تفاصيل الخبر

الـمـصــــور كريـــــم صـقـــــر يـــــوثّق فــي مـعــــــرض ”بيـــغ سيتــــي لايـــف“ أرشيفــاً جديــداً عــن بـيــــروت!

28/12/2018
الـمـصــــور كريـــــم صـقـــــر يـــــوثّق فــي مـعــــــرض  ”بيـــغ سيتــــي لايـــف“ أرشيفــاً جديــداً عــن بـيــــروت!

الـمـصــــور كريـــــم صـقـــــر يـــــوثّق فــي مـعــــــرض ”بيـــغ سيتــــي لايـــف“ أرشيفــاً جديــداً عــن بـيــــروت!

بقلم عبير انطون

من حياة الشارع والناس والعمارة والطعام اتخذ كريم صقر منطلقا لعالمه الجديد بعدما مرّ بتجربة صعبة جعلته يرى العالم من زاوية أخرى.المهندس في صناعة الغذاء يعرض اليوم صورا من شوارع بيروت وطرابلس وصيدا تحت عنوان <بيغ سيتي لايف> في <صالون بيروت> الجميل والحميم عند منطقة كليمنصو بحيث يشكل ارشيفا جديدا، بالابيض والاسود للمدينة ومعالمها اليوم، كما يشكل خريطة سياحية للسائح الذي عبر صوره، سيتعرف الى تفاصيل المدينة وزواياها وحكاياتها واصالتها بعيدا عن الاماكن الكلاسيكية المعروفة.

ماذا يقول كريم عن المعرض؟ ما التجربة التي مر بها؟ كيف عرض في فرنسا والمكسيك وتركيا؟ وما هي علاقته بالفنان البريطاني <توم يونغ>؟

 بعد جولة على الصور في <صالون بيروت> وجدناه فيها يشرح للزوار عن المطارح واسباب التقاط الصورة، غصنا مع كريم في العالم الذي اختاره وكانت معه كافة التفاصيل.

درس كريم الهندسة الصناعية المتخصصة بالمأكولات <فود اندستريز> في جامعة القديس يوسف وتخصّص في الـ<بيو- كيمياء> (الكيمياء الحيوية) أيضا. اشتغل في مجال تخصصه لست سنوات ولا يزال مستشارا فيه لكنه انتقل بشكل محترف الى عالم التصوير.

 النقلة غير المتوقعة لم تأت على طبق سهل، يخبرنا كريم القصة:

- مررت بفترة صعبة نوعا ما اثر اكتشاف الاطباء في العام 2006 ورما حميدا في رأسي. فقدت النظر تدريجيا الى مرحلة ما عدت أرى فيها الا لونا أبيض. خضعت لعمليتين جراحيتين وأجبرت على المكوث في المنزل. نجحت العملية الاولى، وبقيت لسبعة أشهر في البيت، وفي هذه الفترة كنت امشي جدا في الأحياء والشوارع والتقط الصور بكاميرا هاتفي مع عودة نظري. الا ان الورم عاد للاسف وخضعت لعملية ثانية وهنا ايضا كنت بعدها امشي والتقط الصور. دخلت عالم التصوير وتعلقت به من حيث لا أدري، وبدأت الحكاية. الناس وحتى المحترفون ما كانوا يصدقون ان الصور مأخوذة بعدستي. بعد فترة اشتريت كاميرا محترفة، ورحت اقرأ واستفيد من مشاهدة المعارض المختلفة لاتعلم منها ولا زلت حتى اليوم اعود الى تقنيات التصوير والتظهير وغيرها.

ويزيد كريم ابن رأس بيروت:

- في العام 2011 تعرفت الى مجموعة من المصورين انضووا تحت ما سموه: <بيروت ستريت فوتوغرافيرز> (مصورو شوارع بيروت) وعبرهم تعمقت بالتفاصيل الى مهمة واهمية <صور الشارع> وما تنقله من نبض ومشاهدات اذ تترجم بالعدسة ما يمر بالمدينة، ظروفها، احوالها وسلوك الناس فيها. وبما ان المفهوم لصور الشارع واسع جدا في الغرب رحت اطلع على اعمال مصورين عالميين في هذا المجال، وأستنتج ما أكثر ما هو مرغوب فيها.

النيبال... وفرنسا!

- فتح لي عالم التصوير آفاقا جديدة أمامي، أدرجُها تحت عنوان المغامرات الحلوة. سافرت في العام 2013 مع مجموعة من فناني صور الشارع الى النيبال حيث أقمنا لأسبوعين. جلنا في ربوعها والتقطنا فيها صورا معبّرة ولما عدنا عرضناها للعامة هنا في الاونيسكو في لبنان. تجربة <النيبال> أصفها بـ<الاكزوتيك>، الجديدة من نوعها بالنسبة لي.

بغير الـ<نيبال> تمكن كريم من العرض في فرنسا:

- فزت بمسابقة <فوتو - ميد> في العام 2015 هنا في لبنان وتم اختياري لاعرض في فرنسا وكان ذلك في <سناري سور مير>. وفي السنة التي تلت عرضت من خلال وكالة خاصة في <سان رفايل> الفرنسية أيضا، وفرحت بأن بعضا من الصور التي التقطتها وصلت الى المكسيك بعدما طلبت صورا عن لبنان، كذلك عرض قسم من صوري في اسطنبول - تركيا مع مجموعة <بيروت ستريت فوتوغرافيرز> أيضا.

 مفارقة غريبة!

نسأل كريم من جديد عن الفترة التي فقد فيها نظره. ما كان شعوره، كيف عاش الفترة، واذا ما كان اعتناق التصوير تحديا للقدر الصعب الذي فاجأه فيشرح:

- لا أنكر صعوبة ما مررت به خاصة وان العين تحاول بنفسها التركيز على شيء حتى تبصر ولما لا تجده لا تعمل، ما جعل المرحلة تلك صعبةً علي. كنت اقضي وقتي نائما بشكل اساسي، ولما استعدت نظري، وجدتني اغرق شيئا فشيئا في عالم التصوير واعتمدته مهنة لي. هنا اراها فعلا مفارقة غريبة.

 وعــــن اختيــــاره للعـــــرض في <صالـــــون بـــــيروت> عنـــــد منطقـــــة كليمنصو الذي يحتضن صوره الثلاثين لمعالم وشوارع وشخصيات مختلفة يخبرنا:

- لدي مجموعة كبيرة من الصور ومنذ ست سنوات وانا احضّر لهذه المجموعة. اما عرضها هنا في <صالون بيروت> تحديدا فلأنه مكان جميل وحميم يجمع اكثر من مفهوم، ومعرفتي به قديمة فضلا عن انني أصور لهم. واشكر هنا ريا وهي واحدة من مالكي المكان التي طرحت علي الفكرة، وهو يليق بالمفهوم الذي تعبّر عنه الصور. لقد جلت في العديد من شوارع واحياء بيروت وطرابلس مع بعض الصور فقط من صيدا. لم اضم اليه الصور التي التقطها في البقاع حيث مكثت لمدة عامين وكذلك أيضا من صور وجبيل والبترون ومناطق اخرى، اذ ان المجموعة هنا هي بغالبيتها لبيروت وطرابلس لانني اشعر بانني مرتاح في العاصمة، وبشكل أكبر في طرابلس لانها صادقة اكثر بعد بمعنى ان الكثير فيها لا زال على واقعه.

الصورة الاحب الى كريم من معرضه الحالي هي الـ<دوم> او <القبة> في <معرض رشيد كرامي الدولي> في طرابلس. وبين صور اخرى يختار واحدة تركت فيه اثرا كبيرا لرجل يبيع الكعك تحت المطر في سوق الأحد.

أما عن اسلوبه في التصوير فيوضح كريم:

- اسلوبي هو ابراز التناقضات المختلفة من خلال اللونين الابيض والاسود. عدة فنانين أعربوا لي عن مكمن تميّزي في هذا المجال. التصوير هو ابتكار، هذا ما احاول العمل وفقه.

 توّصل كريم، بصوره الرائعة، الى ان يصبح مصور الفنان <توم يونغ> الذي بات اسمه معروفا جدا في لبنان. وللتذكير فان الفنان البريطاني <توم يونغ> كان قد قدم الى لبنان في العام 2006 ليعقد ورش عمل مع الاطفال في المناطق المتضررة من الحرب حينها، وبقي فيه بحيث يساهم من خلال مشاريعه الفنية في الحث على المحافظة على معالم تراثية ومعمارية لبنانية على الارض وفي الذاكرة. وكان بين آخر ما عرضه للعام 2018 لوحات في <فندق صوفر الكبير> للدلالة على الفترة الذهبية التي عاشها لبنان ما قبل الحرب.

 عن علاقته بـ<توم يونغ> يقول كريم:

- منذ فترة أقمت مع <توم> معرضا في <بيت البستاني> في منطقة مار مخايل، كذلك عرضت في <كافيه يونس> لصالح <مرصد الاخلاء في بيروت> وهو خريطة تفاعلية تصور عمليات الاخلاء في بيروت انطلاقا من <رسم بيروت من روايات مستأجريها> وهو مشروع بحثي درس آثار التطوير العقاري والسياسات القائمة.

اما كيف أصبح مصور الفنان <يونغ> وعين الاخير الفنية ثاقبة، فيقول كريم:

- الناس تفتش عن الخبرة وليس عما يكتب في السير الذاتية. تعرفت على <يونغ> في <البيت الزهر>، يومــــذاك قصـــــدت المعرض والتقطت صورا ارسلتها له عبر البريد الالكتروني، فاعجب بها جدا وبت اصور له.

وبغير صور الشارع نسأل كريم عما يرغب ان تعكسه عدسته ايضا فيأتي الجواب على انها مجموعة شخصيات السيرك، فكل واحدة منها تحمل شخصيتين: الحقيقية والتشخيصية. ومن بين الفنانين والفنانات يختار المخرجة والممثلة نادين لبكي، ونذكر اليوم ان فيلمها <كفرناحوم> على بعد امتار من جائزة <الاوسكار> العالمية، اما السياسة ووجوهها فـ<ما الي فيهم> يقول كريم.

 <إنستا - صُورَ>...!

بين المصورين اللبنانيين يستوقف كريم عمل المصور فؤاد الخوري، اما من خارج لبنان فيختار البلجيكي هاري غرواير الذي يعمل في الالوان بطريقة جميلة جدا، ويلفته ايضا <جوزف كوديلكا> وهو عرض منذ فترة هنا في بيروت في <دار النمر> ومعروف عنه تميّزه بصور التقطها لشوارع بيروت اثر الحرب اللبنانية الاليمة حيث متاريسها واحياؤها وشوارعها وعماراتها.

 ونسأل كريم وهو سبق وعمل مصورا لأحد المواقع الالكترونية وكان يكتب فيه مقالات ثقافية عن <تراندز> او موجات حديثة في التصوير اليوم، فيرى ان الضوء الابرز كان في السنوات الخمس السابقة مسلطا على <صور الشارع>، وان كان هذا الفن قد عُرف منذ خمسين عاما مع عديدين بينهم <هنري كارتييه بريسون> و<غاري وينوغراند>. اما اليوم، فالموضة هي لصور الـ<لايف ستايل> والسياحة، وموجة صور الـ<انستغرام> التي تعود بالمردود الجيد لمصويرها.

 السنغال...!

 كريم الذي ولد في السنغال وعاش فيها حتى العاشرة لا يزال يحنّ الى طبيعتها الـ<خام> وأماكنها الخاصة:

- تركتها في العام 1989 وعدت اليها منذ خمس سنوات بعدما زرتها من جديد فالتقطت فيها صورا كثيرة، وطموحي ان اعود اليها لالتقاط المزيد واجعلها من ضمن مجموعة خاصة بها.

أما من بين المشاريع المستقبلية التي يعد لها فمشــــروع عــــن سبــــق الخيـــــل في بـــــيروت، وهنـــــا في المعـــــرض صـــــورة مـــــن ميدانــــــه. تاريــــــــخ هـــــــذا الميــــــدان والاشخــــــص الذين يدخلونــــــه والاحصنة وكل مـــا يتعلق بعالمــــــه الواســـــع سيكـــون نصب... عدسته.