تفاصيل الخبر

”المستقبل“ تجاوز التقليد واستبعد العمداء البيارتة ليختار كورانياً لقيادة شرطة بيروت... بالتكليف!

04/09/2015
”المستقبل“ تجاوز التقليد واستبعد العمداء البيارتة  ليختار كورانياً لقيادة شرطة بيروت... بالتكليف!

”المستقبل“ تجاوز التقليد واستبعد العمداء البيارتة ليختار كورانياً لقيادة شرطة بيروت... بالتكليف!

 

ابراهيم-بصبوص    استمرار <تعطيل> مجلس القيادة في قوى الأمن الداخلي نتيجة عدم تعيين قادة أصيلين لست وحدات في هذه القوى لاعتبارات تتعلق بـ<المحاصصة> السياسية، لم يحل دون المحافظة على هذه <المحاصصة> ولو من خلال تكليف ضباط بمهام قيادية بموجب مذكرة خدمة تفادياً لإصدار مرسوم عادي لا يحتاج الى موافقة مجلس الوزراء، لكنه يحتاج حكماً الى تفاهم <الوزراء ــ الرؤساء> الـ23 في حكومة الرئيس تمام سلام التي رفعت شعار <حكومة المصلحة الوطنية>!

   آخر انجازات <المحاصصة السياسية> في قوى الأمن كانت مذكرة الخدمة التي أصدرها المدير العام لقوى الأمن الداخلي اللواء ابراهيم بصبوص والتي قضت بفصل وإلغاء فصل 45 ضابطاً في هذه القوى، والغاية الأساسية منها تكليف العميد محمد الأيوبي قيادة شرطة بيروت خلفاً للعميد عبد الرزاق القوتلي الذي أحيل على التقاعد الأسبوع الماضي لبلوغه السن القانونية، وقد فُصل الأيوبي من مركزه كرئيس قسم مكافحة الارهاب والجرائم الى قيادة شرطة بيروت كمساعد أول لقائد الشرطة أي عملياً قائداً لها بالوكالة.

   وبعيداً عن كل ما يتصل بكفاءات العميد الأيوبي وسجله الأمني في مختلف المواقع التي حل فيها منذ تخرجه من المدرسة الحربية، فإن هذا التكليف أبرز ملاحظات عدة منها التزام اللواء بصبوص بالأسماء التي رشحها تيار <المستقبل> لهذا المنصب الذي بات يعتبر <التيار الأزرق> ان من حقه أن يسمي هو من يشغله سواء كان ذلك بالأصالة أو بالوكالة، فضلاً عن ان هذا التكليف حتم اجراء حركة مناقلات تم بموجبها وضع عدد من العمداء بتصرف اللواء بصبوص كونهم أقدم من العميد الأيوبي. أما رد الفعل الأبرز فكان <انزعاج> أهل بيروت الذين كانوا يرغبون في تعيين قائد لشرطة مدينتهم، من الضباط <البيارتة> كما درجت العادة منذ زمن، من دون أن يعني ذلك أي انتقاص من حق العميد الأيوبي في تسلم هذه المسؤوليات، علماً أنه من بلدة دده في قضاء الكورة. وبذلك غضّ الطرف تيار <المستقبل> عن مطالب البيروتيين ومشى بخيار ابن الكورة الذي له في صفوف عارفيه الاحترام والتقدير وهو <خدوم> ــ كما يوصف ــ بدليل اختياره ليكون رئيس اللجنة الفاحصة لدورة قوى الأمن الداخلي التي لا تزال معلقة لاعتبارات حزبية ومذهبية!

ظلم بالسوية... عدل في الرعية!

   وفي هذا الإطار يقول نائب بيروتي من كتلة نواب <المستقبل> ان <التيار الأزرق> مال الى العميد الأيوبي ابن الشمال لاعتبارات عدة تتعلق بكفاءته وخبرته وعلاقاته الواسعة، إضافة الى انه كان <المخرج المناسب> لعقدة تكاثر عدد الضباط البيروتيين الذين كانوا يريدون تعيينهم في هذا المنصب الحساس في العاصمة ما يجعل من الصعب مرضاتهم جميعاً لأن هناك موقعاً واحداً وأكثر من ستة مرشحين، فاستند أصحاب القرار في <المستقبل> الى القول المأثور <ظلم بالسوية عدل في الرعية> ليستبعدوا كل البيارتة ويزكّوا ضابطاً شمالياً لهذه المهمة ولو كان بالتكليف الى أن تسمح الظروف ويصبح قائداً أصيلاً لشرطة بيروت، علماً ان آخر ضابط شغل هذا المركز بالأصالة كان العميد ديب طبيلي الذي تقاعد في 30 نيسان (ابريل) 2014، وحتّم تكليف العميد الأيوبي تغيير مساعدي قائد الشرطة، فنُقل العميد عبد الله سليم (شيعي) من مفرزة النبطية، وفُصل العميد جورج حداد من طوارئ الجديدة الى الموقعين الجديدين، فيما وضع المساعد الثاني السابق العميد غالب مهنا بتصرف المدير العام. وللسبب نفسه (تراتبية العميد الأيوبي) تم فصل عدد من الضباط في عدد من سرايات قوى الأمن في لبنان ليتلاءم مع وضع القائد الجديد لشرطة بيروت، وقد تمت مراعاة <المستقبل> في كل من اتصل بالتشكيلات في بيروت ومناطق نفوذ هذا التيار.

العقيد-محمد-الايوبي 

المحاصصة السياسية... محترمة!

   إلا ان مصدراً أمنياً مطلعاً أبلغ <الأفكار> ان تيار <المستقبل> لم يكن الوحيد الذي كانت له <لمسات> فاعلة في المناقلات، إذ ثمة ضباط محسوبون على حركة <أمل> والنائب وليد جنبلاط نالوا <ما يرضيهم> من مراكز، ومنهم من تجاوز رفاق له أعلى رتبة، فكان الحل نقل هؤلاء الى مراكز أخرى <بعيدة> عمن هم في رتبة أدنى منهم! ويكثر الحديث ــ وفقاً للمصدر نفسه ــ عن <مكافأة> أعطيت لبعض الضباط من خلال المراكز التي حلوا فيها، في وقت ان من بين هؤلاء من لا يستحق المراكز التي نالوها وأطلق عليهم رفاق لهم صفة <المحظوظين>. لكن ذلك لم يلغِ حقيقة خلاصتها ان مذكرة اللواء بصبوص لم تكن لـ<محظوظين> فقط لأنها شملت ضباطاً نقلوا الى مراكز أقل أهمية من تلك التي كانوا فيها بما يشبه حالة <كف اليد> أو <النقل التأديبي> الذي يعني إسناد مركز لضابط أدنى أهمية من المركز الذي كان يشغله. أي انه <يتأخر> في المراكز التي يتولاها بدلاً من أن يتقدم!

   تجدر الإشارة الى ان قيادة سرية السير في بيروت التي تعتبر من المراكز المهمة في العاصمة والتي يتولاها عادة ضابط برتبة عميد أو عقيد، أسندت بموجب مذكرة الخدمة التي أصدرها اللواء بصبوص الى المقدم عماد الجمل شقيق العقيد الشهيد في الجيش نور الدين الجمل الذي استشهد في معارك عرسال في 2 آب (أغسطس) 2014، علماً ان هذا المركز كان شغله العميد الأيوبي الذي أصبح قائداً لشرطة بيروت. وقد <امتص> تعيين المقدم الجمل في قيادة سير العاصمة <غضب> البيارتة من عدم تعيين قائد للشرطة من أبناء العاصمة!