تفاصيل الخبر

الموسم المدرسي الجديد في أيلول تحت رعاية بريطانيا والأمم المتحدة والبنك الدولي!

07/08/2015
الموسم المدرسي الجديد في أيلول تحت رعاية  بريطانيا والأمم المتحدة والبنك الدولي!

الموسم المدرسي الجديد في أيلول تحت رعاية بريطانيا والأمم المتحدة والبنك الدولي!

بقلم وردية بطرس

Tomلمناسبة اطلاق عملية توفير التعليم لجميع الأطفال في لبنان للعام الدراسي المقبل بدعم سخي من المجتمع الدولي وبقيادة وزير التربية والتعليم العالي الياس بو صعب، عُقد مؤتمر صحافي شارك فيه وزير شؤون التنمية الدولية البريطانية <ديسموند سوين>، ومنسق أنشطة الأمم المتحدة في لبنان ومنسق الشؤون الانسانية <روس ماونتن>، والمدير الاقليمي للبنك الدولي فريد بلحاج. وشكل هذا المؤتمر الصحافي مناسبة للتشديد على كل المبادرات التي اتخذت بهدف تأمين تعليم بنوعية جيدة لكل الأطفال المحتاجين اللبنانيين والسوريين المقيمين في لبنان شرط توافر التمويل اللازم. بناء على خطة الالتحاق بالمدارس للعام الدراسي 2015 - 2016 ، ستعيد المدارس الرسمية تسجيل 106 آلاف تلميذ سوري لاجىء كانوا ملتحقين بالمدارس العام الماضي. بالإضافة الى ذلك، سيتم توسيع دوام بعد الظهر في المدارس لتوفير التعليم لعدد أكبر من الأطفال في أماكن قريبة من سكنهم. وسيساعد برنامج التعلم السريع الرائد الذي تنفذه وزارة التربية والتعليم العالي الأطفال خارج المدارس على تعويض ما فاتهم من تعلّم والالتحاق بالمدارس الرسمية في المستويات التعلمية المطلوبة شرط توافر المزيد من التمويل من الجهات المانحة. كما جرى التركيز على عملية التخطيط المكثف الذي تقوم به وزارة التربية لضمان عملية التحاق ناجحة بالمدارس. وخلال العام الماضي، برزت قصص كثيرة ملهمة حول قادة لبنانيين في قطاع التعليم و<أبطال من الصفوف الأمامية> دأبوا على إدخال كل الأطفال الى المدارس ومساعدتهم على تخطي معالم الفقر والنزاعات وتحصيل تعليم جيد. كما يعكس الطلب من قبل الأطفال على الالتحاق بالمدارس صمودهم الهائل وتصميمهم على تجاوز التحديات والسعي لتحقيق مستقبل أفضل عبر التعليم.

لقد قدم المجتمع الدولي دعماً مهماً لبرنامج توفير التعليم لجميع الأطفال في لبنان الذي تنفذه وزارة التربية والتعليم العالي بتمويل من الاتحاد الأوروبي، المانيا، وبريطانيا، والولايات المتحدة الأميركية، وفرنسا، والأمم المتحدة، والصين، وكندا، واليابان، وايطاليا، والنروج، وفنلندا، والكويت، وسويسرا، والدنمارك، واستراليا، وهولندا. وتعهد المؤتمرون العمل على حشد تمويل اضافي من المجتمع الدولي لسد فجوات التمويل المتبقيةخلال العام الدراسي وتوفير التعليم لبقية الأطفال خارج المدارس بشكل تدريجي.

تجدر الإشارة الى ان تمويل بريطانيا لقطاع التعليم في لبنان يشكّل دعماً جديداً لبرنامج الحكومة اللبنانية لتوفير التعليم لجميع الأطفال في لبنان، ويهدف الى توسيع التعليم الرسمي في لبنان. من شأن هذا البرنامج ان يفيد الطلاب اللبنانيين وقطاع التعليم بشكل عام، كما سيوفر التحاق الأطفال اللاجئين السوريين بالمدارس، ثانياً بالأعمال وليس بالأقوال. هكذا دعمت وزارة التنمية الدولية البريطانية 48 مشروعاً بقيمة اجمالية بلغت 8.3 مليون دولار كجزء من مشروع دعم المجتمعات اللبنانية المضيفة الذي تنفذه وزارة الشؤون الاجتماعية اللبنانية بالتعاون مع برنامج الأمم المتحدة الانمائي. وكان السفير البريطاني <توم فلتشر> قد أعلن في وقت سابق من هذا الشهر تمويلاً بريطانياً بقيمة 13,5 مليون دولار ليصبح عدد البلديات المستفيدة 40 بلدية بعد ان كانت المساعدة تشمل 20 بلدية. وقد بلغ إجمالي التمويل البريطاني لمساعدة لبنان 315 مليون دولار من مشروع دعم المجتمعات اللبنانية المضيفة الذي تنفذه وزارة الشؤون الاجتماعية اللبنانية بالتعاون مع برنامج الأمم المتحدة، واستفاد منه مئات آلاف اللبنانيين والسوريين عبر المنظمات غير الحكومية الدولية العاملة في كل المناطق اللبنانية.

بوصعب ومدارس النازحين

ولقد رحب الوزير الياس بو صعب بالوزير البريطاني في زيارته الثانية للبنان الهادفة الى مساعدة لبنان في أزمته وقال:

- الجميع في العالم بات يعرف حجم المشكلة المترتبة على كل القطاعات اللبنانية نتيجة النزوح من سوريا والعراق الى لبنان، يُضاف اليهم الوجود الفلسطيني والنزوح الفلسطيني من هذه الدول الى لبنان أيضاً. وان لوزارة التنمية الدولية البريطانية دوراً أساسياً في دعم برنامجنا لتوفير التعليم لجميع الأولاد النازحين الى لبنان، واننا نقدر هذا الدور كما نقدر جميع المنظمات الدولية والجهات المانحة الداعمة للمشروع بهدف الحاق أكبر عدد ممكن من التلامذة النازحين بالمدارس الرسمية. ان حجم المشكلة يحتم الحصول على مساعدات أكبر من جانب المنظمات والدول المانحة، فالتحديات كبيرة وعدد الطلاب النازحين يتزايد بدلاً من ان وزير-شؤون-التنمية-الدولية-البريطانية--ديسموند-سوين-في-البقاعيتناقص، كما ان النزوح يسبب ضغطاً كبيراً على مختلف القطاعات في لبنان في التربية والصحة والتغذية والنفايات، اذ ان 35 في المئة من حجم السكان يتشكل من النازحين.

ويتابع بوصعب:

- اننا نناشد المجتمع الدولي ألا يتخلى عنا في هذه الأزمة، كما حدث مع منظمة <الأونروا> التي رفعت العلم الأحمر في إشارة للخطر من إقفال 68 مدرسة تديرها في لبنان بسبب النقص الحاد في التمويل. وقد تحدثت مع الرئيس تمام سلام لكي يبحث هذا الأمر مع الأمين العام للأمم المتحدة <بان كي مون>، كما ان الوزير <سوين> تحدث الى الحكومة البريطانية لكي يبقى الدعم الدولي متوافراً لـ <الأنروا> من أجل القيام بمهامها.

وحيا الوزير بو صعب السفير البريطاني في لبنان <توم فلتشر> قائلاً:

- قام بالكثير من أجل لبنان ليس كسفير لبلاده فقط، وإنما كصديق للبنان عمل لمساعدتنا من كل قلبه، وجعلنا ننجح في هذه المهمة من خلال التنسيق الذي قام به في الداخل والخارج. كما أشكر  <ماونتن> الذي يغادر لبنان ايضاً لأنه عمل كمواطن الى جانب لبنان وترك بصماته التي أدت الى انجاح المشاريع الدولية لخدمة لبنان.

ودعا بوصعب المجتمع الدولي الى التعبير عن التزامه على المدى الطويل معتبراً ان الأزمة مستمرة. وقال ان الوزارة عملت بالتعاون مع المجتمع الدولي ومنظمات الأمم المتحدة والجهات المانحة لتطوير استراتيجية حملت عنوان توفير التعليم لجميع الأطفال. ومن خلال هذه المبادرة <التزمنا توفير التعليم لجميع الأولاد النازحين من سوريا والعراق. وفي العام الدراسي المنصرم فتحنا نحو ألف مدرسة لغير اللبنانيين من خلال استعمال العديد من هذه المباني وفق نظام الدوامين، وتمكنا من تعليم نحو  104000 طفل نازح من سوريا،  ووضعنا هدفاً لمضاعفة عدد النازحين في مدارسنا لنحو 200000 طفل في العام الدراسي المقبل وذلك بحسب التمويل الذي نتلقاه من المانحين. لقد أسسنا وحدة خاصة في الوزارة لإدارة المشروع لنتمكن من بلوغ الأهداف المحددة>.

ويتابع الوزير بوصعب:

- التحدي الأكبر الذي نواجهه هو استدامة التمويل من أجل متابعة البرنامج، وقد وضعنا الخطط التي تبين للمجتمع الدولي سياستنا وأنظمتنا واستعدادنا لرفع عدد الملتحقين بالمدارس من النازحين مع وصول التمويل اللازم قبل افتتاح المدارس بشهر واحد. ان الحاجات كثيرة ومنها اضافة لتكاليف التعليم حاجة بعض الأطفال النازحين للدعم النفسي والاجتماعي والعناية الصحية بسبب المعاناة التي تعرضوا لها في الحرب. وهناك الحاجة الدائمة لتأمين وسائل نقل الطلاب. كما يتوجب علينا التأكيد على ان أهالي التلامذة اللبنانيين لن يسحبوا أولادهم من المدارس التي يوجد فيها نازحون ويضطرون الى نقلهم الى مدارس خاصة مما يثقل كاهلهم بالديون. وهذه التحديات تتطلب التمويل اللازم، ويتوجب على المجتمع الدولي ان يرفع قيمة مساهماته في شهر أيلول (سبتمبر) المقبل، على اعتبار غياب أي نهاية ظاهرة في الأفق للحرب في سوريا فإننا مضطرون لتأمين التعليم للنازحين للسنوات المقبلة. وأدعو المانحين الى الالتزام لعدد من السنوات المقبلة لكي نتمكن من متابعة تأمين التعليم للأطفال النازحين.

وبدوره، يقول وزير التنمية الدولية البريطانية <ديسموند سوين>:

- يسرني ان تستثمر بريطانيا في مستقبل لبنان بتوفير مساعدات لقطاع التعليم بلغت قيمتها 93 مليون دولار على مدى خمس سنوات. ويشمل ذلك مساعدة بريطانية بقيمة 32 مليون دولار عبر صندوق الائتمان المتعدد الأطراف لمواجهة تداعيات الأزمة السورية على لبنان دعماً للبرنامج الطارىء لاستقرار قطاع التعليم وتعزيزاً لخدمات التعليم الرسمي. استجابة للقيادة الممتازة لبرنامج توفير التعليم لجميع الأطفال في لبنان من قبل الحكومة اللبنانية، ستقدم بريطانيا دعماً اضافياً بقيمة 15 مليون دولار للعام الجاري للمساعدة على سد الفجوة التمويلية المتبقية. من شأن هذا التمويل لقطاع التعليم ان يضمن التحاقاً بالمدارس وتعليماً بنوعية جيدة للأطفال اللبنانيين واللاجئين على حد سواء.

ويتابع الوزير:

- يسرني ايضاً ان أعلن عن مساعدة بقيمة مليوني دولار للأبحاث حول النتائج لبرنامج تحسين قطاع التعليم في لبنان بقيادة البنك الدولي وبإشراف لجنة توجيهية رفيعة المستوى. ان هدفنا يكمن في الوصول الى قطاع تربوي رفيع المستوى وان يكتسب كل الطلاب مهارات أكاديمية عالية لتحقيق مستقبل مزدهر في ظل القيادة السياسية والخبرات العالمية التي تساعد على اصلاح القطاع التربوي.

وبدوره يقول نائب المنسق الخاص للأمم المتحدة في لبنان ومنسق أنشطة الأمم المتحدة في لبنان ومنسق الشؤون الانسانية والممثل المقيم لبرنامج الأمم المتحدة الانمائي <روس ماونتن> ان لبنان ووزارة التربية يواجهان أضخم أزمة تربوية عرفتها الذاكرة الحديثة: <نحن نحث المجتمع الدولي على الاستمرار في دعم التعليم لكل الأطفال المحرومين ليس فقط حماية لمستقبل هؤلاء الأطفال بل أيضاً لحمايتهم من مخاطر الايذاء والاستغلال المتزايدة. ان تعليم الأطفال الفقراء والذين يعيشون في ظل الحرمان والاقصاء يمنحهم كل المهارات المطلوبة لتحسين حياتهم والتحول الى قوة تغيير ايجابية في مجتمعاتهم>.

وزير-شؤون-التنمية-الدولية-البريطانية-ديسموند-سوين-يزور-وزير-ومن جهته، يقول فريد بلحاج المدير الاقليمي لبنك الدولي:

- ان البنك الدولي هو شريك قوي لحكومة لبنان في دعم استراتيجية <RACE>، مما يعزز قدرة لبنان على مواجهة تأثير الأزمة السورية على نظامها التعليمي. من خلال الصندوق الائتماني الذي خصص لدعم لبنان في مواجهة تداعيات الأزمة السورية، خصصنا 32 مليون لبرنامج استقرار النظام التربوي في حال الطوارىء للبنان <EESSP> ونحن على استعداد لوضع المزيد مع زيادة الدعم المقدم من المانحين. ولكن هذا الدعم سيحتاج الى ان يقابله التزام قوي من جانب الحكومة اللبنانية لتطوير عمليات صنع قرارها بحيث تتناسب مع الأوضاع الملحة. وبالإضافة الى ذلك، وبدعم مالي من حكومة المملكة المتحدة، البنك الدولي بصدد إطلاق برنامج أبحاث التعليم لسنوات عديدة.

زيارة <سوين>

ولقد اختتم وزير شؤون التنمية الدولية البريطاني <ديسموند سوين> زيارة للبنان استغرقت ثلاثة أيام التقى خلالها رئيس الوزراء تمام سلام، ووزير الشؤون الاجتماعية رشيد درباس، وعقد مؤتمراً صحافياً مشتركاً مع وزير التربية الياس بو صعب.

كما جدد <سوين> خلال زيارته دعم بريطانيا المستمر لأمن لبنان واستقراره والتزامها في الاستثمار في مستقبل البلاد عبر دعم التعليم. واطلع الوزير <سوين> عن كثب على تأثير الدعم الذي تقدمه بلاده الى المجتمع اللبناني واللاجئين السوريين في مواجهة التحديات الهائلة.

وخلال زيارته الى البقاع، التقى <سوين> عدداً من اللاجئين السوريين في بر الياس واستمع من المسؤولين في الأمم المتحدة، والمسؤولين في البلديات والمخاتير الى أبرز المسائل التي يواجهونها في مناطقهم وكيف ساعد مشروع بريطاني متكامل لبناء سدود لمنع الفيضانات أكثر من 50,000 مواطن في المنطقة. وخلال لقاء وزير التربية الياس بو صعب والمنسق المقيم لأنشطة الأمم المتحدة في لبنان <روس ماونتن> والمدير الاقليمي للبنك الدولي فريد بلحاج، تحدث <سوين> عن المبادرات التي اتخذت من أجل تأمين تعليم نوعي الى كل الأطفال المحتاجين من اللبنانيين واللاجئين السوريين في المدارس اللبنانية، وضمان عملية التحاق ناجحة بالمدارس الرسمية لحوالى 200 ألف لاجىء سوري.

وقال <سوين> قبيل مغادرته:

- هذه زيارتي الثانية الى لبنان، هذا البلد المعروف بصموده وسخاء شعبه والمصمم على مواجهة كل التحديات المحلية والاقليمية في ظل أجواء عدم الاستقرار المتزايدة. يسرني ان تستثمر بريطانيا في مستقبل لبنان بمبلغ 93 مليون دولار خُصص لدعم التعليم على مدى خمس سنوات وبمبلغ اجمالي يوازي 315 مليون دولار. لقد اكدت للمسؤولين اللبنانيين تضامن بريطانيا ومساندتها للجهود السياسية والانسانية التي يبذلونها وعبرت لهم عن دعم بلادي للشعب اللبناني في ظل هذه الظروف العصيبة. كما اود ان أشدد على أهمية ان تحافظ كل الأطراف على استقرار لبنان، وان نعمل يداً بيد لوضع المصلحة الوطنية فوق كل اعتبار...تجدر الاشارة الى ان وزير التربية والتعليم العالي الياس بو صعب عقد ووزير الدولة البريطاني للتنمية الدولية <ديسموند سوين> اجتماع عمل في حضور السفير البريطاني <توم فلتشر>، للتحضير للاجتماع الذي سيُعقد في نيويورك على هامش الجمعية العمومية للأمم المتحدة، من أجل جمع الجهود الدولية لتأمين الحق بالتعليم للنازحين السوريين في لبنان.