بقلم طوني بشارة
افتتحت شركة طيران الشرق الاوسط مركز الطيران التشبيهي لتدريب الطيارين في اكاديمية الشرق الاوسط للطيران في مقر الإدارة العامة للشركة يوم الثلاثاء ما قبل الماضي، حيث اقيم للمناسبة احتفال كبير برعاية حاكم مصرف لبنان رياض سلامة وحضوره، وبمشاركة رئيس مجلس إدارة شركة طيران الشرق الاوسط محمد الحوت واعضاء مجلس الإدارة، ممثل وزير الاشغال العامة والنقل غازي زعيتر، الذي تغيب بداعي السفر، الكابتن سعيد الحاج، سفيرة كندا في لبنان ميشيل كاميرون، الوزير السابق غازي العريضي، رئيس شركة (CAE) الكندية «مارك باران» ،المدير العام للطيران المدني دانيال الهيبي، قائد جهاز امن المطار العميد جان طالوزيان وعدد من المسؤولين الامنيين والاداريين العاملين في مطار رفيق الحريري الدولي- بيروت، وعدد كبير من الطيارين والموظفين والعاملين في شركة طيران الشرق الاوسط.
وقبل بداية الاحتفال، تفقد حاكم مصرف لبنان ورئيس مجلس إدارة الميدل ايست مركز الشحن الجوي الجديد الذي تشرف الشركة على بنائه، واطلعوا على سير الاعمال الجارية فيه تمهيداً لافتتاحه خلال شهر ايار/مايو المقبل. كما تفقد مركز الطيران التشبيهي واطلع على الجهاز المتطور والذي هو الاول من نوعه في العالم الذي اشترته الميدل ايست من شركة (CAE) .
الحوت وعودة المركز اجمل مما كان
وبعد النشيد الوطني، ألقىالحوت كلمة هنّأ فيها الجميع على هذا الانجاز الجديد الذي يضاف الى انجازات الشركة التي ستبلغ من العمر سبعين عاماً في ايار/مايو المقبل، وشرح قصة مركز التدريب الذي تحول الى اكاديمية الشرق الاوسط للطيران التي بدأت مع الراحل الدكتور أسعد قطيط الذي تبوأ منصب رئيس المنظمة الدولية للطيران المدني <ايكاو> على مدى 30 عاماً، وفي كل مرة يزور فيها لبنان كان يشدد على المسؤولين والقيمين والعاملين بشؤون الطيران انه لا يزال يحفظ لبيروت مركزاً اقليمياً للتدريب على علوم الطيران معترفاً به من قبل المنظمة الدولية للطيران المدني، ولن يعطي هذه الإجازة لأحد، وأصر على بناء هذا المركز الى ان تلقف وزير النقل والاشغال السابق غازي العريضي هذه الفكرة في حينها وأمن جميع المستلزمات وأزال العقوبات أمام بناء هذا المركز، وقال: طلبنا أرضاً من الدولة اللبنانية بديلاً عن هذه الارض، فكان ان وافقت حكومة الرئيس فؤاد السنيورة في عهد الرئيس ميشال سليمان على هذا الطلب، بفضل جميع العاملين في الشركة ودعم الوزير العريضي وموافقة حاكم مصرف لبنان المتحمس دائماً الى اقتصاد المعرفة، القائل ان ما يميز لبنان هو هذا العنصر البشري، وهذه الكفاءات وهذا هو الدور الذي نريد ان نعيده لبيروت، ليس فقط بالتعليم الجامعي، وليس فقط بالطبابة بل ايضاً في علوم الطيران كما كانت قبل العام 1975،
وتابع الحوت: قبل العام 1975 تخرج آلاف الطيارين من مركز التدريب، وفي العام 1982 قام العدو الاسرائيلي بتفكيك جهاز الطيران التشبيهي الذي كان لطائرة 707 ووضعه في تل ابيب. ونحن اليوم وبعد اكثر من 32 عاماً أعدنا بناء هذا المركز أجمل مما كان ووضعنا فيه احدث جهاز طيران تشبيهي في العالم وهو (XR 7000) الذي تضعه شركة (CAE) لأول مرة خارج كندا بل في العالم، مشيراً الى ان موازنة هذا المركز الاولية بلغت 75 مليون دولار <ونتوقع ان نكمل بقية الاجهزة التشبيهية البالغ عددها ثلاثة في السنوات المقبلة> وسيكون هذا المركز اساسياً في رفع مستوى التدريب وسيفتح أمام جميع الشركات الاجنبية وليس فقط أمام طياري شركة طيران الشرق الاوسط، موجهاً الشكر لكل من ساهم في هذا العمل من شركة خطيب وعلمي، شركة ابنية، الى موظفي <الميدل ايست> الذين عملوا بكل طاقاتهم لإنجاز هذا المشروعولكل المهندسين الذين عملوا فيه فرداً فرداً.
أضاف: اليوم نفتتح هذا المركز بتاريخ 17 آذار/مارس الذي يصادف حلول عيد القديس <باتريك> وهو عيد تأسيس شركة (CAE) في العام 1947، فبعد 68 عاماً على تأسيسها هو يوم التزام من قبلها بأن تكون شريكة في هذا المركز لتطوير علوم الطيران. وفي هذه المناسبة، لا يسعني الا ان أشكر راعي مسيرة الشركة وداعمها الحاكم رياض سلامة الذي أعطاها من قلبه وعقله ووقته، ودعمها في أصعب الظروف ووقف الى جانب مجلس ادارتها وتحملنا عندما كنا نتكبد الخسائر. ونرجو ان نكون اليوم قد نفذنا ما وعدنا به من احتضان هذه الشركة لجميع السياسيين لأنها بدون احتضانهم لا تستطيع ان تفعل شيئاً: أود ان ابدأ بدولة الرئيس نبيه بري الذي ما من مشروع قانون وما من مسودة او كلام عن <الميدل ايست> الا وتبناه وتابعه حتى صدوره قانوناً.
كما وجّه الشكر للوزير العريضي الذي حظي بتوافق كامل من النائب وليد جنبلاط لنقل مشروع الحصرية الى مجلس الوزراء، وكان الرئيس نبيه بري من اول الداعمين، ونحن حظينا بذلك، كاشفاً ان الرمز (RBH) على الجهاز التشبيهي يمثل بأحرفه اسم طائرة الرئيس الشهيد رفيق الحريري <ونحن في هذه المناسبة أحببنا ان نوجه رسالة وفاء الى من نفتقده كل يوم>.
شهادة كندية بريادة <الميدل ايست>
اما <باران> فقال في كلمته: انا مسرور جداً اليوم لمناسبة افتتاح مركز تدريب الطيارين. هذا المركز العظيم الذي يفتتح اليوم في بيروت، ونحن كنا نعمل على هذا المشروع مع السيد محمد الحوت منذ أكثر من عشر سنوات، والجهاز التشبيهي هو من الجيل الجديد الذي يتميز بتقنية عالية جداً، وان شركة طيران الشرق الاوسط هي شركة رائدة في عالم الطيران والنقل الجوي في العالم. ونحن نتطلع الى تعاون دائم ومستمر في ما بيننا، وان مركز التدريب الذي تم افتتاحه اليوم سيفتح مجالات مزدهرة لطيران الشرق الاوسط وايضاً لشركتنا، وان الجهاز التشبيهي هذا هو الاول من نوعه في العالم ويتمتع بمواصفات تقنية عالية جداً وتعتبر الاولى من نوعها في العالم ليس ليومنا هذا فقط انها للسنوات المقبلة ايضاً، ونحن سنتقدم معاً في المستقبل، مؤكداً ان هذا المركز سيكون على أعلى مستوى من الكفاءة بأفضل وسائل التكنولوجيا المعتمدة في العالم ومرحلة التدريب على ايادي الطيارين في <الميدل ايست> وسيكون المســــافرون في أيــــدٍ أمينـــة لأن معايير السلامة متوافرة.
سلامة والاستثمار بالطاقة البشرية
من جانبه، أكد سلامة ان مصرف لبنان يفتخر عندما يرى التطور الذي حصل في هذه الشركة الوطنية - طيران الشرق الاوسط - منذ العام 1997 لغاية اليوم. هذا التطور أكدته الارقام والنتائج التي حصل عليها مصرف لبنان من خلال استثماره في شركة طيران الشرق الاوسط. وهذا الامر يعود الى الجهد الكبير الذي قام به رئيس مجلس الإدارة السيد محمد الحوت وأعضاء مجلس الإدارة وكل العاملين في الشركة، ولذلك نجحت هذه الشركة ونجح لبنان معها، وقال ان مستقبل لبنان هو في اقتصاد المعرفة، وباستثمار الطاقة البشرية الفريدة من نوعها الموجودة لدى اللبنانيين ونحن في مصرف لبنان نوظف مئات الملايين من الدولارات من القطاع المصرفي لتطوير هذا القطاع. لذلك، عندما نفتتح مركز التدريب الجديد اليوم، نشعر ايضاً ان طيران الشرق الاوسط هو ركن أساسي لتطوير اقتصاد المعرفة وهو موقع أساسي لفتح فرص العمل امام اللبنانيين في المجال الذي نعتبر ان له مستقبلاً في لبنان وذلك بسبب المهارة اللبنانية وايضاً بسبب موقع لبنان الجغرافي. لذلك، فإن لبنان باستطاعته ان يعود مركزاً اساسياً للنقل والاتصال والتواصل، خاتماً بالقول: تحتفل <الميدل ايست> بعيدها السبعين من العمل، وتقديراً من مصرف لبنان لهذه الشركة الوطنية المهمة، وتقديراً لجهود العاملين فيها، سوف يطلق مصرف لبنان ميدالية خاصة بشركة طيران الشرق الاوسط نعايد من خلالها <الميدل ايست> بالسبعين عاماً من العمل، متمنياً للجميع التوفيق والتقدم.