تفاصيل الخبر

المشاركون في "المؤتمر الوطني للإنقاذ" احتاجوا من "ينقذهم" ويوحد مواقفهم!

04/11/2020
المشاركون في "المؤتمر الوطني للإنقاذ" احتاجوا من "ينقذهم" ويوحد مواقفهم!

المشاركون في "المؤتمر الوطني للإنقاذ" احتاجوا من "ينقذهم" ويوحد مواقفهم!

[caption id="attachment_82641" align="alignleft" width="415"] صورة جامعة للمشاركين في المؤتمر الوطني للإنقاذ في فندق لورويال في الضبية.[/caption]

 سمّوه "المؤتمر الوطني للإنقاذ"، لكنهم بالفعل احتاجوا الى من ينقذهم ويعيد توحيد مواقفهم وهي مسألة قد تكون صعبة ان لم نقل مستحيلة....

 إنهم من القوى المجتمعيــــة وتلك التي تحمل اسم "ثوار 17 تشرين" الذين التقــوا بعد ايـــام من الذكرى الاولى لقيام "ثورتهم"  او "انتفاضتهم" لا فرق، من اجل ان يوحدوا قرارهم واستراتيجية تحركهم ليؤكدوا للرأي العام اللبناني والعربي والدولي ان "الثورة" مستمرة ومن غير الصحيح انه لم يبق منها سوى "القبضة" المرفوعــــة في عدد من اماكن تجمع "الثوار". لكن الغريب ان هذه المجموعات التي التقت في احد فنادق الساحل المتني لم تنه اجتماعها كما بدأته، اذ حصل تصادم بين المشاركين الذين يفترض انهم وحدة لا تتجزأ ويد واحدة، مثل "القبضة" لمواجهة السلطة والنظام والعمل على تحقيق التغيير...

 أتوا من مختلف المناطق اللبنانية سعياً وراء برنامج واحد وتوصيات مشتركة وانضم اليهم نقباء المحامين في بيروت والشمال والاطباء والمهندسين والممرضين والممرضات اضافة الى الاتحاد العام لنقابات عمال لبنان ولجان الاهل في المدارس الخاصة واهالي شهداء ومتضررين انفجار مرفأ بيروت، والمصروفين من الخدمة ومتطوعي الدفاع المدني واساتذة متقاعدين وتجمع محامين للطعن وتعديل قانون الايجارات وغيرهم.... لكن ما كان يفترض ان يكون انجازاً يحققه "الثوار" انتهى بــ "حفلة تضارب وتخوين" متبادلة بعد محاولة للمزايدة بعضهم على بعض فانتهوا الى الاساءة للقضية التي يدافعون عنها.

 اما لماذا وقع الخلاف، فالمعلومات افادت ان المجتمعين قسموا المؤتمر الى خمسة محاور: المحور السياسي، المحور القانوني والتشريعي، المحور الاقتصادي والاجتماعي والاداري، المحور المالي والنقدي، محور تنظيم التحركات. وعند التطرق الى مواضيع السياسة الدفاعية والحياد والقرارات الدولية في المحور السياسي، تم الاتفاق بين الغالبية على القفز فوق البنود الثلاثة لارتباطها احدها بالآخر، ولاأ الوقت لا يسمح بالنقاش مطولاً. تبادل الحاضرون بداية الآراء حول موضوع سلاح المقاومة، وقدم البعض طروحات مختلفة بين مؤيد لبقائه ومن يرغب في تطبيق القرارات الدولية عبر سحب السلاح وحصره بالجيش اللبناني. وتلك ليست مسألة مستجدة، بل لطالما كانت موضوع خلاف بين المجموعات المنبثقة من خلفيات مختلفة، منها اليساري ومنها اليميني ومنها الذي ينتقي ما يعجبه من المعسكرات ليتبناه، جرى نقاش "حضاري" الى حد ما بين المختلفين، وهو ما اوصلهم الى فكرة تأجيل البحث به لمناقشة القضايا الملحة والتي تعني الشعب مباشرة في زمن الانهيار . لكن ثمة من اراد المزايدة على حزب الله نفسه لغاية قد تكون انتخابية ربما، فتأبط الميكروفون لاستفزاز من يخالفه الرأي وتهديد الحاضرين بكلام لا يقبل به الحزب حتى، هكذا "فار دم" احد شباب المعسكر المناهض والذي ينتمي الى مجموعة بقاعية فآثر ضرب حامل الميكروفون ودخل رفاق الشابين على خط "المعركة" فيما حاول البعض تفريقهم الى ان اخرجوا "الابطال" الاشتباك الى الخارج، ليتابع المؤتمر اعماله في جو "مسموم" برز في التوصيات التي صدرت عن المجتمعين والتي التقى اكثر من مصدر على القول إنها لم تكن على مستوى الآمال المعلقة على مجموعات " الثوار" وبدا وكأن "الثورة" فقدت البوصلة وباتت تدور في حلقة مفرغة، لاسيما وان التوصيات لم تحمل جديداً بل هي- في معظمها- تكرار لشعارات معلنة ولكلمات وتعابير تتردد كل يوم من دون ان تكون لها مفاعيل مباشرة، ومنها ضرورة النضال من اجل تحقيق قيام حكومة انتقالية بصلاحيات تشريعية لانجاز المهام التي رفعتها "الانتفاضة" وفي مقدمها المعالجة الفورية والسريعة للازمة النقدية والانهيار المالي والاقتصادي والاجتماعي وتداعيات انفجار مرفأ بيروت (علماً ان حكومة الرئيس سعد الحريري على وشك التشكيل).

 كذلك دعا الحاضرون الى استعادة الاموال المهربة والمنهوبة والهندسات المالية والاملاك البحرية والنهرية واستكمال التدقيق الجنائي وتطوير البنى التحتية وغيرها من المطالب التي لا تحتاج الى مؤتمر لــ "الثوار" من اجل المناداة بها فهي تتكرر يومياً في وسائل الاعلام المرئية والمكتوبة والمسموعة، وهي شبيهة بما يرد في البيانات الوزارية للحكومات والتي تبقى حبراً على ورق.

 اما بالنسبة الى مستقبل المجموعات "الثورية" فقد قرر الحاضرون تشكيل هرمية للحراك تعتمد قاعدة تمثيل المحافظات والمناطق والساحات، والبدء باعداد مجموعة موحدة لادارة الحوار واستمراره، والعمل على تنظيم التحركات المناطقية وفي المحافظات والقطاعات والتحركات المركزية النوعية ووضع خطط  وبنك اهداف، والعمل بسرعة والاستثمار في الوقت لوضع خطط وخارطة طريق لتنشيط الثورة وتفعيلها. كذلك قرروا الاستمرار في الحوار المنتج والفاعل في المسائل والقضايا المطروحة في جدول الاعمال والتي لم يسمح الوقت بنقاشها، كاللامركزية الادارية الموسعة وقانون الانتخاب....

 ومع صدور هذه التوصيات تفرق "عشاق الثورة" على امل ان يلتقوا من جديد لوضع توصياتهم موضع التنفيذ، في وقت كانت ردود الفعل على الاجتماع باهتة والبعض قال إنها "سوريالية"!.