تفاصيل الخبر

الناشط في الثورة المحامي واصف الحركة بعد الاعتداء الجسدي عليه: "الزعران" لا يخيفونني ولن أبتعد عن الثورة والنصر سيكون حليفنا لأن قناعاتنا صحيحة

08/07/2020
الناشط في الثورة المحامي واصف الحركة بعد الاعتداء الجسدي عليه: "الزعران" لا يخيفونني ولن أبتعد عن الثورة والنصر سيكون حليفنا لأن قناعاتنا صحيحة

الناشط في الثورة المحامي واصف الحركة بعد الاعتداء الجسدي عليه: "الزعران" لا يخيفونني ولن أبتعد عن الثورة والنصر سيكون حليفنا لأن قناعاتنا صحيحة

 

بقلم حسين حمية

[caption id="attachment_79311" align="alignleft" width="438"] واصف الحركة : نحن محكومون بالأمل لأن هدفنا هو بناء وطن[/caption]

 تعرّض الناشط  في الحراك الشعبي المحامي واصف الحركة لاعتداء بالضرب، مساء يوم الجمعة الماضي، عقب انتهائه من إجراء مقابلة في إذاعة "صوت لبنان"، حيث هاجمه أربعة شبان على متن دراجاتهم النارية وأبرحوه ضرباً ما استدعى نقله الى مستشفى "أوتيل ديو" . وعلى الفور إدّعت نقابة المحامين على مجهولين، وتم تعليق جلسات التحقيق والمحاكمات في قصور العدل يوم الاثنين الماضي بسبب اعتكاف المحامين عن حضور الجلسات استنكاراً لما تعرض له المحامي الحركة، وكذلك لما يتعرض له المحامون بشكل عام من تعديات وإساءات.   فماذا يقول الحركة عما جرى معه وما هي الرسالة التي أراد المهاجمون ايصالها له وتالياً للناشطين في الحراك؟

"الأفكار" إلتقت المحامي الناشط واصف الحركة في بيت المحامي وحاورته في هذا الخضم بدءاً من السؤال:

*بداية لا بد أن نسأل عن مسار التحقيق وهل تمّ كشف الفاعلين؟

ـ ننتظر نتائج التحقيقات بعدما اعطي نقيب المحامين ملحم خلف 48 ساعة للرد عليه بهذا الخصوص بالتزامن مع توقف جلسات المحاكمات في بيروت وطرابلس بسبب اعتكاف المحامين عن الحضور استنكاراً لما تعرضت له ولما يتعرض له المحامون عموماً من اعتداءات .

*لماذا استهدف واصف الحركة وما الرسالة التي أراد الجناة إيصالها لك؟

ـ أنا أقدّر أن الموضوع مرتبط بموقفي السياسي وعدم تحمل هؤلاء لهذا الموقف، وبالتالي ما حصل ضدي محاولة لإسكاتي، لكنني سأكمل مع الثورة حتى لو كلّفنا الأمر حياتنا، وكل هؤلاء "الزعران" لا يخيفوننا ولن أبتعد عن الثورة والنصر سيكون لصالحنا لأن قناعاتنا صحيحة وتؤكد على صوابية مسار الثورة. واذا كانت الرسالة بأن أسكت فأرد وأقول إن كل هذا لا ينفع  ولن أتراجع عن قناعاتي. وعلى أي حال فهذا أمر متوقع لأنه عندما تتخذ خيار مواجهة هكذا سلطة قمعية لا بد أن تدفع ثمناً، والانسان عندما يوضع بين خيارات أخلاقية وإنسانية تتعلق بمصير البلد لا بد أن ينحاز الى مصلحة البلد وبقائه وللعمل على إنقاذ الوطن. ولا اقول هنا شعراً بل حقيقة لأنني لن أتراجع عن خيار الثورة حتى لو كلفني الثمن حياتي، ولذلك فور خروجي من المستشفى توجهت الى شارع الحمرا للاشتراك في وقفة تضامنية صامتة مع علي الهق الرجل الذي أنهى حياته بسبب الضيق المعيشي.

*وهل لهذا السبب لا يتم تشكيل قيادة للثورة لتحاشي الاستهداف أو الخرق مثلاً؟

- هذه إحدى الأسباب، لكن مع ذلك أطمئن الجميع أنه بدأت تتشكل نواة تنسيقية في لبنان وهذا ما يخيف أهل السلطة من دون إنشاء قيادة بل لإعلان حالة مواجهة مباشرة مع السلطة قادرة أن تكون البديل .

الفتنة ومسؤولية أهل السلطة

[caption id="attachment_79312" align="alignleft" width="417"] واصف الحركة بعد الاعتداء عليه[/caption]

*سبعة اشهر والثورة تمر بمرحلة مد وجزر بعد الهدنة على أثر تشكيل الحكومة وخلال انتشار" كورونا"، فإلى أين ستصل ؟

ـ الثورة لم تدخل في هدنة مع السلطة ويمكن أن تحركها خف بسبب فيروس "كورونا"، ونحن منذ لحظة تشكيل الحكومة قلنا بالفم الملآن أن لا ثقة بهذه الحكومة ولم نمنحها اي وقت، وأصلاً ما فعلته ثبتت ما قلناه بأن لا ثقة بها، وبالتالي فالمعركة طويلة .

*البعض يتخوف من الدخول في فخ الفتنة خاصة بعد محطتي 6 و12 حزيران (يونيو) الماضي، حيث تم تلافي المواجهة الطائفية والمذهبية بصعوبة ووأد فتنة إعادة إحياء خطوط تماس الحرب الاهلية. فماذا تقول؟

ـ موضوع الفتنة هو في ذهن السلطة، واي طرف يدفع لإحداث فتنة هو حكماً ضد الثورة التي  انطلقت في 17 تشرين الاول (اكتوبر) الماضي تحت عنوان ثورة الناس ضد المنظومة السياسية القائمة وخرجت من الاصطفافات الطائفية والمذهبية والمناطقية الى رحاب بناء المشروع الوطني، وبالتالي فمن يريد المشروع الوطني لا يعمل لإثارة النعرات الطائفية والمذهبية بل بالعكس فالناس الذين نزلوا الى الشوارع هم بناة المشروع الوطني وأهل السلطة  هم من يثير النعرات والفتن خاصة وأنهم كانوا ميليشيات وقتلة خلال الحرب وسارقين وهم اليوم جاهزون لأن يعودوا كما كانوا، ولذلك هم من يثيرون الفتنة ويسعون الى الحروب الأهلية وليس الثوار الذين نزلوا الى الشارع للانقلاب على المفهوم الميليشياوي لأهل السلطة  وممارساتهم الطائفية والمذهبية .

*الوضع يتأزم كل يوم لاسيما في الشق المعيشي، فهل نحن مقبلون على ثورة جياع؟

ـ ليس الجوع وحده من يدفع الناس للنزول الى الشارع  بل انهيار منظومة العدالة الاجتماعية بشكل كامل، الانهيار الامني والصحي والاجتماعي والغذائي والتربوي، فقد انهارت كل أسس بقاء المجتمع المتماسك، ولذلك فالناس يخرجون الى الشوارع لعدة أسباب وبخلفيات مختلفة ولكن بهدف واحد هو وجوب إعادة تشكيل السلطة وتغيير هذا النظام الذي يعاني من أزمة بنيوية، وكل ما نعانيه هو نتيجة هذا النظام وهنا وضوح المعركة.

حكومة مستقلة بصلاحيات استثنائية

*وهل لا تزال مطالب الثورة هي ذاتها كما في بدايتها؟

ـ صحيح لأن لا شيء تغير، ونحن نطالب بحكومة من خارج المنظومة القائمة وتكون مستقلة   ولديها صلاحيات استثنائية في المرحلة الانتقالية على أن تكون محددة بزمن كي لا نلغي دور مجلس النواب، وهذه الصلاحيات تتعلق بالانقاذ الاقتصادي والمالي واسترداد المال المنهوب ومكافحة الفساد ووضع قانون ضرائبي عادل يحمي الفئات الفقيرة ولانتاج قانون انتخاب يؤمن عدالة التمثيل لإعادة تشكيل السلطة .

*ماذا عن الانتخابات المبكرة؟

ـ لا أؤيد ذلك.. فالأهم هو القانون العادي ومن يشرف على إجراء الانتخابات.

*البعض بدأ يتخوف من دخول مجموعات ارهابية الى الحراك عن قصد لجره الى الفتنة والمواجهة. فهل هذا وارد؟

ـ هذه الاعيب السلطة. فأي شيء يحدث تتحمل مسؤوليته السلطة لأن واجبها حماية الناس ومنع الاختراقات، ونحن في قلب الثورة لسنا مندسين ولا أحد يستطيع خرقنا، ومن يخترق إما ان تكون الدولة أرسلته او عليها أن تكتشفه.

* يشكو البعض من اسلوب قطع الطرقات الذي يؤجج المواجهة بين الاطراف من منظور طائفي ومذهبي. فماذا تقول؟

ـ قطع الطرقات وسيلة للضغط على السلطة وليس هدفاً بحد ذاته، وهذا اسلوب يعتمد في كل دول العالم وبالتالي يجب ان يكون قطع الطرقات هادفاً وهادئاً وواضحاً ومؤقتاً على ان يقدر الظرف. وطبعاً قطع الطرق هو أحد عناوين المواجهة للسلطة بشرط أنه عند لحظة استخدام السلطة لجعل الناس تثور على بعضهم البعض يجب الانتباه له.

وختم قائلاً:

ـ نحن محكومون بالأمل لأن هدفنا كبير وهو بناء وطن، ومن لا يحكم بالأمل يكون ضعيفاً وجباناً.