تفاصيل الخبر

المتخصصة في العلاج بالزيوت العطرية الأساسية الدكتورة نيكول بو خليل: للـ”أروما تيرابي“ منافع وقائية ومناعية وعلاجية... وهذه مجالات استخدامه الواسعة!

29/03/2019
المتخصصة في العلاج بالزيوت العطرية الأساسية الدكتورة نيكول بو خليل: للـ”أروما تيرابي“ منافع وقائية ومناعية وعلاجية... وهذه مجالات استخدامه الواسعة!

المتخصصة في العلاج بالزيوت العطرية الأساسية الدكتورة نيكول بو خليل: للـ”أروما تيرابي“ منافع وقائية ومناعية وعلاجية... وهذه مجالات استخدامه الواسعة!

 

بقلم عبير انطون

هل سمعتم يوما بالـ<اروما تيرابي> او العلاج بالزيوت العطرية الأساسية؟ ما هذا المفهوم الذي ينطلق قريبا كتجربة اولى في احدى كبريات مستشفياتنا اللبنانية عن طريق المتخصصة في علوم الصيدلة والمجازة في الـ<Clinical and Scientifical Aroma Therapy> الدكتورة نيكول بو خليل؟

في لقاء <الافكار> معها كانت تفاصيل عالم لم يكن واضحا بالنسبة لنا واكتشفناه معها بمختلف جوانبه فسألناها اولا عن الدراسة والتخصص:

- أنا خريجة كلية الصيدلة في جامعة القديس يوسف تقول نيكول، درستها في لبنان ومن ثم سافرت الى الولايات المتحدة الاميركية لاكمل دراستي، عملت في <بوسطن ــ ماساشوسيتس> وهناك تعرفت على الـ<اروما تيرابي> او العلاج بالزيوت العطرية... وكالكثير من الأمور المهمة في الحياة التي تأتي بمحض الصدفة انخرطت في مجالها، إذ كنت ذات يوم في مكتبة جامعة هارفرد افتش عن أحد الكتب في اختصاصي فوقعت يداي على كتاب يحمل عنوان <اروما تيرابي>. في ذاك الوقت ما كنت سمعت به قبلا سوى انه يستخدم في شؤون <الماساج> (التدليك) والمنتجعات الصحية. قلت في نفسي لربما أخطأ القيمون على المكتبة بوضعه في هذا الجناح، وبعد ان راجعت نفسي بان ذلك غير ممكن في اهم مكتبات العالم، أخذت الكتاب وكان غلافه لوردة باللون الزهري الفاتح، ووجدت بعد أن تصفحته سريعا بأن مضمونه مختلف عن السائد، خاصة في مجالنا نحن كصيادلة وعلميين. شعرت بأنني أدخل عالما آخرا. اقفلت الكتاب ولم أفتحه لأكثر من سنة. وبعد ظهر أحد الايام بعد عودتي الى لبنان، اخرجته من مكتبتي بدافع الحشرية لا اكثر، ومذ ذلك الحين فتحته وما عدت اقفلته. صرت اقرأه واعيد قراءته واشتري كتبا في المجال عينه، وأجرب ما اقرأه، انا الصيدلانية الآتية من خلفية طبية اذ ان والدي طبيب وكذلك كل من أخي واختي. قلت في نفسي يجب ان أبدأ من مكان ما في مجال الـ<اروما تيرابي>، من مكان علمي متخصص، وصادف حينذاك ان كانت الدفعة الأولى التي تفتتح في احدى الجامعات الفرنسية في العام 2013 للعلاج بعطور الزيوت الأساسية. كنا اربعين طبيبا وصيدلانيا في الجامعة الفرنسية وحزت المرتبة الأولى على الدفعة، واكملت في تدريبات وورش عمل حولها كما انني درستها ايضا في بريطانيا وتعلمت الطريقتين الفرنسية و<الانغلوساكسونية> في التعاطي مع الـ<اروما تيرابي>.

ــ بم هما مختلفتان؟

- الطريقة الفرنسية تعتمد بشكل اكبر على استخدام الزيوت الطبيعية عبر الفم، فيما تفضّلها الطريقة الانكليزية عبر الجسم من خارجه. بالنهاية الطريقتان تتكاملان ولا تتعارضان.

ــ الا تدخل هذه الدراسة من ضمن المناهج في الصيدلة؟

- على ايامي في الجامعة لم تكن، لكن اعتقد انها الآن تدرس بشكل موجز وليس بشكل مفصّل للزيوت الأساسية وتأثيراتها.... للتخصص بها درست <علم الأعشاب> <فيتو تيرابي> أولا ومن بعدها أتى التخصص في الاعشاب والزيوت العطرية

الأساسية بشكل معمق.

 ــ كيف يمكننا تعريف العلاج بالـ<أروما تيرابي>؟

 - في تحديدها المبدئي البسيط هي العلاج بالزيوت العطرية، الا انها في مفهومها الواسع هي استخدام الزيوت الأساسية في العلاج او في الوقاية وفي اكثر من نطاق صحي، فالزيوت الأساسية هي <هوليستيك ابروش> اي انها <نهج شمولي> في علاج الجسد والفكر والروح معا، اي الانسان بكلّيته... بداية، كان العلاج العطري يوضع تحت خانة الطب البديل <الأترينتيف مدسين>، بعدها دخل في خانة العلاج المكمّل الـ<كومبليمانتري ميدسين> حتى أصبح اليوم يعتبر <انتيغراتيف ميديسن> اي التداخلية مع العلاج. ففي المراكز الطبية الكبرى خاصة في اميركا ادركوا ان العلاج لعوارض المرض لا يكفي والمريض بحاجة الى كل ما يساعده ليشعر بالراحة، اكان ذلك من خلال <وخز الابر> (اكوبونكتور) او <علم المنعكسات> (ريفليكسولوجي) أو أيضا عبر العلاج بعطور الزيوت الأساسية التي يمكننا استخدامها إما للعلاج بشكل مباشر او لتحسين صحة المريض او لتقوية المناعة حتى لدى الشخص السليم صحيا كعامل وقاية، كما ويدخل العلاج بها أيضا في مجال الجلد والتجميل وايضا في مساعدة المرضى النفسيين او الذين يعانون من أوجاع شديدة.

وتضيف الدكتورة نيكول:

 - في المستشفيات في انكلترا مثلا يستخدم العلاج بعطر الزيوت الاساسية كعلاج مكمل في اقسام السرطانات، واليوم، وللمرة الأولى في لبنان سندخل العلاج بالاروما الىاحدى مستشفياتنا، فقريبا جدا سندخله الى مستشفى الـ<بيل فو> بعد موافقة ادارة المستشفى ورئيس قسم الاورام السرطانية وسأكون شخصيا اول من يدخل العلاج بالاروما على القسم الخاص بالسرطان لانها تساعد بشكل فعال جدا في معالجة الغثيان والتقيؤ وتساعد على التخفيف من القلق والضغط النفسي خاصة وأنّ مرضى السرطان يمرون باوقات عصيبة فلا ينامون جيدا ويتملّكهم القلق والخوف، وهنا يمكن المساعدة بشكل فعال. وهذه الزيوت عبر <انهايلير> مثلا يستنشقها مريض السرطان ويشعر بالراحة والسيطرة على نفسه اذ تعطيه دفعا لأنه يشعر ان بيده مدّ جسمه بما يفيده فلا ينتظر دوما أن يُملى عليه العلاج من خلال الادوية الموصوفة له. كذلك يستخدم العلاج بالأروما للامراض التي يمكن ان تصيب الفم كالـ<أفت> او ايضا كمهدئ للألم.

ــ ذكرت انه يساعد ايضا في مجال الطب النفسي، كيف؟

- مثلما يمكن لهذا العلاج ان يستخدم في مجال الصحة جسديا عقب حادث معين فيوضع في اماكن الالم او الجروح او التقرحات او الكدمات باختيار زيوت تقاوم البكتيريا والفريوسات أو تساعد على ختم الجلد وشفاء الجروح بشكل أسرع، يمكنه أيضا ان يساعد نفسيا من خلال مساعدة المريض الذي تعرض لحادث كبير او ما يعرف بـ<تروما> في التخفيف عنه ويرافق العلاج النفسي الذي يتلقاه مما يخفف من وقع الصدمة. فكل رائحة نشمّها، وحتى قبل ان نعرف ماهيتها او مصدرها تكون قد وصلت الى الـ<ليمبيك سيستيم> <Lymbic System> اي <الجهاز الحوفي> في الدماغ الذي يلعب دوراً مهماً في تخزين الذكريات الحلوة والأليمة وله علاقة بالعواطف والاحاسيس ويؤثر ايضا على طرق التصرف، ما يساعد الاشخاص الذين تعرضوا لحادث كبير على تغيير سلوكهم نحو تلك الحادثة ويشكل علاجا مرافقا للعلاجات الطبية التقليدية، كذلك فان الـ<اروما تيرابي> قد تكون كافية لوحدها في مساعدة من تعرضوا لصدمة صغيرة، ويمكن الاستعانة بها ايضا لمواكبة الاشخاص الذين باتت ايامهم معدودة حتى يتقبلوا فكرة الفراق ولمساعدتهم في الانتقال الى عالم آخر.

ــ بأية طرق يمكن الاستفادة من الزيوت العطرية؟

 - يمكن استخدامها على الجلد بعد دمجها بزيوت تجعلها سهلة الامتصاص فتمزج مثلا مع زيت الماكاداميا أو غيره بحيث نضعها على الموضع المطلوب أو يمكن تناولها عبر الفم بعد تخفيفها او استنشاقها عبر الهواء او <انهايلير>.

ــ في مستشفى <بيل فو> اية طريقة ستطبقون وهل ستكون بناء على رغبة المريض نفسه ام تدخل من ضمن <بروتوكول> العلاج؟

 - سوف ندخلها مع العلاج بعد موافقة الطبيب المختص وموافقة المريض نفسه فنحن نطلعه على تفاصيلها وتأثيرها وهو من يتخذ القرار.

ــ لكن لا يمكنها بأي حال ان تكون علاجا وحيدا؟

- يمكنها ذلك في حالات محددة عندما لا تعود الادوية بالنفع، ويعاني المريض من الم مبرح. كذلك، وهذه نقطة بالغة الاهمية، يمكن للزيوت الاساسية ان تشكل مكملا لأدوية المضاد الحيوي (الانتيبيوتيك) في المستشفيات اذ تخفف من قوته ومن الآثار الجانبية لهذه الادوية حتى لا تزيد المقاومة عليها. تعرفون اليوم ان المشكلة الأكبر في المجال الصحي هي مقاومة البكتيريا للمضادات الحيوية ما يضطر المعالج الى تقويته، وقد يصل العالم الى مرحلة حيث لا يمكن للباحثين بعدها ايجاد حل لهذه المعضلة. من ناحية اخرى، وحتى اليوم لا تظهر اية دراسة ان الزيوت الاساسية تلقى مقاومة.

ــ ألا تدخل الزيوت الأساسية في مكونات الادوية التقليدية؟

- لا. هناك بعض الادوية المعدودة، المانية او اوروبية في غالبيتها، مصنوعة من الزيوت الاساسية والبعض منها موجود في الصيدليات عندنا وان لم يكن الامر على نطاق واسع.

الزيوت الاساسية....

ــ هذه الزيوت العطرية، ما هو ابرزها؟

 - حوالى 10 بالمئة من النباتات هي نباتات عطرية، تستخرج منها الزيوت العطرية الأساسية، اذكر منها على سبيل المثال <الصعتر>، <الخزامى> (لافند)، <إكليل الجبل> (رومارين)، <السالمية المريمية> (الصوج) ويمكن ان تكون ذات نباتات جذور كالـ<الزنجبيل> (الجنجبر) والجزر او من <لحاء الشجر> (ايكورس) كالقرفة، او من خشب اشجار الصندل والارز، كما وتستخرج من الاغصان الصغيرة لشجر السرو أو من شجر الصنوبر بحيث تستخرج الزيوت من اوراقها الابرية كما ويمكن ان تستخرج من الزهور كالورد والجيرانيوم. اما أبرز طرق الاستخراج فتبقى التقطير، والبعض يقوم بتقطيرها بطريقة <يدوية> حرفية، لكن نحن في استخدامنا لها كعلاجات نجري عليها فحوصات مفصّلة للوقوف عند ماهية تكوينها ونعرف

مجال تأثيرها الأفضل أكان في المجال المناعي او كمضاد للالتهابات الخ...

ــ لنعدد قليلا اي زيوت يمكن استخدامها للوقاية من الرشح أو الزكام؟

 - الزيوت ذات الخاصية المضادة للالتهابات، وبعض الزيوت التي تعمل على تقوية المناعة مثل زيت الـ<رافينتسارا> الموجودة في مدغشقر، او اشجار الكينا <أوكاليبتوس غلوبولوس> والـ<اوريغان> والصعتر، ويمكننا استخدام النعناع <مانت بوافريه> او الخزامى.

ــ وللسعال؟

- زيت شجر السرو (السيبريه) او الـ<آس> الاحمر او الاخضر (الـ<ميرت> بالفرنسية) والصعتر وبينها ما هو قوي يجب ان نعرف كيف نستخدمه.

ــ ولتهدئة الاعصاب؟

 - زيوت الخزامى والجيرانيوم والليمون (اورانج).

ــ للاوجاع المختلفة؟

- البابونج (كاموميل) او الكينا (أكالوبتوس سيترونيه) واكليل الجبل ويمكن وضعه على الجلد ليكون فعالا اكثر.

 ــ هل من <لاصق> (باتش) يمكن استخدامه على موضع الألم؟

- ليس في لبنان بعد. نجدها في الخارج وان لم يكن الأمر على نطاق واسع، وهو للاسترخاء ومعالجة الغثيان اكثر مما هو لمعالجة الالم.

ــ ولمشاكل الجلد وحب الشباب مثلا؟

- الزيــــوت التي تتمتـــــع بمضـــادات الالتهاب مثل <تي تري> (Tea Tree)، الغار (لوريه نوبل) والخزامى، وكمضاد للتجاعيد يستخدم زيت الورد، أما لمنع التأكسد والوقاية وشد الوجه فيمكن استخدام زيت الياسمين مثلا. والموجة في العالم اليوم هي لاستخدام الزيوت الأساسية في كريمات البشرة لكن المهم التأكد من ان تكون طبيعية ونقية مئة بالمئة.

ــ ماذا عن الهورمونات وزيادة فرص الحمل؟

- هناك نباتات لها خصائص تعمل على رفع معدل <الاوستروجين> مثلا، وقد تكون جيدة لعلاج اضطرابات الدورة الشهرية لدى النساء او في مرحلة انقطاع الطمث وما قبلها. والزيوت الاساسية هنا يجب ان تؤخذ تحت مراقبة المعالج خاصة لحالات معينة بينها تاريخ السيدة العائلي مع مرض السرطان.

ــ ولقطع الشهية؟

 - عدة زيوت بينها الـ<بابلوموس> مع قرار الشخص وارادته طبعا.

ــ وللصداع واوجاع الرأس؟

- البابونج والنعناع (مانت بوافريه). وبالإجمال حتى يعطي العلاج بالاروما فعاليته فاننا نقوم بخلطات من زيوت مختلفة لان تأثيرها <سينرجيك> وكل زيت اساسي منها يؤثر على نقطة معينة.

 ــ هل هذه الزيوت مرتفعة الثمن؟

- نستخدم الزيوت الاساسية بالنقطة. فكل نقطة من الـ<مانت بوافريه> مثلا تعادل 30 فنجانا غير مركز. الأمر يتغير بحسب نوع الزيت. فثلاثون نقطة مثلاً قد تباع بـ50 دولاراً وما فوق.

ــ هل من معامل في لبنان معدة لاستخراج الزيوت العطرية الاساسية؟

- ليس على نطاق واسع، تسير الامور بشكل فردي وحرفي.

ــ والعطور التي نضعها في بيوتنا وسياراتنا ما تأثيرها؟

- هي كلها اصطناعية <سنتيتيك> ومن المفضل عدم استخدامها لأنها قد تسبب الحساسية، والبعض يحرقها في البيوت ما يغير تركيبتها وقد تتحول سامة. وألفت النظر الى ان الزيوت الاساسية يمكن ان تحل بدل المنتجات الكيمائية التي نستخدمها في بيوتنا للتنظيف في خلطات قد يستخدم فيها الصابون من الزيت المعصور على البارد، او الخل، او بيكربونات الصودا وغيرها مع بعض نقاط الزيوت الاساسية وهي غير سامة مطهرة ومنقية، فالتلوث في داخل البيت هو اكبر منه في خارجه بخلاف ما يعتقد البعض.

 ــ هل من طلب على الزيوت العطرية الاساسية في لبنان؟

- جدا. لأن الناس هنا كما في كل بلدان العالم ملت كل ما هو اصطناعي وسام ومؤذٍ. انا آتية من خلفية علمية واؤكد ان الادوية التقليدية تنقذ حياة الانسان ولا يمكن الاستغناء عنها، لكننا في أحيان كثيرة نستخدم ادوية في يومياتنا لسنا بحاجة فعلية لها، فلمَ لا نستبدلها بما هو طبيعي؟ والزيوت الاساسية تعتني بانسجة الجهاز الهضمي وتقوي مناعة الجسد بشكل عام.

 ــ وهل من زيوت استخدامها موسمي؟

- اكيد. للصيف هناك الزيوت العطرية المقاومة للعقص او للدغات قناديل البحر، او مثلا لمن يخاف من ركوب الطائرة. للشتاء ذكرت الزيوت لمقاومة الزكام والسعال وتحفيز المناعة ويمكن استنشاقها (ديفوزيون) عبر هواء الغرفة او السيارة او مكان العمل الذي نكون فيه، ومنها ما له فعل معقم ومنق للجو لابعاد فيروس الرشح.

ــ ماذا عن الذين يعانون من الحساسية او الربو مثلا؟

- هناك بعض الزيوت الاساسية لا يجب ان يستخدمها من يعاني من الربو أو من الصرع (الابيلبسي) خاصة عبر الاستنشاق ويجب ان يتم الامر تحت اشراف المعالج المختص، وأنا لا أنصح باتباع ما يقرأ عبر الانترنت لان الكثير منه مغلوط لا بل يمكن ان يكون مؤذياً.