الاختصاصي في أمراض وجراحة العين والشبكة الدكتور هيثم ابراهيم سلطي: من أسباب حدوث المياه الزرقاء مرض السكري، وتناول أدوية الأعصاب، وأدوية الكورتيزون...!
بقلم وردية بطرس
تُعرف <Glaucoma> او المياه الزرقاء في العين على انها أحد أمراض العصب البصري حيث يبدأ العصب البصري بالتلف تدريجياً، نتيجة الاصابة بالعديد من الأمراض مثل ارتفاع ضغط العين، وقلة التروية الدموية للعصب البصري. والمياه الزرقاء هي مرض يصيب العين عند التقدم في السن... والمياه الزرقاء هي السبب الرئيسي للعمى لدى الأشخاص الكبار في السن ويمكن منع الاصابة بالعمى بسبب الزرق لو بدأ العلاج مبكراً. والعديد من الناس لا يلاحظون هذه البقع العمياء الا بعد تلف جزء كبير من العصب البصري. وفي حالة التلف الكامل للعصب البصري فان ذلك يؤدي للعمى الكامل. لذلك فان التشخيص والعلاج المبكر للزرق هما العاملان الرئيسيان للوقاية من الاصابة بالعمى. والمياه الزرقاء هي مجموعة من أمراض تصيب العصب البصري تؤدي الى فقدان الخلايا العصبية للشبكية. وبالرغم من ان ارتفاع الضغط داخل العين قد يكون سبباً أساسياً في حدوث ذلك الا انه ليس بالضرورة، لأنه يختلف باختلاف الشخص المصاب، فقد يُصاب شخص ما به فيما يكون ضغط العين قليلاً نسبياً، وقد يعيش شخص آخر بصورة طبيعية لسنوات ولا يعاني منه بالرغم من اصابته بارتفاع في ضغط العين. وعدم العلاج من مرض المياه الزرقاء يؤدي الى تلف في العصب البصري ونتيجة لذلك يفقد المريض رؤية جزء من بصره وهو ما يزيد تدريجياً وقد يؤدي الى فقدان البصر بالكامل.
وتبدأ عوارض المياه الزرقاء بفقدان طفيف للرؤية الجانبية، والذي قد يتطور الى الاصابة بالعمى في حال عدم اللجوء الى اجراء العلاجات المناسبة وتشخيصها في وقت مبكر، وتنقسم أنواع الاصابة بالمياه الزرقاء الى نوعين وهما: جلوكوما الزاوية المفتوحة، وجلوكوما الزاوية المغلقة.
وتُعتبر المياه الزرقاء واحدة من أكثر أسباب العمى الذي يحدث للأشخاص الذين تجاوزت أعمارهم الستين عاماً، ويمكن ان يُصاب الجميع بالماء الزرقاء باختلاف أعمارهم، ولكنها تعتبر من الأمراض الشائعة بين كبار السن، ولا توجد علامات تحذيرية لأغلب أشكال مرض المياه الزرقاء حيث ان تأثير المرض يبدأ تدريجياً لدرجة لا يمكن ملاحظة التغيرات التي تحدث في الرؤية، حتى يصل المرض الى مرحلة متقدمة. ومن الصعب علاج فقدان الرؤية الناتج عن المياه الزرقاء، لذا من المهم القيام بفحوصات دورية والتي تتضمن قياس ضغط العين، وذلك حتى يتم تشخيص المرض في المراحل المبكرة ويتم علاجه، لأنه من الممكن منع عملية فقدان الرؤية وابطاؤها في حال تم اكتشاف المرض في مرحلة مبكرة، وفي حالة كان الشخص مصاباً بالمرض فإنه سيحتاج الى العلاج لما تبقى من حياته.
الدكتور هيثم ابراهيم سلطي وأسباب حدوث المياه الزرقاء في العين!
فما هي الأسباب التي تؤدي لحدوث المياه الزرقاء في العين؟ وما هي العوارض؟ وكيف تُعالج؟ وغيرها من الأسئلة طرحتها <الأفكار> على الاختصاصي في أمراض وجراحة العين وأيضاً جراحة الشبكة الدكتور هيثم ابراهيم سلطي وسألناه أولاً عن سبب التسمية بالمياه الزرقاء فيقول:
- أولاً ان عدسة العين الطبيعية التي يُولد بها الانسان تكون شفافة ومع مرور الوقت لا تعود شفافة، في البداية تكون بيضاء ثم تصبح زرقاء ولهذا تُعرف او تُسمى في الدول العربية بالمياه البيضاء مثلاً في سوريا والعراق تُسمى بالمياه البيضاء. أما في لبنان فنسميها المياه الزرقاء ربما لأنها تميل الى اللون الأزرق، واذا تطور الأمر فمن الممكن ان تسبب المياه الزرقاء مشاكل ضغط العين وهنا يتفق الجميع على التسمية بالمياه السوداء اذ في حالة الاصابة بالمياه السوداء تصبح العين مهددة بالعمى.
ــ وهل هناك عوامل او اسباب تؤدي للاصابة بالمياه الزرقاء في العين؟
- طبعاً هناك أسباب تؤدي لحدوث المياه الزرقاء في العين: مثلاً اذا كان الشخص مصاباً بمرض السكري يحدث معه المياه الزرقاء، وأيضاً اذا كان الشخص يعاني من نقص الكلسيوم، وأمراض الغدد، وأمراض الروماتيزم، وأيضاً من يتناول الأدوية مثل أدوية الكورتيزون وأدوية الأعصاب فهو معرض للاصابة بالمياه الزرقاء. ليس بالضرورة عند استعمال الأدوية لمرة واحدة بل أثناء تناولها لفترة طويلة، اذ كما تعلمين تكون لبعض الأدوية آثار جانبية وبالتالي هذه الأدوية تؤدي لتكوّن المياه الزرقاء في العين. أيضاً الشخص الذي يتناول أدوية لدقات القلب او الغدد ممكن ان تسبب له الاصابة بالمياه الزرقاء. طبعاً هناك عامل وراثي في حالة المياه الزرقاء المبكرة فهذه لها علاقة بالوراثة، وايضاً أمراض الـ<Metabolism> تسبب المياه الزرقاء بشكل مبكر. وهناك دراسة كبيرة كانت قد أجريت في أميركا تبين ان صيادي السمك يُصابون بالمياه الزرقاء أكثر من غيرهم، وأيضاً الشخص المصاب بالسكري، اذ أجريت دراسة كبيرة في بريطانيا تبين انه عند تلاعب السكري وليس بالضرورة ان يكون الشخص مصاباً بالسكري فذلك يؤدي للاصابة بالمياه الزرقاء بشكل مبكر ومؤثر أكثر مما يستدعي اجراء عملية.
ــ كما ذكرت ان الشخص الذي يأخذ علاجاً كيميائياً معرض للاصابة بالمياه الزرقاء ولكن هل يمكن الا يُصاب بذلك؟
- ليس بالضرورة ان المريـــــــــــــــــض الذي يأخذ العلاج الكيميائي سيُصاب بالمياه الزرقاء، ولكن كما ذكرت انه خلال العلاج الكيميــــــــــــــــــــائي أكثر دواء له تأثير بهذا الخصوص هو دواء الكورتيزون، اذ ان الكورتيزون يؤدي الى تكوّن المياه الزرقاء بسرعـــــــــــــــــــــــــــــة، ولهذا تحدث المياه الزرقاء مع المرضى الذين أخذوا العلاج الكيميائي.
العوارض!
ــ وما هي العوارض عند الاصابة بالمياه الزرقاء؟
- عادة عندما يُصاب الشخص بالمياه الزرقاء لا تظهر العوارض، بل يشعر اذا كان لديه ضعف النظر انه قد زاد قليلاً، وبعض الناس لا يكون لديهم ضعف نظر ولكنهم يُصابون به، والبعض يقولون انهم لم يكونوا يرون عن قريب بشكل جيد ولكن بدأوا يرون بشكل جيد، اذ يفرحون بالأمر ولكن في الحقيقة يكونون قد أصيبوا بالمياه الزرقاء. وأيضاً يحدث مع الأشخاص المصابين بالمياه الزرقاء انهم يتضايقون من الضوء القوي أكثر من غيرهم وبشكل يؤثر على نظرهم سواء من أشعة الشمس او ضوء السيارات التي تأتي من الجهة المعاكسة او اي ضوء قوي وحتى ان شاشة التلفزيون تزعجهم. وعندما يكون النور خفيفاً ينزعج الشخص كثيراً عندما ينظر الى ضوء قوي، وأيضاً عند غروب الشمس. ومن العوارض أيضاً ان الشخص لا يقدر ان يقرأ الترجمة الفورية على شاشة التلفزيون وعناوين الأخبار وما شابه، وهنا يكون قد وصل الى مرحلة متقدمة أكثر وطبعاً تزداد أكثر وأكثر اذ لا يقدر ان يرى اشارات الطرقات وتصبح الرؤية أسوأ من بعيد ثم تسوء عن قريب أيضاً.
ــ وهل ان نسبة الاصابة بالمياه الزرقاء متساوية عند الرجل والمرأة وماذا عن الاعمار؟
- للحقيقة لغاية اليوم ليس هناك دراسة عن نسبة اصابة الرجال او النساء أكثر بالمياه الزرقاء، ولكن هناك حالة المياه الزرقاء المبكرة نتيجة تعرض الرجل لضربة شديدة نظراً لطبيعة عمله او طبيعة الرياضة التي يمارسها اي هناك اصابات أكثر عند الرجال وبالتالي قد يكونون معرضين للاصابة بالمياه الزرقاء أكثر من المرأة خصوصاً اذا حدثت بعمر مبكر. وليس هناك عمر معين ولكنها شائعة عند الكبار في السن ولكن ممكن ان يُصاب الشخص بسن الخمسين، وممكن ان يُصاب ما قبل سن الخمسين ولكن يكون هناك مسبب، وبالتالي نبحث عن السبب لمعالجته، وكما ذكرت ان الشخص الذي يتعرض لضربة شديدة في منطقة الوجه يكون معرضاً للاصابة بالمياه الزرقاء.
ــ وهل يلجأ الشخص الى الطبيب عندما يشعر ببعض هذه العوارض؟
- هناك عدد كبير من الناس يتجاهلون الأمر خصوصاً انه ليس هناك وجع ولا اشارات مهمة، ويعللون الأمر بأنه بسبب أشعة الشمس او الضوء القوي على الطرقات، اي يبررون ذلك لئلا يقصدوا الطبيب.
التشخيص والعلاج في المرحلة المبكرة والمتقدمة!
ــ وكيف يتم التشخيص؟
- يتم التشخيص عبر فحص العين، وكما ذكرت ان هناك اشارات غير مباشرة اذ تحدث المياه الزرقاء مثلاً عندما يزداد ضعف النظر أكثر، او عندما يرى الشخص عن قريب بينما في السابق لم يكن قادراً ان يرى اذ كان يستعمل نظارات للقريب ولا تعود هناك حاجة لها. وطبعاً الفحص بالمجهر يساعد لتشخيص الحالة.
ــ ماذا عن العلاج عند اكتشاف الحالة بمرحلة مبكرة ومتقدمة؟
- بحالة المياه الزرقاء في المرحلة المبكرة عادة يتم علاجها بالنظارات، خصوصاً اذا لم يكن المريض متقدماً في السن اذ انه غير جاهز معنوياً او لوجستياً للعملية، فهؤلاء نجد المياه الزرقاء لديهم بعمر مبكر او نكتشفها بمرحلة لا تكون قد تطورت، ولهذا ننصحهم باستعمال النظارات لكي يروا بشكل أحسن وان يتنبهوا لاشارات المياه الزرقاء لكي يقصدوا طبيب العيون عندما تزداد وعندها يكون الحل جراحياً. بالنسبة للشفاء فمع استعمال النظارات لا يُشفى الشخص تماماً بل يرى بشكل واضح، وعادة يتطلب الأمر استعمال النظارات لأنه يرى بشكل أوضح اي ليس هناك عضلة او اي مجهود يقدر ان يعوض عن هذا النوع من التغير.
ويتابع:
- أما في المرحلة المتقدمة فيتم العلاج جراحياً، اذ نقوم بالجراحة عندما تكون المياه الزرقاء قد تطورت كثيراً، فنضطر ان نقوم بشق واذا لم تكن كذلك فنلجأ الى فتحة صغيرة بالليزر وبواسطة <Ultra Sound> لنزيل المياه الزرقاء ونزرع مكانها العدسة، وعادة يكون الجرح 2 ميلميتر ونصف او 2 ميليمتر، ونقدر ان نقوم بقطبة او لا. بالنسبة للشفاء فكل عين يكون الوضع مختلفاً لديها اي حسب وضعية المريض، وعمر المريض، والى اي درجة تكون المياه الزرقاء قد تطورت بالاضافة الى شكل العين وحجمها الى ما هنالك... بالتالي هناك عدة عوامل ولكن عادة يجب ان يصبح النظر عند معظم الناس شبه طبيعي من اسبوعين الى ثلاثة أسابيع... وحتى لو وصل الأمر للأسوأ يكون هناك علاج، اذ انه يمكننا ان نقوم بشق كبير او ان نعمل على تخفيض ضغط العين ثم نجري العملية وبالتالي هناك عوامل عدة نقدر ان نسيطر عليها في الحال، ولكن طبعاً كما قلت ما ان يشعر المريض بأنه منزعج بسبب النظر ولا يكون في بداية الاصابة عندها يكون الحل بالعمل الجراحي او بالليزر.
النصائح والارشادات الوقائية!
ــ وهل من نصائح للوقاية؟
- كما ذكرت ان هناك عوامل أظهرت انه صحيح هناك ما يؤدي لحدوث المياه الزرقاء بشكل أسرع وأسوأ مثل تلاعب السكري، والجلوس تحت أشعة الشمس، ولهذا بينت الدراسة الأميركية ان المياه الزرقاء تصيب صيادي السمك أكثر من غيرهم حتى لو كانوا في السن نفسه ومع المشاكل الصحية نفسها. كما هناك أدوية على الانسان ان يحاول تفادي تناولها، ولكن أحياناً لا يقدر ان يتفادى تناولها. وننصح دائماً وأشدد من الضروري ان يخضع الشخص لفحص دوري للعين حتى لو لم يشعر بشيء لأنه أحياناً تكون عدسة العين لا تزال جيدة ويرى الانسان بشكل واضح وبدون نظارات ولكن حجمها بالعين غير جيد وهي تكبر أو تضايق زاوية العين وتسبب الضغط، او تحجب فحص الشبكة، اي انها لا تحجب النظر ولكن تحجب فحص الشبكة عند الشخص وبالتالي من الضروري ان نفحص الشبكة. واذا لجأ الشخص الى الطبيب بشكل مبكر يُعالج بسرعة او ان النظارات تحل المشكلة اذا وجدنا السبب وقمنا بايقافه مثلاً اذا وجدنا انه يتناول أدوية أعصاب تسبب له ذلك فهناك أدوية لا تسبب ذلك وبالتالي يُنصح بتناولها، واذا كان الشخص يتناول أدوية تخفض الكالسيوم فهناك أيضاً أدوية لا تخفض الكالسيوم وبالتالي يُنصح بها، اذاً هناك عوامل عديدة نقدر ان نعمل عليها لايقاف تطور المياه الزرقاء اذا لم نقدر ان نعيد العدسة كما كانت، ولكننا نقدر ان نوقف المياه الزرقاء او عدم الشفافية بعدسة العين.
ــ وهل هناك جانب يتعلق بضعف المناعة عند الشخص الذي يُصاب بالمياه الزرقاء؟
- لم تعد دراسة حول هذا الخصوص، ولكن العديد من المرضى الذين يخضعون لعملية تصغير المعدة قد يُصابون بالمياه الزرقاء، لأنه تحدث تغيرات في الجسم مثل الملوحات والبروتين وما شابه، مع العلم انه لم تُجر دراسة علمية تؤكد ذلك ولكن هناك علاقة بينهما لدرجة انه يحدث ارتباك ويحدث فقر دم.