تفاصيل الخبر

المشهد نفسه يتكرر عيداً بعد عيد... فهل من يسأل ولماذا؟

01/04/2016
المشهد نفسه يتكرر عيداً بعد عيد... فهل من يسأل ولماذا؟

المشهد نفسه يتكرر عيداً بعد عيد... فهل من يسأل ولماذا؟

عونمرة جديدة احتفل البطريرك الماروني مار بشارة بطرس الراعي بعيد الفصح المجيد في غياب الأقطاب الموارنة، تماماً كما حصل في احتفال عيد الميلاد، ولم يتوافد الى الصرح البطريركي في بكركي <زعماء> الطائفة المارونية الذين جمعهم البطريرك ذات يوم من شهر نيسان (ابريل) 2014 ودعاهم الى الاتفاق على رئيس جديد للجمهورية... ومنذ ذلك التاريخ لم تتكرر الاجتماعات، لا بل تفرق الأقطاب وصارت زياراتهم الى بكركي فردية تفادياً للاحراج.

ولأن الاستحقاق الرئاسي مؤجل حتى إشعار آخر بشهادة الأقطاب الموارنة أنفسهم، والمراجع السياسية المطلعة على الملف الرئاسي، فإن الحضور الى بكركي للمشاركة في رتبة دفن المسيح يوم الجمعة العظيمة، أو في قداس أحد القيامة، ليس <حاجة ملحة> لدى الأقطاب الذين تتباعد مواقف بعضهم عن موقف سيد بكركي الذي بات تكراره للمواقف السياسية إياها مبعث <يأس> عند أبناء الرعية في الوصول الى حلول للأزمة الرئاسية يكون لبكركي الدور الأبرز فيها. ولعل هذا الشعور بعدم قدرة البطريرك الماروني على الضرب بعصاه على الأرض <وفرض> الاتفاق على الرئيس العتيد، هو الذي يجعل حجم الحضور الى بكركي للمشاركة في الاحتفالات الروحية يتراجع يوماً بعد يوم. من هنا لم يكن في الصفوف الأمامية في بكركي يوم أحد القيامة الأقطاب الموارنة الأربعة ولا حتى من يمثلهم، ولولا وجود الرئيس السابق ميشال سليمان والوزير سجعان قزي والنائبين نعمة الله أبي نصر وجيلبرت زوين، لاقتصر حضور الصف الأول على وزير سابق (زياد بارود) ومجموعة من موظفي الفئة الأولى وعدد من كبار القضاة والضباط أبرزهم مدير المخابرات الجديد العميد الركن كميل ضاهر!

وبرزت مشاركة سفير لبنان لدى الكرسي الرسولي جورج خوري الذي يتردد اسمه بقوة بين أسماء المرشحين الرئاسيين التوافقيين.

وبدا واضحاً ان البطريرك الراعي لم يكن مرتاحاً من حجم المشاركة المارونية في قداس بكركي، علماً ان دوائر البطريركية المارونية كانت امتنعت منذ سنوات عن دعوة أي كان للمشاركة في القداس، معتبرة ان أبواب بكركي مفتوحة للجميع ولا حاجة لتوجيه دعوات. لكن البطريرك وجد المناسبة سانحة للتذكير بمواقفه من الاستحقاق الرئاسي ويعيد ما أبلغه للأمين العام للأمم المتحدة <بان كي مون> عندما التقاه في مطرانية بيروت المارونية، من أن غياب رئيس الجمهورية وهو وحده حامي الدستور ووحدة الدولة وسيادتها، يجعل من لبنان أرضاً سائبة سهلة لتوطين النازحين واللاجئين.

المشهد اختلف في الكسليك

في المقابل، كان المشهد في جامعة الروح القدس في الكسليك يوم الجمعة العظيمة مختلفاً، إذ غصت قاعة البابا القديس <يوحنا بولس الثاني> بالمشاركين يتقدمهم رئيس <تكتل التغيير والاصلاح> العماد ميشال عون محاطاً بعدد كبير من وزرائه ونوابه الحاليين والسابقين (اقتصر الحضور الرسمي والسياسي يوم الجمعة العظيمة في بكركي على الوزيرة أليس شبطيني) الذين ملأوا المقاعد الى جانب حضور حكومي تقدمه نائب رئيس الوزراء وزير الدفاع سمير مقبل والوزراء جبران باسيل وسجعان قزي والياس بوصعب وريمون عريجي، إضافة الى نواب من مختلف الكتل إضافة الى وزراء ونواب سابقين و<لاحقين> وفاعليات سياسية وعسكرية وادارية و قضائية الخ... وفيما غاب الرؤساء أمين الجميّل واميل لحود وميشال سليمان والنائب سليمان فرنجية والدكتور سمير جعجع عن المناسبة، بدا ان اللون البرتقالي كان طاغياً على حضور جامعة الكسليك التي سبق أن استضافت على العشاء العماد بعد زيارته التاريخية الى معراب واعلان التفاهم مع الدكتور جعجع... وكالعادة كانت عظة الرئيس العام للرهبانية اللبنانية المارونية الآباتي طنوس نعمة مختصرة وتضمنت ما تيسر من الأدعية ليحمي الله لبنان وليتم انتخاب رئيس للجمهورية وليكون وطننا الحبيب في مأمن من أي شر>!

ومن القاعة الى غرفة الطعام حيث شارك العماد  عون ومعظم الحاضرين الرهبانية المارونية غداء الجمعة العظيمة.