متروبوليت بيروت للروم الأرثوذكس المطران الياس عودة اطلق على هامش الاجتماع الاستثنائي لمجلس البطاركة والأساقفة الكاثوليك في لبنان في بكركي في الأسبوع الماضي الذي دعا إليه البطريرك بشارة الراعي، في حضور البطاركة الارثوذوكس للتشاور في الاوضاع الراهنة، موقفاً تاريخياً عن انتفاضة الشعب اللبناني، وقال بالفم الملآن كلمة الحق في وجه سلطان جائر، لأن الساكت عن الحق شيطان اخرس، ولأن الله حق فلم يخش المطران عودة في الله لومة لائم، رغم ان البطريرك الراعي وصف ما يحصل بأنه انتفاضة شعبية تاريخية واستثنائية تستدعي اتخاذ مواقف وتدابير استثنائية، وقال ان السلطة أمعنت في الانحراف والفساد حتى انتفض الشعب، داعياَ السلطة لاتخاذ خطوات جدية وشجاعة لإخراج البلاد والبدء بمشاورات مع القادة السياسيين ورؤساء الطوائف لاتخاذ القرارات اللازمة بشأن مطالب الشعب.

فالمطران عودة رفض الحديث عن الفراغ اذا استقالت الحكومة، وقال: <ولك بس بقا، يصير في ٢٠ فراغ حاجي بقا تخوفوا هالشعب وتتضحكوا عليه، اضرب من هالايام ما رح يجي وحتى الفراغ بذاتو افضل من هالعهد>.

فقد اكد عودة أنه يعيش ويشعر مع الشعب ويعلم أنّ الشعب يطلق سبابه يومياً على الدولة ويعاتبها منذ سنين طويلة، ولذلك الأجدر بالشعب البقاء في الشارع، ولا ضرر في ذلك، الى أن تؤمّن الدولة لهم العمل، وأنّ أعداداً لا تحصى من المواطنين تقصدني يوميّاً بغية المساعدة على التوظيف <فلا ضرر لهذه الأعداد من لجوئها الى الشارع وبقائها فيه، وهي من المؤكد ستنسحب في حال تبدّل أداء السلطة معها وتأمّنت لها مطالبها>.

وسبق ان دعا عودة في عظاته وقداديسه إلى <ضرورة إعلان الحرب على الفساد والمفسدين>، وقال: أوكلوا أمور الوطن لأصحاب الاختصاص، شكلوا حكومة إنقاذ مصغرة، أعيدوا الأموال المسروقة، فهكذا تكون الجديّة.

 وكان المطران عودة اول من طالب بانتفاضة حقيقية على كل الالاعيب والاكاذيب والوصول إلى اصلاح سياسي واداري يمنع تمادي الانحطاط الاخلاقي والسياسي وتطهير الجسم القضائي ومنع التدخلات السياسية به. كما طالب بـتطبيق الدستور، وقال: <يقول سليمان الحكيم: الشرير تطيح به مساوئه>، ليقول قبل ذلك ان ليس هناك من يحاسب وأصبحت الحكومة صورة مصغرة عن مجلس النواب وتعطلت كل أجهزة الرقابة والمحاسبة، مشدداً على ضرورة وقف استباحة الدولة وحصول صحوة ضمير.

فتحية للمطران عودة لجرأته وشجاعته وصراحته، وهو الذي لم يفتأ منذ تسلمه المطرانية منذ 39 عاماً عن قول كلمة الحق والوقوف مع المواطن في السراء والضراء، وهو يتكلم باسم كل لبناني ويقول كلمة الحق في وجه كل الفاسدين مهما علا شأنهم.