ساحات وميادين الانتفاضة الشعبية التي انطلقت يوم الخميس ما قبل الماضي في كل المناطق اللبنانية رفضاً للواقع المالي والاقتصادي المتعثر ومنعاً لفرض المزيد من الضرائب وللمطالبة برحيل <حكومة الى العمل> ومحاسبة المسؤولين عن سرقة المال العام، شهدت مشاركة العنصر النسائي بكثافة وبشكل لم يسبق له مثيل من امهات واخوات وزوجات وبنات وحفيدات من كل الأعمار وكل الطبقات الاجتماعية، حيث شاركت العاملة والموظفة والفنانة والصحافية والمحامية والدكتورة والمهندسة والفلاحة والعاطلة عن العمل ايضاً، وهن يحملن العلم اللبناني وينشدن الأناشيد الوطنية ويرقصن بفرح عفوي حتى ان بعض الفعاليات شهدت مواكب لعرسان وجدوها فرصة للاحتفال بزواج العمر وسط الناس الذين زفوهم وسط الهرج والمرج والفرح العارم وكانت صرخة واحدة من المشاركات في الاعتصامات: نعم للقمة العيش وللحياة الحرة الكريمة ولا لسارقي مال الشعب وفارضي الضرائب، ولترحل الحكومة غير مأسوف عليها.
وسبق ان شاركت المرأة اللبنانية في تظاهرت واعتصامات سياسية ومطلبية لاسيما خلال تظاهرات المطالبة بمنح الجنسية لأولاد اللبنانية المتزوجة من أجنبي، وأثناء الحراك المدني عام 2015، لكن مشاركة المرأة خلال الانتفاضة الاخيرة كانت لافتة لدرجة استدعت تعليقات خارجية حتى ان علاء مبارك نجل الرئيس المصري الأسبق حسني مبارك نشر تعليقا ساخرا على حسابه الرسمي في تويتر، بشأن نزول جميلات لبنان إلى ساحات التظاهرات مرفقة بـ<كوميك> مضحك، كتب عليها <الناس ديه لو كان نزل زيهم في 25 يناير كان علاء وجمال نفسهم نزلوا الميدان يهتفوا ضد أبوهم>، فيما غرّد رجل الأعمال المصري نجيب ساويرس عبر حسابه الرسمي على موقع <تويتر> عن احتجاجات لبنان مازحا: <قاعد بتفرج على تظاهرات لبنان أول ما حسيت مراتي دخلت حولت على حرب اليمن>.
والمراة في لبنان تشكل اكثر من نصف المجتمع ومع ذلك لم تشارك في القرار السياسي حسب حجمها وبقيت هذه المشاركة خجولة رغم وصول المرأة في العلم إلى درجات مرموقة، وهي تعاني الظلم السياسي، وكل ما استطاعت الحصول عليه نيابياً هو فوز 6 سيدات فقط من أصل 128 نائباً هن بهية الحريري، عناية عز الدين، ديما جمالي، رولا الطبش جارودي، بولا يعقوبيان وستريدا جعجع، فيما تمثلت حكومة الى العمل الحالية بأربع وزيرات هن: ريا الحسن، مي شدياق، ندى بستاني، وفيوليت خيرالله الصفدي.
فتحية الى نساء لبنان على أمل ان يحققن ذاتهن وينخرطن أكثر فأكثر في الحياة السياسية وينهين كل أشكال التمييز بحقهن ويصلن الى اعلى المراتب الوطنية ويتركن بصمة جميلة في التاريخ اللبناني.