تفاصيل الخبر

المرشحة لمنصب وكيلة الأمين العام للأمم المتحدة والأمينة العامة التنفيذية لـ”الاسكوا“  الدكتــــورة فاديـــــا كـيـــــوان: حــان دور لبـــنان وهــو الــذي يـسـتـضـيـــــف ”الإسـكـــــوا“ مـنــــذ 40 عــامـــــــاً!

21/04/2017
المرشحة لمنصب وكيلة الأمين العام للأمم المتحدة والأمينة العامة التنفيذية لـ”الاسكوا“  الدكتــــورة فاديـــــا كـيـــــوان: حــان دور لبـــنان وهــو الــذي يـسـتـضـيـــــف ”الإسـكـــــوا“ مـنــــذ 40 عــامـــــــاً!

المرشحة لمنصب وكيلة الأمين العام للأمم المتحدة والأمينة العامة التنفيذية لـ”الاسكوا“  الدكتــــورة فاديـــــا كـيـــــوان: حــان دور لبـــنان وهــو الــذي يـسـتـضـيـــــف ”الإسـكـــــوا“ مـنــــذ 40 عــامـــــــاً!

 

بقلم عبير انطون

صورة-د

لمنصب وكيلة الأمين العام للأمم المتحدة والأمينة العامة التنفيذية لـ<الاسكوا>، تترشح الدكتورة فاديا كيوان خلفاً للدكتورة ريما خلف التي استقالت من منصبها بعدما عينت فيه في العام 2010. جاءت الاستقالة على خلفية رفض الضغوط لسحب التقرير الصادر عن لجنة الأمم المتحدة الاقتصادية والاجتماعية لغرب آسيا (الإسكوا)، وخلاصته ان اسرائيل دولة فصل عنصري (أبرتايد)، ما جعل الآراء تنقسم من حوله وطلب من خلف سحبه فرفضت وتقدمت باستقالتها على عتبة جولاتها الوداعية وغادرت منصبها في العاصمة اللبنانية بتحية الى الشعب اللبناني الذي استقبلها بالترحاب.

 فما أهمية هذا المنصب بالنسبة للبنان بعد اربعين عاما على وجود منظمة <الإسكوا> على اراضيه؟ هل حان دوره في تسلم المهمة، اية آلية اعمدتها كيوان لترشحها، وهل من اجماع لبناني حولها؟

لـ<الافكار> كان من الدكتورة فاديا كيوان كافة التفاصيل، بدءا من نبذة تعريف عن نفسها.

 

خلفية لبنانية ودولية..

 من جامعة <السوربون> الفرنسية، وفي مجال <السياسة المقارنة>، حملت فاديا كيوان شهادة دكتوراه دولة فضلاً عن اجازتين في الفلسفة وعلم النفس من الجامعة اللبنانية. تتحدث، وتكتب العربية والفرنسية والانكليزية بطلاقة مع بعض الاسبانية، وهي اسست وتولت رئاسة <قسم معهد العلوم السياسية> في <جامعة القديس يوسف> في بيروت.

في عام 2016، أطلقت مركز أبحاث جديداً اسمه <مرصد الخدمة المدنية والحكم الرشيد>، وهو يتناول بناء قاعدة الحقوق في الدول العربية، من خلال تطبيق القوانين واللوائح وتمكين الموظفين العموميين. وتتبنى البحوث فيه منظوراً مقارناً داخل البلدان العربية. ويهدف هذا المرصد إلى محاولة تصور التحديث من خلال إضفاء الطابع المؤسسي وإضفاء الطابع المهني على الخدمة المدنية في مختلف البلدان العربية، بعيداً عن النقاش التقليدي حول الأنظمة السياسية.

وتلتزم فاديا كيوان شخصياً في مبادرات وبرامج المجتمع المدني في لبنان وفي العديد من البلدان العربية، مع التركيز على حقوق الإنسان، ونوع الجنس، وتنفيذ أهداف التنمية المستدامة، وربط البحوث الاجتماعية والسياسات العامة، وإضفاء الطابع المؤسسي على الأحزاب السياسية، وربط الإجراءات من أجل التغيير الاجتماعي بالمعايير الدولية والاتفاقيات، وما إلى ذلك.

كذلك، فإن الدكتورة كيوان هي ممثلة رئيس الجمهورية اللبنانية العماد ميشال عون لـ<المجلس الفرنكوفوني الدولي الدائم>، وكانت قد مثلت الرئيس ميشال سليمان في المجلس نفسه. وبين اهدافها الحالية تسلم منصب وكيلة الأمين العام الجديدة للأمم المتحدة والأمينة التنفيذية لـ<الاسكوا>، فأين ستترك بصماتها؟

إدارة مهنية...

 تعتبر <الإسكوا> من اعرق وافضل مؤسسات الامم المتحدة، لانها الذراع الاقليمي والمؤسسة العربية للامم المتحدة، تهدف الى التنمية المستدامة، وتعمل على مسألة التكامل العربي وغيرها من المواضيع المختلفة.

بدءاً من مقارنة التجربة للترشح الى المنصب الدولي مع ترشح الوزير السابق غسان سلامة ليكون مدير عام <اليونسكو> قبل انسحابه تقول كيوان لـ<الافكار> ان ليس من مجال للمقارنة، ففي المناصب الدولية هناك مناصب تتم بالتعيين وأخرى تتم بالانتخاب. المناصب الأولى يمكن الترشح لها فردياً أما الثانية فلا ينظر في الترشيح الا إذا كان مقدماً من قبل الدولة.

وبالنسبة لمنصب الأمين التنفيذي لـ<الاسكوا>، فإن الأمين العام للأمم المتحدة هو من يعين ولكنه يجري مشاورات لذلك مع المنظمات الدولية ومع وكالات الأمم المتحدة وبالطبع مع الحكومات، وفي هذا السياق دعم الحكومات مهم وهنا تأتي مسألة المناصرة عبر الاتصالات الدولية. ولما كان هناك اعتبار للمداورة بين الدول، فيجب التذكير بان أول أمين تنفيذي لـ<الاسكوا> كان يمنياً، ومن ثم كان مصرياً وذلك لثلاث دورات ومن ثم قطرياً وبالاخير فلسطينياً - اردنياً.

ونسألها عن سلوكها طريق الترشح بشكل فردي قبل ان يصار الى الدعم الرسمي فأجابت:

- في الواقع ترددت اولاً لأكثر من سبب، اولها الا أظهر وكأنني اقتنص الفرصة لمغادرة الدكتورة ريما خلف كما اردت استشارة الرئيس والتروي قبل تقديم الترشيح، الا انني اتخذت قراراً بالاقدام بعدما علمت ان الدكتورة خلف كانت تقوم بزيارات وداعية حتى قبل طرح استقالتها وقبولها. استشرت بقدر ما استطعت من السياسيين الاساسيين، وبعد ظهر الرابع من آذار/ مارس الماضي اغلقت باب مكتبي على نفسي وتقدمت بكتاب الترشيح قبل يومين من انتهاء المهلة. اتصلوا بي من مكتب الامين العام للامم المتحدة بانني من ضمن لائحة الاسماء الاولية المختارة. تواصلت بدوري مع وزير الخارجية والمغتربين جبران باسيل فطلب مني ارسال كتاب بهذا الشأن ونسخة عن الملف. بعد فترة، وكنت في مهمة علمية في <كوالالامبور>، اتصلوا بي لإجراء المقابلة عبر <فيديو كونفرانس> فأسرعت بالعودة الى بيروت وتم اللقاء عبره مع اربعة من موظفي مكتب الامين العام للامم المتحدة في نيويورك.

ــ ما كانت أبرز المحاور التي سئلت عنها عبر <سكايب>؟

 - في الواقع تم اطلاعي على المحاور مسبقاً، وهي في اربعة مواضيع اولها رؤيتي لـ<الاسكوا> فضلاً عن اسئلة تتعلق بتجربتي وخبرتي الشخصية، ومن ثم الفرقاء الذين سأتعاون معهم ونسق الادارة أو مفهوم <Leadership> الذي سوف امارسه. كنت مرتاحة جداً في الحوار، وقد ساعدني في ذلك تراكم الخبرات التي كونتها من خلفيتي الاكاديمية واعمالي في التعاون الدولي والمهمات المحلية والفرنكوفونية. كنت سريعة ومحددة ما اثار اعجابهم. ولما سألوني عن مفهومي للامم المتحدة مثلا اجبتهم بأنني اراها حلبة تجر الجميع الى الخير العام وليست حلبة لخدمة مصالح الدول، وهذه <كلمات سحرية> في لغة التعامل الدولي.

- هل ستتعرضين لضغوط او احراجات ربما تكون مماثلة او اكبر حتى من التي تعرضت لها الامينة السابقة؟

- ربما نعم لكنني اعتقد وفق رؤيتي أن المرحلة تتطلب ادارتها بشكل مهني اكثر منه سياسي. لا يعني ذلك انني اتهرب من السياسة المباشرة لكنني سأختار الديبلوماسية، والسير بحسب سلم اولويات محدد. وهنا اقـــــول ان ما فعلتـــــه الدكتــــــورة خـــــلف بخطـــــوة استقالتهــــــا انها فتحت بابـــــاً واسعــــــاً للنقــــاش حــــــول التمييــــــز بـــــكل اشكالــــــه في دساتيرنــــــا وسلوكياتنا وغيرها.

ــ هناك اليوم مرشحة عربية تحمل الجنسية الكويتية للمنصب وهي مدعومة بشكل كبير من حكومتها، هل تعتقدين انه يمكن انسحابها لصالحك؟

 - علمت أن لبنان سحب ترشيح لبناني لمنصب رئيس <منظمة العمل العربية> في العام الماضي لصالح ترشيح كويتي أصبح رئيساً لـ<المنظمة العربية> بالتزكية. وانني خلال المقابلة التي اجريت معي مع مكتب الامين العام قلت لهم اننا كلبنانيين مظلومون بحيث اننا نستضيف <الإسكوا> منذ 40 عاماً في بلدنا فيما يقصى اللبنانيون عن المناصب العليا فيها.

ــ هل يمكن تعيين مواطن في مركز دولي في بلده؟

 - لقد استفهمت عن الامر وقيل لي في نيويورك أنه ما من مانع، لأن الموقع دولي ولا علاقة له مع دولة المقر اكثر من سواها من الدول، بل أن المواطن لا يتم تعيينه في بلده في حال كان الموقع رئاسة مكتب وطني لمنظمة دولية.

وللتذكير، فإن <منظمة المرأة العربية> التي تأسست في العام 2003، توالت على ادارتها مواطنات مصريات منذ ذلك الحين علماً أن مقرها القاهرة. وحاليا مديرتها العامة هي السفيرة الأستاذة ميرفت التلاوي.

ــ من مهمات <الإسكوا> الاساسية التنمية المستدامة للمجتمعات والعمل على اقتصادها، اين الملفات الاولية هنا؟

- ان الهاجس الاساسي هو الحث على النمو الاقتصادي، والعمل على التنمية المستدامة للمجتمعات. وفي هذا السياق اعطي مثلا: انا من مشجعات الخصخصة بالشراكة مع الحكومات اي التعاون ما بين القطاعين العام والخاص وتقديم الحوافز للأخير لكن على ان يكون التعاون مضبوطاً. ومن الخطوات الاساسية لـ<الاسكوا> اليوم تمكين الدول من بناء مؤسساتها في كل المجالات بينها البنى التحتية، ما يفتح مجالات عمل للقطاع الخاص بالتعاون مع القطاع العام من خلال ضوابط شفافة لا تضارب مصالح فيها ولا صرف نفوذ او غيرها.

 كذلك فإن من اولويات المرحلة اعتماد مقاربات لتهدئة النزاعات الايديولوجية في اطار اعادة ترميم حياة البشر خاصة مع ما يشهده العديد من الدول حيث المئات من المشردين والتلامذة خارج المدارس الخ.. ادرك أن ذلك من صلاحيات لجان ومفوضيات اخرى لكنه لا يحول دون التعاون والتكامل لنمو اجتماعي - اقتصادي مضطرد.

 ــ ما الذي يمكن ان يعزز فرص فوزك برأيك؟

- بالنسبة لترشيحي، فإن ما قد يؤثر بصورة خاصة بالإضافة الى خبرتي العلمية الواسعة، فقد يكون المهام الدولية التي كلّفت بها تباعا مثل عضوية جامعة الأمم المتحدة بين 2007 و2013، وعضوية لجنة مراجعة تقرير <جاك دولور> حول التربية في القرن الواحد والعشرين (2012) و<اللجنة العلمية الاستشارية> لدى برنامج <موست> للأبحاث الاجتماعية والذي يهدف الى ربط السياسات العامة لدى الحكومات بالأبحاث العلمية، وكلها مهام مجانية قمت بها تباعا خدمة لأهداف الأمم المتحدة.

ــ وبالنسبة للبنان تحديداً؟

 - بالنسبة لما سيكسبه لبنان فإن المكسب معنوي بصورة خاصة وهو لا يخسر شيئاً إذا دعم احد أبنائه لتبوء منصب دولي فأعاد الثقة في بلده وفي مؤسسات بلده، لاسيما وأنني قد نشأت وتعلّمت في لبنان، وهذا الامر يعطي ثقة للبنانيين بمؤسسات بلدهم.

ــ هل ستبعدك هذه الخطوة عن السياسة اللبنانية؟

- لن ادخل السياسة يوماً بالمعنى <اللبناني> لها، فما بنيته من تراكمات اكاديمية وعلمية لا يسمح لي الا بلعب السياسة بطريقة تسمية الامور بأسمائها ومن دون اية مساومات. المهم الآن الاجماع والدعم لترشيحي.

ــ قلما وجدنا إجماعاً على اسم كالذي تحظين به من مختلف الاطراف، وقد كلّف الوزير جبران باسيل مندوب لبنان في الأمم المتحدة السفير نواف سلام، متابعة الملف والقيام بالاتصالات اللازمة دعماً للترشيح.

- أشكرهم جميعاً من القلب.

 

المرأة.. و<الكوتا>

ــ ستكونين الصورة المشرفة عن المرأة اللبنانية التي ترفع صوتها عالياً في ما خص توليها مناصب القيادة والسلطة، وها هو المجلس النسائي اللبناني يدعم ترشيحك...

- أتمنى للمرأة ان تصل الى ما تصبو اليه، وقد عملت في مجال المرأة وشؤونها في اكثر من محفل لبناني ودولي.

ونذكر هنا ان الدكتورة كيوان كانت قد أعدت كتابا باللغة العربية حول <كيفية تحسين المشاركة السياسية للمرأة في العالم العربي>، ونظمت 10 دورات تدريبية حول هذا الموضوع في مختلف البلدان العربية بالتعاون مع <منظمة المرأة العربية>، وهي أيضاً ممثلة للبنان في <المجلس التنفيذي لمنظمة المرأة العربية> منذ عام 2003، وقد شاركت في تأسيس هذه المنظمة الحكومية الدولية الإقليمية في عام 2003.

ــ وعلى هامش الاسئلة حول المنصب، هل تدعم الدكتورة كيوان اقرار <الكوتا> النسائية في لبنان؟

 - بالتأكيد وأشدد على ضرورة إقرار <كوتا> نسائية بالمقاعد وليس بالترشيح. نحن الآن ما زلنا نخوض معركتنا على هامش الحياة السياسية ونطمح لنقل النضال الى داخلها. وانا ادعو الاحزاب اللبنانية لترشيح النساء، فالمرأة اللبنانية تواجه تحدياً كبيراً يتمثل بقدرتها على إثبات نزاهتها وشفافيتها وتفانيها واهتمامها بعمق الملفات، وهي بالتالي معنيّة اكثر من أي وقت مضى بخلق جو من الثقة لكسب الرأي العام لصالحها.

وليس بعيداً عن المرأة وشؤونها نذكر ان وزير شؤون المرأة جان اوغاسابيان يدعم ايضا خطوة تبني لبنان رسمياً ترشيح الدكتورة فاديا كيوان لمنصب وكيلة الأمين العام للأمم المتحدة والأمينة التنفيذية لـ<الاسكوا>، مؤكداً انه منصب جدير بسيدة لبنانية أن تتبوأه بعدما استضاف لبنان مقر <الإسكوا> طوال أربعة عقود، مبدياً <ثقته بما تتحلى به الدكتورة كيوان من جدارة أثبتتها طوال مسيرتها المهنية الغنية> ومؤكداً <استعداده لتوسيع مروحة الاتصالات والدعم الرسمي للدكتورة كيوان> معتبراً ان تبوء سيدة لبنانية هذا المنصب الدولي الرفيع قيمة مضافة في ضوء التجربة اللبنانية المتمسكة بالعيش المشترك والمنفتحة على الحضارات والثقافات والتضامن مع قضايا الشعوب في سبيل اعلاء قيمة الإنسان وتعزيز حقه بالحرية والديموقراطية الحقيقية على ما تنادي به الأمم المتحدة ومنظمة <الإسكوا>.