يجمع شعبنا اللبناني على إعادة تظهير قيمه الوطنيّة والإنسانيّة والابداعيّة المتجذّرة فيه، في الوقوف إلى جانب أخيه الانسان في المواطنة. هذه القيم لم تسقط يوماً بسبب الاضطرابات المجتمعيّة أو الحروب، ولم يطح بها الإرهاب ولا التدهور المالي والصدمات الاقتصاديّة .وضمن هذا الإطار، حملنا المسؤوليّة المجتمعيّة باكراً في مجموعة "اندفكو" الصناعيّة قبل نحو ستين عاماً يوم رفع المؤسس الراحل جورج افرام شعار "ما هو خير للمجتمع هو خير للشركة"، ورسّخه فلسفة في العمل اليومي، وهذا ليس منّة بل واجب. والواقع أيضاً وفي إطار الحفاظ على الأمن القومي اللبناني واستعداداً للأسوأ، توجّهت نحو مبادرات إنتاجيّة وطنيّة خلاقة، وقبلت التحدّي بتصنيع أجهزة تنفس اصطناعيّة استعداداً في ظل الحديث عن نقص ممكن. واستطاع الفريق الهندسي في شركة "فينيكس" من المجموعة بالتعاون مع أطباء مختصين في انجاز النموذج الأوّل في أقل من أسبوعين.

ـ ما حصيلة هذه المبادرة وما مواصفاتها وهل تسد جزءاً من الحاجة إلى جانب الجهد الرسمي؟

_ المبادرة هي تحدٍ لبناني بالمواصفات الطبيّة اللازمة والعالية وبتقنيات عالميّة دقيقة ومتطوّرة متعدّدة الاستعمالات، لصالح غرف العناية الفائقة في المستشفيات اللبنانيّة وحتّى خارجها، والهدف من تصنيعه ليس فرصة تجاريّة بالمطلق. وهذه المبادرة تتكامل أيضاً مع إمكانيتنا انتاج غرف عزل وغرف عناية فائقة وعمليّات جاهزة ومصنّعة مسبقاً ومراكز طبّية ميدانيّة إضافة إلى كمامات وأقنعة بكميات قياسيّة في مجموعتنا وثياب عازلة تلبس فوق الثياب العادية. وهناك مبادرات مشابهة أو مكمّلة يشكر عليها أصحابها ويقدّرون، وهذا دليل على مجتمعنا المقاوم وعلى المسؤوليّة الاجتماعيّة العاليّة التي يتحلّى بها شعبنا. وكلها تتم بالتنسيق مع وزارة الصناعة التي تلعب دوراً جامعاً وتنسيقيّاً بين كل المبادرات والوزارات.

ـ كيف ترى المبادرات الخاصة والحكومية وتلك المتعلقة بإنشاء صندوق لمواجهة الفيروس والدعوة للتبرع لمساعدة الفقراء والذين تعطلت أعمالهم جراء قرار التعبئة؟

_ برأيي، علينا تخصيص الصندوق بمليار ونصف المليار دولار للدعم السريع للمواطنين، يتمّ تمويله من الوفر الكبير الذي نحققه من نزيف الدولار، حيث كنّا نصرف حوالي مليار دولار في الشهر وهناك حالياً وفر في انتاج الطاقة مع تراجع اسعار برميل النفط وكلفة انتاج أقل، وهذا ما أدّى إلى تراجع الكلفة بين 300 الى 400 مليون دولار في الشهر. بالمناسبة أحيي كل المبادرات الخاصة والعامة والرسميّة. فهذه الحلقة التضامنيّة التكامليّة التي تتطلّب من المواطنين التقيّد بالوقاية، تتطلب أيضاً من الدولة الدعم الاجتماعي للمواطنين للاستمرار صامدين في منازلهم من جهة. من جهة ثانية، الفقر بات عظيماً لدينا، ولطالما حذّرت من الجوع. إلا أننا لسنا في وضع سويّ لننصرف إلى مواجهة الوباء فحسب، بل نحن في خضم أزمة اقتصاديّة- اجتماعيّة فائقة الصعوبة والتحدّيات. وإني مطلع على العديد من المبادرات غير الرسميّة "الكبرى" في مواجهة الفقر والجوع، وأرجو أن تستطيع الحكومة تخطّي كل الاعتبارات التي أحاطت بقرار تحويل مبالغ لدعم الأسر الفقيرة والعاطلين عن العمل والذين خسروا أعمالهم ما بين الھیئة العلیا للإغاثة أو صندوق دعم الأسر الفقيرة في وزارة الشؤون الاجتماعية.

ـ هل تؤيد عزل مناطق عن بعضها كما اقترح البعض؟

_ أبداً. مطلقاً. تعبير العزل كبير جداً وهي فكرة خاطئة وغير رسميّة تم سحبها، وهي لم تحدث في عز الحرب الاهلية اللبنانيّة. أولاً ما هو الداعي للعزل علميّاً ومنطقيّاً؟ ثانياً، نحن في وطن صغير وبيئتنا الاجتماعية والإنتاجية والغذائية والطبية وغيرها متداخلة بقوة، فكيف يمكن الأمر؟ قد نعزل بناء أو حيّاً سكنياً أو مؤسّسة ما، لكن منطقة بكاملها؟!

 

قرار التعبئة والالتزام به

ـ كيف تقيّم قرار الحكومة بإعلان التعبئة العامة واستلحاقه بمنع التجول ليلاً وأداء وزارة الصحة؟

_ قرار التعبئة العامة جيد ويستتبع تدريجياً بتدابير تتشدّد حسب واقع تطور تفشي الوباء، لكن الالتزام ليس على ما يرام. كلنا نعرف واقع الوطن وتعقيداته السياسيّة والاقتصادية والاجتماعيّة، وإذا ما تأخرت الحكومة في البداية في اتخاذ أي قرار بسرعة، لكنها استلحقت الأمر وقامت بعدة خطوات استباقية والأمور الآن باتت منتظمة وفعّالة. وجيد أيضاً القرار الاستلحاقي باستثناء كل المصانع من الحظر والسماح لها بالعمل ليلاً. فقد كان مستغرباً قرار منع التجول للصناعيين في ساعات الليل حيث كل شيء مقفل أصلاً والناس في بيوتها. هذا كان يؤثر على اقتصاد البلد والأمن القومي، وكنت قد دعيت مع غيري إلى فتح كل المصانع من دون استثناء على مدى 24 ساعة تأميناً للمداورة بين العمال وعدم الاكتظاظ وإعطاء تصاريح للعمال فيها للتنقل، وتمّ الأخذ بالأمر. وبالنسبة للأداء الصحي علينا مواكبة الأزمة بقدر كبير من المسؤولية، واليوم المطلوب العمل والتضامن، وربّ ضارة نافعة، ها هي المستشفيات الحكوميّة تعود الى دائرة الضوء والاهتمام، لا بل تلعب الدور المتقدم في مواجهة الوباء، بإشراف وتوجيه من وزارة الصحة. وكلنا ننحني أمام تضحيات الأبطال من أطباء وجهاز تمريضي ومسعفين عاملين في القطاع الصحي.

 وختم افرام بالقول: ما بعد" الكورونا" علينا أن نعرف كشعب كم هي قدرتنا كبيرة على تحقيق أحلامنا وكيف سنؤثّر على الطاقم السياسي اللبناني وعلى مستقبل لبنان الجديد وعلى لبنان الجديد الذي سيولد حتماً بعد هذه الأزمة، وأرى أن الله يثور معنا كي نصنع لبنان الجديد.